جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

إتقان العمل

إتقان العمل

تاريخ النشر: الأربعاء, 20 يوليو 2016 - 16:35 مساءً | عدد المشاهدات: 2,182

دعاة ومختصين:الاقتدار الزائف بإجادة كل فن وبالأخص فيما يتعلق بأمور الفتوى والسياسة الشرعية ومصالح المسلمين العامة أصبح الناس لا يميزون وماذا تتوقع حين لا تعطي العامل أو الموظف حقه بما يكفيه ليعيش حياة كريمة

 

عندما يغيب إتقان العمل عن دولة ما فإن الدولة تسمى دولة فاشلة؛ فالإتقان هو أساس نجاح المجتمعات والتخصص أساس الإتقان هذا ما وصل إليه رأي علماء وأساتذة تناولوا إشكالية التدهور التي تعيشه اليمن في مختلف الأصعدة التنموية، وهذا الغياب يتناقض مع أوامر الله سبحانه وتعالى حين خلق الإنسان واستخلفه في الأرض من أجل تحقيق رسالة سامية وهي استعمار هذه الأرض، والخلافة في الأرض واستعمارها لا يكون إلا بالعمل الجاد الشاق الذي يقوم على الإتقان والتخصص والعمل الصالح الذي يحقق المصلحة العامة للمجتمع، وقد أكد والإسلام على الإتقان في العمل والإخلاص فيه، فالشريعة الإسلامية حملت لنا الكثير من النصوص التي تطالب المسلم بالاجتهاد والإخلاص في العمل، وكل إنسان عليه أن يتقن عمله، لأن النبي الكريم صلي الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)، وبرنامج التواصل مع علماء اليمن يضع مع الدعاة أجوبة لما هو الإتقان التي تحتاجه اليمن والى أي درجة وصلت أهميته ومن قبل كيف هي حالة العمل واليد العاملة اليمنية وعلاقة الفساد فيما وصل الوضع إلية؟

ـ أصبح عامة الناس لا يميزون في بعض الأحايين بين الطبيب والعالم والصحفي والمفكر والداعي

حثنا الإسلام عن الإتقان وجعله من الأساسيات في العبادات أو في الأعمال الدنيوية التي يقوم بها والتي تعود عليه بالنفع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لكن الحال تبدل اليوم وصار من العجيب العجاب كما يقول الشيخ معين بن عبد الرب :"فعل بعض المتطفلين على جميع التخصصات والذين نصبوا أنفسهم من ذوي الإحاطة بجميع الأمور، دينية كانت أو دنيوية، وجعلوا من أنفسهم حكاما ومفتين وأطباء واقتصاديين ومفكرين، وهم لا يعدون كونهم كتبة على ورق مبتذل، لا رائد لهم فيه إلا التطفل وحب الشهرة ، وطلب الرياسة والثناء بالجرأة، والاقتدار الزائف بإجادة كل فن وإحسان كل طرح زعموا، ولو أدى ذلك إلى إحداث جذام في حال تطبب الزكام، وفقأ العين في حال إزالة القذى، حتى أصبح عامة الناس لا يميزون في بعض الأحايين بين الطبيب والعالم والصحفي والمفكر والداعي، وبالأخص فيما يتعلق بأمور الفتوى والسياسة الشرعية ومصالح المسلمين العامة، ناسين أو جاهلين تربيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته على احترام التخصص وعدم إهماله أو التطفل عليه".

ويضيف الشيخ معين "قد جاء في السنة ما يدل على ان الاختصاص ينبغي أن يرد إلى أهله وان لا يتطفل عليهم فيه، أو ينتزع منهم، وليس ذلك مختصا بأمور الدين فحسب، بل حتى في أمور الدنيا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في مسألة تلقيح النخل (أنتم أعلم بأمور دنياكم) رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه، وكقوله - صلى الله عليه وسلم - في حقل الطب : ( من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن) أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده وحسنه الألباني في صحيح الجامع، فها هو صلى الله عليه وسلم يعيد الاختصاص إلى أهله وهو في الوقت نفسه يحذر من التطفل عليه بل إنه يتوعد المتطفلين عليه بالمسائلة والمحاسبة، فكيف بالمقصرين من ذويه وأهله".

ـ ماذا تتوقع حين لا تعطي العامل أو الموظف حقه بما يكفيه ليعيش حياة كريمة

الإتقان والتخصص من المسائل الغائبة في اليمن فالواقع المزري وحالة الفساد تكشف كم بات التدهور مستمرا لأسباب مختلفة يربطها الداعية والأستاذ عمر دومان بشروط واضحة فـ"لو كان الحاكم عادلا وكافرا نجح وان كان ظالما ومسلما فشل هذه حقيقة، وان ما الذي أوصل البلد لهذه الحالة من الهشاشة والضعف غياب العدل، لا تعطي العامل أو الموظف حقه بما يكفيه ليعيش حياه كريمه، ثم يضطر ليبحث عن أعمال أخرى ويختلط عليه الوضع والعمل، وتخيل شخص في أكثر من وظيفتين وغيره لم يجد وظيفة واحدة، وهذا الموظف تجد جهده للعمل الخاص ويهمل وظائف الدولة ويستلم نصف مرتب ويترك نصفه للإدارة المتغاضية عن إهماله وهكذا ننحدر للأسفل، تخيلوا كم من أموال عامة تنفق وتهدر دون حسيب ولا رقيب وشخص آخر يحتاج للوظيفة لا يحصل عليها".

الأستاذ دومان يرد الوضع المتدهور إلى "عدم وجود العدل وغياب القوانين النافذة وتغييب تفعيل الاتحادات العمالية والنقابات الذي يهدر حقوق الناس وينعدم معه التخصص، وقد أكدت الشريعة الإسلامية على العدل ودرء المفاسد وعلى وجوب التخصص إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه، والإتقان هنا يعني التخصص بالدراسة والفهم والقدرات في المجالات، ولم تقم السماوات والأرض إلا على العدل ولن تستقيم أمور الدنيا إلا بالعدل وغيابه يعني خلال في التعامل كليا وكم من عقوبات في القران للزجر والتحذير من الظلم لهذا العدل مطلوب إقامته ".

ويعتبر الأستاذ دومان إن "الدولة القوية بسن القوانين هي الضامن الذي ستحقق العدل بنظم واضحة وتقضي على التداخل والخلط وغياب الإتقان والتخصص، أما الدولة الهشة الفاسدة تجعل الشخص يتوظف هنا وهناك ويأخذ حق غيره بالوساطة ويحصل على مناصب المال العام وهو لا يداوم ولا ينتج جهدا ولا يفيد من مكانه هذا، هنا ندرك أن الدولة فاسدة وضعيفة ونسأل اليوم كم عدد الموظفين في ألدوله كم الذين يعملون وكم الإنتاجية في العمل ولهذا وجود دوله القانون النافذ هي من ستجعل التخصص يرتقي وكل شخص في مكانه يقنع حين تعطيه حقه وتكفيه والإنسان لماذا يضطر للعمل هنا وهناك؟لأنه لا يجد ما يكفيه في الأصل فيضطر لهذا الخلط ويحدث التقصير ولا يجد من يحاسبه".

ـ لا نجاح لأي مجتمع مسلم دون إتقان للعمل

كل إنسان في مكان عمله عليه أن يتقي الله عز وجل ويبذل أقصى جهد خصوصا في الأعمال التي تتعلق بمصالح الناس، فالموظف عليه ألا يعطل مصالح الجماهير وكل شخص يتحمل مسئولية في أي من الجهات التي تتعلق بمصالح الناس عليه أن يسعي لمعالجة الأخطاء وإعطاء التعليمات والتوجيهات، ومراقبة تنفيذ الأعمال بكل دقة وهو ما يسمى بالإتقان والتخصص حيث يقول الشيخ معين بن عبد الرب :"إنه لا نجاح لأي مجتمع مسلم دون إتقان للعمل، ولا إتقان دون معرفه كل فرد ما له وما عليه، وما هو من شأنه وما هو ليس من شأنه، وما هو أهم، كما أنه لا استقرار ولا توازن للمجتمع دون إدراك لقائمة الأولويات ومن تتبع أمثله من الخلاف والفرقة والتنازع عبر التاريخ والإخفاق في مصالح المسلمين لوجد لإهمال جانب التخصص دورا كبيرا في هذا الإذكاء".

ويؤكد الشيخ معين أن" الشريعة الإسلامية هي شريعة التكامل التي لا يعتريها النقص بوجه من الوجوه فوضحت انه لا يمكن ان يكون كل الناس علماء، ولا أن يكون كل الناس حكاما ولا إن يكون كلهم مجاهدين، ولا أن يكون كلهم فلاحين أو دارسين أو غير ذلك، لكي لا تختلط الأمور ولا تتبعثر المصالح، وهذا ما يسمى بمبدأ "التخصص"، الذي يعني اقتصار عضو أو فرد أو جماعه على فن معين أو عمل معين، وهو من الضرورات للمجتمع المتكامل، حيث يفرق الأعمال والعلوم بين الأفراد، كل فرد بما وهبه الله من قدرة ومعرفة في مجاله، أو بما أوكل إليه من مصالح المسلمين وهو بلا شك يزيد في الإتقان ويؤدي إلى المهارة والجودة والاكتشاف والاختراع ، ويحد من الفوضى بتنازع الاختصاص أو تدافعه".

ـ نعطي كل شخص تخصصه ونحترمه في مجاله ونقدره فيه ونتركه يبدع ويتطور

إن الأهمية التي يحتلها أمر الإتقان في العمل من الأولويات في نجاح أو فشل المجتمع، خاصة ونحن اليوم في حاجة للمخلصين المجتهدين الذين يدركون قيمة الوقت وأهمية التخصص ذلك ما أكده المدرب والداعية عمر دومان "هذا أمر مهم جدا لان خلط الأوراق يعني أن كل شخص يريد أن يعمل في هذا وهذه وهنا وهناك يفشل لذاته ويفشل المجتمع ولكن التخصص مطلوب في الأعمال في الإدارة في كل مجالات الحياة كما يقول المثل الشعبي أن تعطي الخبز لخبازه.. فعلى كل شخص وهو يجيد شيء يعمل على إتقانه كمجال هو يتخصص فيه فيرتقي به ويتطور وهنا ستجني البلاد التطور المطلوب".

ويختتم الأستاذ دومان تصريحه لبرنامج التواصل "إن الإنسان الذي يريد العمل في كل المجالات فلن يفيد ولن يترك البلاد تستقيم وترتقي ،وما هو حاصل اليوم حتى في مجال التدريب وفي مجالات كثيرة حين يعمل ويشتغل الإنسان في أكثر من مجال يخبط لأنه مستحيل يكون الشخص متخصص في كل شيء لهذا وجب أن نعطي كل شخص تخصصه ونحترمه في مجاله ونقدره فيه ونتركه يبدع ويتطور في هذا الجانب، هنا ترتقي البلاد لهذا وجب على كل شخص ان يتخصص وعلى المجتمع والأسرة إسناده في ان يتخصص ويشجعوه في مجاله ولا نحرمه وهكذا تنموا المجتمعات".

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

مكونات العمل الدعوي تعقد لقاءً مفتوحاً بحضور مستشار رئيس الجمهورية وزير الدولة

مكونات العمل الدعوي تعقد لقاءً مفتوحاً بحضور مستشار رئيس الجمهورية وزير الدولة

مكونات العمل الدعوي تعقد لقاءً مفتوحاً بحضور مستشار رئيس الجمهورية وزير الدولة تقرير/ أحمد اليفرسي   .. المزيد
العمل الدعوي عوائقه وأهدافه والسعي إلى ترشيد الخطاب الإسلامي بالكلمة الصالحة التي تجمع ولا تفرق

العمل الدعوي عوائقه وأهدافه والسعي إلى ترشيد الخطاب الإسلامي بالكلمة الصالحة التي تجمع ولا تفرق

الشيخ المقطري: العمل الدعوي يستعيد نشاطه والآن أصبح أمامه العائق المادة والأمن وهناك طلاب أهلهم منعوهم من الخروج والتنقل بين المدي .. المزيد
دعاة وعلماء اليمن: المرحلة تحتاج إلى إعادة النشاط الاقتصادي والبيع والشراء وتوفير فرص العمل

دعاة وعلماء اليمن: المرحلة تحتاج إلى إعادة النشاط الاقتصادي والبيع والشراء وتوفير فرص العمل

دعاة وعلماء اليمن: المرحلة تحتاج إلى إعادة النشاط الاقتصادي والبيع والشراء وتوفير فرص العمل على وقع التمرد والانقلاب الحوثي &nd .. المزيد
العمل الدعوي في تجدد مستمر ونشاط بارز رفضاً للتطرف والإرهاب بكل أشكاله

العمل الدعوي في تجدد مستمر ونشاط بارز رفضاً للتطرف والإرهاب بكل أشكاله

علماء عدن: العمل الدعوي يسهم بشكل واضح في محاربة التطرف وإسهامات الدعاة لا يستهان بها في إحياء سماحة الشريعة وللمرأة حضور خاص وكثي .. المزيد