خلال شهر واحد: الحوثيون يمارسون 354 جريمة قتل وتعذيب وانتهاكات كثيرة
الشيخ الصلاحي: انتظروا نهاية الحرب وسينكشف حجم الدمار والخراب النفسي والروحي والفكري والاجتماعي والسياسي والثقافي والديني والمادي
تعددت التقارير الحقوقية والإعلامية في ذكر الجرائم الممارسة بحق الإنسان اليمني والجاني ميليشيات تمرست وأتقنت فنون القتل والتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان، كان آخر تقرير صادر عن جهة رسمية ذلك الذي نشرته اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في بيان صحفي أوضح ادعاءات انتهاكات حدثت خلال الفترة من منتصف فبراير إلى نهاية مارس 2016م، والذي رسم صورة قاتمة عن أوضاع حقوق الإنسان في اليمن، أهم صور تلك الانتهاكات التي رصدتها اللجنة وقامت بالتحقيق فيها، جرائم القتل الجماعية والفردية التي مست الحق في الحياة، وجرائم المساس بالسلامة الجسدية، والحصار كجريمة ضد الإنسانية، وجريمة تجنيد الأطفال، وجريمة زرع الألغام، وقصف واستهداف المستشفيات والطاقم الطبية، والاعتقال خارج القانون، وجريمة الإخفاء القسري، وتفجير المنازل والمساجد والمستشفيات، وجرائم التعذيب، وتدمير الرموز الثقافية.
وكشف التقرير حدوث انتهاكات تجاوزت "354" وصلت إلى تنفيذ عمليات قتل غير قانونية، حيث استقبلت اللجنة خلال شهر فبراير ومارس أكثر من (40) ملف وتقرير من منظمات المجتمع المدني في محافظات عدن وتعز والضالع وصنعاء والحديدة واب يحوي تقارير ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان ووثائق واستمارات لضحايا، كما فحصت اللجنة (7) تقارير لمنظمات دولية غير حكومية هي" منظمة العفو الدولية" و"منظمة حقوق الإنسان"، إضافة إلى تقارير عامة صادرة عن المفاوضات السامية لحقوق الإنسان خاصة بأوضاع حقوق الإنسان في اليمن.
ـ مع انقشاع غبار الحرب سينكشف حجم الدمار والخراب
البيان الصحفي الذي استعرضت فيه اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان أبرز أنواع الانتهاكات لشهر مارس 2015م منها الاختطاف والإخفاء والتعذيب، حيث فاقت حالة التعذيب التي مارستها الميليشيات الحوثية (21) حالة تركز أغلبها في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات محافظتي "صنعاء وذمار"، وعدد (80) حالة اعتقال خارج القانون في محافظات صنعاء وحجة وذمار وإب"، وتم تسجيل عشر حالات تفجير المنازل في الضالع وإب وعمران ،فيما وصلت جريمة الإخفاء القسري إلى (27) في محافظتي صنعاء والبيضاء.
في هذا الصدد يقول الشيخ علي الصلاحي داعية وخطيب مسجد علي في تعز بتصريحه لبرنامج التواصل مع علماء اليمن معلقاً على الأرقام السابقة أنه "غير مندهش من الأرقام فحرب المليشيات سببت فعلا جرحا غائرة لأن حجم الجرائم كبيرة و فظيعة وفوق الخيال وحين ينقشع غبار هذه الحرب القذرة وغير المبررة التي تقوم بها هذه العصابة الإرهابية الفاجرة وينكشف حجم الدمار والخراب النفسي والروحي والفكري والاجتماعي والسياسي والثقافي والديني والمادي حينها فقط سيرى الجميع حجم الجرم ووضاعته، أزهقوا الأرواح البريئة دون تمييز بين شيخ وطفل وامرأة ومحارب ومسالم ومحايد وساكت وخائف".
ـ لقد طفح الكيل لماذا تعمد جماعة الحوثي إلى تجفيف المجتمع
وجاء في التقرير أن حالات القتل بعدة طرق التي جرى الإبلاغ عنها في جميع التراب اليمني، تم ارتكابها من قبل ميليشيات الحوثي الموزعة على عدة محافظات يمنية بما فيها إعدام أشخاص وقتل جماعي، يقول عنها الشيخ معين بن عبد الرب إمام وخطيب جامع الحسنى في منطقة الإنشاءات وداعية ومدرس علوم شرعية في محافظة عدن: "لقد طفح الكيل وبلغ الماء الزبى في قضايا الإجرام التي ترتكبها ميليشيات الحوثي من انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن فقد بتنا نسمع بشكل مستمر ألوانا متعددة للانتهاكات بما يناقض ما جاء به الإسلام من حفظ حق الإنسان في حياه شريفة وحفظ حقه في الحياة".
ويضيف الشيخ معين "فتراهم يقتلون الإنسان إذا اختلف معهم في وجهات النظر ويعذبون المساجين والأسرى، فذكرت القيم الإسلامية الأسير مقرونا بحسن المعاملة والإحسان إليه بالكلمة بالطعام والماء والكرامة، وإلا لا تأسره وأطلقه فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول في من يأسر قطة ولا يحسن إليها أنه يدخل النار، والميليشيات تقتل المدنيين بكل وحشية. والأرقام التي أشار إليها التقرير خير شاهد".
ويشرح الشيخ معين بن عبد الرب أن" التعذيب وتراه في السجون الذي فيها يتم اختطاف وإخفاء للصحفيين وأئمة المساجد وكثير من الناس الذين لهم شأن في المجتمع، وأسأل ماذا يريدون من تلك الأفعال؟ هل يجب في اعتقاهم أن يبقى جهلة القوم من أتباعهم يعيثون في الأرض فسادا، فيعمدون إلى تجفيف المجتمع ابتداء من قتل الساسة والقادة والمثقفين والصحفيين وتعذيبهم".
ـ جماعة الحوثي تركت لقناصتها حرية القتل لمجرد القتل والترويع
يأتي على صعيد الاعتداء على الممتلكات العامة والحصار الممنهج التي مارسته الميليشيات الحوثية، فقد أحصى فريق الرصد (16) حالة وفاة ناتجة عن حصار وقصف المستشفيات تركزت في تعز بدرجة أولى والضالع تالياً، و(8) حالات اعتداءات على أطقم طبية.
وبحسب الشيخ علي الصلاحي أن جماعة الحوثي تركت لـ "قناصتها حرية قتل الأطفال لمجرد التسلية والقتل لمجرد القتل، فتيان وفتيات، وقتل قناصتهم النساء شابات وعجائز لمجرد القتل ونوع من اللعب والتسلية، وقتل قناصتهم أيضا شبابا وشيوخا وكهولا ومعاقين وعميان ومجانين ... كل تلك الجرائم قاموا بها دون حاجتهم إليها فضلا عن جرائم القتل التي حدثت بسبب القصف العشوائي للمدن المكتظة بالسكان والبعيدة عن مواقع وثكنات المقاومة وتسبب في وجود أرامل وثكل و معاقين وفواجع ليس من اليسير نسيانها"
كما يتساءل الشيخ معين بن عبد الرب فيما يراه من توحش مارسته الميليشيات الانقلابية "أبشع الأعمال ترتكب ضد المدنيين قصف المنازل وآخر ما نسمع عنه من جرائم يندى لها الجبين قصف المستشفيات في تعز أكثر من مستشفى قصفت كالروضة والثورة وفي مأرب الشهر الفائت قصف مستشفى مما تسبب بمقتل الكثير".
ويستطرد الشيخ معين في خضم الأحداث "متى يعي هؤلاء أن المستشفيات لكل المواطنين لي ولك وله وابني وابنه وأختي وأخته وأمي وأمه فليست المستشفيات حكرا على المقاومة أو الجيش الوطني، هي لكل المواطنين ينتفعون منه فالشاهد من كل هذا أن الانقلابيين خالفوا الدين والشرع وعرف المجتمع وأعراف القبائل، وخالفوا الفطرة الإنسانية والعقل السليم بقصف المدنيين والنساء في تعز الوازعية وغيرها وهو مما لا شك ولا ريب أنه لا يقبل به رجل عاقل ودين مستقيم ولا ميزان الحق".
ـ انتهاك الطفولة من الأهداف الموضوعة على قائمة الميليشيات
سجل فريق الرصد تجنيد الحوثيين للمئات من الأطفال (دون الثامنة عشرة)، وهم يتوزعون على جبهات القتال في عموم المحافظات الواقعة تحت سيطرتها حتى اللحظة ونقاط التفتيش المنتشرة داخل شوارع وأحياء العاصمة صنعاء.
فيما تقدر أعداد المجندين الأطفال الجدد في الشهر الفائت (60) طفلاً على الأقل، ولوحظ أن أغلب هؤلاء هم من خارج العاصمة، في اختراق خطير للقانون الذي يحظر تجنيد الأطفال، وهذا ما نصت عليه اتفاقية حقوق الطفل 1989م، في المادة "38", والمادة "8/26" من اتفاقية روما والتي نصت على: "تجنيد الأطفال دون سن الخامسة عشر من العمر إلزامياً أو طوعياً في القوات المسلحة أو من قبل الجامعات والحركات المسلحة أو استخدامهم للمشاركة فعلياً في الأعمال الحربية".
لا يعي الألم الناتج عن تلك الحالات المتعلقة بالأطفال غير أب يشعر بحرقة دم، وهو الشيخ علي الصلاحي بقوله: "ما سينكشف لآباء وأمهات من غررت المليشيات بأبنائهم وبعضهم هم أطفال أعمارهم لا تكاد تتجاوز العاشرة، أغروهم بالأسلحة واستغلوا فقرهم وجهلهم ثم زجوا بهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل ثم تركوهم طعما للجوارح والكلاب وهوام الأرض وديدانها ولم يكلفوا أنفسهم حتى بمواراتهم في التراب فضلا عن إعادتهم لأسرهم ليقوموا بدفنهم إلا ما كان من سلالاتهم فإنهم يبذلون الغالي والنفيس لسحبهم وإعادتهم ودفنهم".
ـ أسر كبيرة صارت في الشارع بأطفالها ونسائها وشيوخها
إن التحقق هي الخطوة الموصلة إلى جملة من الحقوق للضحايا المرتبطة بالحق الرئيسي المتمثل بالحق في الإنصاف حسب اللجنة، فكيف سيتم إنصاف (40) قتيلا بالألغام في محافظة تعز وأكثر من (13) حالة أخرى في لحج وعدن وعمران.
هناك حدود للجريمة إلا ما ترتكبه الميليشيات ذلك ما وصفه الشيخ معين "حتى المرأة إذا زنت لا يقام عليها الحد إذا كان الجنين في بطنها إلى أن تضع وترضع طفلها حولين كاملين بعد ذلك يقام عليها الحد أما هؤلاء الحوثة فينتهكون الدم المحرم بكل إجرام ودم بارد لا يكترثون؛ لأن قيمهم ضاعت، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر عمن أحسن إلى كلب كتلك البغي التي دخلت الجنة في كلب سقته وأحسنت إليه، في حين أن هؤلاء يهينون بني جلدتهم بني وطنهم ممن جمعتهم قبيلة واحدة ورابطة الدم ولحمة واحدة، ويتكلمون لغتهم ومع هذا لا يلتزم الانقلابيون ولا يعيرون كل هذه الروابط اهتماما".
عند هذه النقطة يتحدث الشيخ الصلاحي "أسر كبيرة صارت في الشارع بأطفالها ونسائها وشيوخها أخرجتهم هذه المليشيات إلى العراء وفجرت منازلهم هؤلاء بالآلاف وما يزال مسلسل التفجير قائما، مساجد ودور القرآن ومدارس تحفيظ القران يتم قصفها وتفجيرها وقتل أئمتها وخطبائها ومدرسيها وطلابها والمصليين فيها".
وفي الختام يذكر الشيخ الصلاحي أن "الخرق واسع والجرح غائر والدم يسير أنهارا والدموع سيولا والأحزان عظيمة والأوجاع فضيعة ونسيان ذلك ليس بالأمر الهين واليسير...نسأل الله تعالى العون في القيام بمداواة ومعالجة تلك القبائح".
خلال شهر واحد: الحوثيون يمارسون 354 جريمة قتل وتعذيب وانتهاكات كثيرة
الشيخ الصلاحي: انتظروا نهاية الحرب وسينكشف حجم الدمار والخراب النفسي والروحي والفكري والاجتماعي والسياسي والثقافي والديني والمادي
تعددت التقارير الحقوقية والإعلامية في ذكر الجرائم الممارسة بحق الإنسان اليمني والجاني ميليشيات تمرست وأتقنت فنون القتل والتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان، كان آخر تقرير صادر عن جهة رسمية ذلك الذي نشرته اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في بيان صحفي أوضح ادعاءات انتهاكات حدثت خلال الفترة من منتصف فبراير إلى نهاية مارس 2016م، والذي رسم صورة قاتمة عن أوضاع حقوق الإنسان في اليمن، أهم صور تلك الانتهاكات التي رصدتها اللجنة وقامت بالتحقيق فيها، جرائم القتل الجماعية والفردية التي مست الحق في الحياة، وجرائم المساس بالسلامة الجسدية، والحصار كجريمة ضد الإنسانية، وجريمة تجنيد الأطفال، وجريمة زرع الألغام، وقصف واستهداف المستشفيات والطاقم الطبية، والاعتقال خارج القانون، وجريمة الإخفاء القسري، وتفجير المنازل والمساجد والمستشفيات، وجرائم التعذيب، وتدمير الرموز الثقافية.
وكشف التقرير حدوث انتهاكات تجاوزت "354" وصلت إلى تنفيذ عمليات قتل غير قانونية، حيث استقبلت اللجنة خلال شهر فبراير ومارس أكثر من (40) ملف وتقرير من منظمات المجتمع المدني في محافظات عدن وتعز والضالع وصنعاء والحديدة واب يحوي تقارير ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان ووثائق واستمارات لضحايا، كما فحصت اللجنة (7) تقارير لمنظمات دولية غير حكومية هي" منظمة العفو الدولية" و"منظمة حقوق الإنسان"، إضافة إلى تقارير عامة صادرة عن المفاوضات السامية لحقوق الإنسان خاصة بأوضاع حقوق الإنسان في اليمن.
ـ مع انقشاع غبار الحرب سينكشف حجم الدمار والخراب
البيان الصحفي الذي استعرضت فيه اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان أبرز أنواع الانتهاكات لشهر مارس 2015م منها الاختطاف والإخفاء والتعذيب، حيث فاقت حالة التعذيب التي مارستها الميليشيات الحوثية (21) حالة تركز أغلبها في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات محافظتي "صنعاء وذمار"، وعدد (80) حالة اعتقال خارج القانون في محافظات صنعاء وحجة وذمار وإب"، وتم تسجيل عشر حالات تفجير المنازل في الضالع وإب وعمران ،فيما وصلت جريمة الإخفاء القسري إلى (27) في محافظتي صنعاء والبيضاء.
في هذا الصدد يقول الشيخ علي الصلاحي داعية وخطيب مسجد علي في تعز بتصريحه لبرنامج التواصل مع علماء اليمن معلقاً على الأرقام السابقة أنه "غير مندهش من الأرقام فحرب المليشيات سببت فعلا جرحا غائرة لأن حجم الجرائم كبيرة و فظيعة وفوق الخيال وحين ينقشع غبار هذه الحرب القذرة وغير المبررة التي تقوم بها هذه العصابة الإرهابية الفاجرة وينكشف حجم الدمار والخراب النفسي والروحي والفكري والاجتماعي والسياسي والثقافي والديني والمادي حينها فقط سيرى الجميع حجم الجرم ووضاعته، أزهقوا الأرواح البريئة دون تمييز بين شيخ وطفل وامرأة ومحارب ومسالم ومحايد وساكت وخائف".
ـ لقد طفح الكيل لماذا تعمد جماعة الحوثي إلى تجفيف المجتمع
وجاء في التقرير أن حالات القتل بعدة طرق التي جرى الإبلاغ عنها في جميع التراب اليمني، تم ارتكابها من قبل ميليشيات الحوثي الموزعة على عدة محافظات يمنية بما فيها إعدام أشخاص وقتل جماعي، يقول عنها الشيخ معين بن عبد الرب إمام وخطيب جامع الحسنى في منطقة الإنشاءات وداعية ومدرس علوم شرعية في محافظة عدن: "لقد طفح الكيل وبلغ الماء الزبى في قضايا الإجرام التي ترتكبها ميليشيات الحوثي من انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن فقد بتنا نسمع بشكل مستمر ألوانا متعددة للانتهاكات بما يناقض ما جاء به الإسلام من حفظ حق الإنسان في حياه شريفة وحفظ حقه في الحياة".
ويضيف الشيخ معين "فتراهم يقتلون الإنسان إذا اختلف معهم في وجهات النظر ويعذبون المساجين والأسرى، فذكرت القيم الإسلامية الأسير مقرونا بحسن المعاملة والإحسان إليه بالكلمة بالطعام والماء والكرامة، وإلا لا تأسره وأطلقه فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول في من يأسر قطة ولا يحسن إليها أنه يدخل النار، والميليشيات تقتل المدنيين بكل وحشية. والأرقام التي أشار إليها التقرير خير شاهد".
ويشرح الشيخ معين بن عبد الرب أن" التعذيب وتراه في السجون الذي فيها يتم اختطاف وإخفاء للصحفيين وأئمة المساجد وكثير من الناس الذين لهم شأن في المجتمع، وأسأل ماذا يريدون من تلك الأفعال؟ هل يجب في اعتقاهم أن يبقى جهلة القوم من أتباعهم يعيثون في الأرض فسادا، فيعمدون إلى تجفيف المجتمع ابتداء من قتل الساسة والقادة والمثقفين والصحفيين وتعذيبهم".
ـ جماعة الحوثي تركت لقناصتها حرية القتل لمجرد القتل والترويع
يأتي على صعيد الاعتداء على الممتلكات العامة والحصار الممنهج التي مارسته الميليشيات الحوثية، فقد أحصى فريق الرصد (16) حالة وفاة ناتجة عن حصار وقصف المستشفيات تركزت في تعز بدرجة أولى والضالع تالياً، و(8) حالات اعتداءات على أطقم طبية.
وبحسب الشيخ علي الصلاحي أن جماعة الحوثي تركت لـ "قناصتها حرية قتل الأطفال لمجرد التسلية والقتل لمجرد القتل، فتيان وفتيات، وقتل قناصتهم النساء شابات وعجائز لمجرد القتل ونوع من اللعب والتسلية، وقتل قناصتهم أيضا شبابا وشيوخا وكهولا ومعاقين وعميان ومجانين ... كل تلك الجرائم قاموا بها دون حاجتهم إليها فضلا عن جرائم القتل التي حدثت بسبب القصف العشوائي للمدن المكتظة بالسكان والبعيدة عن مواقع وثكنات المقاومة وتسبب في وجود أرامل وثكل و معاقين وفواجع ليس من اليسير نسيانها"
كما يتساءل الشيخ معين بن عبد الرب فيما يراه من توحش مارسته الميليشيات الانقلابية "أبشع الأعمال ترتكب ضد المدنيين قصف المنازل وآخر ما نسمع عنه من جرائم يندى لها الجبين قصف المستشفيات في تعز أكثر من مستشفى قصفت كالروضة والثورة وفي مأرب الشهر الفائت قصف مستشفى مما تسبب بمقتل الكثير".
ويستطرد الشيخ معين في خضم الأحداث "متى يعي هؤلاء أن المستشفيات لكل المواطنين لي ولك وله وابني وابنه وأختي وأخته وأمي وأمه فليست المستشفيات حكرا على المقاومة أو الجيش الوطني، هي لكل المواطنين ينتفعون منه فالشاهد من كل هذا أن الانقلابيين خالفوا الدين والشرع وعرف المجتمع وأعراف القبائل، وخالفوا الفطرة الإنسانية والعقل السليم بقصف المدنيين والنساء في تعز الوازعية وغيرها وهو مما لا شك ولا ريب أنه لا يقبل به رجل عاقل ودين مستقيم ولا ميزان الحق".
ـ انتهاك الطفولة من الأهداف الموضوعة على قائمة الميليشيات
سجل فريق الرصد تجنيد الحوثيين للمئات من الأطفال (دون الثامنة عشرة)، وهم يتوزعون على جبهات القتال في عموم المحافظات الواقعة تحت سيطرتها حتى اللحظة ونقاط التفتيش المنتشرة داخل شوارع وأحياء العاصمة صنعاء.
فيما تقدر أعداد المجندين الأطفال الجدد في الشهر الفائت (60) طفلاً على الأقل، ولوحظ أن أغلب هؤلاء هم من خارج العاصمة، في اختراق خطير للقانون الذي يحظر تجنيد الأطفال، وهذا ما نصت عليه اتفاقية حقوق الطفل 1989م، في المادة "38", والمادة "8/26" من اتفاقية روما والتي نصت على: "تجنيد الأطفال دون سن الخامسة عشر من العمر إلزامياً أو طوعياً في القوات المسلحة أو من قبل الجامعات والحركات المسلحة أو استخدامهم للمشاركة فعلياً في الأعمال الحربية".
لا يعي الألم الناتج عن تلك الحالات المتعلقة بالأطفال غير أب يشعر بحرقة دم، وهو الشيخ علي الصلاحي بقوله: "ما سينكشف لآباء وأمهات من غررت المليشيات بأبنائهم وبعضهم هم أطفال أعمارهم لا تكاد تتجاوز العاشرة، أغروهم بالأسلحة واستغلوا فقرهم وجهلهم ثم زجوا بهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل ثم تركوهم طعما للجوارح والكلاب وهوام الأرض وديدانها ولم يكلفوا أنفسهم حتى بمواراتهم في التراب فضلا عن إعادتهم لأسرهم ليقوموا بدفنهم إلا ما كان من سلالاتهم فإنهم يبذلون الغالي والنفيس لسحبهم وإعادتهم ودفنهم".
ـ أسر كبيرة صارت في الشارع بأطفالها ونسائها وشيوخها
إن التحقق هي الخطوة الموصلة إلى جملة من الحقوق للضحايا المرتبطة بالحق الرئيسي المتمثل بالحق في الإنصاف حسب اللجنة، فكيف سيتم إنصاف (40) قتيلا بالألغام في محافظة تعز وأكثر من (13) حالة أخرى في لحج وعدن وعمران.
هناك حدود للجريمة إلا ما ترتكبه الميليشيات ذلك ما وصفه الشيخ معين "حتى المرأة إذا زنت لا يقام عليها الحد إذا كان الجنين في بطنها إلى أن تضع وترضع طفلها حولين كاملين بعد ذلك يقام عليها الحد أما هؤلاء الحوثة فينتهكون الدم المحرم بكل إجرام ودم بارد لا يكترثون؛ لأن قيمهم ضاعت، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر عمن أحسن إلى كلب كتلك البغي التي دخلت الجنة في كلب سقته وأحسنت إليه، في حين أن هؤلاء يهينون بني جلدتهم بني وطنهم ممن جمعتهم قبيلة واحدة ورابطة الدم ولحمة واحدة، ويتكلمون لغتهم ومع هذا لا يلتزم الانقلابيون ولا يعيرون كل هذه الروابط اهتماما".
عند هذه النقطة يتحدث الشيخ الصلاحي "أسر كبيرة صارت في الشارع بأطفالها ونسائها وشيوخها أخرجتهم هذه المليشيات إلى العراء وفجرت منازلهم هؤلاء بالآلاف وما يزال مسلسل التفجير قائما، مساجد ودور القرآن ومدارس تحفيظ القران يتم قصفها وتفجيرها وقتل أئمتها وخطبائها ومدرسيها وطلابها والمصليين فيها".
وفي الختام يذكر الشيخ الصلاحي أن "الخرق واسع والجرح غائر والدم يسير أنهارا والدموع سيولا والأحزان عظيمة والأوجاع فضيعة ونسيان ذلك ليس بالأمر الهين واليسير...نسأل الله تعالى العون في القيام بمداواة ومعالجة تلك القبائح".