جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

الدين المعاملة الشيخ/ عقيل بن محمد المقطري

الدين المعاملة الشيخ/ عقيل بن محمد المقطري

تاريخ النشر: الخميس, 11 يناير 2018 - 07:53 صباحاً | عدد المشاهدات: 1,794

الدين المعاملة
 الشيخ/ عقيل بن محمد المقطري
 الخميس 9 مارس 2017 

الحمد الله رب العالمين أمر بإتباع كتابه وهدي رسوله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بين لنا الحق بدليله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الهادي إلى سبيله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وكل من اتصف بإتباع الحق وقبوله وسلم تسليما كثيرا، وبعد:

عباد الله: روى الإمام أحمد في مسنده عن الحسن قال: سألت عائشة عن خلق رسول - صلى الله عليه و آله وسلم -، فقالت: "كان خلقه القرآن".

هكذا تصف أم المؤمنين عائشة بنت الصديق - رضي الله عنها - خلق رسولنا - عليه الصلاة والسلام - بأنه كان قرآنا يمشي على الأرض.

المعنى أنه كان - عليه الصلاة والسلام - يجد القرآن واقعا عمليا فما أمره القرآن عمل به وما نهاه عنه اجتنبه.

وهكذا ينبغي أن يكون المسلم عاملا بما يقول مقتديا برسوله - عليه الصلاة والسلام - بمعنى آخر أن تؤثر العبادات على سلوكه وعلاقته بأفراد مجتمعه.

والمراد من الأثر ما تتركه كل عبادة في نفس من يؤديها من تزكية وتنمية وإصلاح متوازن وأهم هذه الجوانب:

1- الجانب الروحي: وهو جانب تنبعث منه السعادة أو الشقاوة لأنه يمثل علاقة العبد بربه وهو مؤثر على بقية الجوانب.

2- الجانب الخلقي: وهو جانب تصدر عنه الأفعال الحميدة أو الرديئة والقيم السامية أو النقائص الهابطة.

3- الجانب العقلي: وهو جانب يضع الحضارات الراقية أو يحطم الإنجازات السابقة.

4- الجانب الجسدي: هو جانب يمثل الوعاء الحي الذي يتداخل مع الروح ويحتوي على العقل ونشاط كل ملكة يرجع إلى قوة البدن أو ضعفه.

فمن آثار العبادات التربوية في الطهارة:

1- أن الطهارة فيها تطهير من الأحداث والأخباث.

2- تطهير الجوارح عن الحرام والآثام.

3- تطهير القلب عن الأخلاق المذمومة.

4- تطهير السر عما سوى الله.

الطهارة تورث محبة الله:

قال الله - تعالى -: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108].

الوضوء تنقية النفس من الذنوب.

قال - عليه الصلاة والسلام-: «لا يتوضأ رجل مسلم فيحسن الوضوء فيصلي إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة التي تليها».

ومن آثار الصلاة

1- طمأنينة القلب: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].

2- تعلق القلب للوقوف بين يدي الله: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [السجدة:16].

3- حفظ النفس من الشتات جاء في الحديث، {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 79].

ومن آثار الزكاة

1- تقي النفس من حب المال: «تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد الخميلة تعس وانتكس وزاد- وإن شيك فلا انتقش».

2- إنها تقي الإنسان من الشح: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].

3- طهرة للصائم من اللغو والرفث: فرض رسول الله - عليه الصلاة والسلام - زكاة الفطرة طهرة للصائم من اللغو والرفث.

ومن آثار الصيام.

1- التقوى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183].

2- وقاية الإنسان من الذنوب: «الصيام جنة».

3- تعليم الإخلاص: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».

4- صوم اللسان عن الكذب.

5- السكينة والوقار: «فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم»

ومن أثار الحج.

1- انشراح الصدر لعظيم الأجر: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينها والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».

2- التعود على كثرة الذكر: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ} [البقرة:198]، وقال - عليه الصلاة والسلام -: «إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمرات لإقامة ذكر الله».

3- إفراد الله بالعبادة: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه».

عباد الله: إنه ينبغي علينا أن نجسد مفهوم الدين واقعا عمليا في حياتنا وعلاقاتنا مع الآخرين فليس الدين صلاة وصياما، أوليس أعمالا جافة يعود نفعها على الفرد وحده، وإنما يدخل فيها المعاملات والسلوكيات والأخلاقيات التي تتعدى الآخرين فمن ذلك مثلا:

إكرام الجار وعدم أذيته:

قال - عليه الصلاة والسلام -: «والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه».

وقال - عليه الصلاة والسلام -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره»، وغير ذلك من الأحاديث.

إكرام الضيف.

قال - عليه الصلاة والسلام -: «.. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه».

رد السلام على الناس.

قال - عليه الصلاة والسلام -: «لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم».

زيارة المريض.

قال - عليه الصلاة والسلام -: «حق المسلم على المسلم خمس... وإذا مرض فعده».

وقد زار النبي - عليه الصلاة والسلام - جاره اليهودي فأسلم.

وقال - عليه الصلاة والسلام -: «ما من مسلم يعود أخاه غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي.....».

النهي عن الغش.

قال - عليه الصلاة والسلام -: «من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا».

التكافل الاجتماعي.

في المجاعات وعند النكبات وعند الكوارث حتى مع الكافر، قال - تعالى -: {لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8].

أن تحب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك: قال - عليه الصلاة والسلام -: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

الخطبة الثانية.

إخوة الإسلام: إذا كنا نريد أن نجسد المعاني الإنسانية لديننا في واقعنا اليومي وعلاقاتنا مع الآخرين فيتسنى ذلك من خلال تجسيد النصوص إلى واقع سلوكي أخلاقي.

لقد كان خلق رسولنا - عليه الصلاة والسلام - القرآن وكان لنا فيه أسوة حسنة.

ومن خلال تطبيق الأحاديث التي تأمر بالصدق وتنهي عن الكذب، قال - عليه الصلاة والسلام -: «عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة، وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار».

ومن خلال النصيحة أن تنصح للآخرين.

وبالمقابل والشيء بالشيء يذكر وبضدها تتميز الأشياء: اجتناب الظواهر السلوكية السيئة: كالكبر، والفجور، والخيلاء، والكذب، والتقليد للأعداء، والاحتيال، والرشوة، والغيبة، والنميمة، والغش، وغير ذلك من الأمراض.

أخيرا اسمعوا أيها الإخوة الفضلاء إلى النداء الرباني الذي خاطب به رب العزة والجلال الذين تخالف أفعالهم أقوالهم، وهي صفة تنفر منها النفوس الزكية، حيث ذم - سبحانه وتعالى - أمثال هؤلاء قال الله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2].

نسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

علماء يمنيون خلال لقائهم

علماء يمنيون خلال لقائهم "آل الشيخ": المملكة كانت وستبقى عمق اليمن الإستراتيجي

التقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، يوم الأحد الموافق 9 ذو الحجة للعام 1444هـ بم .. المزيد
لقاء مفتوح لبرنامج التواصل مع علماء اليمن في ضيافة معالي الشيخ سعد الشثري

لقاء مفتوح لبرنامج التواصل مع علماء اليمن في ضيافة معالي الشيخ سعد الشثري

خاص بدعوة كريمة من معالي الشيخ سعد بن ناصر الشثري المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية التقى .. المزيد
المشرف على برنامج التواصل مع علماء اليمن يستقبل رئيس رابطة أهل الحديث الشيخ أبا الحسن المأربي

المشرف على برنامج التواصل مع علماء اليمن يستقبل رئيس رابطة أهل الحديث الشيخ أبا الحسن المأربي

استقبل سعادة الشيخ عبدالله بن ضيف الله المطيري؛ مشرف برنامج التواصل مع علماء اليمن اليوم الأربعاء 27 رجب 1440 للهجرة الموافق 3أبري .. المزيد
الشيخ عبدالله المطيري يستقبل وفداً من الإصلاح ويؤكد على توحيد صفوف العلماء والدعاة لمواجهة الحوثي

الشيخ عبدالله المطيري يستقبل وفداً من الإصلاح ويؤكد على توحيد صفوف العلماء والدعاة لمواجهة الحوثي

استقبل سعادة الشيخ عبدالله بن ضيف الله المطيري مشرف برنامج التواصل مع علماء اليمن اليوم الاثنين 18رجب 1440هـ الموافق 25 مارس 2019م .. المزيد