"من أمن العقوبة أساء الأدب"
حوار اجتماعي مع الداعية الشيخ فهد محمد :هناك صحوة لنعرات خطيرة ودورنا نحن العلماء والدعاة سيكون أكبر في محاربة هذا الجانب مع وجود تقصير رسمي يغطيه دور مجتمعي للمساجد
حدث الانقلاب واحترقت اليمن وانفجر مخزون العنف الوحشي وفاضت العقول بالكراهية وغابت ثقافة وقيم المحبة واحترام الآخرين، والسبب ميليشيات اقتلعت أعمدة الوطن وفككت المجتمع وزرعت فيه مختلف النعرات والسلوكيات الجاهلية، بتلك الحرب غرست وأذكت جماعة الحوثي ثقافة الكراهية والحقد والتعصب وبررت القتل والعنف والخصومة والاحتراب الداخلي والتهجير الأعمى، لم تفهم أن الله تعالى قال (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)، ولم يقل لتفاخروا ولا لتقاتلوا، ويتساءل المرء في وطنه هل الحرب ولدت كقدر في عقول الجماعة الانقلابية المحشوة بمعاني الإقصاء والغلبة، إلى متى سنستمر لا نشعر بالطمأنينة، متى يمكن لهذا الشعب أن يحفظ الأنفس من القتل ويصون الدماء ويشيع المحبة والوئام بين أفراده، هل الأمر متعلق بإلغاء العصبية الجاهلية التي حذرنا منها ديننا الحنيف في كثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم منها "ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية"، وقال "ومن قاتل تحت راية عمية، أو يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل، فقتلة جاهلية"، ولمناقشة تلك السلوكيات والنعرات التي أيقظتها الميليشيات الانقلابية بحربها يستضيف برنامج التواصل مع علماء اليمن الشيخ فهد محمد قاسم إمام وخطيب مسجد الصحابة في مديريه المنصورة عدن، وهو عضو مؤسس في جمعية الحكمة اليمنية وتربوي مدير مدارس البنيان الأهلية.
ـ العقوبة والأدب قبل وبعد الحرب ما الذي تغير
*في هذا اللقاء المهم الذي نناقش فيه بعض الأحداث الطارئة على المجتمع اليمني يبدأ الشيخ بالحديث عن أهم الأعمال التي يهتمون بها في المجالات الاجتماعية المختلفة؟
يقول>>" أعمالنا كثير منها في الجانب التربوي التعليمي ومنها في الجانب الاجتماعي التنموي الخيري وكذلك في الجانب الدعوي التوعوي الثقافي عبر المحاضرات والندوات والدروس والرحلات الدعوية والنزول إلى الناس في المساجد هذه الأعمال تحتاج إلى جهود كبيرة جدا خاصة في هذا الظرف الذي تمر به البلاد مع بروز بعض السلوكيات والأخلاقيات التي ما كانت معروفة من قبل وبالتالي يصبح دور الخطباء والدعاة والوعاظ والمرشدين أكبر حتى يعيدوا الناس إلى سلوكياتهم التي كانوا عليها ومعالجة آثار الحرب وكما يقال "من أمن العقوبة أساء الأدب"، وهذا حدث عند تفلت الأمن والمراقبة ظهرت تلك السلوكيات السيئة من النعرات القبلية والنعرات المناطقية والعصبية والسرقة وانتهاك المحرمات والتعالي على الآخرين وكل هذه السلوكيات قد نبذها الإسلام بل وسماها من أخلاق الجاهلية.
*في هذا الباب هل تعتقد أن روح وثقافة حب الآخرين وتقديم العون لهم قد اختفت وإن بشكل جزئي عن المجتمع اليمني وكيف تم ذلك؟
>>" مع الحرب الظالمة الغاشمة التي فرضها الحوثيون على اليمن بشكل عام وعلى عدن بشكل خاص فقد كانت حربا شرسة جدا لكن سبحان الله ولحسن الحظ رأينا أيام الحرب تماسكا وتعاضدا اجتماعيا لا مثيل له فالأسر نزحت من مديريات الحرب إلى مناطق المنصورة ووجدنا حبا وعطاء بين الناس وشعورا إنسانيا طيبا، لكن تغيرت الأوضاع والأنفس بعد انتهاء الحرب واستعادة الأمور، فظهرت سلوكيات خاطئة بين الناس منها حب النفس الذي يدفع إلى الاستيلاء على حق الآخرين وانتهاك مبان حكومية وخاصة وهذه السلوكيات ظهرت بصورة مفاجئة عند بعض الناس وليس كلهم، لا شك أنها فئة أرادت تشويه جمال هذه المدينة".
ـ الحرب ولدت هذه الأمور ورسختها بصورة واضحة
*نسأل عن تداعيات وأسباب أدت إلى تفاقم الأمر وجعلت النفس الإنسانية أكثر ضيقا وحبا للذات، هل أصبح البديل هو الحقد والبغض؟
>>" جماعه الحوثي زرعت في الناس الكراهية نتيجة معاملتهم وسلوكياتهم التي أظهروها للناس حتى دخل في نفوس البعض الكراهية للجماعة، وللأسف الشديد هذه الكراهية انسحبت على المجتمع شمالا (ببعض كلمات النابية والعنصرية فيهم)، هذا نحن لا نريده فالنبي صلى الله عليه وسلم حين وجد الأنصار والمهاجرين اختلفوا بالتباهي بالأحساب والأنساب والتفاخر قال (دعوها فإنها منتنة)، والمجتمع اليمني بصورة عامة ما كانت عنده هذه النعرات والأحقاد السيئة ولكن الحرب ولدت هذه الأمور ورسختها بصورة واضحة".
*إلى أي درجة أوصلت وساهمت جماعة الانقلاب الحوثية بحربها التردي في النفس الإنسانية اليمنية وهل بات وضعها خطيرا؟
>>" الحوثيون بالحرب الهمجية التي أوصلت الناس لهذا الشعور والحقد والبغض لكن ما زال في الناس خيرا والمساجد عامرة بالحب ولا يزال دورها قائما في توعية الناس لكن مع عدم وجود الاستقرار وضعف الأمن والشرطة هناك اختلال، إلا أن نسبه الجريمة لا تزال ضعيفة جدا، ومرد ذلك لوجود الوازع الديني الذي يمنعهم من ارتكاب المحرمات أو بالتعدي على الناس وأخذ مالهم ومن يقوم بذلك نسبة قليلة جدا ضعف الإيمان في قلبها وهي تلك الفئة القليلة الضالة ".
ـ فئات ارتفعت أموالها بالحرب وفئة أكلتها نار الحرب
*هذه السلوكيات كانت نتيجة فما هو خطر هذا الشعور على المجتمع وهل هذا الوضع مناسب؟
>>" تفكك المجتمع وتفلت الأمن وانزواء كل إنسان على نفسه ولا يعمل في الصالح العام، فقط يهتم لنفسه، فلا يحب أن يخدم ويساعد الآخرين في المجتمع، لأنه وجد وشاهد فئة من الناس في أيام الحرب اغتنت وارتفعت في أموالها وعماراتها وسياراتها فجأة، لهذا يقول هذا الإنسان وأنا لماذا أهتم لهذا المجتمع!!".
*هل الحقد والكراهية هي المحرك الرئيسي لجماعه الحوثي في حربها على المدن والمحافظات وانقلابها على المجتمع اليمني بشكل عام ؟
>>" الجماعة الحوثية تحركت بدافع عقيدة أنهم من آل البيت والمخولون لخلافة الأرض والناس كلهم تابعين لهم، وبهذا العقيدة الظالمة والفاسدة هم ينطلقون، وطبعا إذا رأينا في مذهبهم ومنهجهم كرافضه وحوثيه وصفوية هم مخالفون لمنهج النبي صلى الله عليه سلم، وأما أصحاب المخلوع صالح وأعوانه من أمن مركزي وحرس عائلي ففيهم الحقد لكن الحوثية انطلاقهم عقدي سيكون أخطر وأكبر دمارا لأنهم يستميتون في ترسيخ هذه المبادئ في مجتمعاتنا اليمنية".
ـ التوجهات الموجودة اليوم التي تدعو للانفصال
*ما هو الموقف الشرعي من هذه الشعور والمواقف والسلوكيات العصبية والجاهلية ؟
>>" الإسلام علمنا المحبة فقال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه) وقال: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه)، ونهانا عن الحقد والتباغض والحسد، إن هذه الأخلاق سيئة جدا ولا ينبغي للإنسان المسلم أبدا أن يحقد على شخص بسبب تصرفات آخرين، أو بسبب تصرفات أناس ظلمة مجرمين نحقد على الشمال كله نحقد على أهل تعز أو الحديدة أو صنعاء، هذا كلام خاطئ جدا والذي يرسخ هذا الأمر للأسف بعض التوجهات الموجودة اليوم التي تدعو للانفصال أو ترسخ معنى الشمال والجنوب، مع أن الأخطاء الموجودة في الشمال اليوم موجودة في الجنوب والعكس كذلك ما في الجنوب من أخطاء موجودة في الشمال، والصالحون موزعون في الشمال والجنوب، وهذه أشياء قد تكثر وقد تقل وطبيعة المجتمع فيهم الخير والشر".
*يجب البحث عن حلول اجتماعية لهذه النعرات لكي تطفئ نارا قد تشتعل من جديد في الداخل اليمني فكيف يمكن معالجة مثل هذه التجاوزات؟
>>" معالجة تلك السلوكيات يحتاج إلى جهد كبير يبدأ أولا وقبل كل شيء من الإعلام الهادف المتزن الذي يجب أن يلعب دورا كبيرا جدا، وعليه مسؤولية كبيرة كسلطة رابعة وأن يقوم بترسيخ قيم المحبة والسلام والأخوة بين الناس، ثم هناك دور مهم للمساجد خاصة وأنه جزء أساسي من الحياة اليومية للناس في خمسة أوقات يتلقى فيها الناس الدروس، كذلك المدارس التربوية، وأيضا الجامعات باعتبار أنها تملك الكوادر وينبغي لهذا الصرح الأكاديمي أن يؤدي دوره من خلال المحاضرات والكلمات والنشرات والدوريات حتى نقضي على هذه النعرات".
*يقع دوركم الواجب كأئمة وخطباء داخل المسجد في تليين النفوس وتهدئة التوترات الاجتماعية فما طبيعة الخطاب الذي يجب أن تعطيه للناس؟
>>" كنا نتمنى من مكاتب الأوقاف الاجتماع بالخطباء والأئمة وتعطيهم التوجيهات والإرشادات أو على الأقل جدولة هذه الدروس والخطب والكلمات فتتجه المساجد كلها نحو هذا الهدف وهنا سيكون الأثر طيبا، لكن أن يكون كل مسجد يغرد لوحده فسيكون الأثر محدودا على مستوى المسجد فقط أما إذا عملت مكاتب الأوقاف على توجه عام في المساجد وتوجيه الأئمة الخطباء والمرشدين نحو محاربة هذه السلوكيات والنعرات وتحقيق هذا الهدف الطيب فسنرى تغيير في المجتمع وهو تغيير مخطط ومنظم".
"من أمن العقوبة أساء الأدب"
حوار اجتماعي مع الداعية الشيخ فهد محمد :هناك صحوة لنعرات خطيرة ودورنا نحن العلماء والدعاة سيكون أكبر في محاربة هذا الجانب مع وجود تقصير رسمي يغطيه دور مجتمعي للمساجد
حدث الانقلاب واحترقت اليمن وانفجر مخزون العنف الوحشي وفاضت العقول بالكراهية وغابت ثقافة وقيم المحبة واحترام الآخرين، والسبب ميليشيات اقتلعت أعمدة الوطن وفككت المجتمع وزرعت فيه مختلف النعرات والسلوكيات الجاهلية، بتلك الحرب غرست وأذكت جماعة الحوثي ثقافة الكراهية والحقد والتعصب وبررت القتل والعنف والخصومة والاحتراب الداخلي والتهجير الأعمى، لم تفهم أن الله تعالى قال (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)، ولم يقل لتفاخروا ولا لتقاتلوا، ويتساءل المرء في وطنه هل الحرب ولدت كقدر في عقول الجماعة الانقلابية المحشوة بمعاني الإقصاء والغلبة، إلى متى سنستمر لا نشعر بالطمأنينة، متى يمكن لهذا الشعب أن يحفظ الأنفس من القتل ويصون الدماء ويشيع المحبة والوئام بين أفراده، هل الأمر متعلق بإلغاء العصبية الجاهلية التي حذرنا منها ديننا الحنيف في كثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم منها "ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية"، وقال "ومن قاتل تحت راية عمية، أو يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل، فقتلة جاهلية"، ولمناقشة تلك السلوكيات والنعرات التي أيقظتها الميليشيات الانقلابية بحربها يستضيف برنامج التواصل مع علماء اليمن الشيخ فهد محمد قاسم إمام وخطيب مسجد الصحابة في مديريه المنصورة عدن، وهو عضو مؤسس في جمعية الحكمة اليمنية وتربوي مدير مدارس البنيان الأهلية.
ـ العقوبة والأدب قبل وبعد الحرب ما الذي تغير
*في هذا اللقاء المهم الذي نناقش فيه بعض الأحداث الطارئة على المجتمع اليمني يبدأ الشيخ بالحديث عن أهم الأعمال التي يهتمون بها في المجالات الاجتماعية المختلفة؟
يقول>>" أعمالنا كثير منها في الجانب التربوي التعليمي ومنها في الجانب الاجتماعي التنموي الخيري وكذلك في الجانب الدعوي التوعوي الثقافي عبر المحاضرات والندوات والدروس والرحلات الدعوية والنزول إلى الناس في المساجد هذه الأعمال تحتاج إلى جهود كبيرة جدا خاصة في هذا الظرف الذي تمر به البلاد مع بروز بعض السلوكيات والأخلاقيات التي ما كانت معروفة من قبل وبالتالي يصبح دور الخطباء والدعاة والوعاظ والمرشدين أكبر حتى يعيدوا الناس إلى سلوكياتهم التي كانوا عليها ومعالجة آثار الحرب وكما يقال "من أمن العقوبة أساء الأدب"، وهذا حدث عند تفلت الأمن والمراقبة ظهرت تلك السلوكيات السيئة من النعرات القبلية والنعرات المناطقية والعصبية والسرقة وانتهاك المحرمات والتعالي على الآخرين وكل هذه السلوكيات قد نبذها الإسلام بل وسماها من أخلاق الجاهلية.
*في هذا الباب هل تعتقد أن روح وثقافة حب الآخرين وتقديم العون لهم قد اختفت وإن بشكل جزئي عن المجتمع اليمني وكيف تم ذلك؟
>>" مع الحرب الظالمة الغاشمة التي فرضها الحوثيون على اليمن بشكل عام وعلى عدن بشكل خاص فقد كانت حربا شرسة جدا لكن سبحان الله ولحسن الحظ رأينا أيام الحرب تماسكا وتعاضدا اجتماعيا لا مثيل له فالأسر نزحت من مديريات الحرب إلى مناطق المنصورة ووجدنا حبا وعطاء بين الناس وشعورا إنسانيا طيبا، لكن تغيرت الأوضاع والأنفس بعد انتهاء الحرب واستعادة الأمور، فظهرت سلوكيات خاطئة بين الناس منها حب النفس الذي يدفع إلى الاستيلاء على حق الآخرين وانتهاك مبان حكومية وخاصة وهذه السلوكيات ظهرت بصورة مفاجئة عند بعض الناس وليس كلهم، لا شك أنها فئة أرادت تشويه جمال هذه المدينة".
ـ الحرب ولدت هذه الأمور ورسختها بصورة واضحة
*نسأل عن تداعيات وأسباب أدت إلى تفاقم الأمر وجعلت النفس الإنسانية أكثر ضيقا وحبا للذات، هل أصبح البديل هو الحقد والبغض؟
>>" جماعه الحوثي زرعت في الناس الكراهية نتيجة معاملتهم وسلوكياتهم التي أظهروها للناس حتى دخل في نفوس البعض الكراهية للجماعة، وللأسف الشديد هذه الكراهية انسحبت على المجتمع شمالا (ببعض كلمات النابية والعنصرية فيهم)، هذا نحن لا نريده فالنبي صلى الله عليه وسلم حين وجد الأنصار والمهاجرين اختلفوا بالتباهي بالأحساب والأنساب والتفاخر قال (دعوها فإنها منتنة)، والمجتمع اليمني بصورة عامة ما كانت عنده هذه النعرات والأحقاد السيئة ولكن الحرب ولدت هذه الأمور ورسختها بصورة واضحة".
*إلى أي درجة أوصلت وساهمت جماعة الانقلاب الحوثية بحربها التردي في النفس الإنسانية اليمنية وهل بات وضعها خطيرا؟
>>" الحوثيون بالحرب الهمجية التي أوصلت الناس لهذا الشعور والحقد والبغض لكن ما زال في الناس خيرا والمساجد عامرة بالحب ولا يزال دورها قائما في توعية الناس لكن مع عدم وجود الاستقرار وضعف الأمن والشرطة هناك اختلال، إلا أن نسبه الجريمة لا تزال ضعيفة جدا، ومرد ذلك لوجود الوازع الديني الذي يمنعهم من ارتكاب المحرمات أو بالتعدي على الناس وأخذ مالهم ومن يقوم بذلك نسبة قليلة جدا ضعف الإيمان في قلبها وهي تلك الفئة القليلة الضالة ".
ـ فئات ارتفعت أموالها بالحرب وفئة أكلتها نار الحرب
*هذه السلوكيات كانت نتيجة فما هو خطر هذا الشعور على المجتمع وهل هذا الوضع مناسب؟
>>" تفكك المجتمع وتفلت الأمن وانزواء كل إنسان على نفسه ولا يعمل في الصالح العام، فقط يهتم لنفسه، فلا يحب أن يخدم ويساعد الآخرين في المجتمع، لأنه وجد وشاهد فئة من الناس في أيام الحرب اغتنت وارتفعت في أموالها وعماراتها وسياراتها فجأة، لهذا يقول هذا الإنسان وأنا لماذا أهتم لهذا المجتمع!!".
*هل الحقد والكراهية هي المحرك الرئيسي لجماعه الحوثي في حربها على المدن والمحافظات وانقلابها على المجتمع اليمني بشكل عام ؟
>>" الجماعة الحوثية تحركت بدافع عقيدة أنهم من آل البيت والمخولون لخلافة الأرض والناس كلهم تابعين لهم، وبهذا العقيدة الظالمة والفاسدة هم ينطلقون، وطبعا إذا رأينا في مذهبهم ومنهجهم كرافضه وحوثيه وصفوية هم مخالفون لمنهج النبي صلى الله عليه سلم، وأما أصحاب المخلوع صالح وأعوانه من أمن مركزي وحرس عائلي ففيهم الحقد لكن الحوثية انطلاقهم عقدي سيكون أخطر وأكبر دمارا لأنهم يستميتون في ترسيخ هذه المبادئ في مجتمعاتنا اليمنية".
ـ التوجهات الموجودة اليوم التي تدعو للانفصال
*ما هو الموقف الشرعي من هذه الشعور والمواقف والسلوكيات العصبية والجاهلية ؟
>>" الإسلام علمنا المحبة فقال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه) وقال: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه)، ونهانا عن الحقد والتباغض والحسد، إن هذه الأخلاق سيئة جدا ولا ينبغي للإنسان المسلم أبدا أن يحقد على شخص بسبب تصرفات آخرين، أو بسبب تصرفات أناس ظلمة مجرمين نحقد على الشمال كله نحقد على أهل تعز أو الحديدة أو صنعاء، هذا كلام خاطئ جدا والذي يرسخ هذا الأمر للأسف بعض التوجهات الموجودة اليوم التي تدعو للانفصال أو ترسخ معنى الشمال والجنوب، مع أن الأخطاء الموجودة في الشمال اليوم موجودة في الجنوب والعكس كذلك ما في الجنوب من أخطاء موجودة في الشمال، والصالحون موزعون في الشمال والجنوب، وهذه أشياء قد تكثر وقد تقل وطبيعة المجتمع فيهم الخير والشر".
*يجب البحث عن حلول اجتماعية لهذه النعرات لكي تطفئ نارا قد تشتعل من جديد في الداخل اليمني فكيف يمكن معالجة مثل هذه التجاوزات؟
>>" معالجة تلك السلوكيات يحتاج إلى جهد كبير يبدأ أولا وقبل كل شيء من الإعلام الهادف المتزن الذي يجب أن يلعب دورا كبيرا جدا، وعليه مسؤولية كبيرة كسلطة رابعة وأن يقوم بترسيخ قيم المحبة والسلام والأخوة بين الناس، ثم هناك دور مهم للمساجد خاصة وأنه جزء أساسي من الحياة اليومية للناس في خمسة أوقات يتلقى فيها الناس الدروس، كذلك المدارس التربوية، وأيضا الجامعات باعتبار أنها تملك الكوادر وينبغي لهذا الصرح الأكاديمي أن يؤدي دوره من خلال المحاضرات والكلمات والنشرات والدوريات حتى نقضي على هذه النعرات".
*يقع دوركم الواجب كأئمة وخطباء داخل المسجد في تليين النفوس وتهدئة التوترات الاجتماعية فما طبيعة الخطاب الذي يجب أن تعطيه للناس؟
>>" كنا نتمنى من مكاتب الأوقاف الاجتماع بالخطباء والأئمة وتعطيهم التوجيهات والإرشادات أو على الأقل جدولة هذه الدروس والخطب والكلمات فتتجه المساجد كلها نحو هذا الهدف وهنا سيكون الأثر طيبا، لكن أن يكون كل مسجد يغرد لوحده فسيكون الأثر محدودا على مستوى المسجد فقط أما إذا عملت مكاتب الأوقاف على توجه عام في المساجد وتوجيه الأئمة الخطباء والمرشدين نحو محاربة هذه السلوكيات والنعرات وتحقيق هذا الهدف الطيب فسنرى تغيير في المجتمع وهو تغيير مخطط ومنظم".