علماء ودعاة: الحرب لم تدع الناس يقفوا على أقدامهم وقد أؤذي الناس في صيامهم وفي هجعتهم داخل بيوتهم وفي أعمالهم وتأذت المساجد كثيرا من الوضع لان بعض المصلين قد لا يشهدون معك الصلاة
في نهار رمضاني عدني وسط الزحام لحظة قيظ الشمس الحارق ودرجة الحرارة المرتفعة ذهب مندوب برنامج التواصل مع علماء اليمن إلى مسجد الرحمة والتقى بفضيلة الشيخ والداعية فهيم أحمد إبراهيم أحمد إمام وخطيب المسجد، لإجراء لقاء سريع حول عدة قضايا تتعلق بالشأن الحياتي اليومي للمواطن، لقاء في رمضان البركة والتوبة والغفران الذي يتصدر فيه الأولوية ملك الخير الملك سلمان بن عبد العزيز للتخفيف من معاناة المواطنين اليمنيين بالمساعدات الإنسانية الكريمة والكبيرة، بعد أن تراكمت الأوضاع الإنسانية وانزلقت نحو الأسوأ، فقد أقبل شهر رمضان بكل خيره وأعبائه وازدادت على المواطن تكلفة المعيشة، حينها أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة عن جهازية المركز لـ توزيع 107 ألف سلة غذائية للأسر المحتاجة في كل المحافظات اليمنية إضافة إلى 700 ألف وجبة جاهزة، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح الأسودي ظهر الأحد بالعاصمة المؤقتة عدن لتدشين توزيع المساعدات الغذائية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة، وفي المؤتمر عمد الوزير الأسودي إلى كشف حجم الكارثة التي يمر بها الشعب اليمني جراء الحرب والحصار المفروض من قبل قوات المخلوع صالح وحلفائه الحوثيين، حيث أوضح أن 21 مليون يمني بحاجة ماسة للإغاثة العاجلة، وقال أن 14 مليون شخص بحاجة للرعاية الصحية العاجلة وأن ثلاثة ملايين ونصف يعانون من سوء التغذية فضلا عن قرابة ثلاثة ملايين نازح.
ـ أوذي الناس في صيامهم وفي هجعتهم داخل بيوتهم وفي أعمالهم
ابتدأ الحوار مع الشيخ فهيم بإعطائه مجالا لقول كلمة في حلول الشهر الكريم قال فيها:" نهنئ الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية بالشهر المبارك أعاده الله على الأمة باليمن والبركات والخيرات وأسأل الله جل وعلا أن يجعل هذا العام عام خير وبركة وأن يجعلنا فيه من المغتنمين لأوقاتهم وأن يغفر الذنوب ويستر العيوب إنه ولي ذلك والقادر عليه، فشهر رمضان يعني تجردا وانتماء لدين الله وكما أنه صيام البطن من مأكل ومشرب هو أيضا استمرار وديمومة ومداومة وابتعاد عن الأعمال التي لا تجر إلى مرضاة الله تعالى".
وانتقلنا مباشرة إلى السؤال حول انعكاس الأوضاع المتردية التي كشف عنها الوزير الأسودي وما يعانيه إقليم عدن من انعدام شبه كامل للمشتقات النفطية بسبب سيطرة المليشيات الانقلابية على الأموال المركزية في صنعاء وعدم صرف مستحقات شركة النفط والكهرباء، فقال الشيخ فهيم :" إننا نمر في هذه الأيام بأوقات صعبة وليالي مظلمة لاسيما بسبب انقطاع الكهرباء فقد أوذي الناس في صيامهم وفي هجعتهم داخل بيوتهم وفي أعمالهم، لا يستطيع الإنسان مع ذلك مزاولة عمل أو القيام بالأمور اليومية حتى الراحة والطمأنينة لما يجده من تعب وحر ومضايقة شديدة من انطفاء الكهرباء وهذا إن دل فإنما يدل على تقصير من المسئولين".
استنادا إلى كلام الشيخ فهيم في إجابته عن درجة تأثر المساجد بالانطفاء الطويل والمتكرر والذي قد يصل إلى 4 ساعات متواصلة في حين تنير على الناس ساعة واحدة فقط ، فقد رد بـ أن"الأضرار الناتجة عن الوضع المتدهور وانطفاء الكهرباء وغياب البترول والديزل للمولدات وصلت إلى تردي كبير بحق بيوت الله من الكهرباء التي بها نخفف المعاناة على المواطنين والمصلين ، وتأذت المساجد كثيرا من الوضع لأن بعض المصلين قد لا يشهدون معك الصلاة فالحاصل أن الكهرباء في غالب المساجد تكون منطفئة والحرارة شديدة؛ فلا يحضر المصلون وهم معذورون لما نمر به هذه الأيام من حر شديد ولكننا نسأل الله جل وعلا أن يوفق القائمين ولاة أمورنا على إصلاح هذا الأمر كالكهرباء والبترول وكل الأمور في عاجل الأيام غير آجلها".
ـ للأسف حتى الآن لم يصلنا من أي جهة مساعدات غير بعض كراتين التمر
بلغة الأرقام الشعب اليمني يتعرض لكارثة إنسانية بسبب الحرب التي شنتها قوات المخلوع صالح وحلفائه الحوثيون على كل المحافظات اليمنية فبحسب الإحصائيات، هناك سبعة آلاف و500 مريض بالكلى وأكثر من 2600 مريض بحاجة لأدوية الكلى، ولهذا أتت المساعدات الإنسانية من مركز الملك سلمان، ولكن هل ستكفي؟ هذا ما علق عليه الشيخ فهيم "إن جهد إخواننا في التحالف ومركز الملك سلمان حفظه الله ملموس وملحوظ وهم لا يدخرون جهدا ويقدمون مساعدات لإخوانهم اليمنيين في هذه الأوضاع المتدهورة التي أوصلتنا إليها الحرب الشنيعة بقيادة عصابة الانقلاب الحوثية وحرس المخلوع صالح، وبالنسبة للمساعدات المخصصة من مركز الملك سلمان جزاه الله خير الجزاء فإننا في طور الإعداد والترتيب للتجهيزات إلى استلامها و التوزيع ووصلتنا أخبار عن قرب وصولها إلينا وجهد إخواننا في التحالف وصل لكل المحافظات اليمنية شمالها وجنوبها ووسطها وهم لا يفرقون بين هذه وتلك في سبيل إيصال الخير ويد المساعدة للجميع".
أما في الحديث عما قبل مساعدات الملك سلمان نسألكم هل وصلتكم مساعدات من جهات مختلفة وهل تساعدكم في المأدوبات الرمضانية ومشاريع إفطار الصائم؟ فيرد الشيخ فهيم: "بالنسبة للمساعدات الأخرى من الجهات والداعمين المختلفين ككل عام كان يتم استلامها وتوزيعها على المحتاجين، لكن هذا العام للأسف حتى الآن لم يصلنا من أي جهة مساعدات غير بعض كراتين التمر التي أوقفها فاعلوا الخير لإفطار الصائمين في المسجد، وأما موائد الإفطار الرمضانية للصائمين والمعتكفين فتلك المأدبات التي تقام في المسجد عند الإفطار بجهد شخصي من المصلين أنفسهم كل منهم يحضر معه فطوره من بيته ونجتمع على هذه السفرة ونلاحظ هذا العام غياب المنظمات وغياب الجمعيات".
ـ آثار الحرب واقعة على كل الأسر تضغط على معيشتها وتجعلها تتقشف لتجاري الحياة
يمتاز شهر رمضان بأجواء استثنائية وشعور مختلف، فيه التراحم والتكافل أوسع من الأشهر الأخرى فهل لتلك الحالة المتردية انعكاس على هذا الشعور الإيماني، هذا ما نفى غيابة الشيخ فهيم "إن شعور الألفة والمحبة والأجواء الروحانية والتكافل في شهر رمضان حاضر كما تعودنا طوال تاريخنا ولكن لا يخفى على ذي عينين أننا نمر في أزمة ووضع صعب وما زالت آثار الحرب واقعة على كل الأسر تضغط على معيشتها وتجعلها تتقشف لتجاري الحياة، تخيل أن هذه الآثار السلبية إلى الآن لم تدع الناس يقفون على أقدامهم وحتى تعود البسمة كما كانت نقول لله الحمد من قبل وبعد فمجرد مقارنة شهر رمضان هذا العام برمضان الماضي يجعلنا نتنفس الصعداء، لم نكن نتجمع لا على مائدة ولا إفطار ولا على سحور أما هذه السنة فقد تكرم الله تعالى علينا أن رفع الغمة وكشف عنا البلاء وخلصنا من تلك الميليشيات".
في المسجد جلسنا حتى العصر وشهدنا بأم أعيننا تلك المشاعر الإيمانية داخل المسجد رغم انطفاء الكهرباء إلا أن الجميع كان يتكتل في حلقات الحفظ وهو ما شرحه الشيخ فهيم بـقوله "الدعاء والتآخي حاصل وموجود ولا يعني أننا لا نجتمع على الطعام أن الروحانية غابت فنحن نجتمع على الصلاة والدعاء وحلقات التحفيظ وبرامج الدعوة ونقضي الوقت من بعد صلاه الظهر حتى العصر في دروس عامة عن أحكام الصيام وآداب الصيام وحياة الصائم وأخلاقه مع من حوله، ومن صلاة العصر حتى الإفطار في دروس عبرة وقصص من القرآن الكريم وحلقات التحفيظ وبعض حلقات الدعوة، والحضور جيد بل ممتاز والناس متفاعلة وفيهم قبول للاستماع لها والمشاركة فيها إلا إنه وقت انطفاء الكهرباء تجد من الناس السآمة والتبلبل ومع هذا نطمئنكم إن حضور الناس طيب ورائع ويحبون الخير وهم أمة النبي وستظل بخير إلى قيام الساعة بإذن الله".
ـ إذا أمنتم من قدرة الناس عليكم فهل تأمنون مكر الله الغيور على دماء عباده
قال الوزير الأسودي في المؤتمر الصحفي إن حرب الانقلابيين خلفت أكثر من ستة آلاف و400 شهيد وأكثر من 31 ألف جريح منهم ألف و300 طفل وإن هناك 113 شهيدا يسقطون يومياً على أيدي مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية منهم ثمانية أطفال بحسب التقديرات، وفي هذا الشهر ماذا يقول الدعاة والعلماء عن تلك المجازر والجرائم، يقول الشيخ فهيم: " هذا هو شعارهم الموت لأمريكا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود والنصر للإسلام فهل هذه الأشلاء المقطعة في شوارع تعز وغيرها وهؤلاء القتلى وهؤلاء الجرحى هم أمريكيون أم يهود؟! وهل هذا هو الإسلام الذي يقول في قرآنه (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد لهم عذابا عظيما)، هل قتل وجرح العشرات في شهر رمضان هو النصر للإسلام، ونقول لهم إذا أمنتم من قدرة الناس عليكم فهل تأمنون مكر الله الغيور على دماء عباده؟ وهل تأمنون دعوات المظلومين والمكلومين والمجروحين على فراق أولادهم وأزواجهم وآبائهم؟ والله ما رأيت أناسا يعملون ضد أنفسهم إلا أنتم فمتى ستعقلون ومتى ستراجعون أنفسكم، لكم منذ أكثر من عام وأنتم تتسببون في صب دموع الأقارب على أقاربهم، في هذا الشهر المبارك ندعو كل اليمنيين أن يرفضوا من يسفك دم أبنائهم وأن يرفضوا من يريد أن يجعل ثمن هذا الدم هي سلطتهم وأسأل الله أن ينتقم كل عملائها".
ـ ختامها مسك
في الأخير نود منك أن تقول كلمة عن رسالة شهر رمضان المبارك كيف يجب أن ينظر إليه المسلمون ويتعاملون معه وهكذا اختتم الشيخ فهيم لقاءه مع برنامج التواصل مع علماء اليمن بالتأكيد إن "رمضان تجسيد لرفعة وعظمة دين الله كما أنه رسالة بتوحد المسلمين في كل بقعة وهو أيضا رسالة بأن على كل مسلم في أي بقعة من الأرض أن يسعى لتوحيد العالم على كلمة الله العليا، ويعتبر رمضان شهر اختبار بحيث المباح فيه حرام هو تدريب للمؤمنين على منع أنفسهم عن أكل وشرب وممارسة كل ما هو مباح والاحتكام إلى شريعة الله ليكونوا ممن يترك المباح امتثالا لأمر الله فكما أن الصيام عبادة فالالتزام بشرع الله ونهجه عبادة لا فرق بينهما ومن يحترم رمضان فإنه يحترم شرع الله ومنهاجه ومن لا يحترم شرع الله ومنهجه وأحكامه فهو لا يحترم الصيام والقيام".
علماء ودعاة: الحرب لم تدع الناس يقفوا على أقدامهم وقد أؤذي الناس في صيامهم وفي هجعتهم داخل بيوتهم وفي أعمالهم وتأذت المساجد كثيرا من الوضع لان بعض المصلين قد لا يشهدون معك الصلاة
في نهار رمضاني عدني وسط الزحام لحظة قيظ الشمس الحارق ودرجة الحرارة المرتفعة ذهب مندوب برنامج التواصل مع علماء اليمن إلى مسجد الرحمة والتقى بفضيلة الشيخ والداعية فهيم أحمد إبراهيم أحمد إمام وخطيب المسجد، لإجراء لقاء سريع حول عدة قضايا تتعلق بالشأن الحياتي اليومي للمواطن، لقاء في رمضان البركة والتوبة والغفران الذي يتصدر فيه الأولوية ملك الخير الملك سلمان بن عبد العزيز للتخفيف من معاناة المواطنين اليمنيين بالمساعدات الإنسانية الكريمة والكبيرة، بعد أن تراكمت الأوضاع الإنسانية وانزلقت نحو الأسوأ، فقد أقبل شهر رمضان بكل خيره وأعبائه وازدادت على المواطن تكلفة المعيشة، حينها أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة عن جهازية المركز لـ توزيع 107 ألف سلة غذائية للأسر المحتاجة في كل المحافظات اليمنية إضافة إلى 700 ألف وجبة جاهزة، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح الأسودي ظهر الأحد بالعاصمة المؤقتة عدن لتدشين توزيع المساعدات الغذائية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة، وفي المؤتمر عمد الوزير الأسودي إلى كشف حجم الكارثة التي يمر بها الشعب اليمني جراء الحرب والحصار المفروض من قبل قوات المخلوع صالح وحلفائه الحوثيين، حيث أوضح أن 21 مليون يمني بحاجة ماسة للإغاثة العاجلة، وقال أن 14 مليون شخص بحاجة للرعاية الصحية العاجلة وأن ثلاثة ملايين ونصف يعانون من سوء التغذية فضلا عن قرابة ثلاثة ملايين نازح.
ـ أوذي الناس في صيامهم وفي هجعتهم داخل بيوتهم وفي أعمالهم
ابتدأ الحوار مع الشيخ فهيم بإعطائه مجالا لقول كلمة في حلول الشهر الكريم قال فيها:" نهنئ الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية بالشهر المبارك أعاده الله على الأمة باليمن والبركات والخيرات وأسأل الله جل وعلا أن يجعل هذا العام عام خير وبركة وأن يجعلنا فيه من المغتنمين لأوقاتهم وأن يغفر الذنوب ويستر العيوب إنه ولي ذلك والقادر عليه، فشهر رمضان يعني تجردا وانتماء لدين الله وكما أنه صيام البطن من مأكل ومشرب هو أيضا استمرار وديمومة ومداومة وابتعاد عن الأعمال التي لا تجر إلى مرضاة الله تعالى".
وانتقلنا مباشرة إلى السؤال حول انعكاس الأوضاع المتردية التي كشف عنها الوزير الأسودي وما يعانيه إقليم عدن من انعدام شبه كامل للمشتقات النفطية بسبب سيطرة المليشيات الانقلابية على الأموال المركزية في صنعاء وعدم صرف مستحقات شركة النفط والكهرباء، فقال الشيخ فهيم :" إننا نمر في هذه الأيام بأوقات صعبة وليالي مظلمة لاسيما بسبب انقطاع الكهرباء فقد أوذي الناس في صيامهم وفي هجعتهم داخل بيوتهم وفي أعمالهم، لا يستطيع الإنسان مع ذلك مزاولة عمل أو القيام بالأمور اليومية حتى الراحة والطمأنينة لما يجده من تعب وحر ومضايقة شديدة من انطفاء الكهرباء وهذا إن دل فإنما يدل على تقصير من المسئولين".
استنادا إلى كلام الشيخ فهيم في إجابته عن درجة تأثر المساجد بالانطفاء الطويل والمتكرر والذي قد يصل إلى 4 ساعات متواصلة في حين تنير على الناس ساعة واحدة فقط ، فقد رد بـ أن"الأضرار الناتجة عن الوضع المتدهور وانطفاء الكهرباء وغياب البترول والديزل للمولدات وصلت إلى تردي كبير بحق بيوت الله من الكهرباء التي بها نخفف المعاناة على المواطنين والمصلين ، وتأذت المساجد كثيرا من الوضع لأن بعض المصلين قد لا يشهدون معك الصلاة فالحاصل أن الكهرباء في غالب المساجد تكون منطفئة والحرارة شديدة؛ فلا يحضر المصلون وهم معذورون لما نمر به هذه الأيام من حر شديد ولكننا نسأل الله جل وعلا أن يوفق القائمين ولاة أمورنا على إصلاح هذا الأمر كالكهرباء والبترول وكل الأمور في عاجل الأيام غير آجلها".
ـ للأسف حتى الآن لم يصلنا من أي جهة مساعدات غير بعض كراتين التمر
بلغة الأرقام الشعب اليمني يتعرض لكارثة إنسانية بسبب الحرب التي شنتها قوات المخلوع صالح وحلفائه الحوثيون على كل المحافظات اليمنية فبحسب الإحصائيات، هناك سبعة آلاف و500 مريض بالكلى وأكثر من 2600 مريض بحاجة لأدوية الكلى، ولهذا أتت المساعدات الإنسانية من مركز الملك سلمان، ولكن هل ستكفي؟ هذا ما علق عليه الشيخ فهيم "إن جهد إخواننا في التحالف ومركز الملك سلمان حفظه الله ملموس وملحوظ وهم لا يدخرون جهدا ويقدمون مساعدات لإخوانهم اليمنيين في هذه الأوضاع المتدهورة التي أوصلتنا إليها الحرب الشنيعة بقيادة عصابة الانقلاب الحوثية وحرس المخلوع صالح، وبالنسبة للمساعدات المخصصة من مركز الملك سلمان جزاه الله خير الجزاء فإننا في طور الإعداد والترتيب للتجهيزات إلى استلامها و التوزيع ووصلتنا أخبار عن قرب وصولها إلينا وجهد إخواننا في التحالف وصل لكل المحافظات اليمنية شمالها وجنوبها ووسطها وهم لا يفرقون بين هذه وتلك في سبيل إيصال الخير ويد المساعدة للجميع".
أما في الحديث عما قبل مساعدات الملك سلمان نسألكم هل وصلتكم مساعدات من جهات مختلفة وهل تساعدكم في المأدوبات الرمضانية ومشاريع إفطار الصائم؟ فيرد الشيخ فهيم: "بالنسبة للمساعدات الأخرى من الجهات والداعمين المختلفين ككل عام كان يتم استلامها وتوزيعها على المحتاجين، لكن هذا العام للأسف حتى الآن لم يصلنا من أي جهة مساعدات غير بعض كراتين التمر التي أوقفها فاعلوا الخير لإفطار الصائمين في المسجد، وأما موائد الإفطار الرمضانية للصائمين والمعتكفين فتلك المأدبات التي تقام في المسجد عند الإفطار بجهد شخصي من المصلين أنفسهم كل منهم يحضر معه فطوره من بيته ونجتمع على هذه السفرة ونلاحظ هذا العام غياب المنظمات وغياب الجمعيات".
ـ آثار الحرب واقعة على كل الأسر تضغط على معيشتها وتجعلها تتقشف لتجاري الحياة
يمتاز شهر رمضان بأجواء استثنائية وشعور مختلف، فيه التراحم والتكافل أوسع من الأشهر الأخرى فهل لتلك الحالة المتردية انعكاس على هذا الشعور الإيماني، هذا ما نفى غيابة الشيخ فهيم "إن شعور الألفة والمحبة والأجواء الروحانية والتكافل في شهر رمضان حاضر كما تعودنا طوال تاريخنا ولكن لا يخفى على ذي عينين أننا نمر في أزمة ووضع صعب وما زالت آثار الحرب واقعة على كل الأسر تضغط على معيشتها وتجعلها تتقشف لتجاري الحياة، تخيل أن هذه الآثار السلبية إلى الآن لم تدع الناس يقفون على أقدامهم وحتى تعود البسمة كما كانت نقول لله الحمد من قبل وبعد فمجرد مقارنة شهر رمضان هذا العام برمضان الماضي يجعلنا نتنفس الصعداء، لم نكن نتجمع لا على مائدة ولا إفطار ولا على سحور أما هذه السنة فقد تكرم الله تعالى علينا أن رفع الغمة وكشف عنا البلاء وخلصنا من تلك الميليشيات".
في المسجد جلسنا حتى العصر وشهدنا بأم أعيننا تلك المشاعر الإيمانية داخل المسجد رغم انطفاء الكهرباء إلا أن الجميع كان يتكتل في حلقات الحفظ وهو ما شرحه الشيخ فهيم بـقوله "الدعاء والتآخي حاصل وموجود ولا يعني أننا لا نجتمع على الطعام أن الروحانية غابت فنحن نجتمع على الصلاة والدعاء وحلقات التحفيظ وبرامج الدعوة ونقضي الوقت من بعد صلاه الظهر حتى العصر في دروس عامة عن أحكام الصيام وآداب الصيام وحياة الصائم وأخلاقه مع من حوله، ومن صلاة العصر حتى الإفطار في دروس عبرة وقصص من القرآن الكريم وحلقات التحفيظ وبعض حلقات الدعوة، والحضور جيد بل ممتاز والناس متفاعلة وفيهم قبول للاستماع لها والمشاركة فيها إلا إنه وقت انطفاء الكهرباء تجد من الناس السآمة والتبلبل ومع هذا نطمئنكم إن حضور الناس طيب ورائع ويحبون الخير وهم أمة النبي وستظل بخير إلى قيام الساعة بإذن الله".
ـ إذا أمنتم من قدرة الناس عليكم فهل تأمنون مكر الله الغيور على دماء عباده
قال الوزير الأسودي في المؤتمر الصحفي إن حرب الانقلابيين خلفت أكثر من ستة آلاف و400 شهيد وأكثر من 31 ألف جريح منهم ألف و300 طفل وإن هناك 113 شهيدا يسقطون يومياً على أيدي مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية منهم ثمانية أطفال بحسب التقديرات، وفي هذا الشهر ماذا يقول الدعاة والعلماء عن تلك المجازر والجرائم، يقول الشيخ فهيم: " هذا هو شعارهم الموت لأمريكا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود والنصر للإسلام فهل هذه الأشلاء المقطعة في شوارع تعز وغيرها وهؤلاء القتلى وهؤلاء الجرحى هم أمريكيون أم يهود؟! وهل هذا هو الإسلام الذي يقول في قرآنه (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد لهم عذابا عظيما)، هل قتل وجرح العشرات في شهر رمضان هو النصر للإسلام، ونقول لهم إذا أمنتم من قدرة الناس عليكم فهل تأمنون مكر الله الغيور على دماء عباده؟ وهل تأمنون دعوات المظلومين والمكلومين والمجروحين على فراق أولادهم وأزواجهم وآبائهم؟ والله ما رأيت أناسا يعملون ضد أنفسهم إلا أنتم فمتى ستعقلون ومتى ستراجعون أنفسكم، لكم منذ أكثر من عام وأنتم تتسببون في صب دموع الأقارب على أقاربهم، في هذا الشهر المبارك ندعو كل اليمنيين أن يرفضوا من يسفك دم أبنائهم وأن يرفضوا من يريد أن يجعل ثمن هذا الدم هي سلطتهم وأسأل الله أن ينتقم كل عملائها".
ـ ختامها مسك
في الأخير نود منك أن تقول كلمة عن رسالة شهر رمضان المبارك كيف يجب أن ينظر إليه المسلمون ويتعاملون معه وهكذا اختتم الشيخ فهيم لقاءه مع برنامج التواصل مع علماء اليمن بالتأكيد إن "رمضان تجسيد لرفعة وعظمة دين الله كما أنه رسالة بتوحد المسلمين في كل بقعة وهو أيضا رسالة بأن على كل مسلم في أي بقعة من الأرض أن يسعى لتوحيد العالم على كلمة الله العليا، ويعتبر رمضان شهر اختبار بحيث المباح فيه حرام هو تدريب للمؤمنين على منع أنفسهم عن أكل وشرب وممارسة كل ما هو مباح والاحتكام إلى شريعة الله ليكونوا ممن يترك المباح امتثالا لأمر الله فكما أن الصيام عبادة فالالتزام بشرع الله ونهجه عبادة لا فرق بينهما ومن يحترم رمضان فإنه يحترم شرع الله ومنهاجه ومن لا يحترم شرع الله ومنهجه وأحكامه فهو لا يحترم الصيام والقيام".