تعز/ عبدالله عبدالخالق
بارك اللهُ هذا الشهر بجعله شهر تنزيل القرآن وتصفيد الشياطين، وبارك في أهله حين شعر موسرهم بضيق معسرهم، وكبيرهم بصغيرهم؛ فلم تقف الظروف الحالية التي يعيشها أهل تعز بصفة خاصة واليمن عموماً عائقًا أمام العطاء ونشر التسامح والمحبة في اليمن عامةً وتعز خاصة بين مكونات المجتمع اليمني
بل إن البذل تزايد مع إحساس الناس بصعوبة الظروف، فكان الموسر والمُعسر يسبقان بعضهما في الإنفاق كلٌّ بقدر استطاعته.
وينبري علماء تعز في هذه الظروف لتبيان الحق، والحث على الخير، والدعوة إلى اللُّحمة المجتمعية، فقد دعوا عبر مجلة المنبر اليمني إلى جعل شهر رمضان فرصة للإنفاق وتلمس حاجات الناس، وإشاعة خلق التسامح والتغافر بين مكونات المجتمع في تعز واليمن عموماً.
يقول الشيخ علي القاضي عضو هيئة علماء اليمن: إن الجود والإنفاق في رمضان سنة نبوية مؤكدة، فقد كان رسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة في رمضان كما في البخاري؛ لذا يستحب كثرة الصدقات في رمضان، فتقييد الشياطين في رمضان يُسَهِّل الكرم والجود، وبيّن الشيخ علي القاضي أن معظم الشحّ والبخل من تخويفات الشياطين لابن آدم، مؤكداً على أن واجب المسلم -وخاصة الموسر- في شهر رمضان؛ أن يحيي خُلقيْ التسامح والإنفاق. مضيفاً أن التسامح والعفو واجب في كلّ وقت، فكيف بالزمن المبارك رمضان!
وأضاف الشيخ القاضي متسائلا: من لا يتسامح في زمن غُلّقت فيه النار وفتحت فيه الجنان وقيدت الشياطين، فمتى سيتسامى ويتسامح؟
وحث الشيخ علي القاضي الخطباء، ألّا يكونوا حادين في طرحهم، وفي الاتهامات، وأن يتجنبوا الانفعال، فكثير من الخطباء يكونون أسيري اللحظة وأسيري الموقف، وأسيري قضية معينة -حد تعبيره- وعليهم تجنب التكفير والتحريض، وذكر الأسماء والتحريض عليهم في المنابر.
وحذر الشيخ علي القاضي من أنه حين تغيب الأخوّة الإسلامية والرحمة سترى الجرائم التي تحصل، وطالب الدعاة والعلماء والخطباء أن يحيوا جانب الأخوّة بين المسلمين، وأن يحيوا جانب الرحمة، منبهاً على أن الكلام عن الرحمة قليل في منابرنا، وكذلك الكلام عن الأخوّة، وعن الشفقة، وعن أخلاق الإسلام، ومقاصد الشريعة العامة، وعن منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه الأمور، وشدد القاضي على ضرورة الحديث عن الجانب الإنساني المشترك والتركيز عليه، وعلى المجتمع بكل شرائحه أن ينخرط في علاج الاختلالات، ويتكاتف لبناء نفسه أخلاقيًّا، ويحمي نفسه من هذه الاختلالات.
وفي حديثه للمنبر اليمني يذكر الشيخ أحمد إسماعيل السبئي أن الإنسان يطلب السماح من ربه قبل أن يطلب ذلك من أي أحد، وأن يطلب منه العفو والمغفرة، معللاً ذلك بأن الزمن قد عمت فيه البلوى، وكثر فيه من يقلّ أدبه مع ربه وخالقه، ودعا الشيخ السبئي أبناء المجتمع إلى الرجوع إلى الله تعالى، وأن يحمدوه على نعمه عليهم، وأن يرضوا بما آتاهم الله لهم.
من جهته تحدث الشيخ محمد السُقاري إمام وخطيب جامع الصحابة بمدينة تعز مبيناً أن رمضان قد اجتمعت فيه عدة عوامل تزيد من قيمة الصدقة والإنفاق: العامل الأول: فضل رمضان، فقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود ما يكون في رمضان.
العامل الثاني: اتساع رقعة الفقر والحاجة عند الناس، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية، وانقطاع الرواتب في اليمن، والخوف من المستقبل المجهول؛ فالصدقة من قبل هذا الفريق الواسع من الناس من أصحاب الحاجة هو أفضل الصدقة، فأفضل الصدقة جهد المقل كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، «وأعظم الصَّدَقَةِ أَجْرًا: أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى».
العامل الثالث: أن الموسرين من الناس غالب يُسرهم من التجارة، ولن تخلو تجارة من حلف أو لغو أو شيء من المبالغة في وصف السلعة ليزينها في عين المشتري، فلكي تخلص مَالَكَ من ذلك اللغو عليك بالصدقة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ الْحَلِفُ وَاللَّغْوُ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ».
المصدر: مجلة المنبر اليمني- العدد (14)
تعز/ عبدالله عبدالخالق
بارك اللهُ هذا الشهر بجعله شهر تنزيل القرآن وتصفيد الشياطين، وبارك في أهله حين شعر موسرهم بضيق معسرهم، وكبيرهم بصغيرهم؛ فلم تقف الظروف الحالية التي يعيشها أهل تعز بصفة خاصة واليمن عموماً عائقًا أمام العطاء ونشر التسامح والمحبة في اليمن عامةً وتعز خاصة بين مكونات المجتمع اليمني
بل إن البذل تزايد مع إحساس الناس بصعوبة الظروف، فكان الموسر والمُعسر يسبقان بعضهما في الإنفاق كلٌّ بقدر استطاعته.
وينبري علماء تعز في هذه الظروف لتبيان الحق، والحث على الخير، والدعوة إلى اللُّحمة المجتمعية، فقد دعوا عبر مجلة المنبر اليمني إلى جعل شهر رمضان فرصة للإنفاق وتلمس حاجات الناس، وإشاعة خلق التسامح والتغافر بين مكونات المجتمع في تعز واليمن عموماً.
يقول الشيخ علي القاضي عضو هيئة علماء اليمن: إن الجود والإنفاق في رمضان سنة نبوية مؤكدة، فقد كان رسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة في رمضان كما في البخاري؛ لذا يستحب كثرة الصدقات في رمضان، فتقييد الشياطين في رمضان يُسَهِّل الكرم والجود، وبيّن الشيخ علي القاضي أن معظم الشحّ والبخل من تخويفات الشياطين لابن آدم، مؤكداً على أن واجب المسلم -وخاصة الموسر- في شهر رمضان؛ أن يحيي خُلقيْ التسامح والإنفاق. مضيفاً أن التسامح والعفو واجب في كلّ وقت، فكيف بالزمن المبارك رمضان!
وأضاف الشيخ القاضي متسائلا: من لا يتسامح في زمن غُلّقت فيه النار وفتحت فيه الجنان وقيدت الشياطين، فمتى سيتسامى ويتسامح؟
وحث الشيخ علي القاضي الخطباء، ألّا يكونوا حادين في طرحهم، وفي الاتهامات، وأن يتجنبوا الانفعال، فكثير من الخطباء يكونون أسيري اللحظة وأسيري الموقف، وأسيري قضية معينة -حد تعبيره- وعليهم تجنب التكفير والتحريض، وذكر الأسماء والتحريض عليهم في المنابر.
وحذر الشيخ علي القاضي من أنه حين تغيب الأخوّة الإسلامية والرحمة سترى الجرائم التي تحصل، وطالب الدعاة والعلماء والخطباء أن يحيوا جانب الأخوّة بين المسلمين، وأن يحيوا جانب الرحمة، منبهاً على أن الكلام عن الرحمة قليل في منابرنا، وكذلك الكلام عن الأخوّة، وعن الشفقة، وعن أخلاق الإسلام، ومقاصد الشريعة العامة، وعن منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه الأمور، وشدد القاضي على ضرورة الحديث عن الجانب الإنساني المشترك والتركيز عليه، وعلى المجتمع بكل شرائحه أن ينخرط في علاج الاختلالات، ويتكاتف لبناء نفسه أخلاقيًّا، ويحمي نفسه من هذه الاختلالات.
وفي حديثه للمنبر اليمني يذكر الشيخ أحمد إسماعيل السبئي أن الإنسان يطلب السماح من ربه قبل أن يطلب ذلك من أي أحد، وأن يطلب منه العفو والمغفرة، معللاً ذلك بأن الزمن قد عمت فيه البلوى، وكثر فيه من يقلّ أدبه مع ربه وخالقه، ودعا الشيخ السبئي أبناء المجتمع إلى الرجوع إلى الله تعالى، وأن يحمدوه على نعمه عليهم، وأن يرضوا بما آتاهم الله لهم.
من جهته تحدث الشيخ محمد السُقاري إمام وخطيب جامع الصحابة بمدينة تعز مبيناً أن رمضان قد اجتمعت فيه عدة عوامل تزيد من قيمة الصدقة والإنفاق: العامل الأول: فضل رمضان، فقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود ما يكون في رمضان.
العامل الثاني: اتساع رقعة الفقر والحاجة عند الناس، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية، وانقطاع الرواتب في اليمن، والخوف من المستقبل المجهول؛ فالصدقة من قبل هذا الفريق الواسع من الناس من أصحاب الحاجة هو أفضل الصدقة، فأفضل الصدقة جهد المقل كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، «وأعظم الصَّدَقَةِ أَجْرًا: أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى».
العامل الثالث: أن الموسرين من الناس غالب يُسرهم من التجارة، ولن تخلو تجارة من حلف أو لغو أو شيء من المبالغة في وصف السلعة ليزينها في عين المشتري، فلكي تخلص مَالَكَ من ذلك اللغو عليك بالصدقة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ الْحَلِفُ وَاللَّغْوُ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ».
المصدر: مجلة المنبر اليمني- العدد (14)