بقلم / عبد الله النعماني
الكل يتكلم عن انتصار صلاح الدين الأيوبي رحمه الله على ريتشارد قلب الأسد ملك إنكلترا الصليبي القوي بل أعجبت أوروبا آنذاك وحتى اليوم بصلاح الدين الأيوبي كما تقول البروفيسور (كارول هليبراند ) أستاذ التاريخ جامعة أدنبرة عنه (إنه رمز الفضيلة والكرم والشجاعة والشهامة كان يستحق نيل إعجاب أوروبا في العصور الوسطى).
لكن لو وقفنا لحظات نتأمل فيها السر في عظمة صلاح الدين الأيوبي ونصره على أعدائه وتفوقه عليهم لوجدنا أن قيم صلاح الدين ومبادئه انتصرت على أعدائه قبل السيوف والحراب.. إن الانتصار الحقيقي هو انتصار القيم أما الحروب فمن طبعها أنها سجال كر وفر هزيمة ونصر، لكن القيم والمبادئ هي التي تسود وتقيم تلك الحروب فما قيمة التضحيات إذا كان الثمن هو الظلم والظلام والاستبداد؟!
انتصر صلاح الدين لأنه يقاتل عن قيم يحتاجها أعداؤه قبل أصدقائه، فهم صلاح الدين أن حقيقة الانتصار أن تنتصر على نفسك وأن أخطر جيش قد يزحف نحوه ليس جيش الصليبيين إنما هو جيش الحقد والحسد والبغضاء والشح وغيرها من الرذائل التي تعصف بالنفس الإنسانية وتشوهها.
رغم أن ريتشارد ذبح ثلاثة آلاف مسلم في عكا إلا أن صلاح الدين عندما مرض ريتشارد أرسل له طبيبا وأهداه فرسا عربيا أصيلا. لقد هزم الصليبيون بالقيم الحضارية للمسلمين قبل أن يهزموا بسيوفهم فقد هزم نور الشرق وتسامحه وتقبله للآخر والتعايش مع المخالف ظلمات غرب أوروبا الصليبية المظلمة الحاقدة البربرية.. لقد تعايشت عشرات المذاهب في بلاد المسلمين بينما لم تتقبل الكنيسة ثلاثة مذاهب فقط كاثوليك بروتنستانت ارثوذوكس فأقاموا المجازر لمن خالفهم في دينهم شنت أوروبا 11 حملة صليبية علينا في الشرق ولم نرد عليهم حتى بحملة واحدة، واليوم للأسف الشديد نجد أن أوروبا أخذت تلك القيم ومزجتها بثقافتهم بينما نحن أخذ بعضنا الكثير من قيمهم التي نجدها واضحة في انتصاراتنا الحاقدة وغير القابلة للتعايش مع تعصب أعمى مقيت كم نحن بحاجة في ظل فورتنا وثورتنا أن نتعرف على القيم لأنه بدونها لن نقيم دولة ولن ننعم باستقرار ما دامت الكراهية سيدة الموقف.
بقلم : عبدالله النعماني .
بقلم / عبد الله النعماني
الكل يتكلم عن انتصار صلاح الدين الأيوبي رحمه الله على ريتشارد قلب الأسد ملك إنكلترا الصليبي القوي بل أعجبت أوروبا آنذاك وحتى اليوم بصلاح الدين الأيوبي كما تقول البروفيسور (كارول هليبراند ) أستاذ التاريخ جامعة أدنبرة عنه (إنه رمز الفضيلة والكرم والشجاعة والشهامة كان يستحق نيل إعجاب أوروبا في العصور الوسطى).
لكن لو وقفنا لحظات نتأمل فيها السر في عظمة صلاح الدين الأيوبي ونصره على أعدائه وتفوقه عليهم لوجدنا أن قيم صلاح الدين ومبادئه انتصرت على أعدائه قبل السيوف والحراب.. إن الانتصار الحقيقي هو انتصار القيم أما الحروب فمن طبعها أنها سجال كر وفر هزيمة ونصر، لكن القيم والمبادئ هي التي تسود وتقيم تلك الحروب فما قيمة التضحيات إذا كان الثمن هو الظلم والظلام والاستبداد؟!
انتصر صلاح الدين لأنه يقاتل عن قيم يحتاجها أعداؤه قبل أصدقائه، فهم صلاح الدين أن حقيقة الانتصار أن تنتصر على نفسك وأن أخطر جيش قد يزحف نحوه ليس جيش الصليبيين إنما هو جيش الحقد والحسد والبغضاء والشح وغيرها من الرذائل التي تعصف بالنفس الإنسانية وتشوهها.
رغم أن ريتشارد ذبح ثلاثة آلاف مسلم في عكا إلا أن صلاح الدين عندما مرض ريتشارد أرسل له طبيبا وأهداه فرسا عربيا أصيلا. لقد هزم الصليبيون بالقيم الحضارية للمسلمين قبل أن يهزموا بسيوفهم فقد هزم نور الشرق وتسامحه وتقبله للآخر والتعايش مع المخالف ظلمات غرب أوروبا الصليبية المظلمة الحاقدة البربرية.. لقد تعايشت عشرات المذاهب في بلاد المسلمين بينما لم تتقبل الكنيسة ثلاثة مذاهب فقط كاثوليك بروتنستانت ارثوذوكس فأقاموا المجازر لمن خالفهم في دينهم شنت أوروبا 11 حملة صليبية علينا في الشرق ولم نرد عليهم حتى بحملة واحدة، واليوم للأسف الشديد نجد أن أوروبا أخذت تلك القيم ومزجتها بثقافتهم بينما نحن أخذ بعضنا الكثير من قيمهم التي نجدها واضحة في انتصاراتنا الحاقدة وغير القابلة للتعايش مع تعصب أعمى مقيت كم نحن بحاجة في ظل فورتنا وثورتنا أن نتعرف على القيم لأنه بدونها لن نقيم دولة ولن ننعم باستقرار ما دامت الكراهية سيدة الموقف.
بقلم : عبدالله النعماني .