جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

استطلاع: ساعة الصفر في تعز بين نار الإهمال السياسي وعوامل الانتصار في معارك التحرير

استطلاع: ساعة الصفر في تعز بين نار الإهمال السياسي وعوامل الانتصار في معارك التحرير

تاريخ النشر: الخميس, 11 فبراير 2016 - 18:37 مساءً | عدد المشاهدات: 2,137

 

علماء وقيادة المقاومة: عوامل الانتصار في صف المقاومة ومساجد تعز تقاوم يأجوج ومأجوج العصر فما هي خطط التحالف وصعوباتها

تعز تقاوم .. تعز تتحرر... خطاب ارتفع صيته عاليا في الآونة الأخيرة مع تصدر أرقام القتل والتنكيل ضد المدنيين، في مدينة تتعرض لأشد حصار عسكري وقصف مدفعي عنيف ومستمر من قبل ميليشيات الانقلاب، قصف وحصار على جميع المنافذ الرئيسية للمدينة منذ 10 أشهر، فالميليشيات تمنع إيصال الإمدادات الطبية والإنسانية للمستشفيات الواقعة في مناطق سيطرة المقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية، وهذا الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على تعز، والقصف المستمر للأحياء السكنية، ومنازل المواطنين، والاستهداف الصارخ لكل ما يتعلق بالوجود الإنساني، دفع بالأوضاع إلى الانهيار المتسارع، وبات الملايين ينتظرون الموت، الشيخ علي عبدالحميد  الصلاحي خطيب مسجد ومجاهد في ساحات تعز ذكر في تصريحه لبرنامج التواصل مع علماء اليمن: "لقد اعتدى المتمردون الانقلابيون وحلفاؤهم على الجميع ولم يستثنوا في عدوانهم شيئا، الشجر، الحجر، الحيوان، الطفل، المرأة، الشيخ المسن، المساجد، المدارس، دور القرآن المنازل، المؤسسات الخدمية الكهرباء الماء الاتصالات، الجمعيات الخيرية، المستشفيات".

كما يضيف الشيخ  الصلاحي في ذات السياق: "ولكم أن تتخيلوا قصف جامع مثل جامع السعيد أثناء صلاة الجمعة وهو مكتظ بالمصلين ومسجد الأنصار وغيرهما من المساجد، كذلك قصف مستشفى الثورة والجمهوري والروضة والحكمة والصفوة وهي مليئة بالمرضى والأطباء والمسعفين، تخيلوا رد الفعل على هذه الوحشية البربرية".

ـ ثلاثة عوامل تميز المقاومة في تعز

فيما أعلنت المقاومة الشعبية والجيش الوطني في تعز النفير العام في معركة تحرير المدينة أبدى الأهالي سخطاً واضحاً، حيث يستنكرون ويطالبون العالم الالتفات إلى قضيتهم العادلة والضغط على ميليشيات الحوثي والمخلوع إيقاف القصف العشوائي الذي لا يميز بين مدني وعسكري، فيما يعتقده المراقبون تعبيراً عن ارتباك نفسي وقلق هستيري اجتاح الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع من خلال تكثيف قصفها العشوائي على أحياء تعز، المقاومة الشعبية من جهتها تتحضر لتلك المعارك، فقد أكد الأستاذ ضياء الحق الأهدل قيادي ومقرر مجلس تنسيق المقاومة الشعبية في تعز بتصريح خاص لبرنامج التواصل مع علماء اليمن أن:"المقاومة في تعز محافظة على مواقعها ولها تقدم بسيط رغم الحصار وقلة الإمكانات سواء في العتاد والذخائر أو الخدمات كالطبية وكذلك المالية".

وفي ذات القضية أشار الشيخ  الصلاحي أن: "وضع المقاومة في تعز يزداد قوة وإصرارا على مواصلة الكفاح في التصدي لعصابات الإجرام المسعورة ورغم قلة الإمكانيات ومحدوديتها إلا أننا نحظى بثلاثة عوامل لا يمتلكها عدونا، الأول إيماننا القوي بعدالة القضية التي ندافع عنها ونقدم فيها دماءنا وأرواحنا رخيصة في سبيل الله، والثاني نوعية المقاومين والمجاهدين في هذه المحافظة فهم الأطباء والمهندسون وأساتذة الجامعات ومحامون ومعلمون وصيادلة وطلاب الجامعات والعلماء والخطباء والدعاة والإعلاميون والشعراء والأدباء والساسة، والأخير الحاضنة الشعبية التي تحوطنا بعد الله بعنايتها واهتمامها وتدعمنا بالغالي والنفيس وتمدنا بالإمدادات التي تثلج صدورنا وترفع معنوياتنا فنعوض بدعمها أي نقص نعاني منه".

ـ علماء ومساجد تعز تواجه طاغوت العصر

مفهوم المقاومة عند علماء ودعاة تعز أوسع من حمل السلاح ليشمل الدور الذي كانت المساجد جزءا أصيلا منه في معركة تحرير عدن وهي كذلك اليوم في تعز حيث أفاد الشيخ  الصلاحي :"لا شك أن للعلماء والدعاة دورا كبيرا في توجيه وتشجيع ودفع المقاتلين والمجاهدين والمقاومين لمواجهة العدوان البربري على كل شيء في تعز".

لم يتوقف الدور البطولي هنا فالصلاحي ينقل لنا من عمق المجريات في تعز:"حين رأى العلماء والخطباء والدعاة هذا الإجرام المدمر قاموا بواجبهم الشرعي واﻷخلاقي والإنساني في مواجهة طاغوت العصر فمنهم من حمل سلاحه وانضم إلى جبهات القتال، ومنهم من قام بدور التوجيه المعنوي للمجاهدين وإرشادهم إلى آداب وأخلاق المجاهد، ولولاهم لرأينا الأخطاء الكبيرة والكثيرة نظرا لحجم الإجرام الطائفي البربري المتوحش".

حث الشباب والمواطنين في إسناد المقاومة بالجهاد للدفاع عن الأرض والعرض ضد المشروع الذي تقوده ميليشيات الحوثي والمخلوع في تعز يؤكده القيادي في المقاومة الاهدل :"علماء وخطباء تعز يقومون بدور طيب ويسهمون بشكل تطوعي في جهود استعادة المحافظة من الانقلابيين المتمردين بالرأي وحث أبناء المحافظة على المشاركة الفاعلة وعدم عرقلة الجهود المبذولة من جانب قيادة المقاومة".

ـ أسباب تجعل معركة تحرير تعز من الأولويات

غير أن ملامح الوضع القائم في تعز على وشك التبدل والتغير مع تأكيدات قائد المقاومة الشعبية في المدينة الشيخ حمود المخلافي أنه "يعود إلى المحافظة لقيادة معركة التحرير ضد المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع"، حيث تأتي عودة المخلافي بعد تخرج أول دفعة من المقاتلين عددهم 1600من اللواء 22ميكا، من قاعدة العند، الأهمية التي تحتلها معركة تحرير تعز وتجعلها تتصدر قائمة الأولويات وفقاً لتصريح الأستاذ ضياء الحق الأهدل: "أولوية معركة تحرير تعز أكثر من جانب يتأكد ذلك موقعها وديمغرافيتها السكانية ومركزها الثقافي"، ولا يغفل الأهدل ذلك الشق المتعلق بـ: "جوانب عسكرية تجعل من تحريرها تسهيل لتحرير باقي المحافظات فهي أكثر من غيرها رافعة وطنية وموقع استراتيجي".

ومن جهة أخرى يرى  الصلاحي أن :"تعز يجب أن يكون لها الأولوية في التحرير لما لها من دور يمكن أن يؤديه أبناؤها في تحرير اليمن ككل من العدوان والبغي والإجرام الفارسي، وكذلك لما نعلمه من نية التحالف الحوثي عفاشي تجاه هذه المدينة من ثأر وانتقام بسبب دور أبنائها في الثورة الشبابية السلمية التي كان لهم فيها قصب السبق في 11فبراير 2011م".

وقد شهدت المرحلة السابقة تجهيزات نوعية وتخريج ثلاثة من الألوية العسكرية التي تلقت تدريبات نوعية خلال الأشهر الماضية في العند ومعسكرات أخرى في الجنوب المحرر من الميليشيات، وبدأت التحرك بجميع معداتها وأسلحتها الثقيلة باتجاه جبهات القتال لتحرير وفك حصار مدينة تعز، الدكتور عبد الملك اليوسفي الناشط السياسي من تعز يعتقد أن: "التحركات الجارية في معركة تحرير تعز مفصل مهم في طريق تحرير كامل الأراضي اليمنية من الانقلابيين والمتوقع أن يكون انهيار المليشيات في تعز مقدمة لانهيارات متلاحقة أشبه بسقوط أحجار الدومينو في سيناريو متوقع و تسنده كثير من المعطيات".

ـ صعوبات تقف أمام تحرير تعز أهمها نظرة المقاومة لبعضها

بعد الاستعدادات الواضحة والجادة مع حضور رئيس المجلس العسكري في تعز العميد صادق سرحان حفل تخرج دفعة من الجيش الوطني في قاعدة العند، التي ألقى خلالها كلمة ثناء وشكر على الدعم المقدم من الرئيس عبد ربه منصور هادي لبناء جيش وطني، كما أشاد خلالها بالجهود الكبيرة من قبل دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي أثبتت أن الأمة العربية والإسلامية جسد واحد فسخرت إمكانياتها المادية والبشرية للوقوف إلى جانب الشعب اليمني وإفشال المشروع الفارسي التدميري في اليمن، وجب كشف الصعاب والعوائق التي تقف أمام تحرير مدينة تعز حيث يشير الأهدل منسق المقاومة في تعز: "عدم توفر الإمكانات والعتاد العسكري والدعم اللوجستي للمقاومة من جانب بمقابل تسخير الانقلابيين لإمكانات مهولة لمعركة تعز تمارس من خلالها القتل والدمار وتفرض الحصار".

ويتفق المحلل السياسي اليوسفي مع تصريح منسق المقاومة الشعبية في تعز قائلاً:"أهم عائق أمام تحرير تعز ليس جزءا من تفاصيل معركة تعز بل اعتبارات تتعلق بالقدرات التسليحية و اللوجستية للانقلابين و تأخر نتائج الاستنزاف الاستباقي الذي يقوم به التحالف العربي لتحاشي الاستنزاف اللاحق المتوقع بعد تحرير صنعاء و صعدة".

أما الشيخ علي  الصلاحي فكان أكثر صراحة حيث عدد الصعوبات التي تعيق تحرير تعز بـ: "اللامبالاة التي تحتل الصدارة عند القيادة السياسية وحكومتها، ثم النظرة الضيقة والقاصرة للتصنيف السياسي الخاطئ لبعض مقاوميها، ثم قلة الإمكانيات في العدة النوعية التي يجب أن تكون بأيدي المقاومين والمجاهدين لمواجهة الأسلحة الثقيلة والنوعية للعدو الفاجر، أخيرا الحصار الوقح واللا إنساني لسكان هذه المدينة المنكوبة والمنسية للأسف حتى المنظمات الدولية تتعامل معها بنفس فارسي رافضي".

ـ دعم التحالف وخطط شاملة للمعركة

يدرك التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية أهمية معركة تحرير تعز في ظل الاحتياجات الملحة للعتاد العسكري حيث تم الانتهاء تماماً من جميع الترتيبات لبدء معركة تعز، وباتت جميع الجبهات في حالة تأهب واستنفار في انتظار إشارة بدء المعركة، هذا ما تقوله مئات الأطقم والمدرعات العسكرية التي وصلت للمدينة في بدايات الأسبوع قادمة من محافظة عدن، الأهدل قال عن الدعم العسكري واللوجستي: "التحالف لا شك قدم ويقدم الكثير وبالخصوص الضربات الجوية لمقاتلاته، ربما فقط ترتيبات زمنية ووفق خطة عمل شاملة لمعارك تحرير أوسع من تعز أخرت دعما متناسبا في الفترة الحالية رغم أهمية الإسراع بتحرير تعز لكن تم مناقشة خطة التحرير والترتيبات تتم".

الدعم والإسناد العسكري مهمته قلب الموازين وإحداث خرق عسكري في سياج الموت الذي شيده الانقلابيون حول الحالمة، لتلتحم قوافل المقاومة بوحداتها الرابضة في قلب المدينة، فما هي المقاومة لو لم تكن حسب المحلل السياسي الدكتور اليوسفي:"مجهود شعبي ذاتي قائم على طوعية المقاتلين وخيرية التمويل وأي دعم يقدمه التحالف العربي يأتي في سياق دعم الحليف للحليف في معركة التقت فيها المخاطر المشتركة والأهداف المشتركة".

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

الأوقاف والإرشاد تحذر الحوثي من ابتزاز الحجاج والمعتمرين وتدعو إلى تحييد العبادات عن الفرز السياسي

الأوقاف والإرشاد تحذر الحوثي من ابتزاز الحجاج والمعتمرين وتدعو إلى تحييد العبادات عن الفرز السياسي

اتهمت وزارة الأوقاف والإرشاد في الحكومة الشرعية مليشيات الحوثي الموالية لإيران باقتراف ممارسات لا مسؤولة تجاه وكالات الحج والعمرة .. المزيد
حقيقة الانتصار

حقيقة الانتصار

بقلم / عبد الله النعماني الكل يتكلم عن انتصار صلاح الدين الأيوبي رحمه الله على ريتشارد قلب الأسد ملك إنكلترا الصليبي القوي بل أ .. المزيد