---------------------------------
الشيخ عبدالله بن غالب الحميري عضو هيئة علماء اليمن ونائب رئيس حزب السلم والتنمية:
- نشكر السعودية على الدور المحوري والتاريخي في دفع التآمر الداخلي والخارجي على اليمن وعلى ما قدمته وتقدمه رغم عظم كلفته فالسعودية موطن الإسلام وعاصمة السنة ولذلك تتعرض لحملة تشويه واسعة .
-
- إيران مصدر الإرهاب الطائفي والمذهبي وصاحبة مشروع تصدير المشروع الرافضي للعالم الإسلامي بمساندة غربية ومصدر لزعزعة أمن المنطقة بأسرها.
-
- الغرب لا يتعامل بمعايير العدل فمواقفه مزدوجة وأحكامه غير نزيهة وإلا لماذا لا يصنف ما يعمله اليهود والبوذيون وإيران وعصابات الموت الشيعية في سوريا ولبنان والعراق واليمن من أعمال إرهابية.
- العلماء والدعاة اليوم أكثر إدراكا للمسؤولية وأحوج ما يكونون للاجتماع وتضييق الخلاف والدعوة إلى كلمة سواء.
------------------------------------------------------------------
• لم يستغرب الشيخ عبدالله بن غالب الحميري عضو هيئة علماء اليمن ونائب رئيس حزب السلم والتنمية ما تتعرض له المملكة العربية السعودية من حملة تشويه واسعة رافضية صهيوغربية لما للسعودية من دور تاريخي ومحوري في المنطقة، ولا سيما ما يتعلق بقضايا الجوار مذكرا بأن السعودية موطن الإسلام وعاصمة السنة وحاملة لوائها والمدافعة عن حياضها مبينا دور إيران في رعاية الإرهاب الطائفي وتصدير المشروع الرافضي وقضايا أخرى عديدة يتناولها الشيخ الحميري ترونها في ثنايا الحوار التالي:
حوار: قائد الحسام
فتنة طائفية حاقدة بغطاء سياسي باهت
ما قراءتكم للأوضاع في اليمن ؟ و إلى أين تتجه؟
* الحمد لله والصلاة والسلام على رَسُول الله وآله وصحبه وسلم وبعد:
فالوضع الحالي في اليمن هو وضع حرب وهرج وبلاء وتمحيص وتخليص إن شاء الله، مما ألمَّ به من فتنة مذهبية وطائفية حاقدة، غلفت بغطاء سياسي باهت ومفضوح، ولا شك أن الشعب اليمني يدفع اليوم ضريبة تآمر كبير تجمعت فيه كل دوافع الحقد مما عرف وَمِمَّا لم يُعرف؛ والكلفة لأجل ذلك باهظة الثمن، عظيمة الضرر، جمة المعاناة، ولكن وعلى الرغم من ذلك فاللطف الإلهي مشاهد وملموس، والتدافع كبير وكبير، والتنفيس الذي أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام بقوله : (إني أرى نفس الرحمن من قبل اليمن).
أمر جلي لا مرية فيه.
فقد هيأ الله لدفع ذلك التآمر الداخلي والخارجي من يتصدى له ويمحقه ويبدد أحلامه ويمحو أثره بإذنه تعالى.
ودور الجارة الشقيقة (المملكة العربية السعودية) ومن معها من دول التحالف ، دور محوري وكبير وعظيم في نصرة اليمن ودفع ما نزل به من الشر وإخراجه من مستنقع الطائفية والمذهبية التي كانت ستعصف به لعشرات السنين، كما هوالحال في الأحواز والعراق وسوريا ولبنان وغيرها، ممن نشبت فيهم مخالب الرفض والتمدد الصفوي؛ والكلفة التي كان اليمن سيدفعها لو تمكن منه هذا الشر أكبر بكثير جدا مما يدفعه اليوم من التضحيات؛ وإن كان لا يدرك ذلك إلا العالمون، بينما تقصر عن إدراك هذا أفهام وعقول الكثير من الناس!
ولهذا فنحن نشكر الله تعالى على لطفه ورحمته بهذا الشعب، وتداركه له من الوقوع في تلك الهوة السحيقة والمتاهة المرعبة التي كان منها على شفا حفرة من الهلاك فأنقذه الله منها
كما نشكر للمملكة ذلك الدور المحوري والتأريخي الذي اضطلعت به رغم عظم كلفته!. وأما المستقبل لليمن فهو إن شاء الله، مستقبل الخير والنصر والأمن والاستقرار وعودة اللحمة الوطنية بين أبنائه، وزوال هذا البأس عنهم ، بعد تعافيه من بتر الأعضاء السرطانية وأورامه الخبيثة.
هذا أملنا بربنا وتفاؤلنا بمستقبل بلاد الإسلام كلها، وستصل الأمور إلى حيث يشاء الله لها أن تصل (إن الله بالغ أمره).
اليد الواحدة لا تصفق
للمرة الأولى منذ سنين اجتمع قادة العمل الدعوي والإسلامي في بعثة الحج الماضية تحت سقف واحد ما الدلالات التي حملها ذلك الجمع وهل كان له ما بعده؟
• الدلالات التي حملها ويحملها مشروع وحدة الدعاة واجتماعهم كثيرة، ودعني أقل لك : ليست الغرابة أن يجتمع الدعاة فهذا هو الأصل وهو ما تعنيه شعيرة الحج ومقاصد الدين كلها من الاجتماع والأخوة. وإنما الغريب حقا أن يُرى الدعاةُ متفرقين ومتباعدين؛ فذلك هو المستغرب فعلا!.
وأما الدلالات التي يحملها مشروع التواصل بين علماء اليمن من التوحد والاجتماع فهي كثيرة، ولعل من أهمها في نظري : أن النفوس عندما تكبر وتترفع عن حظوظها، الصغيرة وتعظم تطلعاتها، لا يبقى عندها مجال للفرفة والتنازع .
ومنها: أن أيام الفراغ والدعة أو قل التباعد والجفاء بين الدعاة قد ولتْ وإلا غير رجعة إن شاء الله،
وأنه حان الآن وقت الجد للعمل معا لنصرة الاسلام، فاليد الواحدة لا تصفق؛ والعمل الفردي في الأمة لم يعد مجديا، ولا بد من رص الصفوف وجمع الكلمة وتنسيق الجهود، لأن الجميع في زمن غربة وزمن تكالب فيه على الأمة كل أعدائها؛ ولا يليق بالأمة أن تواجه هذا المكر الكبار إلا مجتمعة موحدة، وأول لبنات ذلك التوحد والقوة هم: أهل العلم والدعوة الذين هم محل القدوة في الأمة.
ومنها: أن الدعاة إلى الله، باتوا اليوم أكثر استشعارا وإدراكاً للمسؤولية من أي وقت مضى، وأنهم أحوج ما يكونون للاجتماع والتآزر والنصرة لبعضهم البعض، وتضيق دائرة الخلاف ، والدعوة إلى كلمة سواء.
فالحلف الصهيوفارسي والغربي والشرقي كله شبه موحد اليوم لضرب الإسلام الصحيح وسحق دعاته وأنصاره في كل مكان؛ والأمة مستهدفة في كل شيء؛ حكاما وشعوبا ومقدرات؛ وكل ذلك يوجب على الأمة بكل مكوناتها أن تتحد وتستعد وتعد لمواجهة ذلك الشر المتحالف ضدها ودحره ، ولا قدرة لها على ذلك إلا مجتمعة، وإذا صدقت النوايا وبذلت الأسباب الشرعية لذلك فإن الله سيوفق ويسدد ويعين الصادقين على نجاح مقاصدهم .
على وشك
إلى أين وصلتم في إعداد وثيقة الشرف التي ترعاها تنسيقية العلماء وما أبرز بنودها؟
• وثيقة الشرف إحدى المشروعات المهمة والإنجازات الكبيرة لتنسيقية العلماء وبرنامج التواصل بينهم ، وقد تم الانتهاء منها بفضل الله ومنه، وهي في الترتيب الأخير لإخراجها إلى الواقع قريبا إن شاء الله .
وحده ثورة
والشعب لو كان حي ما استخف به فرد ×× ولا عاث فيه الظالم النهم! كأن الشهيد الزبيري يعيش بيننا 00 ما تعليقك؟
ج- شعر الزبيري رحمه الله، ثورة لوحده؛ والشعوب اليوم تدفع ولا شك ضريبة الخنوع للمستبدين وسكوتها عليهم؛ ولو كانت حية فعلا آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر، مدركة واعية ناصحة ...
ما استبد بها فرد ولا عاث فيه الظالم النهم !
بشاعة وجرم كبير
مقتل السبعيني الكاتب ورجل الاعمال عبد السلام الشميري في وسط غرفة نومة بين أطفاله هزة مشاعر اليمنيين ما تعليقكم و حدثنا باختصار عن حرمة اراقة الدم المسلم؟
• مآسينا كثيرة ولكثرتها أصبح ينسي بعضها بعضا!
ومقتل الشيخ عبدالسلام الشميري رحمه الله، بتلك البشاعة، ليس سوى واحدة من تلك المآسي التي أصيب بها شعبنا؛ والقتل ما دام خارج إطار القضاء والقانون فهو كله جرم وبشاعة وفساد في الأرض كبير؛
قال ربنا سبحانه:
"من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
القتل ضد الحياة؛ والقتلة هم أعداء الحياة وأعداء الإنسانية والمجتمع الإنساني كله؛ ولا نحتاج للكثير من التدليل على بشاعة هذا الجرم وبشاعة مشروع الموت الذي تحمله مليشيا الموت في اليمن أو غيره من البلدان، وجنايته على البلاد والمنطقة برمتها لم يعد خافيا.
وغني عن القول أن الإسلام بريء من كل مظاهر القتل والفساد في الأرض بكل صوره وأشكاله؛ بريء من دعوات الفرقة والبغضاء باسم الطائفية أو المذهبية أو المناطقية؛ فكلها عمية جاهلية متخلفة بغيضة؛ لا يقوم بها حق ولا يستقيم معها دين ولا دنيا .
لا ينطبق على الكثير منه وصف جيش أو وطنية
ثاني هدف من اهداف الثورة السبتمبرية بنا ء جيش وطني قوي ماذا تحقق من هذا الهدف وما مفهوم ووظيفة الجيش في الإسلام؟
• الجيش هو الدرع الواقي للدولة وحراسة بيضة الدين وحماية المسلمين ومقدساتهم وحفظ الضرورات الخمس، وصيانة الكرامات والحريات ، وإقامة العدل ورعاية الأمن، وردع المعتدي ونصرة المظلوم وحفظ الثغور و و و . وله وظائف شريفة متنوعة حسب المهام والتخصصات الموكلة له.
وكل مسلم في الجملة هو جندي للحق ، على ثغرة من ثغور المسلمين أيا كان منصبه وموضعه ومسؤوليته.
والوطنية لها مدلولها الإيجابي ما دامت ضمن الأطر المشروعة ، وقد تستخدم في الاتجاه السلبي كالتعدي على الغير وإساءة الجوار ونكث العهود وتصدير الشرور وزرع الفتن وزعزعة الأمن وغيرها من الأمور التي حرمها الإسلام، وفي الحديث : "والله لا يؤمن (ثلاثا) قيل من يا رَسُولَ الله؟ قال : من لا يأمن جارُه بوائقَه"
"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم ...".
أما جيشنا اليمني الذي تسأل عنه، فالوطنية بمفهومها الصحيح لا ينطبق على الكثير منه وصف الجيش ولا الوطنية، إذ كشفت الأيام أن الكثير من أفراده ليسوا سوى مليشيات عصبوية مناطقية مذهبية ؛ تابعة لفرد كان بالأمس إماما واليوم رئيسا وليس للوطن! يؤجرها لمليشيات مختلفة كيف يشاء ؛ فتارة للقاعدة؛ وتارة للحوثية؛ وأخرى لعصابات تقطع وتخريب ونهب؛ تعبث بالأمن العام وتبطش بالشعب وتقمع المعارضين له !!
لذا وصل اليمن إلى هذا الوضع المزري للأسف.
ومع ذلك لا زال هناك بقية من الجيش الصادق في وطنيته يتطلع اليمانيون لنصرتهم ونجدتهم ويعقدون عليهم الآمال بعد الله في حسم المعركة وحفظ الوطن وحماية الذمار، والشعب بمجموعه جيش منظم بهذا المعنى - إن شاء الله.
الإرهاب صناعة غربية بامتياز
ما يحدث في بعض العواصم الأوروبية من أعمال إرهابية تتسبب في تشديد الخناق على الجاليات المسلمة هناك برأيكم من يقف خلف هذا؟ ولماذا؟
• الإرهاب ليس صناعة إسلامية، ولكنه صناعة غربية بامتياز ؛ فهو نتاج الظلم والطغيان والاستبداد والكبت، الذي يمارسه الغرب في بلاد المسلمين بواسطة عملائه الذين صنعهم أو دعمهم ! وكما هو أي الإرهاب، نتيجة طبيعة لما ذكر ، فهو قد يكون كذلك نتيجة الانحراف أو الغلو في الفهم أو ردة الفعل ، وذلك الانحراف أو الغلو ليس سوى انعكاس طبيعي للواقع الذي يعيشه من قد يتصف بهذا الوصف؛ ولا غرابة أن يصبح اليوم معضلة عالمية لوجود الظلم في كل مكان! والانتقائية في تطبيق قوانين العدل في الأرض؛ وهو لا يخرج عن وصفه تعالى :"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون".
والغرب لا يتعامل اليوم بمعيار العدل لا في أحكامه ولا في حكمه؛ فمعاييره مزدوجة ومواقفه متحيزة وأحكامه غير نزيهة! فهو لا يصف مثلا ما يفعله اليهود بمسلمي فلسطين إرهابا!
ولا يصف ما يفعله البوذيون بمسلمي الروهينجيا إرهابا!
ولا يصف ما يفعله نظام إيران الصفوي بمسلمي الأحواز إرهابا!
ولا ما ترتكبه مليشيات الحشد الشعبي وعصابات الموت الشيعية بسنة العراق أو سنة لبنان أو سوريا أو اليمن أو غيرها إرهابا!
والإرهاب الروسي وما يرتكبه اليوم من المجازر المروعة بأهلنا في الشام ليس إرهابا عند الغرب!!
بينما هو في المقابل لا يفتأ يوزع وصف الإرهاب ويطلق ألقابه بسخاء على كل حركة تحرر سنية ولو كان ما تقوم به مشروعا!!
فهو يصف حركة حماس مثلا بالإرهاب ويصف جل الفصائل
الجهادية في الشام وغيره بالإرهاب !!
ويؤيد الانقلاب على الحركات الإسلامية المعتدلة التي تنبذ العنف منهجا؛ كما حصل للإخوان في مصر وقبلها بسنوات في الجزائر وغيرها !!
إذن فالغرب هو من يصنع الإرهاب ويدفع إليه ويجعله شماعة لشن حروبه الصليبية على المسلمين هنا وهناك!!
وأما الإسلام فإنه بريء من الغلو وكل أنواع الظلم والعنف، ويدعو لتعايش الأمم وللسلام والحوار بينها، ويبرء مما قد يرتكبه بعض أتباعه أو من ينتسب إليه بحق أو بباطل من الحماقات والظلم والجهل .
وشعاره دائما السلام :(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو رُدُّوهَا )
"ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا"!
""لا أكراهَ في الدين قد تبين الرشدُ من الغي
ومن تعاليمه العظام: حفظ الجوار والوفاء بالعهود والوعود، والإحسان لعموم الخلق والصدق والوفاء وغيرها من مكارم الأخلاق الكريمة والخلال العظيمة التي لا تتمتع بها أي أمة ولا تجتمع لأي ملة غير ملة الإسلام !
كما أن بعض الحركات الإسلامية التي تجنح اليوم للعنف في الوطن العربي أو في الغرب وتتصف به كداعش وأخواتها، ويتذرع بها الغرب لشن حروبه الجديدة على العالم الإسلامي ، ليست سوى حركات مشبوهة الصنعة مجهولة الهوية؛ ضررها وخطرها على العالم الإسلامي أشد وأنكى من ضررها على الغرب الصليبي !!
مصدر قلق وازعاج للمنطقة
أكثر من (2500 ) جامع ومسجد ومصلى في فرنسا ولا يوجد جامع واحد للسنة في إيران ما تعليقكم؟
• إيران هي اليوم الوكيل الحصري للغرب؛ ومصدرة الإرهاب المذهبي والطائفي للعالم الإسلامي؛ وصاحبة تصدير المشروع الصفوي الرافضي لتشييع العالم السني بمباركة ومساندة الغرب المتصهين؛ وإيران هي مصدر قلق وإزعاج لزعزعة أمن المنطقة بأسرها؛ وأشد من يخشى تهديده وعداؤه وخطره على أرض الحرمين الشريفين ؛ والواجب اليوم هو توحد العالم السني ، ومد جسور التصالح والتواصل بين أبنائه وترميم وتمتين العلاقة الأخوية بينهم ، وتحشيدهم لمواجهة هذا الخطر المحدق بهم .
موطن الاسلام وعاصمة السنة
ما الكلمة الأخيرة التي تحبون أن تختموا بها؟
ومِمَّا يجب أن يعلم هنا أن المملكة العربية السعودية اليوم هي موطن الإسلام وعاصمة السنة وحاملة لوائها والمدافعة عن حياضها؛ ولأجل ذلك فهي تتعرض لحملة تشويه وعِداء واسعة النطاق؛ رافضية داعشية، وإعلامية صهيونية غربية، لذا فالدفاع عن هذا البلد وبيان مكانته وتوضيح الصورة الحقيقية له، هو واجب كل سني ؛ فالقضية اليوم قضية عقيدة وولاء صادق لأهلها وسمائها وأرضها، وهي أكبر من قضية أوطان مجردة عن هذا الارتباط العقدي الوثيق، ويجب أن يكون الحرص اليوم على المشاريع الجامعة للأمة وتوحيد كلمتها، وتجاوز المشاريع الصغيرة التي تتأطر حولها بعض التوجهات التي قد لا تدرك أبعاد الموآمرة وخطورة المرحلة!.
لأجل ذلك لا بد من سعي حثيث للمصالحة الشاملة بين الحكومات والشعوب والجماعات الإسلامية والتوجهات السياسية من جهة والعلماء والدعاة من جهة ثانية، وردم هوة الخلاف بينهم، وتكتل العالم السني تحت كيان موحد قوي، ومظلة كبيرة جامعة، شعارها: ( وأن هذه أمتُكم أُمَّةً واحدةً وأنا ربُّكم فاعبدون).
---------------------------------
الشيخ عبدالله بن غالب الحميري عضو هيئة علماء اليمن ونائب رئيس حزب السلم والتنمية:
- نشكر السعودية على الدور المحوري والتاريخي في دفع التآمر الداخلي والخارجي على اليمن وعلى ما قدمته وتقدمه رغم عظم كلفته فالسعودية موطن الإسلام وعاصمة السنة ولذلك تتعرض لحملة تشويه واسعة .
-
- إيران مصدر الإرهاب الطائفي والمذهبي وصاحبة مشروع تصدير المشروع الرافضي للعالم الإسلامي بمساندة غربية ومصدر لزعزعة أمن المنطقة بأسرها.
-
- الغرب لا يتعامل بمعايير العدل فمواقفه مزدوجة وأحكامه غير نزيهة وإلا لماذا لا يصنف ما يعمله اليهود والبوذيون وإيران وعصابات الموت الشيعية في سوريا ولبنان والعراق واليمن من أعمال إرهابية.
- العلماء والدعاة اليوم أكثر إدراكا للمسؤولية وأحوج ما يكونون للاجتماع وتضييق الخلاف والدعوة إلى كلمة سواء.
------------------------------------------------------------------
• لم يستغرب الشيخ عبدالله بن غالب الحميري عضو هيئة علماء اليمن ونائب رئيس حزب السلم والتنمية ما تتعرض له المملكة العربية السعودية من حملة تشويه واسعة رافضية صهيوغربية لما للسعودية من دور تاريخي ومحوري في المنطقة، ولا سيما ما يتعلق بقضايا الجوار مذكرا بأن السعودية موطن الإسلام وعاصمة السنة وحاملة لوائها والمدافعة عن حياضها مبينا دور إيران في رعاية الإرهاب الطائفي وتصدير المشروع الرافضي وقضايا أخرى عديدة يتناولها الشيخ الحميري ترونها في ثنايا الحوار التالي:
حوار: قائد الحسام
فتنة طائفية حاقدة بغطاء سياسي باهت
ما قراءتكم للأوضاع في اليمن ؟ و إلى أين تتجه؟
* الحمد لله والصلاة والسلام على رَسُول الله وآله وصحبه وسلم وبعد:
فالوضع الحالي في اليمن هو وضع حرب وهرج وبلاء وتمحيص وتخليص إن شاء الله، مما ألمَّ به من فتنة مذهبية وطائفية حاقدة، غلفت بغطاء سياسي باهت ومفضوح، ولا شك أن الشعب اليمني يدفع اليوم ضريبة تآمر كبير تجمعت فيه كل دوافع الحقد مما عرف وَمِمَّا لم يُعرف؛ والكلفة لأجل ذلك باهظة الثمن، عظيمة الضرر، جمة المعاناة، ولكن وعلى الرغم من ذلك فاللطف الإلهي مشاهد وملموس، والتدافع كبير وكبير، والتنفيس الذي أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام بقوله : (إني أرى نفس الرحمن من قبل اليمن).
أمر جلي لا مرية فيه.
فقد هيأ الله لدفع ذلك التآمر الداخلي والخارجي من يتصدى له ويمحقه ويبدد أحلامه ويمحو أثره بإذنه تعالى.
ودور الجارة الشقيقة (المملكة العربية السعودية) ومن معها من دول التحالف ، دور محوري وكبير وعظيم في نصرة اليمن ودفع ما نزل به من الشر وإخراجه من مستنقع الطائفية والمذهبية التي كانت ستعصف به لعشرات السنين، كما هوالحال في الأحواز والعراق وسوريا ولبنان وغيرها، ممن نشبت فيهم مخالب الرفض والتمدد الصفوي؛ والكلفة التي كان اليمن سيدفعها لو تمكن منه هذا الشر أكبر بكثير جدا مما يدفعه اليوم من التضحيات؛ وإن كان لا يدرك ذلك إلا العالمون، بينما تقصر عن إدراك هذا أفهام وعقول الكثير من الناس!
ولهذا فنحن نشكر الله تعالى على لطفه ورحمته بهذا الشعب، وتداركه له من الوقوع في تلك الهوة السحيقة والمتاهة المرعبة التي كان منها على شفا حفرة من الهلاك فأنقذه الله منها
كما نشكر للمملكة ذلك الدور المحوري والتأريخي الذي اضطلعت به رغم عظم كلفته!. وأما المستقبل لليمن فهو إن شاء الله، مستقبل الخير والنصر والأمن والاستقرار وعودة اللحمة الوطنية بين أبنائه، وزوال هذا البأس عنهم ، بعد تعافيه من بتر الأعضاء السرطانية وأورامه الخبيثة.
هذا أملنا بربنا وتفاؤلنا بمستقبل بلاد الإسلام كلها، وستصل الأمور إلى حيث يشاء الله لها أن تصل (إن الله بالغ أمره).
اليد الواحدة لا تصفق
للمرة الأولى منذ سنين اجتمع قادة العمل الدعوي والإسلامي في بعثة الحج الماضية تحت سقف واحد ما الدلالات التي حملها ذلك الجمع وهل كان له ما بعده؟
• الدلالات التي حملها ويحملها مشروع وحدة الدعاة واجتماعهم كثيرة، ودعني أقل لك : ليست الغرابة أن يجتمع الدعاة فهذا هو الأصل وهو ما تعنيه شعيرة الحج ومقاصد الدين كلها من الاجتماع والأخوة. وإنما الغريب حقا أن يُرى الدعاةُ متفرقين ومتباعدين؛ فذلك هو المستغرب فعلا!.
وأما الدلالات التي يحملها مشروع التواصل بين علماء اليمن من التوحد والاجتماع فهي كثيرة، ولعل من أهمها في نظري : أن النفوس عندما تكبر وتترفع عن حظوظها، الصغيرة وتعظم تطلعاتها، لا يبقى عندها مجال للفرفة والتنازع .
ومنها: أن أيام الفراغ والدعة أو قل التباعد والجفاء بين الدعاة قد ولتْ وإلا غير رجعة إن شاء الله،
وأنه حان الآن وقت الجد للعمل معا لنصرة الاسلام، فاليد الواحدة لا تصفق؛ والعمل الفردي في الأمة لم يعد مجديا، ولا بد من رص الصفوف وجمع الكلمة وتنسيق الجهود، لأن الجميع في زمن غربة وزمن تكالب فيه على الأمة كل أعدائها؛ ولا يليق بالأمة أن تواجه هذا المكر الكبار إلا مجتمعة موحدة، وأول لبنات ذلك التوحد والقوة هم: أهل العلم والدعوة الذين هم محل القدوة في الأمة.
ومنها: أن الدعاة إلى الله، باتوا اليوم أكثر استشعارا وإدراكاً للمسؤولية من أي وقت مضى، وأنهم أحوج ما يكونون للاجتماع والتآزر والنصرة لبعضهم البعض، وتضيق دائرة الخلاف ، والدعوة إلى كلمة سواء.
فالحلف الصهيوفارسي والغربي والشرقي كله شبه موحد اليوم لضرب الإسلام الصحيح وسحق دعاته وأنصاره في كل مكان؛ والأمة مستهدفة في كل شيء؛ حكاما وشعوبا ومقدرات؛ وكل ذلك يوجب على الأمة بكل مكوناتها أن تتحد وتستعد وتعد لمواجهة ذلك الشر المتحالف ضدها ودحره ، ولا قدرة لها على ذلك إلا مجتمعة، وإذا صدقت النوايا وبذلت الأسباب الشرعية لذلك فإن الله سيوفق ويسدد ويعين الصادقين على نجاح مقاصدهم .
على وشك
إلى أين وصلتم في إعداد وثيقة الشرف التي ترعاها تنسيقية العلماء وما أبرز بنودها؟
• وثيقة الشرف إحدى المشروعات المهمة والإنجازات الكبيرة لتنسيقية العلماء وبرنامج التواصل بينهم ، وقد تم الانتهاء منها بفضل الله ومنه، وهي في الترتيب الأخير لإخراجها إلى الواقع قريبا إن شاء الله .
وحده ثورة
والشعب لو كان حي ما استخف به فرد ×× ولا عاث فيه الظالم النهم! كأن الشهيد الزبيري يعيش بيننا 00 ما تعليقك؟
ج- شعر الزبيري رحمه الله، ثورة لوحده؛ والشعوب اليوم تدفع ولا شك ضريبة الخنوع للمستبدين وسكوتها عليهم؛ ولو كانت حية فعلا آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر، مدركة واعية ناصحة ...
ما استبد بها فرد ولا عاث فيه الظالم النهم !
بشاعة وجرم كبير
مقتل السبعيني الكاتب ورجل الاعمال عبد السلام الشميري في وسط غرفة نومة بين أطفاله هزة مشاعر اليمنيين ما تعليقكم و حدثنا باختصار عن حرمة اراقة الدم المسلم؟
• مآسينا كثيرة ولكثرتها أصبح ينسي بعضها بعضا!
ومقتل الشيخ عبدالسلام الشميري رحمه الله، بتلك البشاعة، ليس سوى واحدة من تلك المآسي التي أصيب بها شعبنا؛ والقتل ما دام خارج إطار القضاء والقانون فهو كله جرم وبشاعة وفساد في الأرض كبير؛
قال ربنا سبحانه:
"من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
القتل ضد الحياة؛ والقتلة هم أعداء الحياة وأعداء الإنسانية والمجتمع الإنساني كله؛ ولا نحتاج للكثير من التدليل على بشاعة هذا الجرم وبشاعة مشروع الموت الذي تحمله مليشيا الموت في اليمن أو غيره من البلدان، وجنايته على البلاد والمنطقة برمتها لم يعد خافيا.
وغني عن القول أن الإسلام بريء من كل مظاهر القتل والفساد في الأرض بكل صوره وأشكاله؛ بريء من دعوات الفرقة والبغضاء باسم الطائفية أو المذهبية أو المناطقية؛ فكلها عمية جاهلية متخلفة بغيضة؛ لا يقوم بها حق ولا يستقيم معها دين ولا دنيا .
لا ينطبق على الكثير منه وصف جيش أو وطنية
ثاني هدف من اهداف الثورة السبتمبرية بنا ء جيش وطني قوي ماذا تحقق من هذا الهدف وما مفهوم ووظيفة الجيش في الإسلام؟
• الجيش هو الدرع الواقي للدولة وحراسة بيضة الدين وحماية المسلمين ومقدساتهم وحفظ الضرورات الخمس، وصيانة الكرامات والحريات ، وإقامة العدل ورعاية الأمن، وردع المعتدي ونصرة المظلوم وحفظ الثغور و و و . وله وظائف شريفة متنوعة حسب المهام والتخصصات الموكلة له.
وكل مسلم في الجملة هو جندي للحق ، على ثغرة من ثغور المسلمين أيا كان منصبه وموضعه ومسؤوليته.
والوطنية لها مدلولها الإيجابي ما دامت ضمن الأطر المشروعة ، وقد تستخدم في الاتجاه السلبي كالتعدي على الغير وإساءة الجوار ونكث العهود وتصدير الشرور وزرع الفتن وزعزعة الأمن وغيرها من الأمور التي حرمها الإسلام، وفي الحديث : "والله لا يؤمن (ثلاثا) قيل من يا رَسُولَ الله؟ قال : من لا يأمن جارُه بوائقَه"
"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم ...".
أما جيشنا اليمني الذي تسأل عنه، فالوطنية بمفهومها الصحيح لا ينطبق على الكثير منه وصف الجيش ولا الوطنية، إذ كشفت الأيام أن الكثير من أفراده ليسوا سوى مليشيات عصبوية مناطقية مذهبية ؛ تابعة لفرد كان بالأمس إماما واليوم رئيسا وليس للوطن! يؤجرها لمليشيات مختلفة كيف يشاء ؛ فتارة للقاعدة؛ وتارة للحوثية؛ وأخرى لعصابات تقطع وتخريب ونهب؛ تعبث بالأمن العام وتبطش بالشعب وتقمع المعارضين له !!
لذا وصل اليمن إلى هذا الوضع المزري للأسف.
ومع ذلك لا زال هناك بقية من الجيش الصادق في وطنيته يتطلع اليمانيون لنصرتهم ونجدتهم ويعقدون عليهم الآمال بعد الله في حسم المعركة وحفظ الوطن وحماية الذمار، والشعب بمجموعه جيش منظم بهذا المعنى - إن شاء الله.
الإرهاب صناعة غربية بامتياز
ما يحدث في بعض العواصم الأوروبية من أعمال إرهابية تتسبب في تشديد الخناق على الجاليات المسلمة هناك برأيكم من يقف خلف هذا؟ ولماذا؟
• الإرهاب ليس صناعة إسلامية، ولكنه صناعة غربية بامتياز ؛ فهو نتاج الظلم والطغيان والاستبداد والكبت، الذي يمارسه الغرب في بلاد المسلمين بواسطة عملائه الذين صنعهم أو دعمهم ! وكما هو أي الإرهاب، نتيجة طبيعة لما ذكر ، فهو قد يكون كذلك نتيجة الانحراف أو الغلو في الفهم أو ردة الفعل ، وذلك الانحراف أو الغلو ليس سوى انعكاس طبيعي للواقع الذي يعيشه من قد يتصف بهذا الوصف؛ ولا غرابة أن يصبح اليوم معضلة عالمية لوجود الظلم في كل مكان! والانتقائية في تطبيق قوانين العدل في الأرض؛ وهو لا يخرج عن وصفه تعالى :"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون".
والغرب لا يتعامل اليوم بمعيار العدل لا في أحكامه ولا في حكمه؛ فمعاييره مزدوجة ومواقفه متحيزة وأحكامه غير نزيهة! فهو لا يصف مثلا ما يفعله اليهود بمسلمي فلسطين إرهابا!
ولا يصف ما يفعله البوذيون بمسلمي الروهينجيا إرهابا!
ولا يصف ما يفعله نظام إيران الصفوي بمسلمي الأحواز إرهابا!
ولا ما ترتكبه مليشيات الحشد الشعبي وعصابات الموت الشيعية بسنة العراق أو سنة لبنان أو سوريا أو اليمن أو غيرها إرهابا!
والإرهاب الروسي وما يرتكبه اليوم من المجازر المروعة بأهلنا في الشام ليس إرهابا عند الغرب!!
بينما هو في المقابل لا يفتأ يوزع وصف الإرهاب ويطلق ألقابه بسخاء على كل حركة تحرر سنية ولو كان ما تقوم به مشروعا!!
فهو يصف حركة حماس مثلا بالإرهاب ويصف جل الفصائل
الجهادية في الشام وغيره بالإرهاب !!
ويؤيد الانقلاب على الحركات الإسلامية المعتدلة التي تنبذ العنف منهجا؛ كما حصل للإخوان في مصر وقبلها بسنوات في الجزائر وغيرها !!
إذن فالغرب هو من يصنع الإرهاب ويدفع إليه ويجعله شماعة لشن حروبه الصليبية على المسلمين هنا وهناك!!
وأما الإسلام فإنه بريء من الغلو وكل أنواع الظلم والعنف، ويدعو لتعايش الأمم وللسلام والحوار بينها، ويبرء مما قد يرتكبه بعض أتباعه أو من ينتسب إليه بحق أو بباطل من الحماقات والظلم والجهل .
وشعاره دائما السلام :(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو رُدُّوهَا )
"ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا"!
""لا أكراهَ في الدين قد تبين الرشدُ من الغي
ومن تعاليمه العظام: حفظ الجوار والوفاء بالعهود والوعود، والإحسان لعموم الخلق والصدق والوفاء وغيرها من مكارم الأخلاق الكريمة والخلال العظيمة التي لا تتمتع بها أي أمة ولا تجتمع لأي ملة غير ملة الإسلام !
كما أن بعض الحركات الإسلامية التي تجنح اليوم للعنف في الوطن العربي أو في الغرب وتتصف به كداعش وأخواتها، ويتذرع بها الغرب لشن حروبه الجديدة على العالم الإسلامي ، ليست سوى حركات مشبوهة الصنعة مجهولة الهوية؛ ضررها وخطرها على العالم الإسلامي أشد وأنكى من ضررها على الغرب الصليبي !!
مصدر قلق وازعاج للمنطقة
أكثر من (2500 ) جامع ومسجد ومصلى في فرنسا ولا يوجد جامع واحد للسنة في إيران ما تعليقكم؟
• إيران هي اليوم الوكيل الحصري للغرب؛ ومصدرة الإرهاب المذهبي والطائفي للعالم الإسلامي؛ وصاحبة تصدير المشروع الصفوي الرافضي لتشييع العالم السني بمباركة ومساندة الغرب المتصهين؛ وإيران هي مصدر قلق وإزعاج لزعزعة أمن المنطقة بأسرها؛ وأشد من يخشى تهديده وعداؤه وخطره على أرض الحرمين الشريفين ؛ والواجب اليوم هو توحد العالم السني ، ومد جسور التصالح والتواصل بين أبنائه وترميم وتمتين العلاقة الأخوية بينهم ، وتحشيدهم لمواجهة هذا الخطر المحدق بهم .
موطن الاسلام وعاصمة السنة
ما الكلمة الأخيرة التي تحبون أن تختموا بها؟
ومِمَّا يجب أن يعلم هنا أن المملكة العربية السعودية اليوم هي موطن الإسلام وعاصمة السنة وحاملة لوائها والمدافعة عن حياضها؛ ولأجل ذلك فهي تتعرض لحملة تشويه وعِداء واسعة النطاق؛ رافضية داعشية، وإعلامية صهيونية غربية، لذا فالدفاع عن هذا البلد وبيان مكانته وتوضيح الصورة الحقيقية له، هو واجب كل سني ؛ فالقضية اليوم قضية عقيدة وولاء صادق لأهلها وسمائها وأرضها، وهي أكبر من قضية أوطان مجردة عن هذا الارتباط العقدي الوثيق، ويجب أن يكون الحرص اليوم على المشاريع الجامعة للأمة وتوحيد كلمتها، وتجاوز المشاريع الصغيرة التي تتأطر حولها بعض التوجهات التي قد لا تدرك أبعاد الموآمرة وخطورة المرحلة!.
لأجل ذلك لا بد من سعي حثيث للمصالحة الشاملة بين الحكومات والشعوب والجماعات الإسلامية والتوجهات السياسية من جهة والعلماء والدعاة من جهة ثانية، وردم هوة الخلاف بينهم، وتكتل العالم السني تحت كيان موحد قوي، ومظلة كبيرة جامعة، شعارها: ( وأن هذه أمتُكم أُمَّةً واحدةً وأنا ربُّكم فاعبدون).