جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

بعد أن طال تعنتها.. جماعة الحوثي في وجه انتفاضة مساجد صنعاء إثر منع التراويح واقتحام المساجد

بعد أن طال تعنتها.. جماعة الحوثي في وجه انتفاضة مساجد صنعاء إثر منع التراويح واقتحام المساجد

تاريخ النشر: الإثنين, 20 يونيو 2016 - 10:53 صباحاً | عدد المشاهدات: 1,864

وخطباء ودعاة: ما المانع أن أخالفك لكن الجماعة تفكر إما تكون معي أو استبيح دمك وأمنعك وأهينك وأخرجك من بيوت الله هل يدركون أن الذي صمت اليوم سينطق غدا؟

تساءل اليمنيون  قبل شهر رمضان ما هي آخر أساليب جماعة الحوثي لتكدير صفو الحياة، لا يعقل أن تترك الميليشيات الانقلابية الشهر الكريم يمر مرور الكرام، كأي مجتمع يعيشه بأقل شروط الراحة، لأن الشعب تعود أن لا يمر يوم في حياة اليمنيين، دون أن تتوارد الأنباء عن جريمة جديدة وربما جرائم يرتكبها مسلحو جماعة الحوثي، بين قتل واختطاف وتعذيب واقتحام منازل ومساجد، وتدميرها، والتي تتجاوز كل الأعراف والأخلاق والتقاليد، غير مبالين بالاحتقان الذي وصل إليه الشارع اليمني مما يقومون به، إلا أن الجواب جاء مبكرا بمنع الجماعة لأئمة المساجد من إقامة صلاة التراويح ومكبرات الصوت وقبلها  شهدت كثير من المساجد حملات أطلقت خلالها النار على المصلين وتسجل حالات عدت بالمئات لاقتحام منابر الجمعة في العاصمة وغيرها من المحافظات الأخرى التي تم فيها فرض خطباء بقوة السلاح، وقد رفض عدد من أئمة مساجد العاصمة اليمنية صنعاء قرارات فرضتها جماعة الحوثي على مساجد العاصمة عبر وزارة الأوقاف في الأول من أيام شهر رمضان المبارك،  حيث إن أغلب مساجد صنعاء لم تلتزم بإطفاء مكبرات الصوت ولم تلغ المحاضرات التوعوية والإرشادية داخل مساجدها في صلاة التراويح وتؤكد عزمها على إقامة اعتكافات كما هي العادة في كل سنة.

ـ الميليشيات لا تخاف الله ولا تستحي من الناس

توضح الأخبار المتتابعة من العاصمة المحتلة صنعاء أن الجماعة شنت حملة اعتقالات واسعة استهدفت عددا من أئمة مساجد العاصمة صنعاء منها "مسجد الفرقان"، واعتقل إماما المسجد "حسن الأهدل وخالد الحبابي" واقتادتهما إلى السجن؛ بحجة مخالفتهم للتوجيهات في إقامة صلاة التراويح ومنعت المواطنين من أداء الصلاة، الأمر الذي استنكره دعاة وأئمة مساجد اليمن حيث قال الشيخ معين بن عبد الرب أن:"مما لا شك ولا ريب لكل مطلع على الأحداث الجارية في البلاد من انتهاكات الحوثيين للمساجد التي لا تنتسب إليهم ولا جرم لها سوى رفع شعائر الإسلام وهي بيوت الله عز وجل التي أمر بتشريفها في قوله تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ*رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَإِقَامِ الصّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزّكَـاةِ)، وكذلك قد نسبها الله اليه بقوله تعالى (إِنَّمَا يَعْمُر مَسَاجِد اللَّه مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر وَأَقَامَ الصَّلَاة وَآتَى الزَّكَاة وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّه فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ)، أما تخريبها وتدميرها أو منع الصلاة فيها ونشر العلم والتوحيد والفقه السليم ممن يخالفهم ولا يجاريهم في معتقدهم وما يريدون فرضه على الناس وهذا الفعل مما ذمه الشرع، فمنع بيوت الله من إقامة الشعائر وهدمها ومحاربة أئمتها مما نهى الله عز وجل عنه، فهو يغار على بيوته، وهؤلاء الحوثة ما عهدنا منهم غير أنهم يعمدون إلى إهانة مساجد السنة والمساجد التي لا تنتسب إليهم بغض النظر عن مصليها".

ويجدر التأكيد بأن هذه الخطوة أثارت غضب جموع من المصلين الذين رفضوا قرارات الحوثي بمنع صلاة التراويح في مساجد اليمن حيث تطور الأمر في مسجد "الفرقان" إلى عراك بالأيدي بين أنصار الحوثي والمصلين، وقد أفضت إلى انسحاب أنصار الحوثي لكثرة المصلين المطالبين بصلاة التراويح، في هذا السياق يؤكد الشيخ فهيم أحمد، داعية وإمام مسجد "لقد أصبحت أفعال جماعه الحوثي علنية ولا تخاف الله ولا تستحي من الناس ولا القبيلة والمجتمع بإغلاقها مساجد ومنع التراويح ومحاصرة المصلين وإغلاق الميكرفونات؛ فهذه الأفعال ليست جديدة عليهم وهم الذين انتهكوا بيوت الله من قبل".

ـ إنهم لا يريدون إلا من يتبعهم يغلفونه على أهوائهم وعلى ما يريدون

الناس في اليمن قاطبة تعودوا على إقامة صلوات التراويح ورفع الذكر ودروس العلم وكذا الاعتكاف ومحاولات إلغائه يعد بادرة خطيرة في شعائر وسنن المسلمين في شهر رمضان المبارك بمختلف توجهاتهم المذهبية، فهذا الشيخ فهيم يجزم أن "الجماعة لن تصل إلى مبتغاها مهما حاولت منعهم من إقامة شعيرة صلاة التراويح بالميكرفونات الخارجية أو بشكل كلي مع أنه قد صرح ناطقهم محمد البخيتي فقال (إن هذه الميكرفونات وقراءة القرآن وصلاة التراويح تؤذيهم) وهذا بسبب ما فيهم من الأباطيل والشعوذة لذلك يتضررون كثيرا".

فيما الشيخ معين بن عبد الرب وهو الداعية والأستاذ العارف بالعلم ينتقد تلك المحاولات بـ أن "هذا العمل يؤكد أنهم لا يريدون إلا من يتبعهم يغلفونه على أهوائهم وعلى ما يريدون أو أنهم يمنعونه من ارتقاء المنبر أو تعليم الناس أو الخطابة والإمامة بالناس مع أن الكثير من أئمة المساجد خاصة في محافظات تعز وإب وصنعاء وكل المحافظات أئمتها معينون من قبل وزارة الأوقاف التي هي القائمة على الأمر وقطاع التوجيه والإرشاد في الوزارة وهنا الحكم يصبح (لا يجوز الافتئات على إمام المسجد وخطيبه وإهانته وإخراجه ومنعه، فضلا عن قتله مما سمعناه هنا وهناك)".

ـ يدركون أن الذي صمت اليوم سينطق غدا

بعد أن اقتادت الميليشيات أئمة مسجد الفرقان إلى السجن قام أهالي المنطقة بالتعبير عن رفضهم للانتهاكات بتنظيم تظاهرة إلى قسم الشرطة الخاص بالمنطقة للمطالبة بالإفراج عن أئمة المسجد المعتقلين مطلع الأسبوع الماضي وهم الشيخان "حسن الأهدل والشيخ خالد الحبابي"، لرفضهم توجيهات حوثية في وقف صلاة التراويح، وتهدف الميليشيات من عمليات الاعتقال كما يوضح الشيخ فهيم إلى أنهم"يشعرون بالخطر من هذه المساجد لأن أهلها من المتكلمين ويدركون أن الذي صمت اليوم سينطق غدا لهذا يلجمونهم من الآن قبل أن يتكلموا وهذا يحدث كثيرا هذه الأيام في صنعاء وغيرها من المناطق التي استولى عليها الحوثي".

ويرجع كثير من المتابعين أن غياب الحاضنة الشعبية لفكر جماعة الحوثي وعدم إيمان السواد الأعظم بفكرهم الحوثي، زاد من ممارسات الردع للمعارضين، غير أن قوة السلاح واجهتها مغادرة المصلين للمساجد التي فرضتها الجماعة، وهذا الأمر يشرحه الشيخ معين بـ"أن ما تفعله ميليشيات الحوثي من انتهاك لحرمات الله، وقتلهم لحفاظ القرآن الكريم وأئمة المساجد، ومنعهم من الارتقاء في منابرهم وإيصال صوتهم للناس، ومنعهم من إقامة بعض الصلوات وهم الذين لا جرم لهم سوى أنهم يخالفون الميليشيات في تصوراتهم وبعض اعتقاداتهم، هو مما لا جدال فيه جريمة يرفضها الله ورسوله وشريعته وأمته، ولاسيما ونحن في شهر كريم نعيش أيامه ولياليه".

أما الشيخ فهيم فيجد أن الجماعة الانقلابية تفعل تلك الجرائم "لأنها تعرف أن المساجد من أهم المنابر التي تحرك الناس وتدفعهم للمطالبة بحقوقهم في كل أنحاء اليمن ففهم الحوثيون والعفاشيون دور المسجد وعملوا على إسكات هذه الكلمة وهذا المنبر الذي يتكلم فيه خطيب المسجد".

ـ تعارض وتضاد جلي مع كلام النبي صلى الله عليه وسلم هذا دأبهم وفعلهم في كل الأزمان

إن انتهاك ومنع وقتل كل مخالف في الرأي والأفكار والتوجهات وحتى الممارسات الدينية الشرعية سمة تتصف بها جماعة الحوثي، ففي السابق وفي أحد مساجد مدينة ذمار، جنوب العاصمة صنعاء، ارتكب مسلحو الجماعة المتمردة، جريمة اختطاف واعتداء على رجل سبعيني ونجله، وأخافوا المصلين الذين كانوا حاضرين، حيث اقتحم مسلحون حوثيون مسجد "التقوى" وأطلقوا النار بداخله بشكل عشوائي، وتم الاعتداء على إمام المسجد وإطلاق النار على قدمه، وكذا الاعتداء على نجله، قبل أن يتم اختطافهم إلى مكان مجهول، ويقول الشيخ معين إن: "مثل هذه الأخبار التي تحدث بالقتل والمنع في المحافظات الخاضعة للانقلاب لكل مخالف لهم وممن لا ينتمون للمذهب الشيعي الرافضي الحوثي تمثل تعارضا وتضادا جليا مع كلام النبي صلى الله عليه وسلم في تعظيم حفظة القران فلا يجوز أن نهينه فما بالك بقتله، فالقتل والانتهاك جريمة تأباها الشرائع والفطر السليمة".

وفي الأخير يجدر البحث عن أهم الدوافع التي تحرك الميليشيات الانقلابية لارتكاب تلك الجرائم، فيجيب الشيخ معين أن "الدوافع التي تجعل الجماعة تمنع إقامة الصلوات أو تمنع الأئمة والخطباء وتحاربهم هي اعتراف بعجز وفشل في التعايش مع المخالف وهم عاجزون عن الحجة بالكلام فلا يستطيع إقناع المخالف بأفكاره ومعتقداته فيلجا إلى التهديد والوعيد والمنع وإغلاق المنابر ويزج بهم في السجون، وهي أفعال قديمة اتخذها المستبدون من فرعون وحتى اليوم مع كل مخالف والحوثة يتحدثون بمنطق كن معي أو لأمحينك من الوجود وهذا باطل شرعا فما المانع أن أخالفك في مسألة او مسألتين وحتى ثلاث لكن هم يقولون إما تكون معي أو أستبيح دمك وأمنعك وأهينك وأخرجك من بيوت الله ومن بيتك وأفجرها وأمنعك من الكلام والسفر... هذا دأبهم وفعلهم في كل الأزمان".

 

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

في ندوة أقامها برنامج التواصل...علماء اليمن يكشفون التجاوزات الشرعية في احتفالات الحوثي بالمولد النبوي

في ندوة أقامها برنامج التواصل...علماء اليمن يكشفون التجاوزات الشرعية في احتفالات الحوثي بالمولد النبوي

نظمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة ببرنامج التواصل مع علماء اليمن، الثلاثاء 7ربيع الأول 1446هـ الموافق 10 سبتمبر 2 .. المزيد
أمسية لبرنامج علماء اليمن في تعز تناقش المآسي التي يصنعها الحوثي في رمضان

أمسية لبرنامج علماء اليمن في تعز تناقش المآسي التي يصنعها الحوثي في رمضان

نظمت وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة ببرنامج التواصل مع علماء اليمن، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد بالجمهورية اليمنية، أمس، ندوة .. المزيد
ندوة لعلماء اليمن في تعز تحذر من محاولات الحوثي لاستنساخ التجربة الإيرانية

ندوة لعلماء اليمن في تعز تحذر من محاولات الحوثي لاستنساخ التجربة الإيرانية

برعاية من وزارة الأوقاف والإرشاد بالجمهورية اليمنية وبالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية .. المزيد
برنامج التواصل مع علماء اليمن ينظم ندوة عن الشعر ودوره في التصدي للمشروع الحوثي

برنامج التواصل مع علماء اليمن ينظم ندوة عن الشعر ودوره في التصدي للمشروع الحوثي

نظم برنامج التواصل مع علماء اليمن، الأربعاء بمقر البرنامج بالرياض، ندوة بعنوان: "الشعر ودوره في التصدي للمشروع الحوثي" ق .. المزيد