الأسرة اليمنية من نتائج الحرب إلى الإرشاد والإصلاح شروط صارمة يجب أن يلتزمها الدعاة
واقع الحال اليمني بعد الحرب الانقلابية الحوثية ينبئ بتدهور مهول على مختلف مجالات الحياة التي ألقت بظلالها على الأسرة اليمنية وتركتها أمام ضغوط نفسية ومعيشية واجتماعية متزايدة، ضغوط من شأنها أن تضعف القيم الأسرية الراسخة، وتؤدي إلى كثرة الصراعات النفسية بين أعضاء الأسرة، وإلى زيادة القلق والتوتر لدي أفرادها، فالأسرة هي القاعدة الأساس والنواة الحية للمجتمع، وبقدر قياس أوضاع الأسرة واستقرارها يمكن قياس المجتمع وأحواله، وعليه يمكن القول فعلا أن الحرب خلفت نتائج وخيمة على الأسرة اليمنية وصار واجب العناية من الأولويات لبناء مجتمع أكثر اتزانا؛ فديننا الحنيف اهتم ببناء الأسرة الصالحة وحدد العلاقات الداخلية بينها وعلاقتها بالمحيط الخارجي, بداية من فكرة الزواج, وإنشاء الأسرة مرورا بمراحل الحياة وتقلباتها, وفق مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة.
ـ الحرب ضاعفت الحاجة لردم الهوة
واقع الحال هذا أوجب على المؤسسات التنموية والتأهيلة الاجتماعية التفاعل مع المعضلة الحاصلة، منها مؤسسة السماحة التنموية، لكي تتبني احتياجات الأسرة اليمنية كأولوية فقد وجدت مؤسسة السماحة وفقاً لكلام المتحدث باسم المؤسسة، أن حياة الأسرة" يعتريها الكثير من التقلبات والمشاكل التي قد تتطور إلى نزاعات حادة تهدد الحياة الأسرية" ويعتقد أنها نتيجة عن"الوضع الحالي للأسرة في مجتمعنا من مشاكل واضطرابات تهدد كيانها, فواقع الفقر والبطالة والجوع والظلم والحرب أرخى بظلاله الكريهة على واقعنا وبدأ ينخر في الأسرة".
وعليه أقامت المؤسسة برنامجا تأهيليا في مجال الإرشاد والإصلاح الأسري لتهيئة مفاهيم كادر من المرشدين في مجال الإصلاح الأسري لــ(22 من الرجال و21 من النساء) في دورتين مستقلتين، أقامهما الدكتور المدرب عمر سالم دومان خريج المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وعضو الأكاديمية العالمية للتدريب لإعادة الاتزان البشري، حيث تكمن أهمية الدورة في الحاجة الملحة للمصلحين لردم الهوة بين أفراد الأسرة، ولهذا ترى المؤسسة أن "أهمية الإرشاد والعلاج الأُسري لمساعدة أفراد الأُسرة"، على اعتباره "إحدى هذه الوسائل الإصلاحية في المجتمع التي يحرص عليها العديد من الناس سواء كان من المختصين أم من غيرهم، كما أنه عمل اجتماعي تفاعلي يتواصل فيه الفرد مع المجتمع بشكل ايجابي مثمر، ويمارس فيه دوراً اجتماعياً له أهميته في نفسه وعلى ذاته ومجتمعه الصغير والكبير".
ـ تحليل المشكلات وفقه الأسرة علوم إرشادية
الدكتور عمر دومان المدرب والمؤسس تحدث أن المؤسسة في دوراتها للمستفيدين تركز "على تعليمهم الجلسة الإرشادية ومهارات المرشد وتحليل المشكلات الأسرية وكيفية حل المشكلات الأسرية وأعطيناهم مفاهيم في علم نفس النمو من الطفولة إلى الشيخوخة" كذلك "أعطيناهم في نفس المجال دورة التعرف على الأنماط للمسترشدين كما أخذنا فقه الأسرة وكان الشيخ أيمن أبو الحسن العدني له دور في محاضرة تنظيم وفقه الأسرة".
كان هذا في مجال المادة العلمية أما في ما يختص بالمرشدين يقول دومان، تم تدريبهم في "أدوار المرشد، منها الإرشاد الأسري في المدارس ويندرج ضمنها الأخصائي الاجتماعي والداعية وفاعل الخير وهي عدة أدوار يقوم بها المرشد الأسري وكلها تصب في مجال الإصلاح الأسري".
الهدف من تلك الدورات التأهيلية وفقا للدكتور "تعريف المسترشد على تلك المراحل وخصائص كل فئة وكيفية التعامل معها والأشياء الطبيعية فيها وطبيعة التدخل الإرشادي والتعامل مع الحالات كلا وفق خصائصه".
اللافت في الأمر أن كثيرا من كانوا حاضرين ويعملون على تعلم دور المسترشدين المتدربين في الدورة من الدعاة والخطباء والعلماء، سألنا الدكتور دومان ما دورهم في هذا المجال، فقال: "لأنهم أصل القائمين بالدور الاجتماعي الإرشادي لهذا ركزنا في دوراتنا على تلك الشخصيات الاجتماعية والمشايخ الذين يلجأ الناس إليهم".
ـ الإصلاح الأسري علم له قواعده:
الشيخ هشام فضل عبدالرحمن نورجي مدير الإدارة العلمية في مؤسسة الرسالة الداعية وإمام مسجد في عدن كان احد الحاضرين والمتدربين في البرنامج ألتأهيلي يقول:" الدورة تعلمنا كيفية الطريقة والأسس العلمية في معالجة المشاكل وحلها حلاً سليماً بحيث يرضي جميع الأطراف في الأسرة، فقد كنا في السابق نحل هذه المشاكل بأسلوب غير منهجي والآن العلم تطور وأصبح الإرشاد الأسري علما يدرس وله قواعده فالآن نعمل على تطوير الذات ونأخذ ضوابط عامة".
كما أن الدعاة والمشايخ استفادوا حسب الشيخ هشام بـ: "معرفة الأنماط الشخصية للإنسان الذي يأتي يشكو لنا قضية ما فندرك كيف التعامل معه بأسلوبه وطباعه التي فطره الله تعالى عليها فتعطيه الحلول التي يمكن أن يحل بها مشاكله كذلك معرفة أسلوب الشخص الذي يختلف معه أكانت زوجة أم ابنا فنعالج له مشكلته من خلال معرفة نمط ابنه أو زوجته فتعطيه الحل الأمثل والأنجع لهم كأسرة وتستمر حياتهم طيبة يسيرة".
ـ شروط صارمة يجب أن يلتزمها الدعاة في الإصلاح الأسري
وكانت الثمار التي قطفها العلماء في سياق تصريح الشيخ هشام أكثر فاعلية فعملوا: "خطوات منها فتح مركز كمكتب لحل المشاكل الأسرية في مدينة عدن وهناك خطط لفتح مكاتب متعددة على كل مديريات المحافظة مع الأيام القريبة بمجهود الدعاة والخطباء".
ان الإصلاح الأسري يعتبر علما وثقافة وأسلوبا ووسيلة تحفظ خصوصية الأسرة, وأسرار البيوت وقدسية العلاقات الأسرية, مصداقا لقوله تعالى " إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم " وقوله تعالى " فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم "، وتأتي ثقة أفراد المجتمع عادة في أصحاب العلم الشرعي، لأنهم الأبرز في التصدر لهذه المشكلات الأسرية وقرب الناس منهم وقربهم من الناس من خلال الإمامة في المساجد، أو الخطابة أو التصدي للفتوى في الجوامع، وفي سؤال وجهه برنامج التواصل مع علماء اليمن للدكتور عمر سالم دومان حول (المطلوب من الدعاة والعلماء أكثر في مجال الإصلاح الأسري) يقول الدكتور: "أولا الإصلاح الأسري لا يمارسه المشايخ فقط بل هناك مجموعة من الوجاهات الاجتماعية التي يجب أن تكون مدركة للعلم الشرعي والقانون اليمني وأن يكون متزوجا ومتزنا في حياته الأسرية فيما السن التي يجب أن يمارس المهنة على أساسة لا يقل عن 30 عاما هذه الأساسيات في المرشد الاجتماعي".
هذه الشروط الصارمة التي يجب أن تتوفر في المرشد والمصلح الأسري يبررها الدكتور دومان: "لأن الإرشاد سيكون جزءا منه في قضايا أسرية داخلية بين المتزوجين قد تكون ناتجة من العلاقة الجنسية بين الزوجين أو الشخصية فتحتاج شخصا يكون أكثر وعيا وخبرة في الحياة، فخلاصة الإرشاد ليس حل المشكلات ولكن تهيئة الحالات الاجتماعية حتى تستطيع معالجة مشاكلها بنفسها، كذلك كيف يعزز القدرة عندهم على مواجهة مشاكلهم بحكمة ومعرفة الأسباب الحقيقية".
إن مساعدة الأسرة عن طريق المرشد بحل مشاكلها الخاصة من خلال فتح الحوار البناء بين أفراد الأسرة وجهاً لوجه وبصدق مما يؤدي في النهاية إلى وضوح وجهات النظر المختلفة وتقبلها ذلك الهدف الذي يسعى له الدعاة والعلماء فتحقيق الانسجام والتوازن في العلاقات بين أعضاء الأسرة، وفتح قنوات الاتصال بينهم والتعبير عن انفعالاتهم تجاه بعضهم بعضا بحرية، والتعرف على الخلل الوظيفي الذي تسرب إلى العلاقات الأُسرية، والذي أدى إلى اضطراب هذه العلاقات هو الهدف الأساس من الإصلاح والإرشاد الأسري.
ـ الإصلاح الأسري في اليمن متأخر
من أهم المشاكل الأساسية التي تواجه العديد من الأُسر اليمنية هو عدم القدرة على التفاهم الفعال والمباشر بين أفراد الأسرة وهذا يدفع إلى محاولة فهم واقع الإصلاح الإرشاد الأسري في اليمن، الذي يصفه الدكتور دومان: "الإرشاد الأسري في اليمن مجال ضعيف جدا لأنه لم تقم فيه برامج تأهيلية سوى بضع دورات في صنعاء وتعز وهذه الدورة في عدن لكن الحمد لله رب العالمين نجد إقبالا وطلبا على تعلم هذا العلم في جميع المحافظات اليمنية وسيأخذ مداه مع الوقت وإن شاء الله عندما يمارس الإخوة والأخوات المتخرجون من الدورة عملية الإرشاد والإصلاح الأسري سيكون هناك دافع كبير جدا لتقام برامج تأهيلية للمجتمع في هذا المجال".
في ختام اللقاء مع الدكتور دومان بشأن الإصلاح والإرشاد الأسري قال أن :"الأمر المميز هو عرض كثير من الحالات في الواقع، وهذا ساعدنا كثيرا في الدورة على التطبيقات العملية وكان لدى الدعاة والحاضرين إلمام بالقضية، وندعو جميع منظمات المجتمع المدني والدولة الاهتمام بهذا المجال وإقامة البرامج التأهيلية لأهميتها، بأن تشمل العلماء والمشايخ والأخصائيين الاجتماعيين في المدارس والجامعات، فالمرشد الأسري يجب أن يكون موجودا في الأوساط جميعها حتى يتمكن من معالجة قضايا الناس بدلا من أن تتزايد المشكلات وتكون عبئا على المجتمع والأمة".
الأسرة اليمنية من نتائج الحرب إلى الإرشاد والإصلاح شروط صارمة يجب أن يلتزمها الدعاة
واقع الحال اليمني بعد الحرب الانقلابية الحوثية ينبئ بتدهور مهول على مختلف مجالات الحياة التي ألقت بظلالها على الأسرة اليمنية وتركتها أمام ضغوط نفسية ومعيشية واجتماعية متزايدة، ضغوط من شأنها أن تضعف القيم الأسرية الراسخة، وتؤدي إلى كثرة الصراعات النفسية بين أعضاء الأسرة، وإلى زيادة القلق والتوتر لدي أفرادها، فالأسرة هي القاعدة الأساس والنواة الحية للمجتمع، وبقدر قياس أوضاع الأسرة واستقرارها يمكن قياس المجتمع وأحواله، وعليه يمكن القول فعلا أن الحرب خلفت نتائج وخيمة على الأسرة اليمنية وصار واجب العناية من الأولويات لبناء مجتمع أكثر اتزانا؛ فديننا الحنيف اهتم ببناء الأسرة الصالحة وحدد العلاقات الداخلية بينها وعلاقتها بالمحيط الخارجي, بداية من فكرة الزواج, وإنشاء الأسرة مرورا بمراحل الحياة وتقلباتها, وفق مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة.
ـ الحرب ضاعفت الحاجة لردم الهوة
واقع الحال هذا أوجب على المؤسسات التنموية والتأهيلة الاجتماعية التفاعل مع المعضلة الحاصلة، منها مؤسسة السماحة التنموية، لكي تتبني احتياجات الأسرة اليمنية كأولوية فقد وجدت مؤسسة السماحة وفقاً لكلام المتحدث باسم المؤسسة، أن حياة الأسرة" يعتريها الكثير من التقلبات والمشاكل التي قد تتطور إلى نزاعات حادة تهدد الحياة الأسرية" ويعتقد أنها نتيجة عن"الوضع الحالي للأسرة في مجتمعنا من مشاكل واضطرابات تهدد كيانها, فواقع الفقر والبطالة والجوع والظلم والحرب أرخى بظلاله الكريهة على واقعنا وبدأ ينخر في الأسرة".
وعليه أقامت المؤسسة برنامجا تأهيليا في مجال الإرشاد والإصلاح الأسري لتهيئة مفاهيم كادر من المرشدين في مجال الإصلاح الأسري لــ(22 من الرجال و21 من النساء) في دورتين مستقلتين، أقامهما الدكتور المدرب عمر سالم دومان خريج المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وعضو الأكاديمية العالمية للتدريب لإعادة الاتزان البشري، حيث تكمن أهمية الدورة في الحاجة الملحة للمصلحين لردم الهوة بين أفراد الأسرة، ولهذا ترى المؤسسة أن "أهمية الإرشاد والعلاج الأُسري لمساعدة أفراد الأُسرة"، على اعتباره "إحدى هذه الوسائل الإصلاحية في المجتمع التي يحرص عليها العديد من الناس سواء كان من المختصين أم من غيرهم، كما أنه عمل اجتماعي تفاعلي يتواصل فيه الفرد مع المجتمع بشكل ايجابي مثمر، ويمارس فيه دوراً اجتماعياً له أهميته في نفسه وعلى ذاته ومجتمعه الصغير والكبير".
ـ تحليل المشكلات وفقه الأسرة علوم إرشادية
الدكتور عمر دومان المدرب والمؤسس تحدث أن المؤسسة في دوراتها للمستفيدين تركز "على تعليمهم الجلسة الإرشادية ومهارات المرشد وتحليل المشكلات الأسرية وكيفية حل المشكلات الأسرية وأعطيناهم مفاهيم في علم نفس النمو من الطفولة إلى الشيخوخة" كذلك "أعطيناهم في نفس المجال دورة التعرف على الأنماط للمسترشدين كما أخذنا فقه الأسرة وكان الشيخ أيمن أبو الحسن العدني له دور في محاضرة تنظيم وفقه الأسرة".
كان هذا في مجال المادة العلمية أما في ما يختص بالمرشدين يقول دومان، تم تدريبهم في "أدوار المرشد، منها الإرشاد الأسري في المدارس ويندرج ضمنها الأخصائي الاجتماعي والداعية وفاعل الخير وهي عدة أدوار يقوم بها المرشد الأسري وكلها تصب في مجال الإصلاح الأسري".
الهدف من تلك الدورات التأهيلية وفقا للدكتور "تعريف المسترشد على تلك المراحل وخصائص كل فئة وكيفية التعامل معها والأشياء الطبيعية فيها وطبيعة التدخل الإرشادي والتعامل مع الحالات كلا وفق خصائصه".
اللافت في الأمر أن كثيرا من كانوا حاضرين ويعملون على تعلم دور المسترشدين المتدربين في الدورة من الدعاة والخطباء والعلماء، سألنا الدكتور دومان ما دورهم في هذا المجال، فقال: "لأنهم أصل القائمين بالدور الاجتماعي الإرشادي لهذا ركزنا في دوراتنا على تلك الشخصيات الاجتماعية والمشايخ الذين يلجأ الناس إليهم".
ـ الإصلاح الأسري علم له قواعده:
الشيخ هشام فضل عبدالرحمن نورجي مدير الإدارة العلمية في مؤسسة الرسالة الداعية وإمام مسجد في عدن كان احد الحاضرين والمتدربين في البرنامج ألتأهيلي يقول:" الدورة تعلمنا كيفية الطريقة والأسس العلمية في معالجة المشاكل وحلها حلاً سليماً بحيث يرضي جميع الأطراف في الأسرة، فقد كنا في السابق نحل هذه المشاكل بأسلوب غير منهجي والآن العلم تطور وأصبح الإرشاد الأسري علما يدرس وله قواعده فالآن نعمل على تطوير الذات ونأخذ ضوابط عامة".
كما أن الدعاة والمشايخ استفادوا حسب الشيخ هشام بـ: "معرفة الأنماط الشخصية للإنسان الذي يأتي يشكو لنا قضية ما فندرك كيف التعامل معه بأسلوبه وطباعه التي فطره الله تعالى عليها فتعطيه الحلول التي يمكن أن يحل بها مشاكله كذلك معرفة أسلوب الشخص الذي يختلف معه أكانت زوجة أم ابنا فنعالج له مشكلته من خلال معرفة نمط ابنه أو زوجته فتعطيه الحل الأمثل والأنجع لهم كأسرة وتستمر حياتهم طيبة يسيرة".
ـ شروط صارمة يجب أن يلتزمها الدعاة في الإصلاح الأسري
وكانت الثمار التي قطفها العلماء في سياق تصريح الشيخ هشام أكثر فاعلية فعملوا: "خطوات منها فتح مركز كمكتب لحل المشاكل الأسرية في مدينة عدن وهناك خطط لفتح مكاتب متعددة على كل مديريات المحافظة مع الأيام القريبة بمجهود الدعاة والخطباء".
ان الإصلاح الأسري يعتبر علما وثقافة وأسلوبا ووسيلة تحفظ خصوصية الأسرة, وأسرار البيوت وقدسية العلاقات الأسرية, مصداقا لقوله تعالى " إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم " وقوله تعالى " فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم "، وتأتي ثقة أفراد المجتمع عادة في أصحاب العلم الشرعي، لأنهم الأبرز في التصدر لهذه المشكلات الأسرية وقرب الناس منهم وقربهم من الناس من خلال الإمامة في المساجد، أو الخطابة أو التصدي للفتوى في الجوامع، وفي سؤال وجهه برنامج التواصل مع علماء اليمن للدكتور عمر سالم دومان حول (المطلوب من الدعاة والعلماء أكثر في مجال الإصلاح الأسري) يقول الدكتور: "أولا الإصلاح الأسري لا يمارسه المشايخ فقط بل هناك مجموعة من الوجاهات الاجتماعية التي يجب أن تكون مدركة للعلم الشرعي والقانون اليمني وأن يكون متزوجا ومتزنا في حياته الأسرية فيما السن التي يجب أن يمارس المهنة على أساسة لا يقل عن 30 عاما هذه الأساسيات في المرشد الاجتماعي".
هذه الشروط الصارمة التي يجب أن تتوفر في المرشد والمصلح الأسري يبررها الدكتور دومان: "لأن الإرشاد سيكون جزءا منه في قضايا أسرية داخلية بين المتزوجين قد تكون ناتجة من العلاقة الجنسية بين الزوجين أو الشخصية فتحتاج شخصا يكون أكثر وعيا وخبرة في الحياة، فخلاصة الإرشاد ليس حل المشكلات ولكن تهيئة الحالات الاجتماعية حتى تستطيع معالجة مشاكلها بنفسها، كذلك كيف يعزز القدرة عندهم على مواجهة مشاكلهم بحكمة ومعرفة الأسباب الحقيقية".
إن مساعدة الأسرة عن طريق المرشد بحل مشاكلها الخاصة من خلال فتح الحوار البناء بين أفراد الأسرة وجهاً لوجه وبصدق مما يؤدي في النهاية إلى وضوح وجهات النظر المختلفة وتقبلها ذلك الهدف الذي يسعى له الدعاة والعلماء فتحقيق الانسجام والتوازن في العلاقات بين أعضاء الأسرة، وفتح قنوات الاتصال بينهم والتعبير عن انفعالاتهم تجاه بعضهم بعضا بحرية، والتعرف على الخلل الوظيفي الذي تسرب إلى العلاقات الأُسرية، والذي أدى إلى اضطراب هذه العلاقات هو الهدف الأساس من الإصلاح والإرشاد الأسري.
ـ الإصلاح الأسري في اليمن متأخر
من أهم المشاكل الأساسية التي تواجه العديد من الأُسر اليمنية هو عدم القدرة على التفاهم الفعال والمباشر بين أفراد الأسرة وهذا يدفع إلى محاولة فهم واقع الإصلاح الإرشاد الأسري في اليمن، الذي يصفه الدكتور دومان: "الإرشاد الأسري في اليمن مجال ضعيف جدا لأنه لم تقم فيه برامج تأهيلية سوى بضع دورات في صنعاء وتعز وهذه الدورة في عدن لكن الحمد لله رب العالمين نجد إقبالا وطلبا على تعلم هذا العلم في جميع المحافظات اليمنية وسيأخذ مداه مع الوقت وإن شاء الله عندما يمارس الإخوة والأخوات المتخرجون من الدورة عملية الإرشاد والإصلاح الأسري سيكون هناك دافع كبير جدا لتقام برامج تأهيلية للمجتمع في هذا المجال".
في ختام اللقاء مع الدكتور دومان بشأن الإصلاح والإرشاد الأسري قال أن :"الأمر المميز هو عرض كثير من الحالات في الواقع، وهذا ساعدنا كثيرا في الدورة على التطبيقات العملية وكان لدى الدعاة والحاضرين إلمام بالقضية، وندعو جميع منظمات المجتمع المدني والدولة الاهتمام بهذا المجال وإقامة البرامج التأهيلية لأهميتها، بأن تشمل العلماء والمشايخ والأخصائيين الاجتماعيين في المدارس والجامعات، فالمرشد الأسري يجب أن يكون موجودا في الأوساط جميعها حتى يتمكن من معالجة قضايا الناس بدلا من أن تتزايد المشكلات وتكون عبئا على المجتمع والأمة".