جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

التحريض على العنف من خلال المساجد

التحريض على العنف من خلال المساجد

تاريخ النشر: الأربعاء, 16 مارس 2016 - 14:27 مساءً | عدد المشاهدات: 1,771

استطلاع: عبدالرحمن الجلبين

ثمة مأساة صارت تعاني منها بيوت الله في الآونة الأخيرة، هذه المأساة أصبحت حديث الناس، ومنشوراتهم في وسائل التواصل الاجتماعي تبين ما وصلت إليه بيوت الله من عدوان وترهيب وبث لسموم الطائفية والحقد والكراهية بين أبناء البلد الواحد، ولا سيما يوم الجمعة، حتى أصبح بعضهم للأسف يهرب من صلاة الجمعة من جحيم وهول الحقد والكراهية والبغضاء التي تبث السموم القاتلة ضد أبناء الشعب من بيوت الله التي أوجدت لعبادة الله وحدة حيث قال تعالى}: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا{18سورة الجن، فكيف بهؤلاء يزرعون الحقد والكراهية والتحريض على سفك الدماء في العبادة ذاتها؟

كيف يجب أن يكون الخطاب على المنابر؟ وما اللغة التي يجب استخدامها؟ وكيف يجب اختيار الموضوعات؟ ما المنهج الذي يجب أن نسلكه لكي تكون المساجد لله؟ وكيف يجب أن تحيد المساجد عن الصراعات التي يسعى من خلالها لتحقيق الرغبات والأطماع؟ وما رسالة علماء اليمن إلى هؤلاء الذين ينتهكون حرمات المساجد والمصلين بمثل هذه الخطب؟

الخطيب يتحمل مسئولية كبيرة جداً في توحيد الأمة

يحدثنا حول هذا الموضوع الشيخ قاسم أحمد القيسي خطيب جامع عمر المختار بمدينة إب: إن الخطيب يتحمل مسئولية كبيرة جداً في توحيد الأمة التي تجمع لا تفرق، والخطيب عندما يخطب لا يخاطب شريحة بعينها، هو يخاطب كل شرائح المجتمع، الراضي عنه والساخط عليه، ويخاطب أصحاب المشاكل، الاجتماعية والسياسية، فإذا استطاع الخطيب أن يجمع الناس على كلمة سواء ويؤلف بين القلوب, هذا هو المراد منه، ومهمة الخطيب كبيرة جداً، و ينبغي عليه أن يكون مثل الطبيب يشخص المرض ويعالج المريض بالعلاج النافع.

وحول لغة الخطيب التي يجب أن يستخدمها قال: ينبغي أن تكون لغته قريبة من الجمهور مفهومة بسيطة يفهمها كل الناس. ولا ينبغي للخطيب أن يجعل من الحبة قبة وأن لا يؤلب الناس ويستثيرهم، ويكون خطابا غير متشنج.

وأضاف: إن مهمة الخطيب كبيرة فالطبيب يشخص مرضا معينا وحالة معينة، والخطيب يشخص المجتمع بشكل عام، ويقوم بدراسة ما الذي يحتاجه المجتمع ما هو المرض المتفشي أخلاقيا سلوكيا عقائديا و إيمانيا ويضع له العلاج،  ومن خلال التشخيص يختار الموضوع، وأحياناً هناك أخطاء بسيطة جداً والحديث عنها قد يثير الموضوع ويعطي الموضوع أكبر من حجمه، ويجب أن يتحدث عن المواضيع التي هي ظاهرة و يعالج بعض القضايا من بعيد، ولا يجب أن يختار الخطبة من أجل الخطبة وأنه إذا فعل ذلك سيكون الناس في واد وهو في واد آخر. وكما يجب على الخطيب أن يعرف ماذا يريد منه جمهوره كل يوم. وينبغي أن يكون حكيما في اختيار المواضيع التي تعالج قضايا المجتمع.

أما بالنسبة للمنهج الذي يجب أن يسلكه الخطيب في خطبته قال: يجب على الخطيب أن يسلك منهج كتاب الله وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن يرفض ذلك فهو خارج دائرة المسلمين، وينبغي أن ينزل الكتاب والسنة كما جاءت ولا يفسر الحديث حسب مزاجه وهواه، ويقول تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) وينبغي فهم الكتاب والسنه على فهم السلف الصالح.

وعن تجيير الخطبة لتحقيق أهداف بعض الفئات والجماعات قال: في الفترة الأخيرة دخلت في المساجد المهاترات عندما وجد التعصب، سواء الحزبي أو القبلي أو المناطقي، فإذا وجد التعصب هنا وجد الصراع، و الأصل هو تحييد الصراعات عن بيوت الله، ويجب على الخطيب أن يكون محايدا، حتى يفهمه من حضر بأنك من أصحابه، وهذا لن يحدث الا إذا تكلم بالكتاب والسنة وهي حق الناس جميعاً، أما إذا مال الخطيب أثناء الخطبة الى جهة معينة أو إلى فئة من الفئات فالكل سيعرف ذلك، ولن يكون للخطيب قبول عند الفئات الأخرى.  

يجب على فرسان المنابر أن ينأوا بأنفسهم عن ربط الخطاب الدعوي بخطاب المصالح الضيقة
ويتحدث الشيخ خالد الحداد رئيس حزب الرشاد في محافظة إب عضو هيئة علماء اليمن ويقول: يجب أن يكون الخطاب على المنابر مهتديا وملتمساً أسلوبه من خطاب الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث كان ينوع في خطابه حسب الحال وحسب الوقائع والأحداث، فمن خطابٍ سهلٍ لين إلى خطابٍ جاد ومؤثر، ومن هنا يجب على الخطيب في عصرنا الحاضر الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطابه الدعوي فيحسن اختيار المواضيع التي تناقش واقع الناس وتلامس حاجاتهم كما يجب عليه أن يجعل لكل حدث حديثا ولكل مقام مقالا، بعيداً عن التعصب المقيت والانتصار للذات أو للحزب أو للقبيلة.
وأضاف: كما يجب على فرسان المنابر أن ينأوا بأنفسهم عن ربط الخطاب الدعوي بخطاب المصالح الضيقة التي تتعارض مع المصالح العامة وأن يتجردوا لله تعالى بالإخلاص، ومتابعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومعرفة المقاصد الشرعية التي من أجلها سن هذا الخطاب في هذه المنابر، كما يجب على من تصدر لهذه المنابر أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يجنب هذه المنابر الطاهرة لغة العنف والدعوة الى الطائفية البغيضة وتحشيد الناس لمذهبه الباطل المخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

أما رسالته إلى من ينتهكون بيوت الله وحرمات المساجد والمصلين فيقول: عليهم أن يتقوا الله وأن يجعلوا المساجد للعبادة كما أمر الله في كتابه، قال تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ(، المساجد لذكر الله فقط ولعبادة الله عز وجل ولا يجوز أن نسخرها من أجل أهداف ومشاريع دنيوية فهي مخصصة لعبادة الله وحده.

يجب أن تكون المرجعية لدينا جميعا هي كتاب الله و السنة النبوية

ويرى الشيخ بدر القطوي مدير إدارة مدارس القران الكريم بمحافظة صعدة: أن الخطاب لا بد أن يجمع لا يفرق، يبني ولا يهدم، يكون الترغيب فيه قبل الترهيب، إيجابيا لا سلبيا، وإيجابي بمعنى أن نتفاءل، وأن ننظر إلى ما يجمع الناس وإلى ما يتفقون عليه وأن نعرض المواضيع بطريقة محببة للنفوس فإذا أردنا أن نتكلم عن ظاهرة الكذب فلنبرز سمات الصدق والصادقين، ويجب التحدث عن الإيجابيات في الموضوع، ويجب تحبيبهم إلى الجنة قبل تخويفهم من النار، ويجب على الخطيب أن يجعل الناس يخرجون بانطباع ورضى وحب لله عز وجل بدل الخروج بتصور خائف ومرعب، ويجب الابتعاد عن الخطاب المتشنج والعاطفي وأن يدمج الخطاب العاطفي بالعقل ويجب أن يكون الخطاب مدعما بالأدلة الشرعية الصحيحة لتبين وتثبت مفهوم عند الناس أن الحجة بالدليل وليس بكلام الاشخاص.

وعن المرجعية التي يجب أن يعود إليها الخطيب ويسلكها في وعظه للناس فقال: يجب أن تكون المرجعية لدينا جميعا هي كتاب الله والسنة النبوية، ويجب أن يراعي الخطيب الفئات المخاطبة أمامه.

ويضيف: على الخطيب أن يدرك الفئات العمرية والفوارق العلمية؛ فهناك المتعلم وهناك العامي وهناك الأطفال والصغار، وعلى الخطيب أن يتقن فن الإبداع في خطبه من حيث: اختيار الموضوع  فحسن اختيار الموضوع له تأثير على السامع في حفظ الخطبة وأهدافها ومحتواها وأن يكون الموضوع مرتبطا بحياة الناس واهتمامهم وأن يجعل الموضوع متسلسلاً في عدة خطب مثل سلسلة (مكارم الأخلاق) الأخلاق الحميدة ويبدأ كل جمعة بعرض خلق من الأخلاق الحميدة وحشد الأدلة والقصص حوله، وعليه أن يدرك فحوى الموضوع الذي يتناوله في خطبته وأن يكون ملما به من كل النواحي والاتجاهات وعليه أن يعيش مع الموضوع.
أما الرسالة إلى من ينتهكون بيوت الله وحرمات المساجد والمصلين فيقول: إذا لم تستح فاصنع ما شئت ماذا تقول لأناس لا يراعون حرمة بني آدم ويقتلون المسلمين، فهؤلاء لا ينتظر منهم شيء ولا يخدمون الدين ولا يبحثون عن ما يخدمه، وبأفعالهم هذه يهدمون الدين، وهم يعتبرون المساجد الوسيلة التي من خلالها يبثون السموم للإضرار بالمجتمعات والأمة الإسلامية فقط.

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

علماء يمنيون خلال لقائهم

علماء يمنيون خلال لقائهم "آل الشيخ": المملكة كانت وستبقى عمق اليمن الإستراتيجي

التقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، يوم الأحد الموافق 9 ذو الحجة للعام 1444هـ بم .. المزيد
الحوثيون واستهداف المساجد .. منهجية إيرانية وفكر طائفي متوارث

الحوثيون واستهداف المساجد .. منهجية إيرانية وفكر طائفي متوارث

خاص بدا الأمر محيراً لمن لا يزالون يجهلون تاريخ الحركة الإمامية في اليمن، والتي تمثل ميليشيا الحوثي حلقة من حلقاتها في المشهد ا .. المزيد
وزير الأوقاف والإرشاد يوجه  خطباء المساجد والوعاظ :وجوب الدعوة إلى الاصطفاف خلف ولي الأمرالشرعي فخامة الرئيس هادي ووجوب

وزير الأوقاف والإرشاد يوجه خطباء المساجد والوعاظ :وجوب الدعوة إلى الاصطفاف خلف ولي الأمرالشرعي فخامة الرئيس هادي ووجوب

وزير الأوقاف والإرشاد يوجه  خطباء المساجد والوعاظ : وجوب الدعوة إلى الاصطفاف خلف ولي الأمرالشرعي فخامة الرئيس هادي. ووجوب ا .. المزيد
نائب وزير حقوق الإنسان محمد عسكر يدين جرائم مليشيا الحوثي وصالح بحق المساجد

نائب وزير حقوق الإنسان محمد عسكر يدين جرائم مليشيا الحوثي وصالح بحق المساجد

نائب وزير حقوق الإنسان محمد عسكر يدين جرائم مليشيا الحوثي وصالح بحق المساجد  تواصل /خاص دان نائب وزير حقوق الإنسان في .. المزيد