الخطاب الإعلامي يضع الجميع في حيرة ويتحول إلى سلاح ذي حدين كيف ينعكس على النسيج الاجتماعي
العلماء والدعاة: الكلمة تشعل حروبا فكيف لا تؤثر على المجتمع، والمنع والسماح أو الرقابة المسبقة لن يفيد
لا يختلف اثنان على توسع مفهوم الإعلام من الوسيلة إلى الرسالة وصناعة الرأي العام وها هو الآن يعمل على توجيهه بما يخدم أهدافأطراف معينة، كما ليس هناك أدنى شك في العلاقةبين كل من المجتمع والإعلام بوسائله المختلفة،حيث يلعب دوراً بارزاً وعلى مستويات متباينة في الاستقرار الاجتماعي، كما أنه أداة جوهرية في التوعية بعواقب تشظي النسيج الاجتماعي،ومخاطره، وفي اليمن التي تمر بأشد مخاض التطور الاجتماعي والتحرر من الانعتاق الأسري والسلالي، وفيها يستخدم الإعلام لزرع فتن بين أبناء البلد الواحد، حاولت الميليشيات ببضع كلمات أو صور تنشر على المجتمع بمكر وتحريض، فوضعت مفخخات إعلامية تتحدث بالشأن العام وتصور الأوضاعفي الانهيار، يفعلون ذلك بتجرد من الأخلاق والمسؤولية أو حتى تقدير لخطورة انعكاس ما ينشرونه في تلك القنوات والمواقع على آلاف وملايين الناس ومستقبلهم وخبز يومهم.
الإعلام سلاح ذو حدين..
البحث عن دور وسائل الإعلام وخطابها التحريضي وانعكاسأثره على النسيج الاجتماعيفي المرحلة السابقة يستوجب نظرة ناقدة ومتفحصة ممن لديهم العلم والدراية، حيث طرح برنامج التواصل مع علماء اليمن القضية على طاولة النقاش مع العلماء في اليمن واستطلع قراءتهم في أداء وسائل الإعلام، الشيخ مختار الرباش دكتوراه في الدراسات الإسلاميةجامعة القاهرة وعضو في قيادة المقاومة الشعبية يرى أن:"وسائل الإعلام بشكل عام في المرحلة السابقة كانت سلاحا ذا حدين خير وشر وبعض الأحيان كان الشر يغلب على الخير فتجد الإعلام والصحافة تنشد أشياء بقصد تحقيق مصالح أو كسب أموال.".
فيما الدكتور عارف أنور،أستاذ في أصول الفقه ومحاضر في كلية التربية جامعه عدن قال :"إذا قلناإن الإعلام بات أساس الحروب وكذلك بالمقابل قد يكون أساس السلم فهو صحيح، لهذا النبي صلى الله عليه وسلم جوز للمصلح بين الناس أن يقول الكذب إذاأردتإصلاح المجتمع وتقريب وجهات النظر وانشر لمصلحة المجتمع لا لهدمه".
الكلمة تشعل حروبا فكيف لا تؤثر على المجتمع..
يعد الخطابالإعلاميمن أهم المؤثرات على المجتمع واستقرار نسيجهالتي يجب التعامل معها بكل حذر وتخطيط وانتقائية مسبقة لارتباطه بالرأي العام مباشرة كما وأن الانقلابيينأيضا يمتلكون وسائلإعلام تعمل على التربص،فهل استطاع الخطاب الإعلامي بطرفيه، صاحب الأطماع المالية الذي يعمل دون سابق إصرار وترصد على التفرقة، على عكسالإعلامالمحرض الذي يوجهه الانقلابيون في التأثير على ترابط النسيج الاجتماعي في اليمن؟الشيخ فهيم إبراهيم يجد أنها:"ساعدت على انتشار الشائعة في ما بيننا كما لم تنتشر من قبل، وأثر خطابها في صلب تفكيرنا ووصل الأمر إلى أنها تقودنا في طريق الشقاق الذي يشتت مواقفنا ليس كأفراد أو جماعات فقط بل ومجتمع أكثر مما هي مشتتة ويغري الانقلابيين بضعفنا"، كما أنهيبين :"الإعلام سلاح فتاك في حالتي الحرب والسلم، وهو المجال الناجح في التوجيه والإرشاد وبيان ما هو مغيب عن الإنسان العادي بالمجتمع، وكم نحن في حاجة ماسة للإعلام المسئول".
وينتقد الشيخ الرباش أداء وسائل الإعلام بشكل عام ويقول عن الأثر الذي تركته على المجتمع :"نحن لحظنا كثيرا من الرسائل الإعلامية ينشرها المواقعالإخباريةوالتلفزيونات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كاذبة بهدف البلبلة وتمزيق النسيج الاجتماعي ويزرعون الفتن بين الناس"، وهو يعتقد أن الهدف منها أنهم:"يريدون أن يحطموا النفسيات لدى العامةويفرقوا بين الحكومة والمواطنإلى غير ذلك من الأفكار التي لا تأتي بالاستقرار والطمأنينة لدى المجتمع فالصحافة والإعلام عليهم في الكلمة التي ينشرونها أن يراعوا المجتمع فالكلمة تشعل حروبا وتطفئ حروبا".
غياب الرقابة يضع الجميع في حيرة..
يعتقد بعض المختصين الباحثين في نظريات الاتصال والتواصل الإعلاميأنجزءا من المشكلة يتعلقبالاستخدام العاطفي للقضايا ما يزيد من استقبال المثير وتحول الشائعة إلى حقيقة، من هنا فإن المخاطر التي تستجلبها وسائل الإعلام تتضاعف على النسيج الاجتماعي، كنشر الشائعات حول القضايا الاجتماعية فتبث الفرقة وتثير الناس على بعضهم، ولا سيماإذا جاء في وقت الناس فيها تشتعل حماسة وناقمة على الوضع فتخلط الأوضاع ويعود ذلك بالضرر على النسيج الاجتماعي وعندها يكون الخطر،وهي من وجهة نظرهم تعد أهمالأسباب غير أن العلماء لديهم رأي أكثر ارتباط بالمجتمع، حيث يقول الشيخ عارف:"مشكلة وسائل الإعلام اهتمامها بالسبق الصحفي في الشارع لو كان شراوتفاعل معه، أماإذا كان ايجابيا فلا تعطيهأهمية، مع الاعتذار لكثير من الوسائل الإعلامية والصحفية قد يكون قليلا اليوم من يبحث بعد الآثار وتزور الحقائق".
أما الشيخ فهيم فله وجهة نظر عملية ذات علاقة مباشرة بطريقة نقل الأحداث:"يتساهل البعض في تصوير ونشر مقاطع لكل حادثة أو جريمة تقع ويعمل على استخدامها كسلم يصعد عليه من دون أدنى شعور بالمسؤولية في المجتمع، والشروخ تبدأ من هنا لتتسع وتتشعب ويصعب إصلاحها".
تعددت الأسباب والخطر واحد عند الشيخ الرباش وهو يراها من ثلاث محاور،أولاً :"المخلوع صالح لديه كم كبير من المواقع التي يشتغل عليها ليلا نهارا ويسخر الملايين من الدولارات لأجلزعزعة النسيج الاجتماعي"، وثانياً :"مع دخول وسائل التواصل الاجتماعي يسمح بانتقال الأخبار دون رقابة ولا تفنيد"،ثالثاً: "تأتي للمواطن أي رسالة عبر المواقع الإخباريةأو التلفزيون والتواصل الاجتماعي ولأنها من جهةإعلامية يعتبرها المواطن موثوقةللأسفوكأنها قرآن وهذا خطأ عند المواطن لأنهيصدق أي كلمة يقولها الإعلام، وعلى الإعلاميين ان يتقوا الله في هذا المجتمع".
إمكانيات حماية المجتمع من تمزق النسيج الاجتماعي والتأثر بالخطاب الإعلامي..
خرجت حوارات العلماء والدعاة في الأسطر السابقة بنتيجة مفادها أن الإعلامركيزة أساسية لدعم وتنمية النسيج والاستقرار الاجتماعي بشروط من خلالهاتتوسع الآفاق المعرفية لأبناء المجتمع بحيث يتواصلوا مباشرة مع آخر المستجدات في الوطن الذي يعيشون فيه دون اختراقات تهدد المجتمع، وبات من الواجب حماية المجتمع من التأثر بالخطاب الإعلامي، ويرى الشيخ فهيم أن ذلك يحصل:" إذا كان لدى الإعلاميين ضمير حي ويوجد رقابة على الإعلام يدفعهم لقول الكلمة التي تساعد على الاستقرار الاجتماعي والسكينة بين الناس".
والسؤال إذا ما انعدم الضمير الحي خاصة عند الانقلابيين وكذلك الإعلام الساعي للربح المادي فلن يجدي في القادم التقليل من تأثيرها السلبي على النسيج الاجتماعي إذا ما استمرت على ذات المنوال في التعاطي مع القضايا،الشيخ مختار يجيب على السؤال:"المواطنون مهما قلنا لهم في الخطب والمحاضرات ووعيناهم، لا تصدق كل ما يقال، لكنهم في الأول والأخير يتأثرون بالإعلام خصوصا مع سهولة تنقل الأخبار عبرمواقع التواصل الاجتماعي"،ويضيف الرباش: "كماأنالمنع والسماح أو الرقابة المسبقة لن يفيد لأننا في عصر لا يمكن أن نقوم بمنع وسائل الإعلام لكن يمكن ترشيد خطابها وتقنين تأثيرها على الناس".
إسهام العلماء والدعاة في تجاوز الآثار السلبية على النسيج الاجتماعي..
الحقيقة الواضحة أنالإعلامأصبح جزءا لا يتجزءا من حياتنا اليوميةولكي يسهم العلماء والدعاة فيتجاوز وحماية المجتمع من آثاره السلبية على النسيج الاجتماعييكون الحلفي مكان آخر حيث يكمن حسب الشيخ عارف في :"تقديم النصيحة للإعلاميينلأننا نرى الدور الكبير إما في الصلح والإصلاحوإمابالإفساد، فكم من إعلاميوقناة وصحيفة وموقع روجت للمفسدين والطواغيت الذين استندوا إلىالإعلام لتثبيت عروشهم"، كما يؤكد :"أنا مع الإعلام الحر الذي يقول الحق والإعلام قد يكون أكثر فائدة حين يركز على نقل الحقائق وإصلاح المجتمع ذلك هو دورة، لان آلاف الناس تشاهده ".
العلماء والدعاة مركز توازن إذا ما قاموا بأدوارهم..
يبقى الدور الذي يجب أن يقوم بة الدعاة والعلماء وأئمة المساجد في ترشيد الخطاب الإعلامي المتداول عبر الوسائل المختلفة وبالتالي تحصين الناس بأدوات معرفية لديها القدرة على مساعدة الأفراد في فحص السيئ والسلبي مما ينشر لهم، الدكتور الرباشيرى أنه:"على الدعاة والمشايخ واجب قول كلمة الحق في المحاضرات والحوارات التلفزيونية والإعلامية وعلى التواصل الاجتماعي، نجدهم مركز توازن عبر الحقائق والنصائح للإعلاميين والمجتمع والتواصل معهم"، الرباش يختتم تصريحه باقتراح "على سبيل المثال إشراك العلماء والدعاة في التواصل الاجتماعيممتاز؛ لأن العالم والشيخ والداعية بالفكر السليميقول كلمة الحق،وكما تعرف من قبل كان الإعلام يستخدم في المسلسلات والأفلامفأحجم العلماء عن المشاركة والآن لأهمية الدور القوي جدا أصبح على العلماء والدعاة واجب المشاركة في الإعلام حتى يقولوا الحق إلى المواطنين عبر تلك الوسائل".
لقد حدث تغيير جذري وعميق في مفهوم المسؤولية الاجتماعية ولم تعد واجب الدولة فقط بل أصبحتمسؤولية تضامنية تشارك فيها مختلف الجهات الرسمية والإعلامية والاجتماعية والأهلية،ومن ناحية أخرى فإن الأنشطة الاجتماعية بكافة أشكالها هي معين لا ينضب تغترف منه وسائل الإعلام بغير حساب،كل هذا يؤدي بنا في النهاية إلى حقيقة لا لبس فيها وهي ضرورة توثيق العلاقة بين العلماء أصحاب المعرفة والحكمة والإعلام، فهل يؤدي كل طرف دوره على الوجهالأكمل في الحفاظ على النسيج الاجتماعي.
الخطاب الإعلامي يضع الجميع في حيرة ويتحول إلى سلاح ذي حدين كيف ينعكس على النسيج الاجتماعي
العلماء والدعاة: الكلمة تشعل حروبا فكيف لا تؤثر على المجتمع، والمنع والسماح أو الرقابة المسبقة لن يفيد
لا يختلف اثنان على توسع مفهوم الإعلام من الوسيلة إلى الرسالة وصناعة الرأي العام وها هو الآن يعمل على توجيهه بما يخدم أهدافأطراف معينة، كما ليس هناك أدنى شك في العلاقةبين كل من المجتمع والإعلام بوسائله المختلفة،حيث يلعب دوراً بارزاً وعلى مستويات متباينة في الاستقرار الاجتماعي، كما أنه أداة جوهرية في التوعية بعواقب تشظي النسيج الاجتماعي،ومخاطره، وفي اليمن التي تمر بأشد مخاض التطور الاجتماعي والتحرر من الانعتاق الأسري والسلالي، وفيها يستخدم الإعلام لزرع فتن بين أبناء البلد الواحد، حاولت الميليشيات ببضع كلمات أو صور تنشر على المجتمع بمكر وتحريض، فوضعت مفخخات إعلامية تتحدث بالشأن العام وتصور الأوضاعفي الانهيار، يفعلون ذلك بتجرد من الأخلاق والمسؤولية أو حتى تقدير لخطورة انعكاس ما ينشرونه في تلك القنوات والمواقع على آلاف وملايين الناس ومستقبلهم وخبز يومهم.
الإعلام سلاح ذو حدين..
البحث عن دور وسائل الإعلام وخطابها التحريضي وانعكاسأثره على النسيج الاجتماعيفي المرحلة السابقة يستوجب نظرة ناقدة ومتفحصة ممن لديهم العلم والدراية، حيث طرح برنامج التواصل مع علماء اليمن القضية على طاولة النقاش مع العلماء في اليمن واستطلع قراءتهم في أداء وسائل الإعلام، الشيخ مختار الرباش دكتوراه في الدراسات الإسلاميةجامعة القاهرة وعضو في قيادة المقاومة الشعبية يرى أن:"وسائل الإعلام بشكل عام في المرحلة السابقة كانت سلاحا ذا حدين خير وشر وبعض الأحيان كان الشر يغلب على الخير فتجد الإعلام والصحافة تنشد أشياء بقصد تحقيق مصالح أو كسب أموال.".
فيما الدكتور عارف أنور،أستاذ في أصول الفقه ومحاضر في كلية التربية جامعه عدن قال :"إذا قلناإن الإعلام بات أساس الحروب وكذلك بالمقابل قد يكون أساس السلم فهو صحيح، لهذا النبي صلى الله عليه وسلم جوز للمصلح بين الناس أن يقول الكذب إذاأردتإصلاح المجتمع وتقريب وجهات النظر وانشر لمصلحة المجتمع لا لهدمه".
الكلمة تشعل حروبا فكيف لا تؤثر على المجتمع..
يعد الخطابالإعلاميمن أهم المؤثرات على المجتمع واستقرار نسيجهالتي يجب التعامل معها بكل حذر وتخطيط وانتقائية مسبقة لارتباطه بالرأي العام مباشرة كما وأن الانقلابيينأيضا يمتلكون وسائلإعلام تعمل على التربص،فهل استطاع الخطاب الإعلامي بطرفيه، صاحب الأطماع المالية الذي يعمل دون سابق إصرار وترصد على التفرقة، على عكسالإعلامالمحرض الذي يوجهه الانقلابيون في التأثير على ترابط النسيج الاجتماعي في اليمن؟الشيخ فهيم إبراهيم يجد أنها:"ساعدت على انتشار الشائعة في ما بيننا كما لم تنتشر من قبل، وأثر خطابها في صلب تفكيرنا ووصل الأمر إلى أنها تقودنا في طريق الشقاق الذي يشتت مواقفنا ليس كأفراد أو جماعات فقط بل ومجتمع أكثر مما هي مشتتة ويغري الانقلابيين بضعفنا"، كما أنهيبين :"الإعلام سلاح فتاك في حالتي الحرب والسلم، وهو المجال الناجح في التوجيه والإرشاد وبيان ما هو مغيب عن الإنسان العادي بالمجتمع، وكم نحن في حاجة ماسة للإعلام المسئول".
وينتقد الشيخ الرباش أداء وسائل الإعلام بشكل عام ويقول عن الأثر الذي تركته على المجتمع :"نحن لحظنا كثيرا من الرسائل الإعلامية ينشرها المواقعالإخباريةوالتلفزيونات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كاذبة بهدف البلبلة وتمزيق النسيج الاجتماعي ويزرعون الفتن بين الناس"، وهو يعتقد أن الهدف منها أنهم:"يريدون أن يحطموا النفسيات لدى العامةويفرقوا بين الحكومة والمواطنإلى غير ذلك من الأفكار التي لا تأتي بالاستقرار والطمأنينة لدى المجتمع فالصحافة والإعلام عليهم في الكلمة التي ينشرونها أن يراعوا المجتمع فالكلمة تشعل حروبا وتطفئ حروبا".
غياب الرقابة يضع الجميع في حيرة..
يعتقد بعض المختصين الباحثين في نظريات الاتصال والتواصل الإعلاميأنجزءا من المشكلة يتعلقبالاستخدام العاطفي للقضايا ما يزيد من استقبال المثير وتحول الشائعة إلى حقيقة، من هنا فإن المخاطر التي تستجلبها وسائل الإعلام تتضاعف على النسيج الاجتماعي، كنشر الشائعات حول القضايا الاجتماعية فتبث الفرقة وتثير الناس على بعضهم، ولا سيماإذا جاء في وقت الناس فيها تشتعل حماسة وناقمة على الوضع فتخلط الأوضاع ويعود ذلك بالضرر على النسيج الاجتماعي وعندها يكون الخطر،وهي من وجهة نظرهم تعد أهمالأسباب غير أن العلماء لديهم رأي أكثر ارتباط بالمجتمع، حيث يقول الشيخ عارف:"مشكلة وسائل الإعلام اهتمامها بالسبق الصحفي في الشارع لو كان شراوتفاعل معه، أماإذا كان ايجابيا فلا تعطيهأهمية، مع الاعتذار لكثير من الوسائل الإعلامية والصحفية قد يكون قليلا اليوم من يبحث بعد الآثار وتزور الحقائق".
أما الشيخ فهيم فله وجهة نظر عملية ذات علاقة مباشرة بطريقة نقل الأحداث:"يتساهل البعض في تصوير ونشر مقاطع لكل حادثة أو جريمة تقع ويعمل على استخدامها كسلم يصعد عليه من دون أدنى شعور بالمسؤولية في المجتمع، والشروخ تبدأ من هنا لتتسع وتتشعب ويصعب إصلاحها".
تعددت الأسباب والخطر واحد عند الشيخ الرباش وهو يراها من ثلاث محاور،أولاً :"المخلوع صالح لديه كم كبير من المواقع التي يشتغل عليها ليلا نهارا ويسخر الملايين من الدولارات لأجلزعزعة النسيج الاجتماعي"، وثانياً :"مع دخول وسائل التواصل الاجتماعي يسمح بانتقال الأخبار دون رقابة ولا تفنيد"،ثالثاً: "تأتي للمواطن أي رسالة عبر المواقع الإخباريةأو التلفزيون والتواصل الاجتماعي ولأنها من جهةإعلامية يعتبرها المواطن موثوقةللأسفوكأنها قرآن وهذا خطأ عند المواطن لأنهيصدق أي كلمة يقولها الإعلام، وعلى الإعلاميين ان يتقوا الله في هذا المجتمع".
إمكانيات حماية المجتمع من تمزق النسيج الاجتماعي والتأثر بالخطاب الإعلامي..
خرجت حوارات العلماء والدعاة في الأسطر السابقة بنتيجة مفادها أن الإعلامركيزة أساسية لدعم وتنمية النسيج والاستقرار الاجتماعي بشروط من خلالهاتتوسع الآفاق المعرفية لأبناء المجتمع بحيث يتواصلوا مباشرة مع آخر المستجدات في الوطن الذي يعيشون فيه دون اختراقات تهدد المجتمع، وبات من الواجب حماية المجتمع من التأثر بالخطاب الإعلامي، ويرى الشيخ فهيم أن ذلك يحصل:" إذا كان لدى الإعلاميين ضمير حي ويوجد رقابة على الإعلام يدفعهم لقول الكلمة التي تساعد على الاستقرار الاجتماعي والسكينة بين الناس".
والسؤال إذا ما انعدم الضمير الحي خاصة عند الانقلابيين وكذلك الإعلام الساعي للربح المادي فلن يجدي في القادم التقليل من تأثيرها السلبي على النسيج الاجتماعي إذا ما استمرت على ذات المنوال في التعاطي مع القضايا،الشيخ مختار يجيب على السؤال:"المواطنون مهما قلنا لهم في الخطب والمحاضرات ووعيناهم، لا تصدق كل ما يقال، لكنهم في الأول والأخير يتأثرون بالإعلام خصوصا مع سهولة تنقل الأخبار عبرمواقع التواصل الاجتماعي"،ويضيف الرباش: "كماأنالمنع والسماح أو الرقابة المسبقة لن يفيد لأننا في عصر لا يمكن أن نقوم بمنع وسائل الإعلام لكن يمكن ترشيد خطابها وتقنين تأثيرها على الناس".
إسهام العلماء والدعاة في تجاوز الآثار السلبية على النسيج الاجتماعي..
الحقيقة الواضحة أنالإعلامأصبح جزءا لا يتجزءا من حياتنا اليوميةولكي يسهم العلماء والدعاة فيتجاوز وحماية المجتمع من آثاره السلبية على النسيج الاجتماعييكون الحلفي مكان آخر حيث يكمن حسب الشيخ عارف في :"تقديم النصيحة للإعلاميينلأننا نرى الدور الكبير إما في الصلح والإصلاحوإمابالإفساد، فكم من إعلاميوقناة وصحيفة وموقع روجت للمفسدين والطواغيت الذين استندوا إلىالإعلام لتثبيت عروشهم"، كما يؤكد :"أنا مع الإعلام الحر الذي يقول الحق والإعلام قد يكون أكثر فائدة حين يركز على نقل الحقائق وإصلاح المجتمع ذلك هو دورة، لان آلاف الناس تشاهده ".
العلماء والدعاة مركز توازن إذا ما قاموا بأدوارهم..
يبقى الدور الذي يجب أن يقوم بة الدعاة والعلماء وأئمة المساجد في ترشيد الخطاب الإعلامي المتداول عبر الوسائل المختلفة وبالتالي تحصين الناس بأدوات معرفية لديها القدرة على مساعدة الأفراد في فحص السيئ والسلبي مما ينشر لهم، الدكتور الرباشيرى أنه:"على الدعاة والمشايخ واجب قول كلمة الحق في المحاضرات والحوارات التلفزيونية والإعلامية وعلى التواصل الاجتماعي، نجدهم مركز توازن عبر الحقائق والنصائح للإعلاميين والمجتمع والتواصل معهم"، الرباش يختتم تصريحه باقتراح "على سبيل المثال إشراك العلماء والدعاة في التواصل الاجتماعيممتاز؛ لأن العالم والشيخ والداعية بالفكر السليميقول كلمة الحق،وكما تعرف من قبل كان الإعلام يستخدم في المسلسلات والأفلامفأحجم العلماء عن المشاركة والآن لأهمية الدور القوي جدا أصبح على العلماء والدعاة واجب المشاركة في الإعلام حتى يقولوا الحق إلى المواطنين عبر تلك الوسائل".
لقد حدث تغيير جذري وعميق في مفهوم المسؤولية الاجتماعية ولم تعد واجب الدولة فقط بل أصبحتمسؤولية تضامنية تشارك فيها مختلف الجهات الرسمية والإعلامية والاجتماعية والأهلية،ومن ناحية أخرى فإن الأنشطة الاجتماعية بكافة أشكالها هي معين لا ينضب تغترف منه وسائل الإعلام بغير حساب،كل هذا يؤدي بنا في النهاية إلى حقيقة لا لبس فيها وهي ضرورة توثيق العلاقة بين العلماء أصحاب المعرفة والحكمة والإعلام، فهل يؤدي كل طرف دوره على الوجهالأكمل في الحفاظ على النسيج الاجتماعي.