مخاطر الاغتيالات
بقلم الشيخ : معين عبدالرب
الاغتيالات: معناه إلحاق الشر أو القتل أو الضر بالإنسان خفيةً أو خدعةً أو قتل
والقتل بغير حق حرام من أعظم الكبائر في دين الإسلام، والاغتيالات لها مفاسد
عظيمة لا تكاد تخفى على أحد، ولها أثر وخيم، وضرر كبير لا تخطئه العين.
فكل قتل بغير مسوغ وسبب شرعي لهو من أعظم المحرمات، والقتل العشوائي
الذي لا يفرق بين كبير ولا صغير، ولا رجل ولا امرأة، مما يعلم أنه ليس له في
الحل والمشروعية مكان ونصيب، ولم يكن مقصوداً به أعداء الله عز وجل من
ومفاسد الاغتيالات عظيمة وكثيرة:
فمنها: ترويع المسلمين، وإشاعة الخوف في قلوبهم، فعن عبد الرحمن بن أبي
ليلى قال حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي
صلى الله عليه وسلم فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلما) رواه أبو داود
وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2805).
فكيف ومثل هذا القتل والاغتيال يجعل كل أحد يرى أنه قد يكون هو الضحية في
ذلك؟! فلا يكاد أحد يأمن على نفسه وروحه، ولا على ماله وملكه، ولا على عرضه
ومنها: الاستهانة بالدماء، وهي من أعظم ما حرم الله عز وجل وعظّم شأنها، حتى
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في
الدماء) متفق عليه، وهذا القتل العشوائي يجرئ الناس على هذا الفعل، ويجعل
ومنها: حصول الفتنة والاضطراب، وحيرة الآراء، وتبلبل الأفكار، واختلاف
ومنها: استفادة أعداء الإسلام والمسلمين من هذه التفجيرات والاغتيالات، وفيها
إضعاف للمسلمين في مواجهة المعتدين المحتلين، لأن كل جهد يصرف في باب
غير بابه، وفي غير أولويتها يشتت الجهود ويبعثرها ويخلط الأوراق ويجعل الأمة
تتشاغل في الحدث عن واجبات وضروريات هي أولى بالتقديم، فليس هذا من
الإصلاح، في شيء، والذين يدعون إلى الجهاد دون النظر إلى آثار القتال غاب
عنهم الهدف الأسمى الذي شرع من أجله الجهاد، وهو إقامة الدين ورفع راية
التوحيد؛ لأن القتال إذا أدى إلى فتنة ممنوع شرعا وعقلا، وهذه الاغتيالات
والتفجيرات تشيع وتؤجج نار الفوضى، وتشعل شرارة فتنة داخلية، تدمر فيها
الطاقات، وتهدر فيها المكتسبات، وتشتت الجهود، وتعيق بناء الخير والتنمية،
وتعطل مشاريع الإصلاح، وتشوه مناشط الخير.
إن التفريط في أمن المجتمع تدمير له ولمكتسباته ودعائمه، لذا يجب علينا جميعا
أن نسعى للحفاظ على هذا الأمن بسد الثغرات التي يمكن أن تحدث شرخا في
المجتمع أو تجعل جسده مثقلا بالجراح، فيشغل بردمها عن دوره ورسالته وبناء
ولقد بين القرآن الكريم أن سمة المنافقين زعزعة أمن المجتمع والإفساد فيه
وإشاعة الفتنة بدعوى الإصلاح، قال الله تعالى: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في
الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).
مخاطر الاغتيالات
بقلم الشيخ : معين عبدالرب
الاغتيالات: معناه إلحاق الشر أو القتل أو الضر بالإنسان خفيةً أو خدعةً أو قتل
والقتل بغير حق حرام من أعظم الكبائر في دين الإسلام، والاغتيالات لها مفاسد
عظيمة لا تكاد تخفى على أحد، ولها أثر وخيم، وضرر كبير لا تخطئه العين.
فكل قتل بغير مسوغ وسبب شرعي لهو من أعظم المحرمات، والقتل العشوائي
الذي لا يفرق بين كبير ولا صغير، ولا رجل ولا امرأة، مما يعلم أنه ليس له في
الحل والمشروعية مكان ونصيب، ولم يكن مقصوداً به أعداء الله عز وجل من
ومفاسد الاغتيالات عظيمة وكثيرة:
فمنها: ترويع المسلمين، وإشاعة الخوف في قلوبهم، فعن عبد الرحمن بن أبي
ليلى قال حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي
صلى الله عليه وسلم فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلما) رواه أبو داود
وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2805).
فكيف ومثل هذا القتل والاغتيال يجعل كل أحد يرى أنه قد يكون هو الضحية في
ذلك؟! فلا يكاد أحد يأمن على نفسه وروحه، ولا على ماله وملكه، ولا على عرضه
ومنها: الاستهانة بالدماء، وهي من أعظم ما حرم الله عز وجل وعظّم شأنها، حتى
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في
الدماء) متفق عليه، وهذا القتل العشوائي يجرئ الناس على هذا الفعل، ويجعل
ومنها: حصول الفتنة والاضطراب، وحيرة الآراء، وتبلبل الأفكار، واختلاف
ومنها: استفادة أعداء الإسلام والمسلمين من هذه التفجيرات والاغتيالات، وفيها
إضعاف للمسلمين في مواجهة المعتدين المحتلين، لأن كل جهد يصرف في باب
غير بابه، وفي غير أولويتها يشتت الجهود ويبعثرها ويخلط الأوراق ويجعل الأمة
تتشاغل في الحدث عن واجبات وضروريات هي أولى بالتقديم، فليس هذا من
الإصلاح، في شيء، والذين يدعون إلى الجهاد دون النظر إلى آثار القتال غاب
عنهم الهدف الأسمى الذي شرع من أجله الجهاد، وهو إقامة الدين ورفع راية
التوحيد؛ لأن القتال إذا أدى إلى فتنة ممنوع شرعا وعقلا، وهذه الاغتيالات
والتفجيرات تشيع وتؤجج نار الفوضى، وتشعل شرارة فتنة داخلية، تدمر فيها
الطاقات، وتهدر فيها المكتسبات، وتشتت الجهود، وتعيق بناء الخير والتنمية،
وتعطل مشاريع الإصلاح، وتشوه مناشط الخير.
إن التفريط في أمن المجتمع تدمير له ولمكتسباته ودعائمه، لذا يجب علينا جميعا
أن نسعى للحفاظ على هذا الأمن بسد الثغرات التي يمكن أن تحدث شرخا في
المجتمع أو تجعل جسده مثقلا بالجراح، فيشغل بردمها عن دوره ورسالته وبناء
ولقد بين القرآن الكريم أن سمة المنافقين زعزعة أمن المجتمع والإفساد فيه
وإشاعة الفتنة بدعوى الإصلاح، قال الله تعالى: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في
الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).