جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

الوفاء بالعهود والمواثيق

الوفاء بالعهود والمواثيق

تاريخ النشر: الجمعة, 13 مايو 2016 - 17:00 مساءً | عدد المشاهدات: 2,889

 

متابعات: عبد الرحمن الجلبين

تحدث الشيخ د. عبد الوهاب الحميقاني عضو هيئة علماء اليمن أمين عام حزب الرشاد في برنامج مع علماء اليمن الذي يبث الساعة الثامنة من مساء كل خميس في قناة اليمن الفضائية عن مفهوم العهود والمواثيق، وحكم الوفاء بالعهود والمواثيق في الإسلام، وأهمية العهود والمواثيق في حياة المجتمعات، وآثار نقض العهود على المجتمع.

وقال: العهد هو كل ما يبرم بين طرفين من فرد أو جماعة أو دولة باتفاق يحقق مصلحة معينة بينهما يلتزمون به وهذا العهد أحياناً يوثق، والميثاق هو عهد موثق بين طرفين وأكثر ويبدأ من العهد بين الرجل وزوجته إلى العهد بين الانسان وربه.

والإسلام هو دين العقل والفطرة والله خلق الخلق متنوعي المصالح والأعراق والمناطق والمصالح وجعل لكل منهما خلقه ويحتاج الى الآخر والتنوع موجود، والتعاون متحكم ومصالح متعددة والمجتمعات تحتاج للتعاون، ولا بد من ضبط هذه الأمور بين الخلق والخليقة في إطار الالتزامات والعقود والعهود والمواثيق وهو ضرورة عقلية، وجاء الإسلام يؤكد هذا،  فأمر الله بالوفاء بالعهد، والله سبحانه وتعالى قال: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}.. فالمسلم مسؤول عنه أمام الله والطرف الآخر وأمام الناس، وذم الله عز وجل في نصوص كثيرة من ينقضون الميثاق وجعل عدم الوفاء بالعهد والمواثيق والإيمان من صفات الكفر فقال تعالى: {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ ... (9) لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} والرسول صلى الله عليه وسلم أعد ذلك من صفات النفاق الخالص وقال " أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ , وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ , وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ , وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ، فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا " الحديث.. ولا ريب أن الالتزام بالعهود والمواثيق ليس مجرد واجب، بل أصل من أصول الدين، ولا تستقيم الحياة ولا الديانة، ولا يستقيم أمر الناس ومعاشهم إلا به، وهو فريضة وضرورة إنسانية.

وأضاف إنه إذا مرجت عهود الناس اختل معاشهم وانعدمت مصالحهم، والعقد والعهد موجود في كل حياة الناس حتى ما بينهم هم وأزواجهم، وكل التعاملات الآن هي عقود وأي إخلال بها تختل كل هذه الحياة، وهي أمور لو انتهت انهارت حيات الناس ولذا كان الإسلام مشددا في وصفه لهذه الأمور لما لها من عواقب وخيمة وأضرار جسيمة، والعلاقة فيها أنك كمسلم انك ترى ذلك عبادة تؤديها فضلا على أنها ضرورة تستقيم بها الحياة.

كما تحدث عن العقود التي ليست مكتوبة وكيف يقوم الانسان بالتزام والإيفاء بها، قال: العقود لا يشترط فيها التوثيق الكتابي وهناك الكثير من الأمور التي تحيط بالإنسان من علاقته بأسرته الى علاقته مع ربه ويجب على الانسان أن يراجع نفسه في كيفية الالتزام بها في حق نفسه وأسرته ومجتمعه وفي حق الله عز وجل، وحتى الشجر والحيوان لها حق علينا.

وأشار الى الذين واثقوا الناس وعاهدوهم وفي الأخير ينقضون العهود والمواثيق التي التزموا بها دون أن يكون هناك سبباً قال: في حديث عبدالله بن عمر (إن الغادر يرفع له لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ابن فلان) رواه البخاري وتخيل أن تكون هذه يوم القيامة علامة للخزي والهوان والذل يوم القيامة على من يفعلون هذه الأمور، ولك أن تتخيل أنه هذه كانت عادة للعرب في الجاهلية وهي عبارة عن تقبيح لمن يفعل هذه الأمور وكانت تأتي العرب إلى الأسواق المأهولة بالناس وإذا غدر الإنسان غدرة كتبت في راية وترفع في الأسوق حتى يراها كل الناس، وجاءت العقوبة من جنس ما تعارف عليه الناس، وفي صحيح البخاري يقول الله عز وجل وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا، فاستوفي منه، ولم يعطه أجره رواه البخاري .....

وعن الحوثيين وتعاملهم في المعاهدات والمواثيق قال: إنهم لا عهد لهم فيها، وخير دليل أنهم وقعوا على اتفاق السلم والشراكة وفيه شروط تنص على انسحابهم من عمران وصنعاء ولكنهم تقدموا باتجاه إب والبيضاء وتعز وغيرها من المناطق اليمنية وهم يمارسون المغالطة والسفسطة.

وأوضح علاقة المسلمين بالمواثيق والعهود الدولية و قال: العقود والعهود التي جاءت في الشريعة تشمل ما يلتزم به المسلم مع ربه ومع أخيه المسلم وحتى مع الإنسان، وهي بمستوى واحد من الوفاء بل ومعظم النصوص التي وردت في الكتاب والسنة هي في الالتزام بالعقود والعهود بين المسلمين وغير المسلمين، واليوم العهود والمواثيق الدولية جملتها تحقق نوعا من المصالح بين الدول وإذا تمت الموافقة عليها بالطرق المشروعة فيما هو متفق عليه في مؤسسات الدولة، وهناك جزء منها تسمى بثقافة المنتصر وما دول وقعت عليها عن طريق تشريعاتها فهي ملتزمة بها.

وعن حكم الشرع فيمن أعطى موثقا أو عهدا لشخص ما ثم نقض العهد وقام بقتل من عاهده أو اعتقله قال: أي رجل عاهد وغدر فخصيمه الله سبحانه وتعالى والله تعالى بين أن هؤلاء الذين ينقضون الميثاق بأن خسرانهم في الدنيا والآخرة، فلا يحسبن الذي ينقض الميثاق بأنه رابح بل هو خاسر لأن الله يعاقبه بنقيض قصده في الدنيا والآخرة.

وختم حديثه عن أثر العهود فقال: أثر العهود والعقود أولا بين العبد وربه أنه يشعر أنه يؤدي هذه الفريضة وأن الله سيحبه, فالله يحب المتقين، وهي نوع من التقوى وتيسير للتقوى وعبادة الله عز وجل، وأثرها في الحياة استقامة الحياة، تتحقق مصالح الناس، ورغد العيش، وأمن الناس على أنفسهم مصالحهم ومعاشهم، وفيه استقرار، ونهضة، وإذا أردنا استقرارا ورقيا وأمنا وأمانا ونهضة فلا يكون إلا بالوفاء بالعقود والعهود والمواثيق، وأولها الالتزام بما بيننا وبين الله، وثانيها الالتزام بما بيننا وبين الشعب في ظل النظام والدستور الذي نتعاقد عليه، وهذا العقد الذي التزمنا به ووافقنا عليه.

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

اليمنيون يبادلون المملكة الوفاء بالوفاء

اليمنيون يبادلون المملكة الوفاء بالوفاء

  متابعات يحتفظ الشعب اليمني بتقدير عالٍ لكل من يقدم له عون ومساندة ويحفظ له الجميل والعرفان ويبادله الوفاء بالوفاء، وه .. المزيد