جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

عوامل تفكك المجتمع

عوامل تفكك المجتمع

تاريخ النشر: الجمعة, 08 ابريل 2016 - 21:26 مساءً | عدد المشاهدات: 2,130

متابعات: عبد الرحمن الجلبين

تحدث الشيخ عبد السلام الخديري عضو هيئة علماء اليمن عضو تنسيقية علماء اليمن في برنامج مع علماء اليمن الذي يبث الساعة الثامنة من مساء كل خميس في قناة اليمن الفضائية عن الأسباب التي تؤدي إلى انهيار المجتمعات، وحاجة الناس إلى قيادة تقودهم لمواجهة المخاطر، وأثر غياب القانون والعدالة في تمزيق المجتمع.

وقال أن الإسلام جاء من أول وهلة ليجمع الأمة بعد شتات ويعلمها بعد جهل، والرسالة النبوية واضحة، قال تعالى {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.  فجاء ينقلهم من الضلال إلى النور، والرسول صلى الله عليه وسلم وضع مرتكزات لبناء المجتمع المسلم يمر بثلاث دوائر مهمة جدا، اولها: دائرة ربط المخلوق بالخالق من خلال تأسيس المسجد، ثم المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وعلاقة المسلمين بغيرهم ممن لا يدينون بدينهم وذلك واضح من خلال وثيقة المدينة التي تمثل الصورة المدنية لتعايش الاسلامي والصورة المشرقة التي قدمها الاسلام لتعايش المسلمين مع غيرهم، وتزامن المؤاخاة مع تأسيس المسجد وكان الاسلام الذي جاء يدعو إلى توحيد الله جاء بتوحيد الكلمة، قال تعالى { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَأَنَا رَبّكُمْ فَاعْبُدُونِ} وقال تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّه} وعلى هذه المؤاخاة أصبح المؤمنون كالجسد الواحد كما قال الرسول (( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى )) [أخرجه البخاري ومسلم]،  ثم جاء بعد ذلك التباين النوعي سواء من خلال تباين الأوطان أو الأجناس أو الألوان وليس مذموما كلياً، وإنما إذا اصطدم مع هذه المؤاخاة. ولا تزاحم بين المشروع الوطني والمشروع الإسلامي؛ فالإسلام إطار وطني جامع وكبير ويتعامل مع المكونات الداخلية بما لا يصطدم مع الأخوة العامة، والدليل على ذلك بقاء مسميات موجودة كالأوس والخزرج وغيرهم.

وعن كيفية تفكك المجتمع من الداخل وحاجة الناس إلى قيادة تقودهم لمواجهة المخاطر والاتحاد حولها قال: الحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم قدوة للمسلمين جميعاً قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]. والعلماء يوصفون أنهم ورثة الأنبياء، وهنا أجدني بحاجة أن أذكر بواجب العلماء وأن يتحولوا في هذه المرحلة الحرجة بالذات لأننا في منعطف تاريخي للأمة والمشكلة عالمية يستهدف فيها المسلمون، المشكلة ليست يمنية ولا سورية ولا عراقية وما هذه إلا ظواهر ونتوءات لمشروع كبير هو مشروع نفاق ومشروع الكفر الأول الذي أراد أن يقتتل المسلمون فيما بينهم، وها هو يمارس هذا التحريش بأدوات متطورة فرغت له عقول وبنوك وسياسات ودول، وربنا أمرنا أن نقابل الكيد بمثله وأن نتنبه لهذا والله تعالى قال { وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}... وأعتقد أن بوادر هذا الفساد والفتنة في الأرض هو نتيجة عدم وجود توازن بين قوة الظلم والبغي والعدوان والمنكر وبين قوى الحق، ولهذا قبل أن نزهق الباطل يجب إيجاد الحق قال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }. [الأنبياء:18]... فلهذا يجب على كل الدعوات التي تريد إزهاق الباطل أن ترتب البيت من الداخل ليقوم الحق على أقدامه فإذا ما قام الحق استطاع أن يزهق الباطل.

وأضاف نتمنى أن يكون أول صف يعمل على تطهير ذاته من عوامل التفرقة والشتات هو صف الدعوة والدعاة والعلماء والمصلحين، والأمة غنية برجالها وعلمائها وأيضا قاداتها السياسيون من ملوك ورؤساء وأمراء فإن هذين الفريقين إن صلحا صلح المجتمع وإن فسدا فسد المجتمع، ويجب علينا إصلاح ذواتنا على مستوى الفرد والاسرة وعلى مستوى مكونات المجتمع.

وأشار إلى أن الأمة بحاجة إلى إصلاح نفسها أكثر من تشريح غيرها، ونحن بحاجة إلى الوقوف مع أنفسنا ومصارحة النفس والمصارحة مع الله، كما رثى الحالة التي وصل إليها المسلمون في هذا الوضع الأليم، وأن جزءا من المسلمين يموتون تخمة والجزء الآخر يموت جوعا، جزء متخم وجزء فقير معدم، وإن في بعض المجتمعات الإسلامية ترتكب المحرمات كالتعري بدعوى الفن والتحضر، وعندما ننتقد هذا فلا يعني أنا منغلقون ولكن نحن ندعو إلى المحافظة على القيم، وندعو للمحافظة على المجتمع من التجزء، والله سبحانه وتعالى بين أن هذه المنكرات سبب لضياع الأنفس والثمرات، قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ (42)}.

وأكد أنه لا بد من التوبة الجماعية من الذنوب التي ترتكبها المجتمعات وقال: لا بد من التوبة الجماعية للأمة ويجب على المجتمع أن يتوب التوبة السياسية بعدم الدجل لتحقيق مكاسب سياسية والادعاء أنهم ينصرون الأمة باحتفاء بيوم القدس وهم يقتلون الآلاف في سوريا والعراق واليمن، ولا بد من التوبة الاقتصادية من الربا وضخ المليارات وبلايين الأمة في بنوك الغرب، والأمة العربية والاسلامية بحاجة إلى جزء من أجل استعادة عافيتها وتشغيل بطالتها، ولا بد من التوبة الاعلامية بعدم الكذب والتضليل والادعاء الكاذب.

وقال إنه لا بد للامة أن تتخلص من أدرانها وأمراضها وأن تعود خير أمة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ومن الأسف أيضا أن العدو تعاون مع جهلة الداخل وقدم نماذج سيئة باسم الإسلام، الغرض منها تشويه مسار الأمة الإسلامية وحضارتها، وبالمقابل قتل هنا وتفجير هنا ويتم الترويج على أن هؤلاء هم من يمثلون الإسلام ويضخمونها وبالمقابل هناك قصور من الإعلام الاسلامي ومن الدول العربية والإسلامية في إبراز الجوانب المشرقة في الأمة، والأعداء الآن يريدون أن يقيسوا مليار ونصف المليار مسلم برجل فجر نفسه قد يكون معتوها أو مجنونا أو مختل الفكر، وأن هناك طابورا من المخابرات الإيرانية والأمريكية يعملون من أجل تغذية هذه الصراعات.

و دعا العلماء والمثقفين والسياسيين والمتعلمين إلى كشف الباطل وتبيينه للناس وفضح الباطل وأهله ومن يروجون الفكر الخاطئ الذي بموجبه توزع مفاتيح الجنة وهم مختبئون في كهوفهم وفي جحورهم ويضحون بأبناء الامة وهم في ريعان شبابهم، وهناك نقطة قوة في الأمة أنه لا يستطيع أحد النفوذ إليها إلا بالدين وهنا يجب الحراسة ويجب أن يكون الجميع حراسا في هذا الباب وفضح من يريد الولوج منه وهو باحث عن هوى ومن يلج منه متأولا أو متسترا ويلبسون الحق بالباطل ويجب كشفهم أمام الملأ ومنعهم من الإضرار بالأمة باسم الدين.

وفي ختام حديثه وجه رسالة إلى الحوثيين والانقلابيين وأنصارهم وأتباعهم ولمن يعرف الحقيقة ولا يريد أن يتكلم بها فقال: أما يكفي دماء؟ أما يكفي أشلاء؟ هل يخيل لعاقل أن يحكم الشعب اليمني بعد أن قتله وسفك دمه؟! أما آن الأوان أن تعتذروا لهذا الشعب الكريم وأن تكفوا يد البغي والعدوان والقتل؟! اليمني يعذَّب من أبناء جلدته ونرى مشاهد لم نجدها إلا من أعداء الإسلام.. أجساد تفحم وتحرق على يد بني جلدتنا .. أما آن الأوان أن تتقوا الله عز وجل؟! أما آن الأوان أن تقفوا مع أنفسكم وأنتم تورثون هذا الظلم وأثره السيء لأبنائكم وأجيالكم من بعدكم؟! أتظنون أن أبنائكم وأحفادكم سيأمنون وقد ورثتم لهم هذا الظلم؟! أتظنون أن الله غافل عما يعمل الظالمون { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ }. إن الإساءة تقضى كما تقضى الديون.

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

انتحال المليشيا الإرهابية صفة المحاكم  لإصدار أحكامٍ بإعدام ناشطين  غرضه إرهاب المجتمع

انتحال المليشيا الإرهابية صفة المحاكم لإصدار أحكامٍ بإعدام ناشطين غرضه إرهاب المجتمع

الشيخ أحمد المعلم / نائب رئيس هيئة علماء اليمن   توالت ردود الأفعال الغاضبة إثر حكم صادر عن محكمة تتبع مليشيات الحوثي ا .. المزيد
ديوانية برنامج التواصل مع علماء اليمن تناقش:

ديوانية برنامج التواصل مع علماء اليمن تناقش: "الأمن الفكري ودوره في حماية المجتمع"

تقرير/ المنبر اليمني للدراسات والإعلام أقيمت الليلة الثلاثاء 22 شعبان 1439هـ  ديوانية لعلماء ودعاة  اليمن نفذها برنام .. المزيد
رئيس الجمهورية يلتقي عدد من الدعاة والفقهاء ويؤكد على دورهم في تكوين المجتمع

رئيس الجمهورية يلتقي عدد من الدعاة والفقهاء ويؤكد على دورهم في تكوين المجتمع

استقبل فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية صباح اليوم عدد من المشايخ والدعاة والعلماء وأكد على مكانة ودور وتأثير العلماء .. المزيد
هُوية المجتمع اليمني ومحاولة طمسها

هُوية المجتمع اليمني ومحاولة طمسها

متابعات: عبد الرحمن الجلبين تحدث الشيخ كمال بامخرمة الداعية الاسلامي عضو الحوار الوطني في برنامج مع علماء اليمن الذي يقدمه الزم .. المزيد