جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

هُوية المجتمع اليمني ومحاولة طمسها

هُوية المجتمع اليمني ومحاولة طمسها

تاريخ النشر: الثلاثاء, 16 اغسطس 2016 - 19:46 مساءً | عدد المشاهدات: 1,836

متابعات: عبد الرحمن الجلبين

تحدث الشيخ كمال بامخرمة الداعية الاسلامي عضو الحوار الوطني في برنامج مع علماء اليمن الذي يقدمه الزميل خالد عليان مساء كل خميس، عن الهوية ومعناها وما المقصود منها؟ وهل الهوية تتعلق بدين أم بعرق أم بكل ما يتعلق بالمجتمع من أخلاق وعادات وتقاليد.

بدأ حديثه عن تعريف الهوية فقال: الهوية تقابل الغيرية وهي مأخوذة من هو، والهوية معناها حقيقة الشيء وما يتصف به من صفات تميزه عن غيره، ولذلك نسمي البطاقة الشخصية هوية، لأنه يذكر فيها اسمه وجنسيته وبلده وعمله، وهي تحدد من هو هذا الشخص، وعندما تكون الهوية لأمة من الأمم فهي تصف ما تمتلكه هذه الأمة من صفات ومميزات تميزها عن غيرها، ويمكن أن نقول أن الهوية هي مجموعة العقائد أو الخصائص أو الترميزات التي تشعر بها أمة من الأمم إنها تغاير أمة أخرى، فالهوية الاسلامية تتميز أن مرجعيتها ربانية، وتعني الإسلام بعقائده وأركانه وأحكامه، فالمسلم تعرفه بعقيدته التي يلتزم بها وبشعائره التي يمارسها، والتعبد الذي يقوم به، والأحكام التي يلتزم بها في الإسلام، فالهوية الإسلامية تختلف عن غيرها من الهويات التي تكون عند الأمم الأخرى، فهوية الأمم الأخرى ترجع الى البشرية وهي عبارة عن تراكم المعارف والتجارب والصراعات والتاريخ الذي يعيشون فيها والثقافات والمؤلفات فهي أساس الهوية عندهم، والهوية الاسلامية مرجعها الكتاب والسنة.

وأضاف بأن الهوية هي من تحدد شخصية الأمة وسماتها وصفاتها التي يمكنها أن تعيش وتقاوم بها، وتمكنها من البقاء والاستمرارية، وأي أمة بدون هوية تصبح أمة تافهة مقلدة للغير لا تستطيع أن تقف أمام أي شيء يأتي إليها، فلا بد لأي أمة إن أرادت الاستمرارية والاستقرار والتمكن من الوجود والعيش لابد أن تكون لها هوية، وإلا أصبحت أمة لا فائدة منها ولا قيمة من وجودها.

وبين أن على الإنسان أن يتفقد المعاني والدلالات حتى يعرف أنه في الطريق الصحيح والحفاظ على ما يعرف أنه من أجله خُلق فقال: مما تمتاز به الهوية الإسلامية وتاريخها الطويل أنها ليست من تاريخ البعثة النبوية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم فحسب، بل يمتد تاريخها وهويتها إلى أبينا آدم الذي هو أول نبي، والله سبحانه وتعالى ذكر هذه القصص من أجل العبرة, ومن أجل أن تنتمي هذه الأمة إلى هؤلاء الأنبياء جميعاً وأي أمة وأي فرد لا يطلع على تاريخ الأنبياء وخاتم الرسالات فإنه سيظل متخبطا مهما كان، ومن أجل أن يرجع إلى حقيقة ما خلق له ومن أجله وحقيقة الإله الذي يعبده، و لا يمكنه ذلك إلا إذا اهتدى بهدي الإسلام، لأنه هو الدين الخاتم الذي جاء وكانت البشرية قد تمزقت وتشتت وأخذت كل فئة تتخذ لها إلها حسب هواها ورغباتها، وجاء الإسلام ليعيد الناس إلى التوحيد الصحيح ويعيد الناس إلى عبادة الله سبحانه وتعالى بشكل صحيح وسليم.

وعن تسمية الهوية ومصدرها قال: إن أي هوية من الهويات لا يمكن أن تسمى كذلك إلا إذا وجدت فيها مجموعة من المقومات التي تستطيع البقاء والاستمرارية، منها العقيدة واللغة، التاريخ والثقافة، التي تعني مجموعة الفنون والآداب والعلم والعادات والتقاليد، فهذه القيم الأربعة هي ركائز أي هوية من الهويات، والهوية الإسلامية جمعت كل هذه الركائز الأربع بكل قوة وبكل تميز، فالعقيدة الاسلامية هي عقيدة واضحة وبينة والمقصود بها الدين عقيدة وشريعة وفكر وسلوك، فهذه العقيدة تصبغ المسلم بصبغة خاصة، والله تعالى قال {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ}.

وأشار إلى أن الهوية الإسلامية تمتاز بأنها هوية دينية ليست مناطقية ولا قبلية ولا عرقية، ولذلك نجد أن في الإسلام من يتكلم لغة غير عربية، منها الانجليزية والفرنسية وغيرها، وهذا لا يعيب هوية الفرد الإسلامية، وإنما في المجموع وفي الجانب المجتمعي إذا غابت اللغة العربية عن مجتمع بكامله فهذا ينغص الهوية، لأن اللغة ارتبطت بالإسلام والكتب والسنة، ولا يمكن أن يفهم الإسلام والكتاب والسنة إلا إذا عرفت اللغة العربية، فاللغة العربية هي أداة لفهم الدين وهي لغة عقيدة وفكر، وأصبح تعلم اللغة العربية قربة من القربات وعبادة من العبادات، ولذا ذكر بعض أهل العلم أن تعلم اللغة العربية من الواجبات، وإذا وضعت القومية والوطنية في مقابل الهوية الإسلامية فهذا أمر يتناقض مع الإسلام لأن الإسلام يجمع الشعوب المتنوعة، والوطنية والقومية تندرج تحت الهوية الإسلامية.

وقال: يجب على الإنسان أن يكون عاقلاً وأن يميز بين الأقوال والأفعال أما أن يتكلم بكلام ثم يخالفه فهذا يعني أنه كذاب، ولا بد أن يكون التصور والسلوك مترابطين، ويجب ألا ينظر الإنسان إلى الأقوال وحسب بل يجب أن ينظر إلى الأقوال والأفعال، وهذه هي مشكلة الشعوب أنها عاطفية وتتأثر بالكلام والعبارات الرنانة ولا يلقوا للأفعال بالا، ويجب الربط بين القول والفعل وصدق القول وصدق الفعل، وإذا لم يتم الربط بين القول والفعل فانه يدل على الانصياع وراء الأقوال والإعلام.

وختم حديثه عن الإعلام والآلية التي يعمل بها وتأثيره في طمس الهوية فقال: إعلام الحوثي إعلام قوي ومؤثر في الناس و يجب أن يكون هناك إعلام قوي يواجه هذا الإعلام ويكون إعلاما قويا ويجب العمل على إيجاد طرق وأساليب متعددة لإيصال الرسالة الإعلامية إلى المجتمع اليمني خاصة في ظل الأوضاع الحالية للمجتمع اليمني بسبب انعدام الكهرباء، وينبغي إيجاد إذاعات متعددة، للوصول الى المواطن اليمني في المناطق النائية، لتثقيفهم وتوعيتهم بهذا الخطر الكبير الذي يستأصل كل شيء داخل اليمن، والذي سيؤثر فيما بعد على المنطقة كلها، ونريد إعلاما صادقا قويا يصل الى الناس، إعلام يكشف الزيف والتزييف والمبالغات التي يروج لها الآخرون، والإعلام هو قوة أخرى تغير الرأي العام، والآن العالم كله قائم على تغيير الرأي العام بالإعلام، و رسالة الغرب ومشاريعه كلها قائمة على الإعلام، والإعلام الغربي ليس محايداً كما يدعون، ويكذب من يقول أن هناك إعلاما محايدا ويجب أن لا يكون الإعلام محايدا، وإنما يجب أن يقف الإعلام مع الحق وضد الباطل، ولا حياد بين ظالم ومظلوم وقاتل ومقتول.

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

مستشار الرئيس اليمني يشيد بالإجراءات التي اتخذتها المملكة بشأن فيروس كورونا

مستشار الرئيس اليمني يشيد بالإجراءات التي اتخذتها المملكة بشأن فيروس كورونا

أكد الشيخ د. محمد بن موسى العامري مستشار رئيس الجمهورية اليمنية عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن على موقف علماء اليمن الداعم لإجر .. المزيد
وزير الأوقاف اليمني: جريمة استهداف المصلين تضاف لجرائم الحوثيين بحق المدنيين

وزير الأوقاف اليمني: جريمة استهداف المصلين تضاف لجرائم الحوثيين بحق المدنيين

أكد وزير الأوقاف اليمني الدكتور أحمد عطية أن استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًّا المصلين في مسجد قرية بيت مغاري بم .. المزيد
انتحال المليشيا الإرهابية صفة المحاكم  لإصدار أحكامٍ بإعدام ناشطين  غرضه إرهاب المجتمع

انتحال المليشيا الإرهابية صفة المحاكم لإصدار أحكامٍ بإعدام ناشطين غرضه إرهاب المجتمع

الشيخ أحمد المعلم / نائب رئيس هيئة علماء اليمن   توالت ردود الأفعال الغاضبة إثر حكم صادر عن محكمة تتبع مليشيات الحوثي ا .. المزيد
وزير الأوقاف اليمني: مليشيا الحوثي لا ترعوي عن سفك الدماء واستهداف الأماكن المقدسة

وزير الأوقاف اليمني: مليشيا الحوثي لا ترعوي عن سفك الدماء واستهداف الأماكن المقدسة

شن وزير الأوقاف والإرشاد اليمني معالي الدكتور أحمد عطية هجوماً حاداً على مليشيا الحوثي بعد استهدافها البقاع المقدسة مجدداً في هذا .. المزيد