جاء ذلك ضمن البرامج والأنشطة التوعوية التي ينفذها البرنامج للتحذير من خطورة الأفكار الحوثية الإرهابية الدخيلة على المجتمع اليمني والمنطقة؛ لتحصينه وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التصدي لها ورفضها ومواجهتها بكل السبل والطرق الممكنة.
وناقش العلماء في الندوة حقيقة الأهداف الحوثية من إقامة البكائيات في عاشوراء وسبل مواجهة الخرافة الحوثية التي تتدرع بالاحتفالات الطائفية، لتبكي زيفاً وبهتانًا الحسين بينما هي فعاليات وأنشطة سياسية تخدم مشروعًا سياسيًا تابعًا لإيران.
وتحدث عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن الشيخ الدكتور ربيع طاهر عن حقيقة موقف أهل السنة من يوم عاشوراء مبينًا أنه يوم نجى الله فيه موسى ومن معه، وأغرق فرعون ومن معه، وقد كانت اليهود تعظم هذا اليوم لأجل ذلك، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصيامه، وقال نحن أحق بموسى منهم.
وأوضح الشيخ ربيع أن الناس إزاء حادثة عاشوراء الأليمة على ثلاثة أقسام، المغالون في حق الحسين، والجفاة وهم الكارهون للحسين المحتفون بمقتله، ووسط بين الغلو والتقصير وهم أهل السنة وهم الذين يصومون كما صام النبي صلى الله عليه وسلم.
وتابع حديثه: لقد كان مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه مصيبة أليمة وفتنة جلية، إلا أننا لم نجد من يتباكى عليه كما يحدث مع مقتل الحسين في عاشوراء.
من جانبه أوضح رئيس رابطة علماء ودعاة عدن الشيخ عمار بن ناشر العريقي في ورقته أن الحوثيين يقيمون فعاليات واحتفاليات وأنشطة طائفية، مشيراً إلى حالة التعايش التي كان يعيشها اليمنيون قبل أن تأتي ميليشيا الحوثي لتكشف عن وجهها الطائفي القبيح.
وأشار العريقي إلى أن ميليشيا الحوثي تسعى إلى تحقيق عدد من الأبعاد من وراء هذه الفعاليات، ومن ذلك نهب الأموال وفرض الجبايات، وتغيير المناهج وغسل الأدمغة بأفكار مغلوطة ومستوردة من إيران، وهم بذلك يسعون إلى تحقيق حلم إيران التوسعي بالمنطقة.
من جانبه أوضح عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن الشيخ الدكتور الخضر بن حليس في ورقته أن ذكرى عاشوراء هي حدث يستدعي فيها الحوثيون المظلومية التاريخية بلون الدم والكراهية ضد أعداء المشروع الخميني وهم المسلمون.
وحذر الشيخ الخضر من أن لافتة المظلومية بمقتل الحسين هي فكرة خطرة للعمل في حالة الطوارئ، فلا يريدون تطبيع أتباعهم نفسياً مع أعداء مشروعهم فيقيمون فعاليات عاشوراء لإبقاء الحاجز النفسي العميق بينهم وبين المجتمع من حولهم.
ونوه الخضر بخطر الألغام الفكرية التي تزرعها الحوثية في اليمن وعدّها أشد خطورة من الألغام المفخخة التي تزرعها في المعارك العسكرية، مشددًا على أن مهمة نزعها تقع على العلماء.
ودعا الشيخ الخضر إلى تفتيت الفكر الحوثي عبر قيام الوزارات الفكرية والثقافية لتدوين منهج دراسي يدرس للأجيال في مراحل التعليم المختلفة، يقوم على تدوينه فريق مشترك من هذه الجهات جميعها يتكفل بتحصين الأجيال من التجريف الحوثي وتزييفه للفكر والتاريخ والثقافة والهوية في اليمن.
وفي مداخلته أوضح نائب رئيس هيئة علماء اليمن الشيخ أحمد المعلم أن المواجهة الفكرية ضد الميليشيا الحوثية أهم ما يجب أن يقوم به أهل اليمن بكل أطيافهم، فهي أهم من المواجهة العسكرية بكون الأفكار تبقى ولا تزول بالمواجهة العسكرية، وعلينا أن نخوض هذه المعركة الفكرية.
أما عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن الشيخ عبدالله النهيدي فقد أكد في مداخلته على استخدام ميليشيا الحوثي وإيران إرهاب المصطلحات لابتزاز المسلمين، واتخاذه سلاحاً ضد الغير، والقضايا على من يرفض فكرهم.
بدوره بين عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن الشيخ خالد الوصابي أن صيام عاشوراء منصوص عليه ومشروع في كتب جميع المذاهب وليس أهل السنة وحدهم، مؤكداً في مداخلته أن الحوثيين لا يبكون الحسين بل يمارسون مناورات عسكرية ضد المسلمين.
وسخر الشيخ الوصابي من دعاوى الحوثي موضحًا أنهم لا يبكون على مقتل علي رضي الله عنه، وهو خليفة المسلمين لأن الذي قتله فرد، ويبكون الحسين لأن من قتله دولة ولذلك فهو بكاء سياسي لأغراض سياسية.
وفي مداخلته دعا عضو البرنامج الشيخ عبدالرب السلامي إلى إعداد استراتيجية مواجهة فكرية ضد الفكر الإمامي الحوثي مستقلة عن الجانب السياسي.
وشدد السلامي على ضرورة الفصل بين المشروع الفكري وبين المشروع السياسي، فالسياسة متغيرة، والمشكلة الفكرية ثابتة، وينبغي أن تستمر بحسب تعبيره.
وقد أشاد المشاركون في الندوة بدور الوزارة ممثلة بمعالي الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ في دعم أنشطة ومشاريع برنامج التواصل مع علماء اليمن ومساندة العلماء والدعاة في أداء مهامهم وتوصيل رسالتهم.
وتأتي هذه الندوة في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة، ممثلة ببرنامج التواصل مع علماء اليمن في التوعية من خطورة الحوثيين وفكرهم الإرهابي الإيراني، وتعزيز الصمود والاصطفاف الوطني من أجل استعادة كل المناطق اليمنية من مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وذلك بحضور جمع من علماء ودعاة اليمن، وشخصيات اجتماعية وإعلامية.