متابعات: عبد الرحمن الجلبين
تحدث الشيخ جمال السقاف عضو رابطة علماء ودعاة عدن عضو هيئة علماء اليمن, في برنامج مع علماء اليمن الذي يبث الساعة الثامنة مساء كل خميس في قناة اليمن الفضائية، عن موضوع الخير ومشروعيته وفضله وأبوابه، وفضل القائمين به.
وقال الخير هو: كل ما فيه نفع وصلاح، والخير إما أن يكون أداة لتحقيق هذا الخير كالمال أو ما كان فيه مصلحة ومنفعة للفرد والمجتمع بشكل عام، وعمل الخير يتطلب إيمانا عميقاً به، وإدراكا لمفهومه الواسع وهو يبدأ بأقل شيء وينتهي بأهم ما يملكه الإنسان، والمنفعة في فعل الخير ليست مالية مادية محسوسة ملموسة فقط، بل هي عند الله أعظم وأكثر. ومن يقدم الخير للمجتمع علينا أن نحكم على ظاهره بأنه خيّر، وإذا كان فاعل الخير له نوايا أخرى يريد الوصول إليها فإن الله سبحانه وتعالى يحبطه، وهذا أمر لا يطلع عليه إلا الله سبحانه وتعالى، ومن يقدم الخير والنفع للأمة وأبناء وطنه ويراد به سوء فالله حسيبه، وليس لنا أن نصدر الأحكام على الآخرين.
وعن كيفية فعل الخير وأنواعه قال: إن فعل الخير ينقسم إلى قسمين فعل لازم، بذات الشخص وفعل متعد، ولذا جاءت الأوامر من الله سبحانه وتعالى للجماعة "وافعلوا الخير" ويقول تعالى { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }.. ويقول تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. والله لم يأمرنا بفعل الخير فحسب بل أمرنا باستباق فعل الخير، و يقول{ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} وفعل الخير نودينا إليه بشكل جماعي وأمرنا الشرع التنافس في الخير، وقال تعالى: { لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} فالمجالس لو عمها فعل الخير وإصلاح ذات بين الناس والحث على الصدقة والتخطيط لعم الخير كل الناس، ففيها الخير كل الخير، ونجد الله سبحانه وتعالى وصف أنبياءه بهذا الوصف {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} ويجب على من يحب الأنبياء أن يتأسى ووصف الله الصالحين وقال {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} ومن وصايا بعض الصالحين: "يا بني افعل الخير وإن لم تستطع فعل الخير فانو فعل الخير فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير" والرسول صلى الله عليه وسلم بين أبواب الخير وأنها واسعة، ومن ذلك قوله: "العدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل على دابته وتحمله عليها صدقة، تحمل متاعه عليها صدقة، كل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، تميط الأذى عن الطريق صدقة، التحميد والتكبير والتهليل صدقة)، وكل فعل فيه خير فهو صدقة، وأعمال الخير اليي يعملها ويتزود بها المسلم فهي مصدر لطاقته وحياته.
وأضاف: إذا أردت أن يكون الخير لك فافعل الخير للآخرين تنل منه نصيبا، وعندما تدعو دعوة خير لغيرك فهناك ملك يقول ولك مثلها، وعند التأمل في مثل هذه الأحاديث فالمسلم رابح سواء كان فعل الخير لك أو لغيرك ولا ينبغي أبدا للمسلم أن يكون أنانياً، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {من مشى في حاجة أخيه؛ كان خيراً له من اعتكاف عشر سنين، ومن اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله؛ جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق، كل خندق أبعد ما بين الخافقين}، وعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «السَّاعِي عَلَى الأرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ، كَالمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ الله، أوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ». متفق عليه. وهناك أنواع من الخير يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " {مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ}، متفق عليه.
وفيما يتعلق بفعل الخير في بعض الأوقات التي تمر بها البلدان وأحوال الفقراء والمحتاجين والوضع الحرج الذي يعيشون فيه قال: فعل الخير يحتاج إلى فقه الأولويات، والأصل أن الإنسان يستصحب فعل الخير في كل اللحظات، وعليه أن ينشغل بما يسمى عند العلماء بعبادة الوقت، وحين نتأمل أفعال الخير فهي لا تحصى وأعمارنا محدودة وحين تحصى أعمال الخير تجدها كثيرة جدا، ولو مكثت كل ثانية من عمرك تعمل عمل خير لانتهى عمرك ولم ينته فعل الخير، وهذا يحتاج منا إلى فقه الأولويات في فعل الخير، فلا ننشغل بعمل المفضول على الفاضل، ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال، وتنوعت أعمالهم في فعل الخير، وديننا دين عمل ونشاط، وحين لا نعلم لا أنا ولا أنت متى تأتي الساعة فلا شك أننا نتمنى أن تأتي ونحن نعمل الخير، ولذا لا ينبغي أن تمر على الفرد منا لحظة من لحظات عمره إلا بفعل الخير.
وأشار إلى أن ما تقوم به الجمعيات الخيرية في دعم الفقراء والمساكين والدور الكبير الذي تقدمه لهذه الشريحة الكبيرة من الناس عمل رائع، وأنها بدأت تنحو منحى آخر، هو منحى التعليم لأبناء الأسر الفقيرة وتدريبهم، ولكنها لا تستطيع تغطية الكم الهائل من الشباب الأيتام الكثيرين في الوطن، وهي تقوم بدور لا بأس به في هذا الجانب، وهناك تنوع للجمعيات في التأهيل والتدريب والتحفيظ والرعاية، وهذا بلا شك من فقه توظيف العمل الخيري بشكل جيد وبدأ يظهر في الوطن العربي بشكل عام، وهناك جمعيات تنوعت في مجالات متعددة، منها المنح الدراسية والأسر المنتجة والتأهيل في مجالات الصحة وغيرها من المجالات الأخرى المتعددة، واهتمت بعمل الخير في هذه المجالات بشكل رائع وإيجابي يعود بالنفع على الأمة والمجتمع والفرد.
وفي الختام وجه الدعوة إلى أهل الخير وكل ميسور ومن آتاه الله مالا أو جاها أو قدرة لتبليغ أصحاب المال، أن لا يبخلوا على إخوانهم؛ فإن ذلك طريقا لنيل رضا الله سبحانه وتعالى، وإدخال السرور على أخيك صدقة، وهو نوع من التكافل الاجتماعي الذي شبهه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: {مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى }، فكيف بأعضاء كثيرة تشتكي في معظم البلدان الإسلامية اليوم، ولا يجوز لأحد أن يكون مقصرا في ما يمكنه فعله، وبالذات ما يحدث اليوم في تعز من صورة واضحة وفاضحة، التي فضحت كل دول الغرب وحقوق الإنسان ومنظمات المجتمعات الإنسانية، بسبب تعاملها في قضية تعز وخذلانهم لها.
متابعات: عبد الرحمن الجلبين
تحدث الشيخ جمال السقاف عضو رابطة علماء ودعاة عدن عضو هيئة علماء اليمن, في برنامج مع علماء اليمن الذي يبث الساعة الثامنة مساء كل خميس في قناة اليمن الفضائية، عن موضوع الخير ومشروعيته وفضله وأبوابه، وفضل القائمين به.
وقال الخير هو: كل ما فيه نفع وصلاح، والخير إما أن يكون أداة لتحقيق هذا الخير كالمال أو ما كان فيه مصلحة ومنفعة للفرد والمجتمع بشكل عام، وعمل الخير يتطلب إيمانا عميقاً به، وإدراكا لمفهومه الواسع وهو يبدأ بأقل شيء وينتهي بأهم ما يملكه الإنسان، والمنفعة في فعل الخير ليست مالية مادية محسوسة ملموسة فقط، بل هي عند الله أعظم وأكثر. ومن يقدم الخير للمجتمع علينا أن نحكم على ظاهره بأنه خيّر، وإذا كان فاعل الخير له نوايا أخرى يريد الوصول إليها فإن الله سبحانه وتعالى يحبطه، وهذا أمر لا يطلع عليه إلا الله سبحانه وتعالى، ومن يقدم الخير والنفع للأمة وأبناء وطنه ويراد به سوء فالله حسيبه، وليس لنا أن نصدر الأحكام على الآخرين.
وعن كيفية فعل الخير وأنواعه قال: إن فعل الخير ينقسم إلى قسمين فعل لازم، بذات الشخص وفعل متعد، ولذا جاءت الأوامر من الله سبحانه وتعالى للجماعة "وافعلوا الخير" ويقول تعالى { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }.. ويقول تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. والله لم يأمرنا بفعل الخير فحسب بل أمرنا باستباق فعل الخير، و يقول{ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} وفعل الخير نودينا إليه بشكل جماعي وأمرنا الشرع التنافس في الخير، وقال تعالى: { لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} فالمجالس لو عمها فعل الخير وإصلاح ذات بين الناس والحث على الصدقة والتخطيط لعم الخير كل الناس، ففيها الخير كل الخير، ونجد الله سبحانه وتعالى وصف أنبياءه بهذا الوصف {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} ويجب على من يحب الأنبياء أن يتأسى ووصف الله الصالحين وقال {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} ومن وصايا بعض الصالحين: "يا بني افعل الخير وإن لم تستطع فعل الخير فانو فعل الخير فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير" والرسول صلى الله عليه وسلم بين أبواب الخير وأنها واسعة، ومن ذلك قوله: "العدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل على دابته وتحمله عليها صدقة، تحمل متاعه عليها صدقة، كل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، تميط الأذى عن الطريق صدقة، التحميد والتكبير والتهليل صدقة)، وكل فعل فيه خير فهو صدقة، وأعمال الخير اليي يعملها ويتزود بها المسلم فهي مصدر لطاقته وحياته.
وأضاف: إذا أردت أن يكون الخير لك فافعل الخير للآخرين تنل منه نصيبا، وعندما تدعو دعوة خير لغيرك فهناك ملك يقول ولك مثلها، وعند التأمل في مثل هذه الأحاديث فالمسلم رابح سواء كان فعل الخير لك أو لغيرك ولا ينبغي أبدا للمسلم أن يكون أنانياً، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {من مشى في حاجة أخيه؛ كان خيراً له من اعتكاف عشر سنين، ومن اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله؛ جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق، كل خندق أبعد ما بين الخافقين}، وعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «السَّاعِي عَلَى الأرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ، كَالمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ الله، أوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ». متفق عليه. وهناك أنواع من الخير يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " {مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ}، متفق عليه.
وفيما يتعلق بفعل الخير في بعض الأوقات التي تمر بها البلدان وأحوال الفقراء والمحتاجين والوضع الحرج الذي يعيشون فيه قال: فعل الخير يحتاج إلى فقه الأولويات، والأصل أن الإنسان يستصحب فعل الخير في كل اللحظات، وعليه أن ينشغل بما يسمى عند العلماء بعبادة الوقت، وحين نتأمل أفعال الخير فهي لا تحصى وأعمارنا محدودة وحين تحصى أعمال الخير تجدها كثيرة جدا، ولو مكثت كل ثانية من عمرك تعمل عمل خير لانتهى عمرك ولم ينته فعل الخير، وهذا يحتاج منا إلى فقه الأولويات في فعل الخير، فلا ننشغل بعمل المفضول على الفاضل، ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال، وتنوعت أعمالهم في فعل الخير، وديننا دين عمل ونشاط، وحين لا نعلم لا أنا ولا أنت متى تأتي الساعة فلا شك أننا نتمنى أن تأتي ونحن نعمل الخير، ولذا لا ينبغي أن تمر على الفرد منا لحظة من لحظات عمره إلا بفعل الخير.
وأشار إلى أن ما تقوم به الجمعيات الخيرية في دعم الفقراء والمساكين والدور الكبير الذي تقدمه لهذه الشريحة الكبيرة من الناس عمل رائع، وأنها بدأت تنحو منحى آخر، هو منحى التعليم لأبناء الأسر الفقيرة وتدريبهم، ولكنها لا تستطيع تغطية الكم الهائل من الشباب الأيتام الكثيرين في الوطن، وهي تقوم بدور لا بأس به في هذا الجانب، وهناك تنوع للجمعيات في التأهيل والتدريب والتحفيظ والرعاية، وهذا بلا شك من فقه توظيف العمل الخيري بشكل جيد وبدأ يظهر في الوطن العربي بشكل عام، وهناك جمعيات تنوعت في مجالات متعددة، منها المنح الدراسية والأسر المنتجة والتأهيل في مجالات الصحة وغيرها من المجالات الأخرى المتعددة، واهتمت بعمل الخير في هذه المجالات بشكل رائع وإيجابي يعود بالنفع على الأمة والمجتمع والفرد.
وفي الختام وجه الدعوة إلى أهل الخير وكل ميسور ومن آتاه الله مالا أو جاها أو قدرة لتبليغ أصحاب المال، أن لا يبخلوا على إخوانهم؛ فإن ذلك طريقا لنيل رضا الله سبحانه وتعالى، وإدخال السرور على أخيك صدقة، وهو نوع من التكافل الاجتماعي الذي شبهه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: {مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى }، فكيف بأعضاء كثيرة تشتكي في معظم البلدان الإسلامية اليوم، ولا يجوز لأحد أن يكون مقصرا في ما يمكنه فعله، وبالذات ما يحدث اليوم في تعز من صورة واضحة وفاضحة، التي فضحت كل دول الغرب وحقوق الإنسان ومنظمات المجتمعات الإنسانية، بسبب تعاملها في قضية تعز وخذلانهم لها.
جديد الموقع
الرئيسية
مقالات ذات صلة