محدث اليمن الكبير الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في سطور
محدث اليمن الكبير الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في سطور
تاريخ النشر: الخميس, 03 مايو 2018 - 20:01 مساءً | عدد المشاهدات: 1,387
محدث اليمن الكبير الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في سطور
بقلم د. عبدالله بن غالب الحميري
عضو هيئة علماء اليمن
ما بين تأريخ ١٤٠٠-١٤٢٢هـ وعلى مدى عقدين كاملين من الزمن، سطع نجم مدينة صعدة النائية، في شمال شرق اليمن، وكانت على موعد مع فجر مشرق جديد، صارت به مناراً يزخر بالعلم والتعليم والتصنيف والدعوة، وقبلة يؤمها الراغبون من طلاب العلم وغيرهم من داخل اليمن وخارجه؛ وأصبحت قرية (دَمَّـاج) الصغيرة، توازي بشهرتها اللامعة حجم اليمن الكبير بتأريخه وصيته وعراقته !!
ومَن يجهل مركز السنة ودار الحديث، الذي شرَّق ذكرُه وغرَّب؛ وذاع صيته وتألق اسمه، وطال فرعُه، وعبق شذاه، وطاب غراسُه في كل مكان ؟!
إنه مركز المؤسس الشهير، ومستنهض الهمم الكبير، محدث اليمن في عصره، ومجدد نهضته العلمية، وثورته الحديثية، شيخنا العلامة المحدث : مقبل بن هادي بن قائدة الوادعي، من قبيلة آل راشد الوادعية الهمدانية البكيلية الكهلانية ،،
أحسب أن اليمن لم ينجب بعد عصر الإمام الشوكاني - رحمه الله - من هو أوسع شهرة، وأكثر تلاميذاً وارتحلاً إليه منه .
عرف عنه الصبر والجلد والاجتهاد والمثابرة في طلب العلم وتحصيله وبذله، والدعوة إليه والتصنيف فيه. وكان مثالاً يحتذى في علو الهمة، وصدق العزيمته، وبساطة الحال، وتواضع النفس، وكثرة الزهد في الدنيا والإعراض عن زخرفها، كأنه لم يخلق إلا للعلم؛ ولم يتعشق قلبه يوماً سواه!!
من جالس الشيخ عن قرب وعرف كرمه وتواضعه وزهده ودماثة خلقه، وحبه لطلابه وسلامة صدره لإخوانه، ألِفَهُ وأحبَّه،، ومن بعُدَ عنه وقرأ بعض كتبه وسمع أشرطته ورأى شدته على مخالفيه، وصدعه بما يراه صواباً وإن خالف غيره؛ هابَه وربما نَفَر منه ونَفَّر عنه !!.
لم يكن الشيخ مقبل - رحمه الله - معصوماً من الخطأ، ولا مرضياً عنه من كل الناس، فقد كانت شخصيته مثيرة للجدل في أغلب الأحيان؛ وله مخالفون كثُر من أهل السنة، ولكن نحسبه - والله حسيبه - مخلصاً لدينه ودعوته، صادقاً في نصحه وتوجيهه، غيوراً على السنة، شجاعاً في الحق، محباً للناس الخير،، لا يحرص على شهرة أو منصب، ولا يسعى وراء مكسب أو جاه، لين العريكة عند مراجعته، لا يشك منصف بجلالة قدره .
ولولا تأثير بعض الوشاة الذين أوغروا صدره على بعض إخوانه الدعاة، لكان متفقاً على إمامته لا يختلف عليه فيها اثنان .
ترك الشيخ مقبل - رحمه الله - للأمة عطاءً علمياً ثرياً من المؤلفات النافعة المفيدة، في فنون الحديث والعقيدة والتفسير، تجاوزت العشرين مؤلفاً، وأخرى قريباً من هذا العدد في الفتاوى والردود والمناورات لا تخلو من هنات ومآخذ ونظر . كما ترك ثروة بشرية كبيرة من التلاميذ النجباء ما بين علماء ودعاة وطلاب علم في ربوع اليمن وخارجه، كان لهم الأثر الكبير في نشر العلم والسنة ودعوة الناس إلى الخير، ومواصلة درب الشيخ وحمل رايته من بعده،،
وبالجملة فإن الحديث عن هذا الشيخ المبارك، ومدرسته الرائدة التي لم تزل تؤتي أكلها ويتصل عطاؤها في كل مكان، وعن أثره الطيب النافع في الأمة، وما حققه الله على يديه من خير كثير في وقت قصير ؛ مما لا تتسع له ولا تفي به هذه السطور المتواضعة .
ولكنها إلماحة يسيرة، وإشارة عابرة، وأحرف وفاء سطرت للذكرى، وللذكرى فقط .
رحم الله شيخنا مقبلاً رحمةً واسعة، وغفر له، ورفع منزلته في عليين، وجمعنا به في جنات النعيم .
وآخر دعوانا أنِ الحمدلله رب العالمين .
محدث اليمن الكبير الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في سطور
بقلم د. عبدالله بن غالب الحميري
عضو هيئة علماء اليمن
ما بين تأريخ ١٤٠٠-١٤٢٢هـ وعلى مدى عقدين كاملين من الزمن، سطع نجم مدينة صعدة النائية، في شمال شرق اليمن، وكانت على موعد مع فجر مشرق جديد، صارت به مناراً يزخر بالعلم والتعليم والتصنيف والدعوة، وقبلة يؤمها الراغبون من طلاب العلم وغيرهم من داخل اليمن وخارجه؛ وأصبحت قرية (دَمَّـاج) الصغيرة، توازي بشهرتها اللامعة حجم اليمن الكبير بتأريخه وصيته وعراقته !!
ومَن يجهل مركز السنة ودار الحديث، الذي شرَّق ذكرُه وغرَّب؛ وذاع صيته وتألق اسمه، وطال فرعُه، وعبق شذاه، وطاب غراسُه في كل مكان ؟!
إنه مركز المؤسس الشهير، ومستنهض الهمم الكبير، محدث اليمن في عصره، ومجدد نهضته العلمية، وثورته الحديثية، شيخنا العلامة المحدث : مقبل بن هادي بن قائدة الوادعي، من قبيلة آل راشد الوادعية الهمدانية البكيلية الكهلانية ،،
أحسب أن اليمن لم ينجب بعد عصر الإمام الشوكاني - رحمه الله - من هو أوسع شهرة، وأكثر تلاميذاً وارتحلاً إليه منه .
عرف عنه الصبر والجلد والاجتهاد والمثابرة في طلب العلم وتحصيله وبذله، والدعوة إليه والتصنيف فيه. وكان مثالاً يحتذى في علو الهمة، وصدق العزيمته، وبساطة الحال، وتواضع النفس، وكثرة الزهد في الدنيا والإعراض عن زخرفها، كأنه لم يخلق إلا للعلم؛ ولم يتعشق قلبه يوماً سواه!!
من جالس الشيخ عن قرب وعرف كرمه وتواضعه وزهده ودماثة خلقه، وحبه لطلابه وسلامة صدره لإخوانه، ألِفَهُ وأحبَّه،، ومن بعُدَ عنه وقرأ بعض كتبه وسمع أشرطته ورأى شدته على مخالفيه، وصدعه بما يراه صواباً وإن خالف غيره؛ هابَه وربما نَفَر منه ونَفَّر عنه !!.
لم يكن الشيخ مقبل - رحمه الله - معصوماً من الخطأ، ولا مرضياً عنه من كل الناس، فقد كانت شخصيته مثيرة للجدل في أغلب الأحيان؛ وله مخالفون كثُر من أهل السنة، ولكن نحسبه - والله حسيبه - مخلصاً لدينه ودعوته، صادقاً في نصحه وتوجيهه، غيوراً على السنة، شجاعاً في الحق، محباً للناس الخير،، لا يحرص على شهرة أو منصب، ولا يسعى وراء مكسب أو جاه، لين العريكة عند مراجعته، لا يشك منصف بجلالة قدره .
ولولا تأثير بعض الوشاة الذين أوغروا صدره على بعض إخوانه الدعاة، لكان متفقاً على إمامته لا يختلف عليه فيها اثنان .
ترك الشيخ مقبل - رحمه الله - للأمة عطاءً علمياً ثرياً من المؤلفات النافعة المفيدة، في فنون الحديث والعقيدة والتفسير، تجاوزت العشرين مؤلفاً، وأخرى قريباً من هذا العدد في الفتاوى والردود والمناورات لا تخلو من هنات ومآخذ ونظر . كما ترك ثروة بشرية كبيرة من التلاميذ النجباء ما بين علماء ودعاة وطلاب علم في ربوع اليمن وخارجه، كان لهم الأثر الكبير في نشر العلم والسنة ودعوة الناس إلى الخير، ومواصلة درب الشيخ وحمل رايته من بعده،،
وبالجملة فإن الحديث عن هذا الشيخ المبارك، ومدرسته الرائدة التي لم تزل تؤتي أكلها ويتصل عطاؤها في كل مكان، وعن أثره الطيب النافع في الأمة، وما حققه الله على يديه من خير كثير في وقت قصير ؛ مما لا تتسع له ولا تفي به هذه السطور المتواضعة .
ولكنها إلماحة يسيرة، وإشارة عابرة، وأحرف وفاء سطرت للذكرى، وللذكرى فقط .
رحم الله شيخنا مقبلاً رحمةً واسعة، وغفر له، ورفع منزلته في عليين، وجمعنا به في جنات النعيم .
وآخر دعوانا أنِ الحمدلله رب العالمين .