جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

العصبية وحكم الإسلام فيها

العصبية وحكم الإسلام فيها

تاريخ النشر: الثلاثاء, 09 اغسطس 2016 - 04:19 صباحاً | عدد المشاهدات: 2,170

متابعات: عبد الرحمن الجلبين

تحدث الشيخ الدكتور أحمد عطية عضو هيئة علماء اليمن عضو لجنة صياغة الدستور، مساء الخميس الماضي الموافق أول ذي القعدة في برنامج مع علماء اليمن الذي يقدمه الزميل خالد عليان مساء كل خميس، عن العصبية وحكم الإسلام فيها، وكيف جاء الإسلام وألغى العصبية وهذب القبيلة، وأنواع التعصب وخطورته على المجتمع المسلم، وما هي العوامل التي يجب أن يقوم بها المجتمع والدولة في محاربة العصبية والقضاء عليها.

وقال إن العصبية تشمل التعصب للنسب أو التعصب للقبيلة أو التعصب للحزب أو التعصب للرأي والمذهب أو التعصب للمنطقة، ومنذ فجر الإسلام وأول عمل قام به هو القضاء على العصبية، و أن الذي أوصل الأمة إلى هذا المستوى من التنازع والتناحر والتشظي والقتال والتمزق الاجتماعي هي العصبية.

وأشار إلى أن الإسلام عندما جاء إلى الجزيرة العربية هذب القبيلة ونظمها وحافظ عليها من الاختلالات التي قد تنحرف بمسارها عن الانتصار للحق إلى الانتصار للباطل، والمحظور والممنوع في التعصب هو الوقوف مع القبيلة إذا كانت على خطأ، والمؤسف أن المفاهيم الإسلامية والشرعية بدأت تتلاشى بسبب بعض المعتقدات الخاطئة التي تمارس في القبيلة، وعندما تكون القبيلة أداة في يد الحق وأهله هنا يجب أن تشرف وتكرم وتعزز، وعندما تستخدم هذه القبيلة لقتل الناس وقطع الطريق وقهر المستضعفين ونهب أموالهم هنا يجب أن تُوقف القبيلة عند حدها. وما نعانيه اليوم هو جزء من هذه المأساة، و هو التعصب الأعمى للقبيلة الذي يكلف المجتمع كثيراً في كل النواحي، وقال تعالى: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }، وقال { يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ }

وأضاف: أن الإسلام قضى على الجاهلية والتعصب في مواقف عدة شكلت نماذج ودروسا واقعية يمكن للجميع الاستفادة منها، وهناك مواقف قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها: كانت قبيلة بنو بياضة من أعرق قبائل العرب والرسول صلى الله عليه وسلم قال "يا بنو بياضة زوجوا أبا هند وتزوجوا منه"، وأسامة بن زيد تزوج فاطمة بنت قيس الفهرية القرشية ووالده تزوج زينب بنت جحش، وبلال بن رباح تزوج أخت عبد الرحمن بن عوف الصحابي الجليل، وهكذا قضى الإسلام على العصبية والفوارق الطبقية بين المجتمعات.

كما تحدث عن التمايز الحالي القائم على عدم العدالة في التعيينات والوظائف التي قام بها الحوثيون في المجتمع اليمني فقال: هذه التصرفات التي حدثت منذ عام ونصف ستزرع محنة وفتنة فيما بين اليمنيين لا يعلم إلا الله متى ستنتهي، ولن يقضي عليها إلا الدولة المدنية القائمة على العدل والمساواة أمام القانون دون تمييز ويكون الكل سواسية فيها دون تمييز.

وأشار إلى التعصب الجديد الذي ظهر في الآونة الأخيرة وهو التعصب الحزبي فقال: من وجهة نظري لا خلاف بين العصبية الحزبية والعصبية القبلية، الأحزاب السياسية مدارس وهي وسيلة وليست غاية، وعندما يجعل الناس الحزبية إلها يعبد من دون الله فإنها تفقد معاييرها ومستواها, وتصبح نزاعا وتناحرا وصراعا، ولو أن الأحزاب على كلمة رجل واحد لما وصل الشعب اليمني إلى ما وصلنا إليه الآن.

وقال إن الإسلام عالج التعصب وأول خطوة اتخذها الإسلام في معالجة التعصب هو العلم، وأي شعب جاهل سيقوده قطعان من الغنم، والشعوب اليوم لا تقاد الى المحارق والصراعات إلا نتيجة الجهل، ولو أن الشعوب حية ومتعلمة لما وصلت الشعوب العربية الى ما وصلت إليه اليوم، وللأسف هناك من يتسبب في عزف الشعوب عن العلم، وبعد العلم لا بد من أن ندرك جيداً بان الصراعات ستستمر في حالة غياب الدولة ودولة ضعيفة وحاكم ضعيف خير من لا دولة، وقد جاء الإسلام فأكد على وجود الحاكم فقال تعالى:{ يا داوود إنا جعلناك خليفة للناس} وغياب الدولة يعني الهرج والمرج والفوضى والاضطرابات، ولا بد أن يكون عندنا قناعات لوجود الدولة، نتعاون معها ونحترم قوانينها ورجالاتها ومن هنا سنستطيع القضاء على مثل هذه العصبية، الخطوة الثالثة التوعية؛ والعلماء في رقابهم شيء كبير ويجب أن يتكلموا ويبينوا للناس خطورة العصبية سواء كانت للحزب أو المذهب أو المنطقة أو الرأي، والخطوة الرابعة يجب أن ندرك أنه لا يدعى أحد إلى العصبية اليوم إلا والمستفيد هم أكابر القوم أما الناس فهم وقود وحطب لهذه السياسة، والطبقة الفوقية هي التي تستفيد وتقدم هؤلاء الى المحرقة كما يحصل في كثير من الحروب.

وختم حديثه عن الإسلام وكيف قضى على العصبية وقال: الإسلام قضى على العصبية وكانت قد انتهت تماما في وقت الخلافة الراشدة وبني أمية وبني العباس وبدأت اليوم تنتشر من جديد وسبب انتشارها هي اليد الخارجية التي تدعم التعصب القبلي والمناطقي والمذهبي، وعندنا في اليمن كان الحاكم هو الذي يرعى هذه الصراعات ويدعم كل الأطراف بالسلاح ويتصارعون فيما بينهم وتبقى الثارات التي دمرت المجتمع اليمني وبلغ عدد الثارات أكثر من ستة آلاف قضية ثأر وكل قضية لا يقل قتلاها عن 150 قتيل، وجميع هذه القضايا بأسباب تافهة إما الكلام أو قطعة أرض أو خيمة أو امرأة، وكانت تغذي هذه الصراعات من قبل السلطة والحاكم.

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

حملة_اعلامية لكشف بشاعة الاجرام_الحوثي بحق المساجد والمصلين فيها

حملة_اعلامية لكشف بشاعة الاجرام_الحوثي بحق المساجد والمصلين فيها

#حملة_اعلامية ستنطلق يوم الثلاثاء الساعه الثامنه مساء 14رجب الموافق 11ابريل لكشف بشاعة#الاجرام_الحوثي بحق #المساجد& .. المزيد
حقوق الإنسان في الإسلام

حقوق الإنسان في الإسلام

بقلم الشيخ معين بن عبد الرب المقطري   تنبع حقوق الإنسان في الإسلام من عقيدة التوحيد، القائم على شهادة أن لا إله إلا الل .. المزيد
العدل في الإسلام

العدل في الإسلام

  متابعات: عبد الرحمن الجلبين تحدث الشيخ معين آل ترك مقرر رابطة أهل الحديث في عدن, في برنامج مع علماء اليمن الذي يبث ا .. المزيد
أحكام السجناء والمختطفين في الإسلام

أحكام السجناء والمختطفين في الإسلام

متابعات: عبد الرحمن الجلبين ناقش الشيخ القاضي أحمد عطية عضو هيئة علماء اليمن عضو لجنة صياغة الدستور اليمني عضو الحوار الوطني في .. المزيد