جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

من الاختلاف وآدابه إلى الحوار وأسلوبه ومشكلة اليمنيين فشل إجادة الاختلاف وإتقان حمل السلاح

من الاختلاف وآدابه إلى الحوار وأسلوبه ومشكلة اليمنيين فشل إجادة الاختلاف وإتقان حمل السلاح

تاريخ النشر: الجمعة, 05 اغسطس 2016 - 16:54 مساءً | عدد المشاهدات: 1,704

دعاة وخطباء: الاختلاف أمر طبيعي ولن يستطيع أحد أن يلغيه وقد ترسخ في الأذهان أن الحوار ما هو إلا وسيلة للإعداد للحرب

والآخرون اختلفوا في أفكارهم وآرائهم لكنهم لم يختلفوا في مصلحة البلاد والعباد

الثقافة هي مجموعة أفكار وقيم وأخلاق يجب أن تنعكس على سلوك الإنسان، فحينما نقول إننا مسلمون فهذا يعني أن وعينا وثقافتنا وسلوكنا ونمط حياتنا ينطلق من ثقافة الدين الإسلامي الحنيف، والاختلاف هو نتيجة طبيعية لتعدد الفهم بين المسلمين ولكن ما ليس بالطبيعي أن تتحول اختلافاتنا إلى صراع بين البشر ونترك تعاليم الدين الإسلامي في حثه على الالتزام بقواعد وآداب الاختلاف حتى صرنا نلغي التوافق الاجتماعي ونرمي بالحوار على جدران الصد والتمسك بالرأي، متى نتعلم أن الاختلاف بين الناس، له مشروعيته الدينية والواقعية، وهو سنة من سنن الله في الكون، والوفاق في المجتمع يتطلب التسليم بحق الاختلاف، ولا يعني هذا التسليم، بأن المختلف هو على حق، وإنما يعني الإقرار، بأن للآخر المختلف الحق في أن يختلف، ويبدو أن سؤال حق الاختلاف في الرأي والقواعد الأخلاقية التي تنظم الاختلاف، يقف على رأس وأولويات الأسئلة التي يتوجب طرحها على أصحاب الفكر من العلماء وقادة الرأي الدعاة وأئمة المساجد وخطبائها، والبحث عن حوار من أجل الحوار، هذه القضايا يناقشها برنامج التواصل مع علماء اليمن في رحاب نخبة العلم.

ـ اختلافنا شتت البلاد والعباد وأوجد تناحرا وفتنة

نبدأ محاولة فهم أين نقف اليوم كشعب يمني من مفهوم الاختلاف، يقول الشيخ فهد محمد قاسم:"الاختلاف سنة بين الناس ولا يمكن الاتفاق على رأي واحد، لأن الله تعالى خلق الناس بعقول متباينة، والنصوص الشرعية تحمل في طياتها الاختلاف، لكن كما قال الشافعي ما يمنع إذا اختلفنا أن نمشي سويا، هذه المفاهيم في غاية الأهمية، قد نجد شخصين يختلفان فيتنافران ويتقاطعان وكل واحد يشن على الآخر حمله شعواء، والصحابة اختلفوا حين كانوا في سفر فصام بعضهم وأفطر بعضهم فلم يعب الصائم على المفطر، لهذا كن أخا باجتهاد، نحن نريد هذه النظرة والارتفاع بمستوى التعامل بحيث إذا اختلفنا لا ينبغي أن نفسد المحبة بيننا".

فيما الأستاذ والداعية عمر دومان يجد أنه لا توجد مشكلة في الاختلاف بين المسلمين :"المهم أن لا تختلف قلوبنا ، قد نختلف في الرأي حتى المشايخ والعلماء يختلفون والإمام الشافعي كان مختلفا مع الإمام أحمد ابن حنبل ولكنهم إخوان وقلوبهم واحدة، إذن الاختلاف أمر طبيعي ولن يستطيع أحد أن يلغيه لكن الخلاف هو أمر مرفوض، والأصل أن نقبل بعضنا البعض وعندك مثل ماليزيا واندونيسيا تقدمت بالرغم من الاختلاف الذي عندهم بالرغم من تعدد الأديان، ونحن عندنا دين واحد أوحد الإسلام لكن وللأسف اختلافنا شتت البلاد والعباد وخلق تناحرا وفتنة"

ـ مشكلتنا اليمنيين لم نستطع إجادة الاختلاف وإذا اختلفنا حملنا السلاح

وهناك أشخاص لا يدركون تلك الحقائق ويتخذون ضد المخالف مواقف جامدة فكيف يتصرف الإنسان حين يكون من نختلف معهم لا يدركون تلك الآداب والقواسم المشتركة، كيف نتعامل معهم، يستطرد الداعية دومان :"الآخرون اختلفوا في أفكارهم وآرائهم لكنهم لم يختلفوا في مصلحة البلاد والعباد ولو استطاع الناس ضبط هذه القواسم بمعنى لن أقف ضد أي إنسان يحمل خيرا للبلاد على عيني ورأسي من أي حزب كان، ومشكلتنا نحن اليمنيين لم نستطع إجادة أدب الاختلاف وإذا اختلفت معك حملت علي السلاح وسفهتني، لماذا هذا رأيي احترمني وهذا رأيك احترمك ونعيش مع بعض في بيت واحد، وهذا هو الضابط لنحترم بعضنا البعض لنرتقي، أما حين تسفه رأيي وأسفه رأيك لن نستقر وهذا الذي هو حاصل اليوم في دوامة نتيجة عدم احترامنا ضوابط وقواسم الاختلاف وآداب الاختلاف".

هنا ينصح الداعية دومان هؤلاء الأشخاص بضرورة أن تكون :" أنت بأخلاقك ولا تعامله مثلما يعاملك ونصيحتي هذه في كل الأحوال حتى لو قل أدبه تحاول أنت ترتقي، أما أن نخرج للسفاهة ونتعامل كما يتعامل السفهاء وهو لا يمتلك آداب الاختلاف والحوار فهل أقل أدبي مثله رفع صوته في الحوار أرفع صوتي مثله هذا ليس منهجا، إنك تكون صاحب دين وأخلاق وقيم، لابد أن تحافظ عليها وتعلم وتوعي الآخرين كيف يكون الاختلاف وأسلوب الحوار ممكن تفهمه أو تتخذ منه موقفا وتجعله يفهم كيف المفروض يصير التعامل، ولا مانع إننا نعلم الآخرين لكن أن ننزل معه إلى مستوى لا يليق هذا مما يرفضه الشرع والأخلاق".

ـ ترسخ في الأذهان أن الحوار ما هو إلا وسيلة للإعداد للحرب

إن تلك الأفكار التي نحتاجها أمس الحاجة من كل النخب اليمنية علماء وخطباء ودعاه ومثقفين وإعلاميين يجب أن نغرس مفهوم الاختلاف والتفاهم وآداب الاختلاف، وأن ليس فيه ضير إنما التناحر والتمسك بالرأي هي المشكلة الكبيرة، فلماذا غابت ثقافة الحوار وممارستها وعدم احترام النظام العام في اليمن، في هذا الصدد يقول الشيخ عبد الحميد الصلاحي إن:" غياب ثقافة الحوار له أسباب عدة منها، عدم وجود ثقافة الحوار من الأساس لأن الطبقة الحاكمة لا يؤمنون بالحوار وإن حصل ودعوا معارضيهم إليه فهو حوار من أجل الحوار أو حوار الطرشان الذي لا يفضي إلى أي حلول".

الذي يحدث مناقض للوعي المطلوب حيث يضيف الصلاحي :" قد ترسخ في الأذهان أن الحوار ما هو إلا وسيلة للإعداد للحرب  فكل مرحلة من مراحل الحوار أعقبتها حرب طاحنة، شكلت لجنة للحوار الوطني وخرجوا بوثيقة العهد والاتفاق أسلمتنا لحرب 94 حرب الانفصال،  والحروب الستة في صعدة كانت تسبق بحوارات، وهذه الحرب القذرة جاءت بعد شهور من الحوارات وأوصلتنا إلى هذا المستنقع، وصار الأمن يرفض تنفيذ أوامر النيابة والقضاء بإطلاق من يأمر بإطلاق سراحهم من السجناء والأمن القومي والسياسي يعملان خارج نطاق النظام والقانون بل يختطف القضاة ويرهبون حين يتصدى البعض منهم لقضايا يكون المجرم فيها من ذوي الأوزان الثقيلة وقد يختطفون ومنهم من يدفع حياته ثمنا لذلك".

ـ الحوار أساس كل العلاقات الاجتماعية وله مبادئ ومرجعيات

في إعادة تأسيس ما شيدته الحرب من تعارض بين قيم (وجادلهم بالتي هي أحسن) وبين الواقع اليوم يرى الشيخ فهد محمد أن محاولات إيجاد بيئة للحوار تسبقها عدة خطوات :"يجب أولا أن نتفق على المرجعيات وإذا اختلفنا نرجع للمرجعية هذه وهي من العلماء والكتاب والسنة وكبار القوم وأهل الحل والعقد، ففي بعض مجتمعاتنا لا نمتلك القدوة من العلماء الأكابر وكذلك الشخصيات المقبولة التي تقبلها الناس وتنظر إليها فصار الناس كلهم على وعي واحد وفي تهميش لبعضهم البعض وصار الإنسان يفرض رأيه حتى على مستوى الفصيل الواحد يختلفون وينقسم هذا الفصيل على بعضه بسبب هذا الأسلوب وغياب التفاهم والحوار وهذا لا يكون في ما بيننا البين فقط بل نتحاور مع الجماعات المختلفة والناس أجمع، وفي خطبة لي قلت إن الحرب على الإرهاب ليست فقط جانبا أمنيا بل لابد من فتح باب الحوار مع أبنائنا الذين غرر بهم وهم لا يملكون الثقافة العلمية وإذا فتحنا باب الحوار معهم سنستطيع أن نتدارك كثيراً من الأحداث".

فيما يرسم الداعية دومان قواعد ومبادئ وخطوات تؤسس وترسم بوضوح لمجتمع يمني يجد في الحوار أسلوبا ناضجا لحل خلافاته: "الحوار أساس كل العلاقات الاجتماعية فأول مبادئها التفاهم الذي لا أستطيع أن افهم أمي أو أخي أو بنتي أو جاري إلا إذا حاورته وناقشته وفهمته، وإذا لم نستطع فهم كيف نفكر قد نرفض آراء شرعية وأحكاما ووجهات نظر شرعية، وهنا تزداد المشكلات؛ لهذا فالتفاهم يصبح مطلبا ملحا بين الجميع من الابن والأب حتى العالم والمواطن فإذا تحاوروا تفاهموا وإذا تفاهموا حلت المشكلات، والمبدأ الثاني الاستماع والإنصات وليس السماع فنحن مشكلتنا أننا نسمع أحيانا الكلمة وما نفهم ماذا يريد المتحدث إيصاله وهذه قضيه مهمة جدا يجب أن تسمع له حتى يمهد كل ما في خاطره، والمبدأ الثالث الصبر على بعضنا البعض حتى لو الشخص الآخر جفا في طرحه وشد أطروحات لا تقبل فنصبر عليه حتى نفهمه ونوصله إلى الصواب هذا يحتاج إلى صبر واستمرار، فلا نطرح قضية يومين ثم نتهرب ونبعد عنها وأنها قد حلت وهذه مشكلة بلادنا لهذا وجب أن نستمر حتى نوجد القاسم المشترك بالحوار والأخذ والعطاء بإذن الله تعالى إذا استمرينا".

ـ الحوار سلوك وواجب العلماء والدعاة

وفي الأخير وجب السؤال عن دور العلماء والدعاة في تأسيس هذه الثقافة من اختلاف إلى الحوار وأسلوبه، وهنا يقول الداعية والأستاذ دومان :"العلماء والمشايخ والوعاظ هم ركيزة المجتمع لأن المجتمع يثق فيهم خاصة اليوم لهذا لا نريدهم أن يتكلموا في خطبة جمعة في الحوار وفقط بل ونريده سلوكا فيهم، يعني يصبح قدوة ويتخلق ويمتثل به سلوكا، هنا سينجح أما أن يطلع على المنبر ويتكلم عن الحوار وهو في ذات اللحظة يتكلم عن الشيخ الآخر أو عن هذا فالواجب أولا أن يتمثلوا بهذا السلوك ثم يدعو إليها ويوعي ويتنقل في المجتمع بالقضية من مكان لآخر وبأساليب مختلفة وكل يعلم طلبته وتلاميذه ورواد مسجده، وبذا سنفهم ونعمل على التنازل عن الجمود لأجل المصلحة العامة".

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

علماء وقانونيون: استباحة الحوثيين لأموال اليمنيين عقيدة وليس سلوكاً طارئاً

علماء وقانونيون: استباحة الحوثيين لأموال اليمنيين عقيدة وليس سلوكاً طارئاً

 خاص  حذرت ندوة نظمها مركز المنبر اليمني للدراسات والإعلام، عبر تطبيق الزوم مساء الثلاثاء 8رمضان1442هـ الموافق 20أبريل .. المزيد
اليمنيون يثمنون مكرمة خادم الحرمين باستضافة أهالي الشهداء والمصابين اليمنيين في برنامج الحج لهذا العام

اليمنيون يثمنون مكرمة خادم الحرمين باستضافة أهالي الشهداء والمصابين اليمنيين في برنامج الحج لهذا العام

  خاص لقيت مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المتمثلة في برنامج الاستضافة للحج لأهالي الشهداء والأسر .. المزيد
مشرف برنامج التواصل يستقبل معالي وزير الدولة السلامي ويؤكد أن جميع اليمنيين زيدية وشافعية محل تقدير

مشرف برنامج التواصل يستقبل معالي وزير الدولة السلامي ويؤكد أن جميع اليمنيين زيدية وشافعية محل تقدير

ضمن سلسلة اللقاءات التي يجريها مشرف برنامج التواصل مع علماء اليمن مع المسؤولين اليمنيين ومع وفود العلماء وقادة المكونات الدعوية، ا .. المزيد
تصريح هاااام وعاجل من عضو رئاسة الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشيخ صلاح باتيس

تصريح هاااام وعاجل من عضو رئاسة الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشيخ صلاح باتيس

تصريح هاااام وعاجل من عضو رئاسة الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وإعلان الرياض .. هام وعاجل بتحرير #بيحا .. المزيد