جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

دروس من غزوة بدر

دروس من غزوة بدر

تاريخ النشر: الإثنين, 27 يونيو 2016 - 14:44 مساءً | عدد المشاهدات: 1,608

متابعات: عبد الرحمن الجلبين

تحدث الشيخ عبدالله صعتر عضو هيئة علماء اليمن، مساء الخميس 18 رمضان في برنامج مع علماء اليمن الذي يقدمه الزميل خالد عليان مساء كل خميس، عن يوم بدر بالنسبة إلى المسلمين، وما العبر والدروس المستفادة منه، وأن بدر جاء من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل.

فقال إن معركة بدر انتصار للمظلوم، والله تعالى قال:{ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} وجاءت بدر بعد أن نفدت الوسائل السلمية ونفد السلام ولم يعد يجدي، ولم يعد هناك حل آخر إلا القتال فأذن الله لهم به، والقتال في بدر إذن من رب العالمين أراده الله عز وجل، وقال تعالى في ذلك { وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ } فأراد الله أن يحق الحق بالقتال والجهاد وإيقاف هذا المتغطرس الظالم الذي لم يعد يجدي معه الحوار ولم يترك فرصة للمؤمنين ليقولوا رأيهم، وظلوا في مكة مدة طويلة واستمرت السلمية أكثر من 13 عاما, وهم ينادون الناس للعودة الى الله، لم يطلبوا منهم أن يتنازلوا عن أموالهم، لم تنتهك حرمة أحد منهم، لم يسفك دم أحد منهم ، لمجرد أن يقولوا ربنا الله {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} بدون أي ذنب، كما هو حادث اليوم من تفجير لدور القرآن والمساجد وتحويل المساجد إلى اصطبلات لمضغ القات والسجائر، وهذه الاستهداف الذي يحدث ليس بأي سبب مشين، ولكن لأنهم يؤدون صلاة التراويح ويلقون بعض الخواطر الدينية، ويعلمون كتاب الله، فبعد أن انتهت الفترة الزمنية للسلمية بعد استنفاذ كل الوسائل من حوار وغيره، عند ذلك أذن الله لهم بالقتال.

وأضاف: قال تعالى: { لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ } وعلينا البحث أين الحق الآن حتى نعرف الحق وأين الباطل هل الحق مع الحوثي أو مع المقاومة، من الذي هدم المساجد، من الذي جاء إلى منطقة الآخر، من الذي اعتدى على الآخر؟؟!!، قبل أن يكون هناك ما يسمونه بـ"العدوان"، قبل أن يكون هناك تحالف أو معركة، قبل أن توجد الحرب، من الذي اعتدى على الناس وهدم بيوتهم وهدم المساجد ولغم الطرق والموانئ ونهب المعسكرات ومؤسسات الدولة واعتقل الناس وعذبهم عذابا لم تشهد له اليمن مثيلا على الإطلاق، ومارس أنواع تعذيب لم يمارسها أحد ولم نسمع بأحد مارس هذه الأنواع من التعذيب عبر التاريخ حتى في العصر الجاهلي، بإجبار الناس بالجلوس على زجاج مكسرة، ويضرب الناس حتى تسود أجسامهم، أو مارس مثل تلك الإهانات للناس؟؟ بريطانيا احتلت اليمن ولم تفجر المساجد، والبرتغال وإيطاليا حاولوا احتلال اليمن لكنهم لم يفجروا مساجد، من أول ما دخل الاسلام الى هذا الوقت لم يسبق عبر التاريخ أنه فجر مسجداً غير هؤلاء؟؟، هذه القضايا تثبت أنهم على باطل والمسألة ليست مسألة اختلافات، أيكون على حق من يحاصر المدن، ويمنع عن المستشفيات الأكسجين، ويبولون على وايتات الماء، ويقصفون الأبرياء العزل؟، من الذي فعل مثل هذه الجرائم في التاريخ اليمني؟!

وأشار إلى أن الحوثيين عذبوا حفاظ القرآن حتى الموت، وسجنوهم في المجاري، وأن المظلومية التي يتباكون عليها، لنسألهم من ظلمهم؟، ما هي مظلوميتهم؟، ومن هو خصمهم؟،  كانوا في السابق يقولون أن علي صالح هو من ظلمهم، واعتدى عليهم وحاربهم، والآن على صالح أصبح هو ولي الله الذي أنزله من السماء، الآن لماذا تتحالفون مع من ظلمكم إنها لعبة مصالح خارجية وهؤلاء أداة فيها ويقادون من الخارج وبالتحديد من إيران، وما فعلوه في اليمن لم يفعله أحد في التاريخ اليمني من القدم. سنة كاملة يضربون الأبرياء في تعز، وإذا كانت لديهم رجولة لقاتلوا من يقاتلهم في الميدان ولم يعتد  بالدبابات والكاتيوشا والمدافع على الأبرياء والاطفال والنساء الساكنين الآمنين.

وقال أن مخاطبة الحوثيين بالدين الاسلامي وبالآيات القرآنية لم يعد يجدي معهم خطاب، أن نقول لهم قال الله, فهم لا يقبلون آية ولا يحبون أن يسمعوها، ودعاهم الى التخلق بأخلاق الوثنيين قبل الإسلام الذين كانوا لا يعتدون على المرأة ولا على الأعزل ولا على الطرقات، مشيراً الى أنه لا يوجد لغة لتفاهم معهم لا لغة القبيلة ولا القانون ولا بأي دين سماوي أو بأي عرف.

مضيفاً أن الضلالة التي ينتهجها الحوثيون هو تصويرهم أن حسين بدر الدين الحوثي رسول الله، بوضعهم لوحات لصورة مدونة عليها {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، وزعمهم أن القرآن كتاب ضلال إذا لم يكن عن طريقهم هم آل البيت مالم يقترن بآل البيت الذين يعتبرون أن آل البيت هم عبد الملك وجماعته، مشيرا إلى أن هذه الأفكار من الجنون والشطحات التي لا يصدقها ذو عقل، وما فعلوه هو انقلاب ليس على السلطة وحسب وإنما انقلاب على القرآن الكريم على السنة النبوية، على المبادئ والأخلاق والقيم و الثقافة والعلم والدستور والقانون، ومسألة الانقلاب على السلطة مسألة بسيطة يمكن حلها بإقامة انتخابات وتحل هذه القضية، لكن الانقلاب الذي يقوم بهدم المساجد وتفجير دور القرآن، ومنع الصلوات، ومنع تدريس القرآن الكريم، وتعذيب الحفاظ حتى الموت.

 كما تحدث عن الحوار وقال إن الحوار مطلوب مع كل من على وجه الأرض، والله تعالى قال: { قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا}، وقال { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }، مشيرا إلى أهميته لكي يبين الحق للناس، وأن الله حاور المشركين وإبليس وذكر الحوار في القرآن الكريم في مواضع مختلفة من كتاب الله عز وجل، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بالحوار ولم يكن يريد الحرب لولا أنها فرضت عليه من قبل المشركين، وعندما كانت هناك فرصة للحوار حاور المشركين وقام بإرجاع أصحابه من الحديبية إلى المدينة وقبل بالشروط التي فرضوها عليه المشركون، ولو نظرنا إلى أين كانت المعارك كلها كانت بالقرب من المدينة وإن المشركين هم من كان يأتون لقتال الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يفعل اليوم الحوثيون ويذهبون الى تعز وعدن وشبوة لكي يقاتلوا أهلها، وبالنسبة للمقاومة والشرعية نعم ستحاور، والمقاومة ليس معناها القتال، والأصل فيها هو السلمية، لأن أهدافها إعادة الشرعية وتأمين البلد، تأمين المؤمنين والمستأمنين، وإيجاد قانون يحمي الضعيف، والمسؤول والمستثمر، ويقوم بالحقوق والواجبات.

كما أشار إلى الغطرسة والغرور عند الحوثيين التي مارسوها على أبناء الشعب اليمني وحكومته ورئيسه، وقال إنها تشبه غرور وغطرسة أبي جهل في غزوة بدر عندما قال: لابد أن يأتي إلى المدينة ويقتل محمدا وأصحابه وتعزف النساء ويشربون الخمور، والآن الحوثي يتغطرس ويقول إنه سيؤدب وسيفعل ويفعل!! وهم من فجروا الحروب، واعتقلوا الرئيس وعندما غادر الرئيس صنعاء إلى عدن من أجل بناء الدولة وإعادتها، وتفعيل أعمال الحكومة أعلنوا الحرب على الرئيس وقصفوا قصر الرئاسة في عدن بالطيران، وأنهم هم من بدأوا بالقصف بالطيران، والآن يصيحون من قصف الطيران الذي يستهدفهم، ولم يقصفهم طيران التحالف إلا بعد أن فعلوا العجب العجاب وقاموا بقصف عدن ووصلوا إلى شبوة ولحج وأبين وتعز وقتلوا الأبرياء وسفكوا الدماء وهتكوا الأعراض، وفجرت مساجد ومنازل، وقتلوا وعذبوا وسجنوا الأبرياء ولم يأت الطيران إلا بعد فترة طويلة من بداية تنكيلهم بأبناء الشعب اليمني، كذلك غزوة بدر لم تأت إلا بعد أن هجر مشركو قريش الناس وعذبوهم وأخذوا أموالهم، وأهل الحق دائما يتحملون ويصبرون على الطواغيت ولا يلجؤون إلى المواجه إلا عندما تنعدم كل الوسائل السلمية.

وختم حديثه  عن المقاومة وصمود أفرادها الأسطوري، وما تقوم به من عمل جبار على الأرض وخاصة في تعز برغم الإمكانات الشحيحة التي تمتلكها المقاومة بدبابة واحدة، أمام ترسانة عسكرية كبيرة تتكون من 17 لواء عسكري مجهز بكل أنواع الأسلحة وأحدثها التي تستخدم كل الأسلحة في ضرب المدنيين العزل من أبناء المدينة، ورغم فارق الامكانات إلا أن المقاومة تتقدم على الأرض وتسجل انتصارات عظيمة.

 

أضف تعليق