جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

كلمة معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في الاجتماع الرابع بعلماء اليمن في مكة المكرمة 5 رمضان 1437 هـ

كلمة معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في الاجتماع الرابع بعلماء اليمن في مكة المكرمة 5 رمضان 1437 هـ

تاريخ النشر: الإثنين, 13 يونيو 2016 - 11:50 صباحاً | عدد المشاهدات: 1,614

أيها الاخوة العلماء أيها الاخوة الضيوف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وإنني أحمد الله تعالى إليكم كثيرا، أن هيأ لنا هذا الاجتماع الرابع في مكة المكرمة في شهر رمضان المبارك لتأكيد استمرار هذا البرنامج لخدمة علماء اليمن وخدمة المؤثرين من أهل العلم في اليمن الشقيق، المؤثرين بعلمهم ورأيهم ونشاطهم ودعوتهم في اليمن الشقيق ومرحبا بكم جميعا وأهلا وسهلا بكم بين إخوانكم في المملكة العربية السعودية ومع إخوانكم العلماء في مكة، وهذا اللقاء يؤكد ما سبق أن عملتم عليه وجاهدتم فيه، من أن وحدة علماء الأمة في قطر وفي الاقطار جميعا ضرورة اليوم شرعيا لنصرة الحق وإعلاء كلمة الاسلام، ودحر الباطل بأنواعه، اتحاد العلماء واجتماع كلمتهم بما أمر الله تعالى به في قوله {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} هذا الاجتماع يسر المؤمنين في كل الأرض، ويؤلم غير المؤمنين في كل الأرض، يسر من في قلبه حب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ويؤلم كل من كان يريد سوءا بهذه الأمة العظيمة، أمة محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام، ولقد صدق الله جل وعلا ومن اصدق من الله قيلا إذ قال: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وأصبروا} لأن الأمر يحتاج الى صبر ويحتاج الى توطين للنفس على قبول الالفة والمحبة وتقديم مراد الله جل وعلا على مراد النفس، والله جل وعلا وعدكم وفي وعده لنا وعد لكل من ورث الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، بقوله {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون}  والتحقيق العظيم لمن تحقق بهذه الإضافة، وهذه النسبة أن يكون ممن قال الله جل وعلا فيهم وشرفهم بقوله: {وإن جندنا} على الحقيقة لا على الادعاء، على الصواب  لا على هوى النفس، ولا على الأماني، لذلك أنتم في زمن ابتلاء وامتحان أن ابتلاكم الله جل وعلا كما ابتلانا بعدو غاشم مخالف لنا في العقيدة ويريد قصدا أو تبعا يريد بالجزيرة وبأهلها وبالحرمين الشريفين سوءا، وفي فاتحة هذا الشهر الكريم لا بد للمؤمن في مثل هذا اللقاء أن يستبشر مهما نظرنا إلى المعوقات للخلاص من محنة  إخواننا وأبنائنا وأحبتنا في اليمن الشقيق فإن العمل والبشرى هي ظننا بالله جل وعلا، قد ثبت في الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال: "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء " ولكن سنة الابتلاء قائمة ودفع الناس بعضهم لبعض قائمة وحكمة الله غالبة، وهنا نؤكد أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أيده الله وسمو ولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الكل يعمل كما تعلمون وتعهدون لصالحكم و لصالح اليمن الشقيق ولصالح الأخوة، أخوتنا في الاسلام والعروبة والسنة والقرب والجوار والنسب، الكل مشغول بهذا الامر العظيم، والله جل وعلا قد بشرنا باليسر بعد العسر، فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا، أصحاب الفضيلة العلماء، برنامجكم هذا برنامج التواصل مع علماء اليمن وضعته المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد لخدمة علماء اليمن والتخفيف من مصابهم ومصاب اهليهم وذويهم، واستنهاض للهمة في البناء والدعوة الى الخير بأنه من مقتضيات الهدم الذي كان ولا زال، بما فعله الحوثيون ومن يأتمروا بأمرهم من تغيير علم الناس وهدى الناس الذي غرستموه فيهم زمنا طويلا.

لقد تغير ما تغير في هذه السنتين والهدم أسهل من البناء، ولكن لا بد من البناء دوما، لأنه لا يمكن أن تعود الأمور كما هي إلا ببناء النفوس بالإيمان بالله جل وعلا وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبكتابه وبمنهج علماء هذه الأمة، الذي هو منهجه يعود بالناس الى ما كانوا عليه قبل الفتنة وقبل الانقلاب وقبل هذا التسلط البغيض الذي غير على الناس دينهم ومبادئهم وأدخلهم في أمور عانوا منها كثيرا.  

هذا البناء هو مهمة أهل العلم لأن البناء الروحي والنفسي والعلمي وإعادة العقيدة الصحيحة في النفوس إعادة الإيمان بالله المنهج السليم والانتماء للكتاب والسنة ولما كان عليه علماؤكم في اليمن، هذا أمر ليس بالسهل ولكن انتم أهله ولا بد من إعانتكم عليه  فرضاً علينا، وأنتم قادرون ولله الحمد ولكن لابد من الهمة والعزيمة لأن الامل قائم وإعادة الامل مستمر ولكن يحتاج الى بذل في العلم والتعليم والتواصي وبيان الحق وكثرة الاتصالات وكثرة البيان للناس، وعدم الركون الى ما فعله الحوثة هناك في الناس وفي المساجد.

أيها الاخوة لأن العملية السياسة التي تجري المفاوضات فيها في دولة الكويت قائمة ولازال المجال مفتوحا للوصول لما هو في مصلحة اليمن وأهله وما هو في مصلحة الحق ورفع الظلم والدفع عن اليمن الشرور الحاضرة والمستقبلية، ولأنه كان هناك تعنت كبير من الحوثيين ومن معهم في هذه المفاوضات وتلك اللقاءات، ولكن  لا بد من الاستمرار فيها حتى ينتهي الأمر وحتى يقروا بمبادئ الحق التي رضيها أهل اليمن بقادتهم وعلمائهم وأهل الشأن فيهم.

وهنا لابد من الوصية بالسلاح العظيم الا وهو الدعاء في هذه الليالي المباركة أن يكبت الله من يريد شرا بكم وبنا وأن يرد كيدهم في نحورهم لأن الامر تعدى ما يفكر به اليمنيون في خاصتهم وفي شأنهم ما يفكر به غيرهم من القريبين والبعيدين ولكن بالصبر تنال المطالب وعد الله الصابرين بالأجر العظيم وبالفوز المبين.

أيها الاخوة نؤكد لكم  في هذا المقام أن علماء المملكة العربية السعودية والدعاة والمهتمين بالشأن الاسلامي بعامة، وبشأن هذه الحرب خاصة معكم ويسرهم ما يسركم ويؤلمهم ما يؤلمكم، ونحن جميعاً في هذا الامر في الليل والنها ر في شغل شاغل حتى يرد الحق الى أهله، و حتى ترتفع الغمة السوداء التي تريد افساد دين الناس وافساد انتمائهم وولائهم واجتماع كلمتهم.

لذلك هذا التعاون الذي بدأ منذ عقود من الزمن بين علماء المملكة وعلماء اليمن وأكدته هذه المحنة بما لا مجال فيه، في رأي أخر هو مستمر إلى ما هو أقوى وأقضى وأمضى وأكثر صرامة إن شاء الله تعالى بحول الله وتأييده ونصره.

وهذا يتطلب التفكير الجاد في المستقبل لكيفية العمل وتنظيم الأمور، وكيف يهدى الناس ويدعى ويعلم الناس وكيف نكون يدا واحدة كما اجتمعتم على وثيقة فيما بينكم، فهذه وثيقة بينكم وبين الله جل وعلا، لا بد أن يتخلى الناس عن ما هو أقل إلى ما هو أعلى، وأن يقدموا الأهم على المهم، وأن يرتبوا الأولويات، وأن ينموا القوة في المواجهة في أنفسهم وفي الاجيال التي تأتي لأنه كما تعلمون جميعا الحروب لا تنتهي بسهولة لأن لها تبعاتها حتى ولو وضعت الحرب اوزارها، هذا يتطلب تفكيرا عميقا منكم في مستقبل قد يطول من عشر الى عشرين سنة لان اليمن كغيره من بلاد المسلمين، وخاصة في بلاد العرب الذين هم قاعدة ومنطلق الاسلام في جزيرة العرب، التي هي قاعدة العرب وقاعدة الاسلام، وكما تعلمون جميعا الذي بينكم وبين الأمم الغاصبة والقوية بإرادة الله  جل وعلا أن تكون قوية، الذي بينكم وبينهم أمر كبير تطاول الى قرون من الزمن ولم ينسوا هذه العداوة، والمسلمون أيضا لم ينسوا ذلك ولكن الحكمة ضالة المؤمن لا يضع قدمه إلا حيث أقر الشرع ووجدت المصلحة الراجحة الحاضرة والمستقبلية.

ومن سمة الرسول صلى الله عليه وسلم سمة أولوا العزم من الرسل أنهم متصفون بالحلم والحلم صفة الله جل وعلا أيضا، فهو سبحانه الحليم، وجعل من خاصة صفة رسله الحلم، ويحب الحلم ويعطي عليه، ولذلك فإنه مما يجب على أهل العلم أن يوطنوا أنفسهم عليه الحلم لأنها صفة المرسلين، إن إبراهيم لأواب حليم، ونبيكم عليه الصلاة والسلام سيد أهل الحلم، وهذا كله يقتضي التدرب عليه، واستعطاء الحلم كما ثبت في الحديث الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال: "إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقا الشر يوقى" فالعلم بالتعلم مدة طويلة كذلك الحلم بالتحلم، يعني بتعلمه شيئا فشيئا ولو طالت المدة، وصلاح الأمر بصلاح العقل وصلاح العقل يحتاج الى صفات ومنها صفة الحلم، حتى أن أهل العلم كما ذكر غير واحد منهم الشيخ تقي الدين بن تيمية في أول الاستقامة ومنهم الحافظ المنذري والحافظ بن حجر عند حديث لا يقضي القاضي وهو غضبان، قالوا إذا  كان هذا في قضاء ما يختلف فيه الناس فيما بينهم في أمور دنياهم فيحتاج القاضي بين المقالات، وبين الناس في أفكارهم وما يذهبون اليه، يحتاج إلى ألا يكون غضوبا أي أن يكون حليما، وصفة الحلم تهدي صاحبها إلى الصواب فيما يختلف فيه الناس، ونحن ندعو كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم أن يهدينا الله لما اختلف فيه من الحق بإذنه، ولهذا أسبابه ومعطياته ودواعيه.

ولذلك فإننا في وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد، باسمنا وجميع منسوبي الوزارة وباسم اخوانكم العلماء في المملكة العربية السعودية عموما وفي مكة المكرمة خصوصا، وباسم إخوانكم في برنامج التوصل في أمانته ولجنته التنفيذية نرحب بكم في هذه الليلة المباركة التي هي ميزان تواصل ثالث بعد تواصلين سابقين في لقاءين فيما مضى، نرجو الله تعالى أن يجعل قوتكم ماضية وأن يجعل صوابكم راجحا، وأن يجعل مآلكم في أقوالكم واعمالكم مآل خير وصواب وسداد.

شكر الله لكم جميعا على حضوركم في هذه الليلة المباركة، وأشكر لأصحاب الفضيلة العلماء، وفي مقدمتهم معالي الأخ الدكتور الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد خطيب المسجد الحرام والمستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء، نشكر للجميع حضورهم وحرصهم ونشكر باسمكم جميعا أمانة البرنامج، وجميع فريق برنامج التواصل في اللجنة التنفيذية وفي أمانة البرنامج نشكرهم على حرصهم ممثلين في فضيلة الاخ الدكتور إبراهيم الزيد، وفضيلة الشيخ عبدالله العامري والشيخ محمد الوشلي وجميع زملائهم فيما عملوا وأبلو بلاء حسن.

ونسأل الله ان يوفق الجميع لما فيه رضاه وأن يرينا نصرنا ونصركم قريبا وأن يعلي للإسلام مناره وأن يخمد لأعداء هذا الدين وأعداء وحدة هذه الامة نارا، إنه على كل شيء قدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

العريفي : استضافة 150عالم من علماء اليمن من مختلف المذاهب للحج

العريفي : استضافة 150عالم من علماء اليمن من مختلف المذاهب للحج

أكد المشرف على برنامج التواصل مع علماء اليمن بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ محمد بن عبدالواحد العريفي بأنه ا .. المزيد
علماء يمنيون خلال لقائهم

علماء يمنيون خلال لقائهم "آل الشيخ": المملكة كانت وستبقى عمق اليمن الإستراتيجي

التقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، يوم الأحد الموافق 9 ذو الحجة للعام 1444هـ بم .. المزيد
علماء اليمن يشيدون ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة

علماء اليمن يشيدون ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة

أشاد عدد من علماء اليمن بجهود برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تشرف عليه الوزارة، ودوره في تعميق رواب .. المزيد
أمسية لبرنامج علماء اليمن في تعز تناقش المآسي التي يصنعها الحوثي في رمضان

أمسية لبرنامج علماء اليمن في تعز تناقش المآسي التي يصنعها الحوثي في رمضان

نظمت وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة ببرنامج التواصل مع علماء اليمن، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد بالجمهورية اليمنية، أمس، ندوة .. المزيد