جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق

تاريخ النشر: الجمعة, 20 مايو 2016 - 19:57 مساءً | عدد المشاهدات: 1,530

 

متابعات: عبد الرحمن الجلبين

تحدث الشيخ صلاح باتيس عضو هيئة علماء اليمن عضو مؤتمر الحوار الوطني، في برنامج مع علماء اليمن الذي يقدمه الزميل خالد عليان في تمام الساعة الثامنة من مساء الخميس، عن مكارم الأخلاق، ودورها في إنشاء المجتمعات، وبناء الأمم، وحسن الظن في ميزان الشرع، وخطر الشائعات على الفرد والأسرة، ودور الشائعات وسوء الظن في تمزيق بنية المجتمع.

وقال الشيخ باتيس: الإنسان خلقه الله في أحسن وأبهى وأجمل صورة وأحسن تقويم، ومعناه أشمل ليس للصورة الخارجية وإنما للمضمون، ولذلك ورد في الأثر "اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي" ولا تكتمل الصورة للإنسان إلا إذا كانت الأخلاق والمبادئ في الداخل ويترجمها واقعا وعمليا على الأرض، وهذه هي التي تظهر الصورة الحقيقية للإنسان.

وأضاف أن ما يميز الإنسان في الإسلام : بلا شك أن هذا الأمر يعتبر قاسما مشتركا لكل البشرية ولا توجد ثقافة ولا أمة على الأرض إلا تؤمن بالأخلاق الحسنة وتنبذ الأخلاق المشينة وأي قانون يخالف الأخلاق الحسنة يعتبر قانونا شاذا في العرف البشري بالإجماع، والإسلام جاء ليعزز هذه الثقافة ولذا الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، وفي الحديث حصر الرسالة وقصره على إتمام مكارم الأخلاق وهو ما كان صواب اقره الإسلام وما كان خطاء حرمه الإسلام.

وأكد أن أي تصرف أو عمل يخرج عن طور الفطرة التي فطر الله الناس عليها فهو يخالف الأخلاق والقيم، وفي ديننا الصدق من الإيمان، وما يؤسف أنه عندما تنظر إلى أفعال بعض المسلمين تحزن كثيرا، وعندما تنظر إلى أفعال بعض من غير المسلمين تجد الصدق والأمانة، والمسألة ينبغي أن تبين للناس وأن تحدث فيها ثورة قيم وثورة أخلاق، وواقعنا مؤسف حتى يقول بعضهم عندما يأتون إلينا: وجدنا إسلاما ولم نجد مسلمين، وذهبنا إلى بلاد الكفر ولم نجد مسلمين ووجدنا إسلاما، هم يتحدثون عن مبادئ وقيم وأخلاق، عن الأمور التي حث عليه الإسلام، والمسألة صارت خطيرة وخطيرة جداً، ولذا قال الشاعر:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت         فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ومجرد أن تذهب الأخلاق فأقم على الناس مأتما وعويلا.

وأوضح أنه ينبغي لنا أن نوطن أنفسنا وأن نكون على علم وكذلك على معرفة أنه كلما كان الإنسان صالحا وصادقا وأميناً سيلقى من الابتلاء والأذى ما لم يلقه لو أنه لا يتمتع بهذه الصفات، ويتحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أمارات الساعة فيقول: "سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خُدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ, وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ, وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ, وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ". كذلك واجب أصحاب الأخلاق الكريمة أن يسخروا إمكاناتهم وأدواتهم في نشر الخبر والصدق، ويفضحون أصحاب الوجه الآخر الذين يسخرون إمكاناتهم وأدواتهم في التزوير والتلفيق والتضليل والتشويش وطبخ الإشاعات وإلصاقها بالصالحين لوضع حواجز بين أهل الخير وحملته ومشاريع التنمية والخير والعدالة والبناء والعدالة وبين الناس حتى يصبح الكل متهما أمام الناس؛ حتى صار هناك انقلاب حقيقي في قواعد ونواميس الحياة.

وعن حسن الظن تجاه الآخر قال: قال تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} الآية، وقال أيضاً: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} الآية، فالذين يسيئون الظن ويروجون له إنما يهدفون إلى قتل الثقة بين الناس حتى لا يجتمع الناس على الحق ولا يجتمعون على الخير، وعندما يكون هناك بر وصلاح وتقوى واستقامة قد يتعاون على هذا الخير جمهور واسع من الناس حركات وجمعيات وفئات وقبائل وشخصيات بالتعاون على البر والتقوى ، وسوء الظن ونشر الشائعات وإلصاق التهم بهذا وذاك ومحاولة الفتنة وتقطيع أوصال الناس يفشل شيئا اسمه تعاون.

وأشار إلى أن هناك الكثير من الأعمال التي يقوم بها العدو الذي يستهدفنا جميعا ولديه مطابخ تعمل على تمزيق الصف  اليمني وتعمل على نشر الفتن والشائعات في الشمال والجنوب، وهناك جيوش إلكترونية وأرقام وهمية بأسماء جنوبية تشتم في الشمال وهناك أيضا أسماء وهمية شمالية تشتم في الجنوب هدفها تمزيق الصف وإثارة الفتن، حتى لا يلتقي الشمال والجنوب ضد هذا الخصم الذي يستهدف الجميع شمالا وجنوبا، ومحاولة جر المعركة إلى مربع آخر وحرف بوصلتها من صراع بين الشرعية والانقلاب إلى صراع بين الشمال والجنوب أو صراع بين الهاشمية والقحطانية أو الشافعية والزيدية، ويجب أن ندرك أن المستفيد من هذا الصراع هو من يقف ضد الشرعية، المستفيد الوحيد هو المتمرد على أسس وثوابت تم الاتفاق عليها في مؤتمر الحوار الوطني.

واختتم حديثه عن من يتناولون ويتناقلون الكلام الساخر حتى وإن كان كذبا من أجل السخرية والطرفة والضحك فقال: روي في الاثر "ويل لمن كذب ليضحك الناس" حتى الكذبة التي مقصود منها النكتة والضحك وتلطيف الجو كما يقال حذر الإسلام منها حتى لا نربي أنفسنا على الكذب، وحذر حتى الأم التي تربي ابنها على أن تشير إليه بشيء لتسليه وليس معها ما تسليه، الإسلام نهى عن هذا؛ لأنه قد تنغرس عند الطفل مفاهيم أنه يمكن استخدام الكذب للوصول إلى الغاية، وعندما تكون الغاية نبيلة لا يمكن أن تتحقق إلا بوسيلة نبيلة، ولو كانت الغاية دنيئة فستتحقق بوسيلة دنيئة، فعلينا نحن الذين ندعي أننا نحمل الصدق ونحمل الأمانة والخير والمشاريع الوطنية ألا نبرر الوسيلة من أجل الغاية، وإذا كانت غايتنا نبيلة فيجب أن نعمل بوسائل النبل لنحقق الهدف.

 

أضف تعليق