جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

السخرية والاستهزاء

السخرية والاستهزاء

تاريخ النشر: السبت, 30 ابريل 2016 - 14:58 مساءً | عدد المشاهدات: 1,628

متابعات: عبد الرحمن الجلبين

ناقش الشيخ الدكتور زهير الخلاقي أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة عدن عضو هيئة علماء اليمن, في برنامج مع علماء اليمن الذي يبث الساعة الثامنة من مساء كل خميس في قناة اليمن الفضائية، السخرية والاستهزاء في الإسلام، والتنابز في الألقاب، والتهكم والتعيير وتحقير الآخرين وأعمالهم، وحكمها في الإسلام، وهل يجوز السخرية من العدو، وهل السخرية من أخلاق المؤمن، والدوافع للسخرية، ودور الكبر والغرور في ذلك.

وفي مستهل حديثه عن السخرية قال: قال تعالى { وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11)} ، فالسخرية والاستهزاء والغمز واللمز واحتقار الناس، والضحك على سبيل السخرية والاشمئزاز، كلها معان تؤدي نفس الغرض وهي التقليل من الناس وهو خلق ذميم جدا والعلماء قالوا عندما جاءت الآيات{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} يقول المفسرون نزلت هذه الآية عندما كنا معشر العرب في الجاهلية نسمي الناس باسمن و ثلاثة أسماء ويعيرون بها فلما نزلت هذه الآية الكريمة أوقفت هذه الألقاب وهي التداعي بأسماء مكروهة، وعندما جاء الإسلام قضى عليها قضاء مبرما، وأن تكريم الله للإنسان يستدعي عدم التنابز بالألقاب، والاستهزاء والسخرية هي بمعنى واحد.

وعن حكم السخرية في الإسلام يقول: الأصل فيها التحريم والله سبحانه وتعالى قال كما في الآية السابقة (لا يسخر) هذا نهى عنه، والتحريم له درجات وقد يصل إلى الكفر وربما حتى المسلم عندما يسخر من شيء قد يخرجه من الإسلام كالسخرية بالدين أو بأحكام الشرع. والدرجة التي تليها هي السخرية من الناس وهذا محرم وقبيح، وحكمها محرم ولا تجوز.

وعن سخرية الإنسان من بعض الناس يقول: تصحيح الأخطاء ليست بالسخرية وإنما بالتوجيه والإرشاد والتقييم والموعظة ولا ينبغي أن يسخر الإنسان من أخيه المسلم، والسخرية من الناس قد يجعل الإنسان يصر على الخطأ الذي هو فيه.

وعن الأسباب التي تدفع الناس الى السخرية يقول: أن السخرية داء ومرض له أسباب ومسببات ومن أهم أسبابه هو الكِبر والغرور والإعجاب بالنفس والتغطرس والتعالي وهو شعور الإنسان أنه في مكان كل الناس دونه ولذلك تجد الكفار والمنافقين فيهم هذه الصفة والرسول قال فيما رواه مسلم في صحيحه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنـًا ونعله حسنـًا ، فقال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بَطَرُ الحقِّ وغمط الناس" (رواه مسلم). كما قال الكافرون في سورة ص قال تعالى {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ} الآية، والله عز وجل عندما  بين في سورة المؤمنون عن الكفار عندما يدخلون النار{ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ}.

وعن التنابز في الالقاب قال: لا يجوز أن يلقب أحد بصفة يكرهها، ولا يجب أن يقول لأحد لديه عيب خلقي بما هو فيه وهو يكره أن يكنى به كالأعرج والأحدب، والأعور وغيرها وهناك من العلماء والدعاة من اشتهر بهذا اللقب وصار يعرف به الشخص فلا حرج في ذلك.

والمدرسة النبوية عالجت الكثير من الأخطاء التي حدثت أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، عن عائشة، قالت: ((حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم رجلًا فقال: ما يسرني أني حكيت رجلًا وأن لي كذا وكذا، قالت: فقلت: يا رسول الله، إن صفية امرأة، وقالت بيدها هكذا، كأنها تعني قصيرة، فقال: لقد مزجت بكلمة لو مزجت بها ماء البحر لمزج)) وفي لفظ لأبي داود: ((فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته، قالت: وحكيت له إنسانًا. فقال: ما أحب أني حكيت إنسانًا وأنَّ لي كذا وكذا، وعن المعرور بن سويد قال لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال: إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم}.

وعن التمايز الذي أوجدوه مؤخرا وتفضيل فئة من الناس على فئة أخرى قال: ويقول الله تعالى {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ}.

 

أضف تعليق