جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

علماء يعترفون بالتقصير مع الشباب وغياب دور العلماء أحد أسباب افتقاد بعض الشباب للوسطية

علماء يعترفون بالتقصير مع الشباب وغياب دور العلماء أحد أسباب افتقاد بعض الشباب للوسطية

تاريخ النشر: الأربعاء, 09 مارس 2016 - 05:12 صباحاً | عدد المشاهدات: 1,716

علماء: هناك مؤسسات مشبوهة والواجب على العلماء الأخذ بأيدي الشباب ولا يتركونهم.. والشباب يطالب العلماء بالتقارب معهم

عمدنا إلى التأكيد في أول حلقة من سلسلة الاستطلاعات التي تخص فجوة الشباب والفتيات اليمنيين بين القيم الإسلامية والحياة العصرية على أن"المشكلة التي نعاني منها باستمرار ليست أزمة قيم وتصور لها ومعرفة بها وبأهميتها، لأن القيم بذاتها محفوظة في الكتاب والسنة"، هذا ما قاله العلماء والباحثين واتضح من خلاله أن الأزمة في الحقيقة أزمة فكرية في وعي بعض الشباب وفي الاستهداف المباشر لهذه القيم من الغرب، وبات من الضرورة بمكان العمل على اكتشاف الثغرات التي استطاع الآخرين اختراق بعض الشباب من خلالها وخلق فكر أكثر حرص ومسئولية على قيم الحضارة الإسلامية، وبناء على ما سبق فإن الاهتمام بقضايا الشباب والأمة من برنامج التواصل مع علماء اليمن كمؤسسة إعلامية، تتخذ من معالجة المسألة معالجة متخصصة من أهل العلم محورا لنشاطها، ومنطلقا لأهدافها في تزويد وعي الشباب بما يحتاجه من أسس فكرية، وهذا الدور هو هدف هذا الاستطلاع مع العلماء فما هو الدور الواجب على العلماء والدعاة تجاه الشباب، وما هي القواعد التي سيعتمدها العلماء في خلق الوعي الذي يحتاجه الشباب؟

ـ نداءات للشباب: لا تكن صفرا على الشمال

في الجزء الأخير من سلسلة استطلاعات الشباب اليمني وصراعهم الوهمي بين القيم الإسلامية الأصيلة والحياة العصرية، وبعد أن وصلنا مع العلماء في الجزأين السابقين إلى حقيقة الصراع الذي يخوضه بعض الشباب والفتيات اليمنيين، أنه ليس بين القيم الإسلامية والحياة العصرية، بل بين ثقافة أمه إسلامية عريقة تضرب في عمق التاريخ وبين قيم غربية طارئة وضعف الشباب الثقافي الأمر الذي أكده الدكتور عارف أنور دكتور أصول الفقه في كلية التربية جامعة عدن وإمام وخطيب مسجد:" : الاعتزاز بالدين الإسلامي فالمسلم من أول واجباته عزته واعتزازه بدينه ويعلم أنه بفضل القيم والثقافة والحضارة الإسلامية يكون رقماً قويا وصعبا في عالمه، وأنهم بحاجة ماسة لكل ما لدينا فلا تهمل نفسك ولا تكن صفرا على الشمال".

والدكتور يخبر الشباب والفتيات وينصحهم بلغة المعلم العارف:"يجب أن تكون لدى الشباب والفتيات المسلمين الخلفية التاريخية والعودة لحقائق التاريخ والنظر إلى الحروب التي شنت علينا تلك التي جعلت من جثث المسلمين جبالا في المسجد الأقصى وغيره من البلدان الإسلامية، فوجود الخلفية التاريخية تجعل المسلم يدرك أهداف ومطامع الغرب ويواجهها بقوة من خلال القراءة المتأنية والمعرفة بكل حقائق العلم الإسلامي سنجد الكم الكبير من السلف الصالح الذي بنى مجد الحضارة الإسلامية".

فيما الشيخ والأستاذ عبد الحق قائد سعيد الشجاع مدرس تفسير القرآن الكريم وعلومه في جامعة الإيمان يقول يجب على الشباب:"أن يثقوا بالله تعالى وحسن الظن بالله لأنه لم يخلقك في الدنيا هملا، والعودة للكتاب والسنة". وهو يناشد من ضمير أخلاقي ومعرفي:"يا أيها الشباب إن عزتنا وقوتنا وانتصارنا على أي مشروع وحضارة يكون بالثبات على قيمنا وثقافتنا وليس بالسلاح مهما جاءت لنا من فترات ضعف تمر بها الأمة الإسلامية سياسيا وعسكريا واقتصاديا لكن القيم والثوابت تظل قوية في أعلى درجاتها لا تضعف وذلك ما نأمل من شباب الأمة".

ـ الشباب يطالب العلماء بالتقارب معهم لا بصفة الوصي بل المسهم

ننتقل إلى محور العمل وعمق الدور الواجب توضيحه وهو الإجابة عن سؤال دور العلماء في محاربة الاغتراب لدى الشباب؟ والتعامل مع الوعي الشاب بمسؤولية ومساعدة وعي الشباب وتوجيههم نحو الحفاظ على القيم الإسلامية وممارسه حياتهم العصرية بثقة، وهنا نضع الاقتراحات التي وضعها الشاب الباحث الإسلامي عمر دوكم ونسمع ما يطلبه الشباب من علمائهم :"أعتقد على العلماء النزول إلى الشباب لا كأوصياء يوجهون أوامر بل مسهمين وسالكين في الطريق إلى الله تعالى وهذا سيدعوهم لعدم الترفع والتعالي على الآخرين وإطلاق الأحكام الجاهزة على كل من اختلف معهم في قضية دينية أو دنيوية، هذا سيجعل حتى الشباب البعيدين والمحملين بشحنات كراهية بحكم ثقافتهم والتعبئة الخاطئة، سيجعل هذه الفئات من الشباب تقترب وتعرف خطأ نظرتها وسوء حكمها ".

يعترف أن الشباب يتحمل جزءا من المسئولية: "التقصير أحياناً منا، ومن طريقة تعاملنا مع المشكلات، ونظرتنا القاصرة لأسباب نشوئها وبالتالي طرق معالجتها، لكننا عادةً ما نحمل الآخرين نتائج أخطائنا، ونعلقها في مشاجبهم".

الباحث عمر دوكم في ختام تصريحه لبرنامج التواصل يعود للتأكيد أن:"دور العلماء قبل أي فئة أخرى، التركيز في التربية على التدين القيمي، أكثر من التدين السلوكي، وكلاهما مطلوب، طريقة التربية لدينا تقوم على مراقبة المجتمع في تديننا أكثر من مراقبة الله، مما ترك الشباب أمام تدين طقوسي شكلي يقوم على الخوف ؛ والعيب ؛ وما يصلح؛ وايش يقولوا الناس علىّ.. إلخ، وهذا يربي ضعف وعي للشاب وللمجتمع وللمحيطين بهم ولا يربي مؤمنين؛ بمعنى الإيمان الحقيقي، وأخيرا التركيز على سماحة الإسلام وتعامله مع المخالف، المخالف العاصي والمخالف فكرياً وثقافياً، هذا يزرع الثقة بالله والثقة بمبادئ الإسلام ويزيد من التمسك به، وإن ظن الواهمون أن طرق هذه المعاني سيجعل الناس يتساهلون في التمسك بمبادئهم وقيمهم".

ـ غياب دور العلماء أحد أسباب افتقاد بعض الشباب للوسطية

في الكلام عن دور العلماء يتحدث بالنصح والإرشاد حول القضية لكنه يطلب من العلماء استيعاب الشباب بطريقة معتدلة، ذلك يتضح من كلام الدكتور أنور عارف حيث يحدد: "دور العلماء والدعاة وطلاب العلم يكون في بيان الأسباب والعلاج الذي أوصل الشباب إلى ما نحن عليه، فالشباب اليوم بحاجة إلى من يبصرهم بدينهم ومحاسن القيم الإسلامية، ولغياب هذا الدور نجد كثيراً من الشباب يفتقد إلى الوسطية في التعامل والحكم على الأشياء من حولهم، وتحدي بعض الشباب حين يسمع فتاوى التكفير وما يجول بين الناس من قتل وسفك للدماء بسبب التكفير الذي ابتلى الله به بعض المسلمين ليجد في نفسه الحل في الابتعاد والهروب والتخلي عن القيم الإسلامية".

ثم يضيف في ملخص حديثه أنه يجب على العلماء: "مخاطبة الشباب بأسلوب الترغيب لا الترهيب دعهم يحبون الله والدين والإسلام والرسول، لكنهم يحتاجون من يركنون علية في حل مشكلاتهم ومعضلاتهم ونصحهم وهو دور العلماء حين يذهبون لهم فيجدونهم صدرا واسعا رحبا للاستماع والمعاملة فيثق بهم ويستشعر أن هذا الإسلام بقيمه العظيمة سبب في النجاة والرجوع إلى الله تعالى".

ـ هناك مؤسسات مشبوهة والواجب على العلماء الأخذ بأيدي الشباب ولا يتركونهم

كذلك الأستاذ عبدالحق الشجاع يقول: "العلماء ورثة الأنبياء والأصل أن يأخذوا بأيدي الشباب ولا يتخلون عن هذا الدور ويسلمونه للمؤسسات المشبوهة المأجورة التي ينفق عليها أموال طائلة بهدف إفساد عقليات الشباب وضرب القيم الإسلامية".

أما في مسألة الواجب الذي يقوم على أكتاف العلماء فالشيخ عبدالحق يحذر: "الواجب على العلماء عدم الاكتفاء بدور الخطابة في المسجد إنما يتحول العالم إلى دور يمكنه من الوصول لكل شرائح المجتمع، لأن عملية غرس القيم شاقة لا يجيدها غير أهل العلم ولأن الله عز وجل قد رفع شأنهم وجب عليهم أداء الدور المناط بهم بتعزيز القيم الإسلامية والعمل بكل الوسائل المتاحة، ولا يزهدون وينحصرون في المسجد، وعليهم التعامل مع الوسائل العصرية الحديثة لغرس القيم والوصول لكل الفئات كالإعلام والتلفزة؛ لأننا أمام هجمة تستهدف الأمة وثقافة الإسلام والحضارة الإسلامية والقيم الإسلامية لأنها قيم إنسانية كالعدل والمساواة والحرية وكرامة الإنسان وحرمة الدم الإنساني والوحدة".

ـ خير الكلام ما قل ودل

في ختام السلسة الاستطلاعية التي بادر إلى الاهتمام بإنجازها برنامج التواصل مع علماء اليمن يقول الشيخ أحمد بن أنيس: "إعجابنا بالغرب، واعتباره القدوة الصالحة، إعجاباً يبينه ويظهره البعض والبعض الآخر يخفيه، حتى وصل الإعجاب بنا بالغرب أن أصبح الذهاب إلى بلادهم أمنية يتمناها كثيرٌ من شباب، أصبحنا نبحث عن العلم في بلاد الغرب، وبعضنا يدرس الشريعة في بلاد الغرب، ولا إله إلا الله! يشعر البعض منا بنقصٍ إذا قال أحمل شهادةً من بلد إسلامي، لكنه يرفع رأسه إذا حمل شهادة من بلاد أوروبا والغرب كله".

ويؤكد أن: "علاج ذلك أن يعلم الشباب علم اليقين أن الذي بيده الرفعة والعزة هو الله تعالى فلا تكون في أي حال من الأحوال العزة في مخالفة أمر الله تعالى فهو يرفع من يشاء ويخفض من يشاء، قال تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)، فالعزة يا شباب الإسلام في التمسك بالدين والقيم والمبادئ الإسلامية".

ونحن بدورنا نتمنى من الشباب والفتيات اليمنيين الاستفادة مما خرج به البرنامج في سلسلة الاستطلاعات آملين من الله القدير أن يوفق جميع المسلمين إلى الصلاح والفلاح، في انتظار مبادرات العلماء والشباب للوقف على قضاياهم بموضوعية ومعرفة.

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

العريفي : استضافة 150عالم من علماء اليمن من مختلف المذاهب للحج

العريفي : استضافة 150عالم من علماء اليمن من مختلف المذاهب للحج

أكد المشرف على برنامج التواصل مع علماء اليمن بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ محمد بن عبدالواحد العريفي بأنه ا .. المزيد
علماء يمنيون خلال لقائهم

علماء يمنيون خلال لقائهم "آل الشيخ": المملكة كانت وستبقى عمق اليمن الإستراتيجي

التقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، يوم الأحد الموافق 9 ذو الحجة للعام 1444هـ بم .. المزيد
علماء اليمن يشيدون ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة

علماء اليمن يشيدون ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة

أشاد عدد من علماء اليمن بجهود برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تشرف عليه الوزارة، ودوره في تعميق رواب .. المزيد
أمسية لبرنامج علماء اليمن في تعز تناقش المآسي التي يصنعها الحوثي في رمضان

أمسية لبرنامج علماء اليمن في تعز تناقش المآسي التي يصنعها الحوثي في رمضان

نظمت وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة ببرنامج التواصل مع علماء اليمن، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد بالجمهورية اليمنية، أمس، ندوة .. المزيد