جديد الموقع

الرئيسية

مقالات وحوارات

سياسة التفرق والانقسام

سياسة التفرق والانقسام

تاريخ النشر: الأربعاء, 03 فبراير 2016 - 08:50 صباحاً | عدد المشاهدات: 1,660

الشيخ عبد الحق الشجاع

 

إن أعظم مصيبة ابتليت بها أمتنا المسلمة هي سياسة التفرق والانقسام. هذه السياسة التي ينتهجها الطغاة المستبدون في إخضاع الشعوب وتركيعها لأهوائهم وضلالاتهم . ولقد بين لنا القرآن نموذجاً من نماذج الاستبداد والفساد والطغيان.

قال تعالى (إن فرعون علا في الارض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ) . قال قتادة في قوله تعالى (وجعل أهلها شيعاً )  أي فرقاً متعددة  .

ولم يكن ليَحصُل لفرعون العلو في الأرض، والفساد فيها، واستعباد الناس، إلا لأنه فكك أواصر المجتمع وجعل المجتمع كله فرقاً وطوائف وتلك هي سياسة المجرمين. إن دعاة الفرقة والتناحر والاختلاف لمجرد أهوائهم وشهواتهم ليسُوا من أتباع رسولنا صلى الله عليه وسلم .

قال تعالى ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله).

قال ابو هريرة رضي الله عنه ( هذه الآية نزلت في هذه الأمة ) أي في أمة النبي صلى الله عليه وسلم .

إن الذين يُحيُونَ منهجية فرعون في تفريق وتمزيق الأمة حتى يسهل لهم إضعافها واستبدادها هم المسؤولون شرعاً وعرفاً وقانوناً وتاريخاً عن الفشل الاقتصادي والأخلاقي والسياسي والاجتماعي الذي وصلت اليه أمتنا؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول  (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).

إن هؤلاء المستبدين هم أساس الكوارث التي حلت بمجتمعاتنا، ولقد وصفهم أحد الكُتاب البريطانيين بوصف دقيق في عام 1969 م  فقال (ان مصيبة العرب الكبرى هي فرديتهم فأنت لو جمعت خمسة منهم في غرفة مغلقة لخرجوا بستة أحزاب).

لقد تعلمنا من تاريخنا الاسلامي أن الحضارات الكبرى كحضارة الروم والفرس لم تخضع لحضارة الإسلام إلا عندما كان أهل الاسلام أمةٌ واحدة. قال تعالى ( وإن هذه أمتكم أمةُ واحدة وأنا ربكم فاعبدون).

إنالاستبداد لا ينتج إلا الفشل والضعف والتخلف والتبعية للآخرين. وهذا ما لمسناه من سياسة الاستبداد التي اتبعها المخلوع صالح طيلة حكمه، لقد عبر عنها بنفسه حين قال إنه يحكم مجموعة من الثعابين .

وخلاصة هذه الحُقبة الزمنية من حكمه فشل في كل المجالات اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، حتى صرنا نتحاور لنختلف ونتقاتل، ونتعلم لنجهل، ونحمل السلاح ليقتل بعضنا بعضاً.

وأهم ما ينبغي أن نركز عليه في بناء دولتنا المستقبلية هو محاربة كل السياسات التي تؤدي إلى تغذية الفرقة والصراع بين أفراد المجتمع الواحد..

 

 

أضف تعليق