جديد الموقع

الرئيسية

مقالات وحوارات

علماء اليمن وعاصفة الحزم

علماء اليمن وعاصفة الحزم

تاريخ النشر: الجمعة, 29 مارس 2019 - 21:44 مساءً | عدد المشاهدات: 1,477

   فضيلة الشيخ/ عمار بن ناشر العريقي

عضو برنامج التواصل مع علماء 

 - لايزال علماء اليمن - ممثلين في المكونات الدعوية بتنسيقية العلماء وبرنامج التواصل ومن وافقهم في الداخل والخارج- يتبنون الإشادة بعاصفة الحزم رغم تبرم البعض لعدم تحقيق العاصفة كامل أهدافها المتوخاة في تحقيق عاجل الحسم والسلم؛ اعتبارا  من العلماء لفقه الموازنات حيث يرجحون العمل على مواجهة خطورة المشروع الإيراني على مايأخذونه على التحالف وحكومة الشرعية برئاسة هادي من قصور و تجاوزات.
- ذلك أننا إذا تخيلنا مايمكن أن يؤول إليه حال  البلاد بعد تمكن النفوذ الحوثي الإمامي الموغل في الجهل والتخلف والحامل للمشروع الرافضي الإيراني في التمدد في عموم اليمن والمنطقة والمدعوم بسياسات صهيوصليبية لحرب السنة وابتزاز المنطقة، لاسيما مع مثول النموذج الإيراني في حكم مليشيات وعصابات إيران في حكم عرب الأحواز و لبنان والعراق وسوريا.
- إننا لو استحضرنا الواقع والمآل ووازنا بين    مفاسد ومصالح العاصفة بعيدا عن الأهواء الناتجة عن طغيان الغضب والعاطفة لاعتبرناها من المولى تعالى نعمة و رحمة ومن الشرعية والتحالف حنكة وحكمة  تدفع عن اليمن وسائر البلدان في المنطقة أعظم بلاء ونقمة؛كونها تحد من هيمنة المشروع الإيراني الذي لايخفي قبضته الفولاذية وعقيدته العسكرية في تصدير ثورته (الرافضية) وبأدواته( الحوثية) تحت شعارات جذابة لكنها متناقضة كذابة حيث صار (الموت واللعنة والقتل والدمار على العرب والسنة والمسلمين)فحسب.
- إنه من المؤلم المحزن بل الغريب المريب أن نرى سهام النقد والتخوين تتجه جنبا إلى جنب مع مليشيات الحقد والإجرام صوب العلماء فتغرز سهام الجهل في ظهورهم كما تنحر بسهام الحقد صدورهم.

- نعم فإننا ندرك مسؤولية أهل العلم في بيان الحق ودفع الظلم ونصرة الدين والوطن، كما ندرك  تقصير البعض عن أداء واجبه،إلا أنه من الإنصاف إدراك أن المسؤولية تعظم عند الله تعالى وعند عباده باعتبارعوامل( التأثير و الموقع والإمكانات)، ولايخفى ماقدمه العلماء من صور من المقاومة متنوعة رائعة رغم إمكاناتهم المتواضعة وضغوط الحرب الواسعة، حيث تكامل أهل العلم في تغطية فروض الكفايات وتوزيع الأدوار اللازمة لإسقاط الإثم عن الأمة في المشاركة بحدود المستطاع في انواع المقاومة سواء منها العلمية والدعوية او الإعلامية والفكرية أو العسكرية والسياسية.
ولذلك فإن المسؤلية تقع أولا على عاتق الضمير الإنساني العالمي والمجنمع الدولي متمثلا بمجلس الأمن والأمم المتحدة  ثم التحالف العربي بإمكاناته العسكرية والأمنية والمالية ثم الشرعية متمثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية  لامتلاكها للشرعية الدولية ومؤسسات الدولة المختلفة ودعم فئات المجتمع  والأحزاب السياسية، ثم مسؤولية الشعب الذي تقع عليه أكبر المعاناة بما يحتويه من أقلية صامدة وأغلبية بين مداهنة صادمة او مدارية صامتة.
- ومع أنه يسع العلماء في ظروف العجز و الإكراه والضرورات  التموقع مع الأغلبية الصامتة بالترخص بإنكار المنكر بالقلب وذلك كما في الحديث أضعف الإيمان، او الاكتفاء بقيام بعضهم بفرض الكفاية في البيان لآسقاط الإثم عنهم ، كما في ترخص جماهير العلماء اكتفاء بموقف الإمام أحمد في فتنة خلق القرآن.
إلا أن  بعض أهل العزائم منهم كما في تنسيقية العلماء في برنامج التواصل الذي تدعمه المملكة مشكورة - اختاروا عدم الحياد أوالانكفاء المخادع في موقف النقد اللاذع وموقع مربع السلامة الشخصية ومسك العصا من الوسط بلا وسطية وجعل خط رجعة مع مليشيات الانقلاب.
 - ويخطئ من يزعم أن العلماء صامتون او توجه إليهم إملاءات في مواقفهم بدليل عدم مشاركة الأكثرين منهم إعلاميا، بل مازال البعض ينتقد وينصح ولكن بحكمة اخطاء التحالف والشرعية والقوى السياسية  والجهات الأمنية في قصور تعاطيهم مع ما يجري في مثل المناطق المحررة في جنوب اليمن من انتهاكات وضرورة محاسبة الجهات المسؤولة ، وكذا ضرورة الإصلاحات الاقتصادية والإسراع بواجب الحسم العسكري حيث لاجدوى في التفاوض والمساومة مع هذا المشروع الأيدلوجي التوسعي وضرورة مواجهة التحالف لما تمارس معه من ضغوط دولية لاتخفى لمنع الحسم كما في وقف تحرير محافظة الحديدة وغيرها ؛وذلك لإبقاء اليمن والخليج عامة والمملكة بخاصة في حالة غير مستقرة لغرض الابتزاز وفرض النفوذ.
  التمددي، وتوفير حلفاء مخلصين لحماية مصالح المنطقة.
- أؤكد انه لامجال للمقارنة بين مشروعي التحالف وإيران عقديا وتنمويا ونفوذا ،و لاينبغي للشعب أن يغتر بما تبديه الانقلاب من مرونة سياسية، على طريقة (تمسكن حتى تتمكن) فما يلبث حتى ينقض على السلطة و يهدم مؤسسات البلاد وحقوق وحريات الشعب وتسخير ثروة البلدا لأهدافه الاستراتيجية وأحقاده التأريخية ، كما فعل أول أمره حين هدم المساجد والمنازل وأهان العلماء والحكماء بوحشية و(التجربة خير برهان)( ومن جرب المجرب عقله مخرب)
- وأخيرا ، فالواجب الحكم على العلماء والتعامل معهم بمقتضى حسن الأدب والتواضع معهم وحسن الظن والثقة بهم والفهم لهم،بل والذود عنهم والانتصار لمنهجهم؛كونهم بجملتهم العاصم بعد الله من أن تغرق سفينة الأمة ويبتلعها الطوفان.
والله الموفق والمستعان
الجمعة ٢٢/رجب/١٤٤٠هـ
الموافق ٢٩/مارس/٢٠١٩م

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

العريفي : استضافة 150عالم من علماء اليمن من مختلف المذاهب للحج

العريفي : استضافة 150عالم من علماء اليمن من مختلف المذاهب للحج

أكد المشرف على برنامج التواصل مع علماء اليمن بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ محمد بن عبدالواحد العريفي بأنه ا .. المزيد
علماء يمنيون خلال لقائهم

علماء يمنيون خلال لقائهم "آل الشيخ": المملكة كانت وستبقى عمق اليمن الإستراتيجي

التقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، يوم الأحد الموافق 9 ذو الحجة للعام 1444هـ بم .. المزيد
علماء اليمن يشيدون ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة

علماء اليمن يشيدون ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة

أشاد عدد من علماء اليمن بجهود برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تشرف عليه الوزارة، ودوره في تعميق رواب .. المزيد
أمسية لبرنامج علماء اليمن في تعز تناقش المآسي التي يصنعها الحوثي في رمضان

أمسية لبرنامج علماء اليمن في تعز تناقش المآسي التي يصنعها الحوثي في رمضان

نظمت وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة ببرنامج التواصل مع علماء اليمن، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد بالجمهورية اليمنية، أمس، ندوة .. المزيد