متابعات: عبد الرحمن الجلبين
تحدث الشيخ عبدالله بن غالب الحميري عضو هيئة علماء اليمن، عضو تنسيقية علماء مساء الخميس الرابع من رمضان في برنامج مع علماء اليمن الذي يقدمه الزميل خالد عليان مساء كل خميس، عن العلاقة بين رمضان والقرآن الكريم، وكيف يجب أن يعيش المسلم مع القرآن في رمضان تلاوة وتدبرا، وعن هدي الرسول في التعامل مع القرآن الكريم في رمضان، والدروس الكبرى التي يتعلمها المسلم في رمضان من القرآن الكريم.
وقال: أن العلاقة بين رمضان والقرآن علاقة وطيدة، وهذا الشهر هو شهر القرآن فيه أنزل، وفيه تتجلى مواعظة وعبره وآياته، ويتدارس الناس عظاته، وفيه وقعت معارك الجهاد التي كانت من أجل رسالة القرآن، ولا زال رمضان متصلا اتصالا وثيقا بهذا القرآن، وسيظل كذلك الى أن يرفع القرآن من السطور والصدور، والقرآن أنزل على الرسول في يوم 25 وقيل 27 من رمضان؛ ففي حديث واثلة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الإِنْجِيلُ لِثَلاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ"، وقال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }، وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ}، ولهذا ربط الرسول صلى الله عليه وسلم بين رمضان والقرآن وقال: " الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ : الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، قَالَ فَيُشَفَّعَانِ".
وأضاف: القرآن الكريم هو كلام الله الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، المكتوب في المصاحف، المحفوظ في السطور، المتحدي بأقصر سور من سوره، وقد جاء في وصف علي بن أبي طالب رضي الله عنه له: "هو حبل الله المتين، ونوره المبين، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قسمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره اضله الله، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعاء اليه فقد هدي الى صراط مستقيم"، والقرآن هو دستور الأمة ووثيقة الرسالة النبوية وهو المعجزة الباقية، أنزل هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، القرآن فيه الهداية من الكفر إلى الإسلام، من الشرك إلى اليقين، من ظلمات الجهل إلى نور العلم، فيه بيان خبر ما قبل، ونبأ ما بعد، وفيه حكم ما بينكم، ما ترك شيئا إلا ذكره، فهو شفاء من كل الأمراض الباطنة التي في القلوب، وفيه الآيات والدلائل العقلية التي تقنع العقل وتشبع العاطفة وتبين الحجج على برهان ألوهية الله تعالى، وأمر بمكارم الأخلاق، ولا توجد خصلة من خصال الخير من الكرم والشجاعة والإباء والمروءة ومن الإحسان إلى خلق الله تعالى بعد الإحسان إلى الخالق بحسن التعبد له، هذا كله موجود في القرآن، ولذا تلاحظ في حديث ابن عباس كان يدارسه القرآن وكان الرسول أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن.
وأضاف: لو ركزنا على كلمة هدى فهي تعني الهداية من كل عمى، منها عمى الصدور وعمى القلوب وكل الأخبار السابقة المشوهة والحقائق المقلوبة وهو بيان والبيان يقتضي التوضيح والإجلاء للحقائق والقرآن بين الحكم فيما يتعلق بالأمم السابقة وأديانها وفصل في هذا فصلا تاما وأزال دعوى المشركين وتلبيساتهم وشبهاتهم وأبطلها إبطالا كلياً، هو كذلك هدى لأنه بين ما يتقرب به إلى الله من الأعمال، فالناس لولا القرآن والإسلام، لكانوا لم يهتدوا الى أبسط منافعهم الدنيوية فضلا عن الدينية.
وأشار إلى أن القرآن دستور و منهج حياة وليس فقط لمجرد القراءة والاستعراض، والمقصود من القرآن هو الفهم والتدبر والعمل، والمطلوب من المسلم أن يتدبر هذا القرآن ويعي معانيه وأن يعمل بها.
ووجه نصيحة إلى المسلم في رمضان لكيفية التعامل مع القرآن فقال: أنصح المسلم أن يكون له ثلاثة مسارات في رمضان، المسار الاول هو مسار التلاوة والإكثار ما شاء منها لكن مع إقامة أحكام القرآن، بعدم قراءته هذّاً ولا تكسره ولا تقف عند رأس آياته، بل قراءة مرتلة مجودة كما أراد الله تبارك وتعالى، والمسار الثاني هو الوقوف والتدبر والتأمل عند الآيات، والرجوع إلى بعض التفاسير في بعض الآيات التي لا يفقه معانيها، المسار الثالث هو مسار الحفظ والمراجعة، وينبغي على المسلم أن يراجع ما حفظه ويحفظ من كتاب الله ما استطاع منه، فالحفظ والمراجعة والتدبر والتلاوة كله من مدارسات القرآن، وهذا ما ينبغي أن يفعله المسلم.
وعن كيفية الاستفادة من قراءتنا للقرآن ونافعة عائدة عليك بالخير قال: لا بد أن تفرغ قلبك من الموانع والشواغل، ولا يعقل أن تقرأ القرآن وأنت تطالع في الجوال والواتس و الفيس بوك وتجيب من اتصل بك ومن رد عليك، ويجب أن تقطع علائق الخلق وتستغني بالخالق عن المخلوق، ولا يجوز أن تشغلك الصور عن السور، ولا القنوات عن الآيات، ولا تشتغل بالناس عن رب الناس، بل على المسلم أن يقبل على الله عز وجل، والأمر الثاني هو استحضار القلب، عند تلاوة القرآن، ولا بد من استشعار عظمة هذا القرآن.
وفي الختام قال: لا بد للمسلم أن يخلص النية ويسأل الله التوفيق، وأن يجعل له منهجا مطردا للقراءة في رمضان وغير رمضان، وأن يجعل له ورداً يوميا من القرآن، وعليه ألا يفوت هذا الورد حتى تألفه نفسه، وحتي يصير شيئا معتاداً وجزأ من حياته وألا يبتعد عن القرآن، وعدم قراءة القرآن هو الابتعاد عن البركة في كل حياة المسلم.
متابعات: عبد الرحمن الجلبين
تحدث الشيخ عبدالله بن غالب الحميري عضو هيئة علماء اليمن، عضو تنسيقية علماء مساء الخميس الرابع من رمضان في برنامج مع علماء اليمن الذي يقدمه الزميل خالد عليان مساء كل خميس، عن العلاقة بين رمضان والقرآن الكريم، وكيف يجب أن يعيش المسلم مع القرآن في رمضان تلاوة وتدبرا، وعن هدي الرسول في التعامل مع القرآن الكريم في رمضان، والدروس الكبرى التي يتعلمها المسلم في رمضان من القرآن الكريم.
وقال: أن العلاقة بين رمضان والقرآن علاقة وطيدة، وهذا الشهر هو شهر القرآن فيه أنزل، وفيه تتجلى مواعظة وعبره وآياته، ويتدارس الناس عظاته، وفيه وقعت معارك الجهاد التي كانت من أجل رسالة القرآن، ولا زال رمضان متصلا اتصالا وثيقا بهذا القرآن، وسيظل كذلك الى أن يرفع القرآن من السطور والصدور، والقرآن أنزل على الرسول في يوم 25 وقيل 27 من رمضان؛ ففي حديث واثلة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الإِنْجِيلُ لِثَلاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ"، وقال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }، وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ}، ولهذا ربط الرسول صلى الله عليه وسلم بين رمضان والقرآن وقال: " الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ : الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، قَالَ فَيُشَفَّعَانِ".
وأضاف: القرآن الكريم هو كلام الله الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، المكتوب في المصاحف، المحفوظ في السطور، المتحدي بأقصر سور من سوره، وقد جاء في وصف علي بن أبي طالب رضي الله عنه له: "هو حبل الله المتين، ونوره المبين، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قسمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره اضله الله، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعاء اليه فقد هدي الى صراط مستقيم"، والقرآن هو دستور الأمة ووثيقة الرسالة النبوية وهو المعجزة الباقية، أنزل هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، القرآن فيه الهداية من الكفر إلى الإسلام، من الشرك إلى اليقين، من ظلمات الجهل إلى نور العلم، فيه بيان خبر ما قبل، ونبأ ما بعد، وفيه حكم ما بينكم، ما ترك شيئا إلا ذكره، فهو شفاء من كل الأمراض الباطنة التي في القلوب، وفيه الآيات والدلائل العقلية التي تقنع العقل وتشبع العاطفة وتبين الحجج على برهان ألوهية الله تعالى، وأمر بمكارم الأخلاق، ولا توجد خصلة من خصال الخير من الكرم والشجاعة والإباء والمروءة ومن الإحسان إلى خلق الله تعالى بعد الإحسان إلى الخالق بحسن التعبد له، هذا كله موجود في القرآن، ولذا تلاحظ في حديث ابن عباس كان يدارسه القرآن وكان الرسول أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن.
وأضاف: لو ركزنا على كلمة هدى فهي تعني الهداية من كل عمى، منها عمى الصدور وعمى القلوب وكل الأخبار السابقة المشوهة والحقائق المقلوبة وهو بيان والبيان يقتضي التوضيح والإجلاء للحقائق والقرآن بين الحكم فيما يتعلق بالأمم السابقة وأديانها وفصل في هذا فصلا تاما وأزال دعوى المشركين وتلبيساتهم وشبهاتهم وأبطلها إبطالا كلياً، هو كذلك هدى لأنه بين ما يتقرب به إلى الله من الأعمال، فالناس لولا القرآن والإسلام، لكانوا لم يهتدوا الى أبسط منافعهم الدنيوية فضلا عن الدينية.
وأشار إلى أن القرآن دستور و منهج حياة وليس فقط لمجرد القراءة والاستعراض، والمقصود من القرآن هو الفهم والتدبر والعمل، والمطلوب من المسلم أن يتدبر هذا القرآن ويعي معانيه وأن يعمل بها.
ووجه نصيحة إلى المسلم في رمضان لكيفية التعامل مع القرآن فقال: أنصح المسلم أن يكون له ثلاثة مسارات في رمضان، المسار الاول هو مسار التلاوة والإكثار ما شاء منها لكن مع إقامة أحكام القرآن، بعدم قراءته هذّاً ولا تكسره ولا تقف عند رأس آياته، بل قراءة مرتلة مجودة كما أراد الله تبارك وتعالى، والمسار الثاني هو الوقوف والتدبر والتأمل عند الآيات، والرجوع إلى بعض التفاسير في بعض الآيات التي لا يفقه معانيها، المسار الثالث هو مسار الحفظ والمراجعة، وينبغي على المسلم أن يراجع ما حفظه ويحفظ من كتاب الله ما استطاع منه، فالحفظ والمراجعة والتدبر والتلاوة كله من مدارسات القرآن، وهذا ما ينبغي أن يفعله المسلم.
وعن كيفية الاستفادة من قراءتنا للقرآن ونافعة عائدة عليك بالخير قال: لا بد أن تفرغ قلبك من الموانع والشواغل، ولا يعقل أن تقرأ القرآن وأنت تطالع في الجوال والواتس و الفيس بوك وتجيب من اتصل بك ومن رد عليك، ويجب أن تقطع علائق الخلق وتستغني بالخالق عن المخلوق، ولا يجوز أن تشغلك الصور عن السور، ولا القنوات عن الآيات، ولا تشتغل بالناس عن رب الناس، بل على المسلم أن يقبل على الله عز وجل، والأمر الثاني هو استحضار القلب، عند تلاوة القرآن، ولا بد من استشعار عظمة هذا القرآن.
وفي الختام قال: لا بد للمسلم أن يخلص النية ويسأل الله التوفيق، وأن يجعل له منهجا مطردا للقراءة في رمضان وغير رمضان، وأن يجعل له ورداً يوميا من القرآن، وعليه ألا يفوت هذا الورد حتى تألفه نفسه، وحتي يصير شيئا معتاداً وجزأ من حياته وألا يبتعد عن القرآن، وعدم قراءة القرآن هو الابتعاد عن البركة في كل حياة المسلم.