دعاه وعلماء :كثرة تعرض الشباب للإعلام المفسد مقارنة بدخولهم للمسجد والمكوث فيه لا يتعدى الدقائق، والتواصل الاجتماعي والانترنت من الأسباب التي جعلت الشباب يستهتر بالوقت وأهمية التعلم
ارتفعت معدلات الجريمة والجلوس في الشوارع مع تفشي البطالة وندرة الأشغال وفراغ الوقت بين الشباب اليمني بسبب الفساد المنتعش في أوساط النظام السابق والمحسوبية والوساطة، بات الشباب يعيش حالة انعدام خيارات الحياة السليمة ولا يدري أي منطلق يختاره في حياته خصوصا وأن مرحلة الشباب تدل على الفتوة والقوة، والنشاط والحركة، والحسن والزيادة والنمو، والشباب هو ربيع العمر، فيها يتمتع الشخص بطاقة هائلة وقدرات جبارة وحيوية فريدة، وفعالية متحركة، وتفتح متقد، ويسيطر على الشباب العواطف الجامحة، والشهوات الغريزية في أوجها، بينما يكون النمو العقلي والفكري في بداية الطريق أو منتصفه، ومن بين هذه النظرة المتشائمة ينبثق نور الاستقامة والاستفادة من الوقت والعمر والشباب الناضج بالعمل على استغلال الوقت والجهد والعقل بالعلم والمعرفة والإفادة والاستفادة، بالعمل على الخير في الدنيا والآخرة.
ـ وجدت نفسي في فراغ كبير لا أدري ما أفعل
إن عملية الإصلاح والاستقامة هي ما تحاول الجمعيات الخيرية والمؤسسات التعليمية توفيرها للشباب، من ذلك مركز عدن للعلوم الشرعية الذي تبدأ معه قصة الشاب بسام محمد سعيد مسعود، في مقتبل ربيع العمر (27 سنة)، من أبناء مديرية المقاطرة محافظة لحج، وجد أيام عمره تمر أمام عينيه بعد أن تشتتت به السبل فقرر كما يقول هو "بعد إكمال الدراسة الجامعية بعون من الله وتوفيقه في كلية التربية مديرية صبر لحج تخصص فيزياء بدرجة البكالوريوس بامتياز، وجدت نفسي في فراغ كبير لا أدري ما أفعل فقررت الانتقال إلى مركز عدن للعلوم الشرعية".
إن مركز عدن للعلوم الشرعية مؤسسة علمية دعوية افتتحت قبل أربعة أعوام وتحتفل هذا العام بتخرج الدفعة الرابعة من الطلاب، جلسنا مع المتحدث باسم المركز يطلعنا عن الأهداف التي يسعون لتحقيقها مع الشباب فقال بشأنها: "أقمناه لاستهداف فئة من الشباب وهم من أكمل الدراسة الثانوية ويبقى أمامه سنة ليدخل الجامعة أو ممن تخرجوا من الجامعة".
إدارة المركز تعي العقبات والصعاب التي يتعرض لها الشباب في الحياة فتعمل على إرشادهم لطريق الصواب بتعليمهم عدة علوم شرعية على مدار سبعة أشهر منها حسب المتحدث "متون علمية في الفقه وأصول الفقه والقواعد الفقهية والعقيدة وفي المصطلح واستمررنا في الكثير من الدورات إلى أن جاءت الحرب وشلت كثيرا من قدراتنا وأعمالنا".
ـ لابد للإنسان من أخذ علوم دينه ودنياه
ويقول عن الخدمات التي يقدمها المركز: "عندنا سكن داخلي لهذه الفئة المستهدفة حيث يتقدم منهم كل عام العشرات لكننا نحتوي 32 طالب وغرضنا في السكن الداخلي ممن يأتي من خارج محافظة عدن نوفر له الطعام والكتب والمعلمين، ولا ننسى أنه بفضل الله أولا ثم بفضل بعض الخيرين أصحاب بعض المطاعم والتجار ممن يساعدوننا في توفير الغذاء على مدار سبعة أشهر، وكذلك عندنا في المركز طلاب من محافظة عدن نعينهم بتكاليف المواصلات".
نعود لصديقنا بسام مسعود الذي هاجر وترك أهله في مديريته باحثا على العلم والمنفعة على عكس كثير من الشباب فهو يهدف في حياته إلى "اكتساب علوم الدين لأنه لابد للإنسان من أخذ علوم دينه ودنياه فكان هدفي لدخول المركز الإفادة من العلوم الشرعية وعلوم الدين فهي من العلم الضروري".
ويقول بسام أن "في هذا المركز تتلمذنا على يد ثلة من المشايخ جزاهم الله خير الجزاء أخذنا منهم في العقيدة وأخذنا منهم في المصطلح وفي الفقه وفي المواريث والنحو وغيره واستفدنا منهم الكثير بارك الله لهم".
إلى أي مدى يستفيد الطلاب ويقبلون على التعلم، هذا في إجابة المتحدث عن المركز ودروس العلم الشرعي إن : "الطلاب يقبلون على المركز بشكل كبير حتى إننا في الأعوام الأولى لم نستطع تغطية كل طلبات القبول، وتفاعلهم مع الدروس كبير، بل وأفيدكم إن 90% من الطلاب ممن هم مبرزون في مدارسهم الثانوية ولدينا خمسة من الطلاب هذا العام من خريجين الجامعات بامتياز هم يريدون الاستفادة وتعرف أن فرص العمل شحيحة فيعملون على استغلال وقتهم بما فيه منفعتهم وخير الأمة".
ـ موانع التعلم والاستفادة عند الشباب كثيرة
في حوار لبرنامج التواصل مع علماء اليمن مع الشيخ عارف أنور نور دكتور في جامعة عدن كلية التربية وداعية وإمام مسجد قال فيه حول أهمية هذه المراكز العلمية لتقويم سلوك الشباب : "كثرة التعرض لدى الشباب للإعلام المفسد مقارنة بدخولهم للمسجد والمكوث فيه لأداء فرائض الله تعالى لا يتعدى الدقائق والاستماع لكلمة أو محاضرة أو خاطرة وكلام الله فيما يستمع في اليوم الواحد إلى كم هائل من الإعلام المفسد سواء كان مرئيا أو مسموعا وهو يفسد عليه دينه وأخلاقه بتلك الأفلام والمسلسلات الهابطة التي تدخل كل بيت وما تحمله من قيم متردية يتعمد نشرها بين شباب وفتيات الأمة الإسلامية لإبعادهم عن أخلاق الدين إذا لم تكن هناك قواعد صلبة للتربية ووازع ديني يحافظ على الأسرة بين أهلنا وأخواتنا وأبنائنا وزوجاتنا".
ويضيف الدكتور عارف إن:"مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت من الأسباب التي جعلت الشباب يستهتر بالوقت وأهمية التعلم فمن لم يحسن التعامل والتعاطي بحذر مع هذا الباب فإنه يفسد عليه أخلاقه وعلاقاته الاجتماعية ويفرض عليه عزلة افتراضية عن المجتمع الذي من حوله وهي مواقع مفتوحة لكل غث وسمين على مصراعيها وعندما تجد الشاب ينهمك فيها ويعيش عالم غير العالم الذي هو فيه فيكون الشاب في اليمن لكنه بعقله بعيد فتجده يغتر بما يتلقاه منها وهي من أقوى الأسباب التي تفسد علينا شبابنا وبناتنا مع الأسف الشديد".
ـ التعامل المحترم يذل الحجر
التلميذ الذي يحلم أن يصير معلما ذات يوم بسام محمد سعيد يقول إنه "يطمح إلى مواصلة الماجستير في الفيزياء بإذن الله تعالى"، وفي إجابته عن سؤال كيف كان تعامل المشايخ مع الطلاب فقد أجاب: " بصراحة تعاملهم يشكرون عليه في قمة الأخلاق والعلم تعامل فيه من الاحترام ما يذل الحجر، تعلمنا منهم كل سلوك رباني باحترام وتقدير الآخرين".
في الأخير تركنا له حرية تقييم درجة استفادته من المركز فقال "الحمد لله إلى درجة لا بأس بها إن لم نقل درجة عالية"، وهنا تدخل أحد المعلمين وقال: "هذا الطالب امتياز في كل المواد والسلوك والأخلاق".
دعاه وعلماء :كثرة تعرض الشباب للإعلام المفسد مقارنة بدخولهم للمسجد والمكوث فيه لا يتعدى الدقائق، والتواصل الاجتماعي والانترنت من الأسباب التي جعلت الشباب يستهتر بالوقت وأهمية التعلم
ارتفعت معدلات الجريمة والجلوس في الشوارع مع تفشي البطالة وندرة الأشغال وفراغ الوقت بين الشباب اليمني بسبب الفساد المنتعش في أوساط النظام السابق والمحسوبية والوساطة، بات الشباب يعيش حالة انعدام خيارات الحياة السليمة ولا يدري أي منطلق يختاره في حياته خصوصا وأن مرحلة الشباب تدل على الفتوة والقوة، والنشاط والحركة، والحسن والزيادة والنمو، والشباب هو ربيع العمر، فيها يتمتع الشخص بطاقة هائلة وقدرات جبارة وحيوية فريدة، وفعالية متحركة، وتفتح متقد، ويسيطر على الشباب العواطف الجامحة، والشهوات الغريزية في أوجها، بينما يكون النمو العقلي والفكري في بداية الطريق أو منتصفه، ومن بين هذه النظرة المتشائمة ينبثق نور الاستقامة والاستفادة من الوقت والعمر والشباب الناضج بالعمل على استغلال الوقت والجهد والعقل بالعلم والمعرفة والإفادة والاستفادة، بالعمل على الخير في الدنيا والآخرة.
ـ وجدت نفسي في فراغ كبير لا أدري ما أفعل
إن عملية الإصلاح والاستقامة هي ما تحاول الجمعيات الخيرية والمؤسسات التعليمية توفيرها للشباب، من ذلك مركز عدن للعلوم الشرعية الذي تبدأ معه قصة الشاب بسام محمد سعيد مسعود، في مقتبل ربيع العمر (27 سنة)، من أبناء مديرية المقاطرة محافظة لحج، وجد أيام عمره تمر أمام عينيه بعد أن تشتتت به السبل فقرر كما يقول هو "بعد إكمال الدراسة الجامعية بعون من الله وتوفيقه في كلية التربية مديرية صبر لحج تخصص فيزياء بدرجة البكالوريوس بامتياز، وجدت نفسي في فراغ كبير لا أدري ما أفعل فقررت الانتقال إلى مركز عدن للعلوم الشرعية".
إن مركز عدن للعلوم الشرعية مؤسسة علمية دعوية افتتحت قبل أربعة أعوام وتحتفل هذا العام بتخرج الدفعة الرابعة من الطلاب، جلسنا مع المتحدث باسم المركز يطلعنا عن الأهداف التي يسعون لتحقيقها مع الشباب فقال بشأنها: "أقمناه لاستهداف فئة من الشباب وهم من أكمل الدراسة الثانوية ويبقى أمامه سنة ليدخل الجامعة أو ممن تخرجوا من الجامعة".
إدارة المركز تعي العقبات والصعاب التي يتعرض لها الشباب في الحياة فتعمل على إرشادهم لطريق الصواب بتعليمهم عدة علوم شرعية على مدار سبعة أشهر منها حسب المتحدث "متون علمية في الفقه وأصول الفقه والقواعد الفقهية والعقيدة وفي المصطلح واستمررنا في الكثير من الدورات إلى أن جاءت الحرب وشلت كثيرا من قدراتنا وأعمالنا".
ـ لابد للإنسان من أخذ علوم دينه ودنياه
ويقول عن الخدمات التي يقدمها المركز: "عندنا سكن داخلي لهذه الفئة المستهدفة حيث يتقدم منهم كل عام العشرات لكننا نحتوي 32 طالب وغرضنا في السكن الداخلي ممن يأتي من خارج محافظة عدن نوفر له الطعام والكتب والمعلمين، ولا ننسى أنه بفضل الله أولا ثم بفضل بعض الخيرين أصحاب بعض المطاعم والتجار ممن يساعدوننا في توفير الغذاء على مدار سبعة أشهر، وكذلك عندنا في المركز طلاب من محافظة عدن نعينهم بتكاليف المواصلات".
نعود لصديقنا بسام مسعود الذي هاجر وترك أهله في مديريته باحثا على العلم والمنفعة على عكس كثير من الشباب فهو يهدف في حياته إلى "اكتساب علوم الدين لأنه لابد للإنسان من أخذ علوم دينه ودنياه فكان هدفي لدخول المركز الإفادة من العلوم الشرعية وعلوم الدين فهي من العلم الضروري".
ويقول بسام أن "في هذا المركز تتلمذنا على يد ثلة من المشايخ جزاهم الله خير الجزاء أخذنا منهم في العقيدة وأخذنا منهم في المصطلح وفي الفقه وفي المواريث والنحو وغيره واستفدنا منهم الكثير بارك الله لهم".
إلى أي مدى يستفيد الطلاب ويقبلون على التعلم، هذا في إجابة المتحدث عن المركز ودروس العلم الشرعي إن : "الطلاب يقبلون على المركز بشكل كبير حتى إننا في الأعوام الأولى لم نستطع تغطية كل طلبات القبول، وتفاعلهم مع الدروس كبير، بل وأفيدكم إن 90% من الطلاب ممن هم مبرزون في مدارسهم الثانوية ولدينا خمسة من الطلاب هذا العام من خريجين الجامعات بامتياز هم يريدون الاستفادة وتعرف أن فرص العمل شحيحة فيعملون على استغلال وقتهم بما فيه منفعتهم وخير الأمة".
ـ موانع التعلم والاستفادة عند الشباب كثيرة
في حوار لبرنامج التواصل مع علماء اليمن مع الشيخ عارف أنور نور دكتور في جامعة عدن كلية التربية وداعية وإمام مسجد قال فيه حول أهمية هذه المراكز العلمية لتقويم سلوك الشباب : "كثرة التعرض لدى الشباب للإعلام المفسد مقارنة بدخولهم للمسجد والمكوث فيه لأداء فرائض الله تعالى لا يتعدى الدقائق والاستماع لكلمة أو محاضرة أو خاطرة وكلام الله فيما يستمع في اليوم الواحد إلى كم هائل من الإعلام المفسد سواء كان مرئيا أو مسموعا وهو يفسد عليه دينه وأخلاقه بتلك الأفلام والمسلسلات الهابطة التي تدخل كل بيت وما تحمله من قيم متردية يتعمد نشرها بين شباب وفتيات الأمة الإسلامية لإبعادهم عن أخلاق الدين إذا لم تكن هناك قواعد صلبة للتربية ووازع ديني يحافظ على الأسرة بين أهلنا وأخواتنا وأبنائنا وزوجاتنا".
ويضيف الدكتور عارف إن:"مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت من الأسباب التي جعلت الشباب يستهتر بالوقت وأهمية التعلم فمن لم يحسن التعامل والتعاطي بحذر مع هذا الباب فإنه يفسد عليه أخلاقه وعلاقاته الاجتماعية ويفرض عليه عزلة افتراضية عن المجتمع الذي من حوله وهي مواقع مفتوحة لكل غث وسمين على مصراعيها وعندما تجد الشاب ينهمك فيها ويعيش عالم غير العالم الذي هو فيه فيكون الشاب في اليمن لكنه بعقله بعيد فتجده يغتر بما يتلقاه منها وهي من أقوى الأسباب التي تفسد علينا شبابنا وبناتنا مع الأسف الشديد".
ـ التعامل المحترم يذل الحجر
التلميذ الذي يحلم أن يصير معلما ذات يوم بسام محمد سعيد يقول إنه "يطمح إلى مواصلة الماجستير في الفيزياء بإذن الله تعالى"، وفي إجابته عن سؤال كيف كان تعامل المشايخ مع الطلاب فقد أجاب: " بصراحة تعاملهم يشكرون عليه في قمة الأخلاق والعلم تعامل فيه من الاحترام ما يذل الحجر، تعلمنا منهم كل سلوك رباني باحترام وتقدير الآخرين".
في الأخير تركنا له حرية تقييم درجة استفادته من المركز فقال "الحمد لله إلى درجة لا بأس بها إن لم نقل درجة عالية"، وهنا تدخل أحد المعلمين وقال: "هذا الطالب امتياز في كل المواد والسلوك والأخلاق".