متابعات: عبد الرحمن الجلبين
تحدث الشيخ عبدالله صعتر عضو هيئة علماء اليمن وعضو مؤتمر الحوار الوطني في برنامج مع علماء اليمن الذي يبث الساعة الثامنة من مساء كل خميس في قناة اليمن الفضائية عن ميزان التفاضل بين الناس في الإسلام، وقال: إن الله جعل أكرم الناس أتقاهم، وإذا أراد الناس أن يرتفع مقامهم فعليهم بتقوى الله، وقد جاء هذا الميزان في قوله: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. وهناك موازين أخرى كميزان الجهاد في سبيل الله، وقد جاء في قوله: { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً}، وميزان فضل أهل العلم مع الإيمان، كما قال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }، وميزان المسارعة في الخيرات والإنفاق في سبيل الله، قال تعالى: { لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا}.
والتفاضل بين الناس هو بمقدار العمل الصالح وليس بالأنساب، ولا بالألوان ولا بالمال ولا المنصب ولا بأي شيء آخر، والتفاضل هو في التقوى، والإنسان مكرم لقوله تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ }، وكل بني آدم مكرمون عند الله، وإن ما يذهب هذه الكرامة للإنسان هي أعماله، فالأعمال الصالحة هي التي تبقى على كرامة الانسان، وتقوى الله هي شرط في كل الناس وفي كل الأعمال لا بد من وجود التقوى والخوف من الله.
وعن ما إذا كان الانتماء بالأنساب يجعل بعض الناس مفضلين بعضهم على بعض، فقال: إن جميع البشر ينتمون الى آدم عليه السلام ولذلك لا فضل بين من ينتمون بالأنساب، ولذا قد يأتي النبي من والد كافر، كإبراهيم عليه السلام، وقد يأتي الكافر من أب مؤمن كابن نوح، والله تعالى يقول عن الانساب مبين ذلك: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ}. ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}.
كما تحدث عمن يقول يجب البحث في الزواج عن فتاة تكون من أصل عريق وقبيلة واهتمامهم بالطبقات مستندين بقول الرسول تخيروا لنطفكم فالعرق دساس، فقال: هذا فهم سقيم، والفهم السليم هو أنك تختار الفتاة ذات الدين والرسول تزوج بنت يهودي وتزوج بنت نصراني وتزوج ابنة مشرك، فهل نقول إنه لم يختر، والفهم السليم يتمثل في قوله: (تنكح المرأة لأربع لحسبها ودينها ومالها وجمالها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ويجب إرشاد الشباب لاختيار المرأة الصالحة ذات الدين.
وأشار إلى أن التنافس في تقديم الخير للبشرية جميعا واجب، ونشر العلم والتنافس السليم في ما يخدم الناس والخير في الدنيا للبشرية كلها والخير الذي في الآخرة هو للمؤمنين، والله سبحانه وتعالى قال {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، أي: لإنقاذ هذا العالم من الضلال وإقامة العدل بين الناس ولنشر المحبة والتأخير بين والناس والخير والعلم.
وأضاف أن التمييز ضد المرأة كان من قبل الاسلام ولم يأت الإسلام بتمييز، وكانت المرأة في وقت الرسول صلى الله عليه وسلم تخرج إلى الحرب ومنهن من بايع الرسول صلى الله عليه وسلم وكان النساء يصلين مع الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد بدون حتى ستارة، ومن المؤسف في الوقت الحالي أنه يوجد أولياء أمور من مدعي التحرر يسمحون لبناتهم ونسائهم بالذهاب إلى السوق أو تذهب للاحتطاب والرعي ويمنعها من أن تحضر درسا علميا أو تتعلم لتصبح فيما بعد طبيبة أو معلمة.
كما تحدث عن العصبيات التي دمرت الأمة الحالية وقال: إن العصبية الجاهلية هي العصبية التي تخالف الشرع، أما العصبية التي لا تخالف الشرع فهي مطلوبة كرعاية الأقارب لا حرج فيها كما هي في صلة الرحم، والإنسان عندما يقف ويعمل الخير مع أهله وإخوانه وأصحابه يعينهم ويساعدهم وينصرهم فلا حرج في ذلك، أما اذا تعصب للباطل في أي اتجاه أو نوع من أنواع الباطل سواء كان تعصبا مذهبيا، أم تعصبا للجنس، أم تعصبا للون، أم تعصبا مناطقيا، وأسوأ ما تجد التعصب للمناطق وهذا من أشد التعصب لأنه تعصب حيواني وهكذا التعصب الحزبي والتعصب القومي، وإنما الأصل أن تتعصب لأخيك بالحق، فإن كان الحق له تقف معه حتى يأخذ حقه، وإن كان الحق عليه تقف ضده حتى يقوم برد المظلمة.
وفي حديثه عن المذاهب والتعصب لها فقال: الأصل لكلمة مذهب: ما ذهب إليه عالم مجتهد في قضية تقبل الاجتهاد، وهناك قضايا لا تقبل الاجتهاد، وهي تقوم على دليل قطعي الثبوت وقطعي الدلالة، وهناك مسائل ظنية، والقرآن كله قطعي الثبوت، والمذهب لم يأمرنا ربنا باتباع مذهب معين، والمذهب رأي والعالم المجتهد يعمل باجتهاده، ويجب على ألا يقول إنه هو الفئة الناجية وما غيره على ضلالة. وتقديس الأشخاص كارثة لا ينبغي للرجل العاقل أن يفعل ذلك.
وعن من يدعون أنهم يذهبون إلى الحرب غصبا عنهم متعللين بذلك بأنهم يخافون من القتل أو الاعتقال أو قطع رواتبهم فقال: هذا كلام عار من الصحة وأعذار واهية كيف تدعي أنك مظلوم وأنه تم إجبارك وأنت تقذف بالدبابات إلى أوساط الأبرياء وتقنص الطفل والمرأة، إذا كنت مظلوما لماذا تقتل الناس؟! بإمكانك أن ترمي ألف طلقة ولا تصيب مدنيا واحداً، أما إنك تقتل الأبرياء وتدعي أنك من المغلوبين فأنت شيطان رجيم والله تعالى يقول: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.
كما تحدث عن من يفجرون بيوت الله ويفجرون بيوت الناس ودور القرآن الكريم فقال: هي ليست أبشع من القتل، والإنسان أكرم من الكعبة، والله لم يخلق السماوات والارض ويرسل الرسل وينزل الشرائع ويعد الجنة والنار إلا من أجل الإنسان، وقد يغفر الله للإنسان الذنوب لما بينه وبين الله، أما ما بينه وبين الناس فهذا لا يمكن أن يغفر الله له.
وفي ختام حديثه تحدث عن من يقومون بتفريق صف الأمة، وإيجاد الطبقات الاجتماعية وإثارة الفتنة والزج بالناس في الحروب والتحريض على القتل فقال: كل من دعا إلى ضلالة فله نصيبها ونصيب من عمل بهذه الضلالة وأوزارهم لا تنقص، والأتباع كل واحد يحمل وزر نفسه وهو يأخذ أوزارهم جميعا.
متابعات: عبد الرحمن الجلبين
تحدث الشيخ عبدالله صعتر عضو هيئة علماء اليمن وعضو مؤتمر الحوار الوطني في برنامج مع علماء اليمن الذي يبث الساعة الثامنة من مساء كل خميس في قناة اليمن الفضائية عن ميزان التفاضل بين الناس في الإسلام، وقال: إن الله جعل أكرم الناس أتقاهم، وإذا أراد الناس أن يرتفع مقامهم فعليهم بتقوى الله، وقد جاء هذا الميزان في قوله: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. وهناك موازين أخرى كميزان الجهاد في سبيل الله، وقد جاء في قوله: { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً}، وميزان فضل أهل العلم مع الإيمان، كما قال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }، وميزان المسارعة في الخيرات والإنفاق في سبيل الله، قال تعالى: { لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا}.
والتفاضل بين الناس هو بمقدار العمل الصالح وليس بالأنساب، ولا بالألوان ولا بالمال ولا المنصب ولا بأي شيء آخر، والتفاضل هو في التقوى، والإنسان مكرم لقوله تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ }، وكل بني آدم مكرمون عند الله، وإن ما يذهب هذه الكرامة للإنسان هي أعماله، فالأعمال الصالحة هي التي تبقى على كرامة الانسان، وتقوى الله هي شرط في كل الناس وفي كل الأعمال لا بد من وجود التقوى والخوف من الله.
وعن ما إذا كان الانتماء بالأنساب يجعل بعض الناس مفضلين بعضهم على بعض، فقال: إن جميع البشر ينتمون الى آدم عليه السلام ولذلك لا فضل بين من ينتمون بالأنساب، ولذا قد يأتي النبي من والد كافر، كإبراهيم عليه السلام، وقد يأتي الكافر من أب مؤمن كابن نوح، والله تعالى يقول عن الانساب مبين ذلك: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ}. ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}.
كما تحدث عمن يقول يجب البحث في الزواج عن فتاة تكون من أصل عريق وقبيلة واهتمامهم بالطبقات مستندين بقول الرسول تخيروا لنطفكم فالعرق دساس، فقال: هذا فهم سقيم، والفهم السليم هو أنك تختار الفتاة ذات الدين والرسول تزوج بنت يهودي وتزوج بنت نصراني وتزوج ابنة مشرك، فهل نقول إنه لم يختر، والفهم السليم يتمثل في قوله: (تنكح المرأة لأربع لحسبها ودينها ومالها وجمالها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ويجب إرشاد الشباب لاختيار المرأة الصالحة ذات الدين.
وأشار إلى أن التنافس في تقديم الخير للبشرية جميعا واجب، ونشر العلم والتنافس السليم في ما يخدم الناس والخير في الدنيا للبشرية كلها والخير الذي في الآخرة هو للمؤمنين، والله سبحانه وتعالى قال {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، أي: لإنقاذ هذا العالم من الضلال وإقامة العدل بين الناس ولنشر المحبة والتأخير بين والناس والخير والعلم.
وأضاف أن التمييز ضد المرأة كان من قبل الاسلام ولم يأت الإسلام بتمييز، وكانت المرأة في وقت الرسول صلى الله عليه وسلم تخرج إلى الحرب ومنهن من بايع الرسول صلى الله عليه وسلم وكان النساء يصلين مع الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد بدون حتى ستارة، ومن المؤسف في الوقت الحالي أنه يوجد أولياء أمور من مدعي التحرر يسمحون لبناتهم ونسائهم بالذهاب إلى السوق أو تذهب للاحتطاب والرعي ويمنعها من أن تحضر درسا علميا أو تتعلم لتصبح فيما بعد طبيبة أو معلمة.
كما تحدث عن العصبيات التي دمرت الأمة الحالية وقال: إن العصبية الجاهلية هي العصبية التي تخالف الشرع، أما العصبية التي لا تخالف الشرع فهي مطلوبة كرعاية الأقارب لا حرج فيها كما هي في صلة الرحم، والإنسان عندما يقف ويعمل الخير مع أهله وإخوانه وأصحابه يعينهم ويساعدهم وينصرهم فلا حرج في ذلك، أما اذا تعصب للباطل في أي اتجاه أو نوع من أنواع الباطل سواء كان تعصبا مذهبيا، أم تعصبا للجنس، أم تعصبا للون، أم تعصبا مناطقيا، وأسوأ ما تجد التعصب للمناطق وهذا من أشد التعصب لأنه تعصب حيواني وهكذا التعصب الحزبي والتعصب القومي، وإنما الأصل أن تتعصب لأخيك بالحق، فإن كان الحق له تقف معه حتى يأخذ حقه، وإن كان الحق عليه تقف ضده حتى يقوم برد المظلمة.
وفي حديثه عن المذاهب والتعصب لها فقال: الأصل لكلمة مذهب: ما ذهب إليه عالم مجتهد في قضية تقبل الاجتهاد، وهناك قضايا لا تقبل الاجتهاد، وهي تقوم على دليل قطعي الثبوت وقطعي الدلالة، وهناك مسائل ظنية، والقرآن كله قطعي الثبوت، والمذهب لم يأمرنا ربنا باتباع مذهب معين، والمذهب رأي والعالم المجتهد يعمل باجتهاده، ويجب على ألا يقول إنه هو الفئة الناجية وما غيره على ضلالة. وتقديس الأشخاص كارثة لا ينبغي للرجل العاقل أن يفعل ذلك.
وعن من يدعون أنهم يذهبون إلى الحرب غصبا عنهم متعللين بذلك بأنهم يخافون من القتل أو الاعتقال أو قطع رواتبهم فقال: هذا كلام عار من الصحة وأعذار واهية كيف تدعي أنك مظلوم وأنه تم إجبارك وأنت تقذف بالدبابات إلى أوساط الأبرياء وتقنص الطفل والمرأة، إذا كنت مظلوما لماذا تقتل الناس؟! بإمكانك أن ترمي ألف طلقة ولا تصيب مدنيا واحداً، أما إنك تقتل الأبرياء وتدعي أنك من المغلوبين فأنت شيطان رجيم والله تعالى يقول: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.
كما تحدث عن من يفجرون بيوت الله ويفجرون بيوت الناس ودور القرآن الكريم فقال: هي ليست أبشع من القتل، والإنسان أكرم من الكعبة، والله لم يخلق السماوات والارض ويرسل الرسل وينزل الشرائع ويعد الجنة والنار إلا من أجل الإنسان، وقد يغفر الله للإنسان الذنوب لما بينه وبين الله، أما ما بينه وبين الناس فهذا لا يمكن أن يغفر الله له.
وفي ختام حديثه تحدث عن من يقومون بتفريق صف الأمة، وإيجاد الطبقات الاجتماعية وإثارة الفتنة والزج بالناس في الحروب والتحريض على القتل فقال: كل من دعا إلى ضلالة فله نصيبها ونصيب من عمل بهذه الضلالة وأوزارهم لا تنقص، والأتباع كل واحد يحمل وزر نفسه وهو يأخذ أوزارهم جميعا.