جديد الموقع

الرئيسية

مقالات وحوارات

​"علمائهم وعلمائنا، وعامتهم وعامتنا"

​"علمائهم وعلمائنا، وعامتهم وعامتنا"

تاريخ النشر: السبت, 30 ابريل 2016 - 07:08 صباحاً | عدد المشاهدات: 1,695

بقلم الشيخ حمدي الحميري

قرأت وشاهدت كثيرا من مواقف علماء الشيعة وملاليها ومراجعها،  والتي تظهرهم بين أتباعهم ومحبيهم، وهم في قمة التبجيل،  والتوقير،  بل والتقديس، وهذا ما يعكس قوة شخصيتهم، وعظيم هيبتهم في نفوس أتباعهم، وتضحياتهم النادرة في طاعتهم؛ فنجد بأن جموعا غفيرة تحتشد خلف ذلك المجلل، وتتحرك بمجرد الإشارة بإصبعه، ونجد كذلك المثقف منهم، وطالب العلم المبتدئ إذا سئل في قضايا فقهية، أو عقائدية، تجده يرشدك مباشرة إلى علمائهم،  ومراجعهم ، بل وصل بهم الحال إلى أبعد من ذلك، وهو ارتباطهم العاطفي بعلمائهم الذي يفوق ارتباطهم بقيادتهم السياسية فإذا ما حدث تعارض في نازلة ما قدموا رأي علمائهم ومراجعهم على رأي قيادتهم السياسية. كل هذا وعلماؤهم وملاليهم ومراجعهم يأخذون منهم الخمس غصبا،  فيتصرفون به كما يريدون، ومع هذا لم نجد منهم من يتذمر على علمائهم، وقد أعطى هذا الزخم شيوخهم القدرة على النفوذ، والتغيير، وسلطة الأمر والنهي، وفرض إرادتهم على الآخرين، ومما ﻻ شك فيه أن في هذا المنهج تبعية تنسحق تحت وطأتها قيمة الفرد، وتلغي شخصيته، فتجعله بدون رأي، وﻻ اختيار،  سوى أن يهتف مع من هتف من ملاليه،  ويمشي مع تيارهم كالقطيع، هذا هو حال عامة الشيعة تجاه علمائهم وقدوتهم.

سوف أعرض عليكم بالمقابل مواقف عامة أهل السنة تجاه علمائهم، وقدوتهم، وخاصة في هذا الزمان المتأخر، فنجد بأن المثقف السني يكتب في بعض الصحف والمجلات والمواقع،  كثيرا من الإساءة، والتنقيص،  والتندر بالعلماء، حتى تصورهم بعض وسائل الإعلام بأنهم "دراويش- متخلفون – إرهابيون"، وكذلك نجد كثيرا من عامة أهل السنة يتحدثون عن عالم له قدره، ومكانته، فيبحثون عن عيب يلصقونه به، حتى وصل الحال ببعضهم وللأسف أنه عندما لم يجد في عالم عيبا أن يقول: مثلا" أحد أبناء العالم ليس صالحا أو بعض أهله سيئون.. ونحو ذلك. بل أن الأسوأ من ذلك أن تجد بعض طلبة العلم المبتدئين حين يتحدثون عن علمائهم ، نجدهم يقللون من شأنهم، ويحطون من قدرهم، هذا إن لم يكن قد تطاول عليهم، ورأى نفسه بأنه أحسن منهم، كل هذا وأكثر للأسف يحدث للكثير من علماء أهل السنة من عامة أتباعهم؛ مع أنهم يعطون وﻻ يأخذون، ويحاورون جموع الأمة وﻻ يتسلطون.

وآخر القول ليس مسلك عامة الشيعة تجاه علمائهم وملاليهم ومراجعهم مما يحمد أو يذم بكل حال؛ وكذلك ليس خذﻻن عامة أهل السنة لعلمائهم أيضا مما يحمد أو يمدح بكل حال،بل نريد منهم جميعا "التوسط " فلا ندعي لهم العصمة والتقديس كما يعتقد عامة الشيعة ، وﻻ ننسى فضلهم ومكانتهم كما يفعل الكثير من عامة أهل السنة، فحري بنا جميعا عامة أهل السنة أن نلتف حول علمائنا، نحمي ظهورهم، ونشد من آزرهم، ونمنحهم من التبجيل ما هم له أهل، فالعامة هم قوة العالم وسلاحه الذي تتضاءل أمامها قوة البندقية والمدفع الصاروخ، فإذا خذل العامة علمائهم صار اأمر إلى غيرهم من أهل السفه، وإذا تولى الأمر أهل السفه صارت أحوالنا إلى الخسران والبوار.

 

أضف تعليق