جديد الموقع

الرئيسية

مقالات وحوارات

​وصايا أيام الفتن

​وصايا أيام الفتن

تاريخ النشر: الأربعاء, 27 ابريل 2016 - 16:16 مساءً | عدد المشاهدات: 1,670

بقلم الشيخ معين بن عبد الرب

إن الواجب على أهل الإسلام كلما اشتدت بهم البلايا والرزايا أن يقوى تضافرهم، ويشتدَّ تناصرهم، لنصرة دينهم وحماية بلادهم، وأن يكونوا صفاً واحداً متعاضدين متساعدين متساندين، متعاونين على البر والتقوى، متناهين عن الإثم والعدوان، نابذين العداء والبغضاء، حتى يفوّتوا على العدو فرصته وبُغيته في زرع بذور التمزُّق وجذور التفرق، (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال) أخرجه مسلم [3236].

فرابطة العقيدة والدين رابطة عظمى، وآسرة كبرى، لها مقتضياتها وواجباتها، وتكاليفها وحقوقها الثابتة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، رابطةٌ تنكسر تحتها شوكة أهل الكفر والعدوان، وتنزاح أمامها قوى الظلم والطغيان، يقول تبارك وتعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصلاةَ وَيُؤْتُونَ الزكاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ويقول جل في علاه: (وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: (المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يدٌ على من سواهم) أخرجه أحمد [6691 ، 7012] وأبو داود [2371] وابن ماجه [2675] من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وصححه الألباني في الإرواء [2208].

ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكفّ عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه) أخرجه البخاري في الأدب المفرد [239] وأبو داود [4272] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه العراقي كما في فيض القدير (6/252) وكذا الألباني في صحيح الأدب [178].

فالمجتمعات الإسلامية على اختلاف أجناسها وألوانها وبلدانها بنيانٌ واحد وجسدٌ واحد، يسعدُ بسعادة بعضه، ويتألّم لألمه ومرضه، يجمعهم دين واحد هو دين الإسلام، وكتاب واحد هو القرآن، ونبي واحد هو سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، يقول صلوات الله وسلامه عليه: (من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تُخفروا الله في ذمته) أخرجه البخاري [378] من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) أخرجه البخاري (2266] ومسلم [4684] من حديث أبي موسى رضي الله عنه.

ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) أخرجه مسلم [4685] من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.

وفي لفظ له: (المسلمون كرجل واحد، إن اشتكى عينه اشتكى كلّه، وإن اشتكى رأسه اشتكى كلّه) رواه مسلم [4686].

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

المواقف الصحيحة عند الفتن للشيخ احمد علي معوضة

المواقف الصحيحة عند الفتن للشيخ احمد علي معوضة

مقدمة عن أضرار الفتن: يقول صلى الله عليه وسلم: «بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يمسي الرجل فيها مؤمناً ويصبح كا .. المزيد