جديد الموقع

الرئيسية

مقالات وحوارات

من يحتاج للبندول ليس كمن يحتاج أوكسجين ولماذا أبناء تعز لا يكسرون الحصار بسلسلة بشرية

من يحتاج للبندول ليس كمن يحتاج أوكسجين ولماذا أبناء تعز لا يكسرون الحصار بسلسلة بشرية

تاريخ النشر: الأحد, 13 مارس 2016 - 13:14 مساءً | عدد المشاهدات: 1,692

باوزير في حوار خاص: يجب الاهتمام بحاجات الناس الجميع يطالب والجميع يحتاج ونأسف للمنطلقات الفاسدة كالمصلحة والنفعية والحسابات الشخصية بين المسئولين

يكرس الأمين العام لمؤسسة العادل التنموية الخيرية، الشيخ علي عبد الرحيم باوزير حواره مع "برنامج التواصل مع علماء اليمن" للحديث بإسهاب عن الأزمات المعيشية والإنسانية التي يمر بها المواطن اليمني جراء الحرب الانقلابية بقيادة الحوثي والمخلوع، فضلا عن موقف العلماء والدعاة والمؤسسات الخيرية من الأوضاع الإنسانية، كما يتحدث عن الدور الاغاثي الذي تقدمة المشاريع والمؤسسات الخيرية، ويكشف أسرارا لأول مرة تقال وتنشر في وسيلة إعلامية عن الدور المشبوه والتلاعب في توزيع العمل الإغاثي والأطراف التي سعت إلى ذلك التلاعب.

الشيخ علي عبد الرحيم باوزير إمام وخطيب مسجد العادل والأمين العام لمؤسسة العادل التنموية الخيرية وهو أستاذ ومحاضر في جامعة العادل وأحد أعضاء مجلس أمناء الجامعة، يشرح الوضع الإغاثي في تعز والجهود المبذولة في هذا السياق، ويهاجم الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع بسبب الحصار والقتل الذي تفرضه على تعز، لكنه بموضوعية علمية وإنسانية يشرح ويوضح التقصير الحاصل من أبناء تعز ويضع لهم اقتراحات قد تساندهم أو على الأقل تسمح لهم بالتفكير بطريقة جديدة.

وفي هذا الخضم الذي أثيرت معه عديد من التساؤلات حول أداء الحكومة اليمنية الإغاثي والمؤسسات الدولية وجهود بعض الداعمين الدوليين بالتزامن مع ارتفاع أصوات الشكاوى المعبرة عن حاجة رفع مستوى الدعم الإغاثي نظراً للمطالبات المستمرة والملحة للمواطنين وتدهور الأوضاع يوماً بعد يوم، وفقا لكلام الدكتور علي باوزير، خصوصاً بعد زيادة المعوقات والصعوبات التي تعرقل جهود العمل الإغاثي، من هنا برزت ضرورة إجراء الحوار ووضع النقاط على الحروف، وللاطلاع على المزيد حول الوضع الحالي والمستقبلي للإغاثة ومعيشة المواطن ومدى إمكانية صمود الجهود الأخيرة لتلافي الانهيار ننقلكم مباشرة إلى التفاصيل..

ـ الجهود الإغاثية لا تفي بالغرض بحكم قلة الموارد والإمكانيات والمساعدات والتبرعات

*في ظل الأوضاع المعيشية والإنسانية المتردية التي يعيشها المواطن اليمني نتيجة الحرب الانقلابية التي شنتها الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع وانطلاقا منها أنتم كعلماء ودعاة ومؤسسات خيرية وتنموية ما الذي تقدمونه لمساعدة وإغاثة الناس ليتمكنوا من مقاومة الانهيار الحياتي والمعيشي؟

في بداية الحرب كانت المساعدات التي تقدم من المؤسسات الخيرية كبيرة جدا وأول ما تفشت الحرب في جميع محافظات اليمن ثم بعد أن حررت عدن بدأت المساعدات تقل مباشرة ومن هنا أصبح دور المؤسسات أقل من أيام الحرب الأولى وأصبحت المساعدات الاغاثية والإنسانية التي تقدمها اليوم تلك المؤسسات لا يفي بالغرض بحكم قلة الموارد والإمكانيات والمساعدات والتبرعات، لهذا ترى أن دورها مقيد أو محدود، ومع هذا نجد المؤسسات عملت بشكل كبير جدا واستطاعت تقديم أشياء ربما تفوق الإمكانات المتوفرة لها وهو بفضل الله عز وجل ثم بفضل العاملين فيها وتفانيهم وإخلاصهم في خدمة الناس واستشعارهم المسئولية أنهم في مرحلة صعبة وحاجة الناس للمساعدات فاستطاعت المؤسسات أن تصل إلى كثير من الأماكن والمحافظات وتقديم المساعدات بعدة طرق ووسائل ربما عجزت عنها الدول.

*هل يعني ذلك أن الدور الإغاثي الذي يقدمه العلماء عبر المؤسسات الخيرية والإنسانية في المرحلة الحالية سيقل أم هناك مشاكل أخرى؟

المؤسسات بشكل عام في الفترة الحالية تعاني هي أيضا من أزمات وضائقة كبيرة بسبب قلة المساعدات والمعونات وصعوبة التحويلات المالية، وهناك تضخيم إعلامي لبعض الأمور لم تكن بذلك القدر، فمثلا يقال أن هناك دولا أو منظمات تقدم مساعدات ضخمة وجبارة فصورت للخارج والداعمين أن الحياة عادت لطبيعتها والناس اكتفت، ذلك جعل كثير من الداعمين يرفعون أيديهم عن تقديم المساعدات لليمن وخصوصا عدن، فكان بعد التحرير من جماعة الحوثي والمخلوع أننا وجدنا شائعات توهم الناس في الخارج حول الأوضاع التي تحسنت وأن هناك دعما ومساعدات فانعكس ذلك على عمل المؤسسات الخيرية.

ـ منازل مهدمة وأثاث محروق وعجز المنظمات الدولية

*هنا يتبادر إلى ذهني السؤال عن دور المنظمات الإنسانية الدولية أين ذهب؟

حتى المنظمات الدولية عجزت وما استطاعت تقدم أي مساعدة إلا عبر المؤسسات الخيرية المحلية حتى الدولة نفسها عجزت وما استطاعت أن تفعل شيئا إلا عبر المؤسسات الخيرية وكانت تستعين بها كثيرا، والآن هذا الدور قل بسبب ما ذكرته لكم سابقا.

*في الحديث عن طبيعة المساعدات التي قدمتموها حتى الآن والتي يطلبها الناس ما هي أشكالها؟

المساعدات التي قدمت تنوعت ما بين إغاثات إنسانية وغذائية وأدوية وعلاجات ومساعدة لجرحى ومصابين، وأيضا توفير بعض الاحتياجات الأساسية مثل توفير الماء وتوصيل الكهرباء في بعض المناطق وترميم المنازل وتوفير الأثاث لبعض الأسر التي سرقت مقتنياتهم أو أحرقت وتهدمت وكان للمؤسسات خاصة دور كبير نستطيع أن نجعله الأساس في مساندة الناس، ذلك الدور كان فقط للجمعيات الخيرية، لم تكن هناك أي جهة أخرى تقدم للناس المساعدات وتوصل لهم المعونات غير المؤسسات الخيرية.

ـ الصعوبات مقابل الناس لأنهم معذورون بسبب شدة الحاجة لكن هذا أثر على قضية توزيع المعونات

*لكل جهد يبذل معوقات تقف أمام تنفيذه وانتم في مجال الإغاثة هل وجدتم معوقات صعبت عملكم وكيف كانت الصعوبات التي واجهتموها في عمليات توزيع العمل الإغاثي والمساعدات؟

الآن وسابقا تلك الصعاب متعددة فكما تعرفون الأوضاع الأمنية مضطربة ومختلة، ولا شك أنه ينعكس على ترتيب الأوضاع وترتيب العمل في جانب المساعدات وتوزيعها، أيضا هناك شيء مهم يرتبط بحاجة الناس حين تشتد يزيد من الضغوط علينا، فالجميع يطالب والجميع يحتاج وإذا لم تعط أحدهم تحصل مشاكل وتنشأ كثير من الخلافات وكانت تلك الصعوبات كبيرة إلى حد يصعب وصفها، غير أن الناس معذورون بسبب شدة الحاجة لكن هذا أثر على قضية توزيع بعض المعونات والمواد الغذائية والاغاثية، لكن بفضل الله تعالى ثم العاملين وفاعلي الخير استطعنا تجاوز كثير من العقبات والصعوبات. وهناك أيضا صعاب تتعلق بالمؤسسات الخيرية: لا تملك الإمكانات والأساسيات التي تسمح لها بالعمل كوسائل النقل وبعض الأجهزة والمقرات، وأعرف مؤسسات عملت دون مقرات بعد تهدم مبانيها، ومؤسسات أخذت مبانيها لكن لم تتوقف واستمرت تعمل في ظل هذه الأوضاع الصعبة ورغم المعوقات ...كذلك من الصعوبات المنظمات الدولية الفاعلة في المجال الإنساني لها شروط متحجرة ويصعب تنفيذها في مثل هذه الظروف فتعجز المؤسسات المحلية في توفير الشروط نتيجة الوضع فالأمر خارج يدها تماما، فتوقفت بعض تلك المؤسسات مما ضاعف الجهود.

ـ الدور الحكومي مؤلم نتيجة التجاهل والمساومات الفاسدة

*في معركة توفير المساعدات الإنسانية والتغلب على تلك الصعاب يجب أن يكون هناك دور للحكومة كونها المعني الأول بأحوال مواطنيها، اذكر لنا الدور الذي قدمته لكم الحكومة والتسهيلات للعمل الإنساني؟

إن الأمر المؤلم نوعا ما, ذلك التجاهل والتغاضي الواضح من بعض المسئولين والسلطات والأجهزة التابعة لها وعدم التقدير لدور المؤسسات الخيرية والإغاثية المحلية وعدم التعامل معها إلا من منطلقات فاسدة كالمصلحة والنفعية وحسابات شخصية بين المسئولين وفي كثير من الأحيان وجدت مساومات ومغالطات واضحة على الأعمال الاغاثية وهذه كانت مؤلمة للغاية لأن الوضع الإنساني في السابق أو الآن لا يحتمل هذه التصرفات. كل هذا من أجل تحصيل بعض المكاسب المالية والخروج بصفقات، ووصل الأمر أنهم عمدوا إلى اتهام بعض المؤسسات الخيرية بسرقة الإغاثات وأنها تأخذها وتبيعها بينما الحقيقة للأسف من كان يفعل ذلك هم جماعة من المسئولين أصحاب المصالح ويحاول إلصاقها بالمؤسسات الخيرية عبر وسائل الإعلام التي يمتلكون كثيرا منها وهذه كانت من المعوقات الصعبة للغاية فقد أثرت على سمعة العمل الإغاثي والمؤسسات الخيرية فشوهت سمعة تلك المؤسسات وهي بريئة وكان السبب أولئك تجار الحروب.

*بالنسبة للعمل الذي قمتم به حتى الآن على مستوى النطاق الجغرافي إلى أين امتد الدور الإغاثي الذي عملتم على إيصاله؟

نطاق المساعدات التي قدمتها المؤسسات الخيرية امتد إلى مناطق كثيرة في لحج وأبين والضالع هذه المناطق وصلتها مساعدات أيضا تعز وصلتها مساعدات وإن واجهتنا صعوبات متعددة ومعها لم يتوقف نقل المساعدات فحملت على الجمال وعلى الأكتاف فوق الجبال، رغم أنها كلفت مبالغا كبيرة وتطلبت جهودا خاصة وعظيمة وبفضل الله عز وجل نفذت العديد من المشاريع الخيرية في تعز منها إيصال الأوكسجين والتمر والدقيق، لقد شغلت مخابز في تعز في ظل هذه الأوضاع بجهود المساعدات وان كانت لا تفي باحتياجات أبناء تعز.

ـ الذي يحتاج الوجبة الثالثة في اليوم ليس مثل الذي يحتاج لوجبة واحدة

*إذن دعنا ننتقل للإغاثة في تعز وصعوبة نقلها وإدخالها مع اشتداد الحرب والمعارك والحصار النافذ من الحوثيين وعفاش على المدينة إلى أي درجة وصل العمل؟

تعز وضعها مختلف عن عدن أو أبين أو لحج لأن منافذها محدودة فعلى سبيل المثال عدن حين تم محاصرتها كانت المنافذ البحرية متنفس للحركة الإغاثية بين المديريات والمحافظات لنقل مواد الإغاثة والمساعدات أما بالنسبة لتعز فمشكلتها أن منافذها محاصرة عوضا عن محدوديتها ومحاطة بالجبال لهذا إيصال المساعدات لتعز يعوقه صعوبات مختلفة.

*ما الممكنات التي يفترض أن يقدمها العلماء والدعاة والمؤسسات الخيرية والاغاثية في سبيل إيصال المساعدات لتعز؟

المؤسسات الخيرية والمتبرعون منهم من تحرك وقدم الدعم فمن كان بمقدوره يفعل شيئا لا يتأخر فقد كثرت المسؤوليات والأعباء وتشعبت الأعمال وتعددت طرق الإغاثة والناس في كل مكان محتاجون وكل واحد يقول الآن (يالله) اكفي منطقتي والقريبين مني لكن من لديهم قدرة لا يبخل على إخوانه في تعز لأن الاحتياجات تتفاوت فالذي يحتاج الوجبة الثالثة في اليوم ليس مثل الذي يحتاج لوجبة واحدة في اليوم والذي يحتاج للبندول ليس كمثل الذي يحتاج للأوكسجين من أجل الحياة هناك أولويات في الاحتياجات ويقدم الأهم فالأهم .

*بالنسبة للوعود التي تقدمها الحكومة لنقل مساعدات لتعز ومساندة أبنائها هل تعتقد ستتحقق؟ ثم ما الدور الذي يجب أن يقوم به سكان تعز؟

ما يتعلق بتعز الآن يحتاج إلى جانب حكومي بالدرجة العاجلة يجب توفير اهتمام ومتابعة حكومية حقيقية لتعز والالتفات إليها بجدية، فقد كان في بعض التصريحات التي تقال وتلقى من هنا وهناك عن إيصال مساعدات فالحكومة والتحالف لهم الدور الأساس عبر الإنزال أو من البحر لأن لديهم قدرات متفوقة لا تمتلكها المؤسسات الخيرية، إذن الأهم هو الجانب الحكومي وإعطاءه الأولوية من حيث المساعدات الإغاثية. أما الجانب المتعلق بمن داخل تعز من أبناءها وشبابها مطلوب منهم حركة ومسؤولية أكبر فحين كنا تحت الحصار تحركنا بقوة وحققنا بعض الأمور التي تعتبر في تلك اللحظات من المستحيلات.

*عند هذه النقطة المهمة وهي آخر الأسئلة ممكن تعطيهم نصيحة وتوضح أكثر ما المطلوب من أبناء تعز في ظل الأوضاع هذه ؟

تعز فيها مخزون بشري وطاقة حية يستطيعون التحرك وفتح منافذ وتأمينها فقد رأينا شبابا وأطفالا يحملون المساعدات في الجبال على الأكتاف وهذا الجانب يحتاج إلى أعداد كثيرة من الكادر البشري، القضية تحتاج عملا وبذال واحتساب الأجر عند الله واستشعار المسؤولية ويتحرك الجميع لكسر الحصار بسلسلة بشرية تمتد على الجبال والمناطق ستساعد في نقل العمل الاغاثي والمساعدات.

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

حوار الإجابات الصريحة مع الشيخ حمدي الحميري: تعز المبتدأ والمنتهى في الألم الدائر والخلاف بسيط بين أبناء المقاومة

حوار الإجابات الصريحة مع الشيخ حمدي الحميري: تعز المبتدأ والمنتهى في الألم الدائر والخلاف بسيط بين أبناء المقاومة

مكره أخاك لا بطل..لسان حال الشعب والعلماء أساس معارك الفكر وهذه النقاط لا غنى عنها في طريق الاستقرار   ناقش برنامج التو .. المزيد
خطباء و أئمة عدن عين ساهرة لإغاثة أبناء عدن ومطالبات برفع حجم المساعدات الإغاثية في المرحلة القادمة

خطباء و أئمة عدن عين ساهرة لإغاثة أبناء عدن ومطالبات برفع حجم المساعدات الإغاثية في المرحلة القادمة

للخير أهله وللشر أهله.. هكذا تعلمنا من تجارب التاريخ ، نرى من يقتل ويزرع الفقر والجوع ويقود الحروب في سبيل السلطة وحب الغنيمة والا .. المزيد
في حوار ساخن مع الداعية عبد الله النعماني

في حوار ساخن مع الداعية عبد الله النعماني "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" والتغيير يحتاج إلى أدوات لا يملكها ا

------------------------------------ شخصية مثيرة للجدل لا تخاف لومة لائم، شجاع يقول الحقيقة كما هي لا كما يريد أهل الزيف والف .. المزيد