جديد الموقع

الرئيسية

مقالات وحوارات

حوار هام حول الأحداث التي تشهدها العاصمة المؤقتة :علماء عدن ضد القتل والاغتيالات

حوار هام حول الأحداث التي تشهدها العاصمة المؤقتة :علماء عدن ضد القتل والاغتيالات

تاريخ النشر: الخميس, 18 فبراير 2016 - 19:17 مساءً | عدد المشاهدات: 1,823

يستهدفون العلماء لأنهم محور اتزان المجتمع والجهود حثيثة والتحديات كثيرة وسنحارب أذرع المخلوع والحوثي

 

على أبواب العاصمة المؤقتة قبل أربعة أشهر كانت تقف نقاط المقاومة الشعبية تفتش الداخلين والخارجين، تقوم بمهامها الاعتيادية كجهة مسئوله عن الأمن، لم نلحظ أي تصرفات غريبة، كان الهدوء والروتين الاعتيادي لأي مدينة خارجة من حرب دموية هو السائد، المواطنون ذاهبون وعائدون بشكل طبيعي، كان السكون سيد المشهد، وبات المشهد اليوم عكس ذلك حيث نشطت الخلايا النائمة التابعة للمخلوع وميليشيات الحوثي وارتفعت وتيرة الاغتيالات التي يقدم عليها مسلحون مجهولون تستهدف ضباط أمن ورجال الدولة، تفشت الظاهرة إلى أن طالت عبثية الدم العلماء والدعاة الذين مثلوا حجر الزاوية في الحفاظ على أمن واستقرار المجتمع رغم ما مرت به من حرب شعواء شنتها آلة الحرب التابعة للحوثي والمخلوع، ورغم ما أصاب مؤسسات الدولة من انهيار تام، إلا أن الوازع الديني قد مثل عنصر الاستقرار الأبرز وهو الوازع الذي كان يتغذى من خلال أولئك العلماء والمرجعيات، وبدا اليوم أن استهدافهم هو سلوك منظم لاستمرار سيناريو الفوضى التي فشلت حرب الانقلابيين في تثبيته.

برنامج التواصل مع علماء اليمن يولي أهمية بالغة لحياة المواطنين، وثابر بشكل حثيث لمعرفة أسباب تفشي الظاهرة التي طالت العلماء والدعاة، لم يوجه انتقادات أو اتهامات لأي جهة، أخذاً بالموضوعية معيارا أعلى يقصد منها السعي خلف التدهور الأمني في عدن، بعد مرور ما يزيد عن نصف عام، في الوقت الذي تتداخل فيه العوامل والأسباب بين عوامل اجتماعية وسياسية وأمنية، يشرحها ويكشف أبعادها الشيخ أحمد شعفل، عالم شرعي وإمام وخطيب منذ العام 96م إلى اليوم، تنقل بين عدة مساجد 6 سنوات في لودر ثم 10 سنوات في عدن مديرية القلوعة وأربع سنوات في مدينة إنماء في مسجد سعد ابن أبي وقاص، مشارك في عدة دورات كدورة ترشيد الخطاب الديني المعتدل الذي أقامته إدارة الأوقاف بعدن بالتنسيق مع وزارة الأوقاف بصنعاء والذي أقيم لمدة أسبوعين في حضرموت عام 2004-2005، حالياً يعمل أمينا عاما لرابطة أهل الحديث بعدن وعضواً في مجلس الأمناء لمؤسسة نداء عدن الدعوية الخيرية، أجرينا معه حواراً ذا مضامين مهمة، ولكي تتضح الصورة أكثر حول تلك الأحداث ننتقل إلى الحوار...

ـ استغلال الشباب واغتيالات تطال المقاومين من علماء ومقاومة

*إن غياب الأمن من أكثر القضايا التي تثير القلق في نفس أي مواطن فالأمن بالنسبة للجميع دون استثناء مصدر سكينة واستقرار وهو اليوم غائب عن عدن فما الذي يجري في العاصمة المؤقتة؟

>> إن ما يجري من قتل واغتيالات لرموز الدولة وقادتها وقادة المقاومة ورجال الدين العلماء إن هو إلا من أعظم أسباب زعزعة الأمن والاستقرار ونحن كل يوم نفجع بقتل شخص هنا وهناك حتى فوجئنا في الفترة الماضية بسلسلة اغتيالات ممنهجة بدءا من اغتيال الأخ الشهيد جعفر محافظ عدن السابق رحمة الله تغشاه وانتهاء باغتيال قائد في قوات المقاومة الشعبية ورمز من رموز العلم والدين الشيخ الشهيد راوي رحمة الله تعالى وغفرانه تغشاه الذي بذل جهدا لا ينكره أحد في دحر الميليشيات وتحرير عدن من الانقلابيين.

*يعد الأمن والاستقرار شيئين أساسيين في حياة المواطن كي يعيش بشكل طبيعي وطمأنينة ويمارس الأنشطة اليومية على أكمل وجه فأين الخلل القائم في عدن؟

>> الخلل في وجود فراغ أمني يحتاج إلى تعاون من الجميع ويعتبر البطء الشديد في دمج المقاومة بالجيش من أسباب تردي الوضع وتصعيد حالة من الاحتقان لدى فئة من شباب المقاومة الذين تم استغلالهم في بعض الأعمال التي تؤدي بدورها لزعزعة الأمن العام، وأيضا يكمن الخلل في وجود جماعات مسلحة امتهنت الرعب بين الناس.

 

ـ العلماء قادة في جبهات القتال في الصفوف الأولى

*ما موقف علماء عدن ودعاتها وخطبائها من كل تلك الأحداث وكيف تعلقون عليها؟ ما هو الموقف الشرعي مما يحدث؟

>> علماء عدن ودعاتها وخطباؤها دورهم دعوي توجيهي ووعظي وذلك عبر المنابر والخطب بالتحذير من الفساد والقتل وإصدار البيانات التي تدين أعمال العنف وإثارة الفوضى وهناك دور خاص لبعض مشايخ ودعاة عدن بالدخول كلجان وساطات بين الدولة وبعض الجماعات المسلحة كما حصل في حادثة ميناء عدن بالمعلا وجولة كالتكس في الشهر الفائت؛ فقد قام بعض المشايخ حفظهم الله بدور في غاية الأهمية في هذا الوقت الراهن أمام فترة وجود الحوثة في عدن فقد كان كثير من هؤلاء المشايخ قادة في جبهات القتال وفي الصفوف الأولى حتى إننا فقدنا منهم خيرة المشايخ، ومنهم على سبيل الحصر لا الإيجاز الشيخ ضياء باسندوة والشيخ هيثم والشيخ عبدالرحمن قنان وغيرهم الكثير الذي لا يتسع المقام لذكرهم ندعو الله تعالى لهم بالرحمة والمغفرة.

ـ الفوضى نتيجة حرب الانقلابيين لأسباب مقصودة

*إلى أي درجة تعتقدون أن حرب الميليشيات الانقلابية لها الأثر الأكبر على الأمن والاستقرار في عدن والى أي درجة وصلت؟

>> أعتقد أنهم سبب انتشار ذلك الفراغ الأمني الموجود حاليا، فلا شك ولا ريب أن الميليشيات الحوثية وعصابة صالح قد أثروا سلبا في أمن واستقرار المناطق والمحافظات الجنوبية أو الشمالية التي شنوا حروبهم بهدف السيطرة عليها وبشكل خاص في مدينة عدن العاصمة المؤقتة، وهدفهم من ذلك إشاعة الفوضى واعتقال الأبرياء وقتل شباب المقاومة الذين خرجوا للذب عن دينهم وعقيدتهم وأرضهم من العدو الغاصب، وهذا ما ولد عند أهالي هذه المدينة نوعا من العنف وطلب الثأر ما ساعد وأسهم في فقدان الأمن والاستقرار، كما أن تدمير المنشآت والمرافق الحيوية وأهمها الأمن أثر بشكل بالغ، ولا أنسى ذكر السبب الرئيسي والأهم في عدم استقرار الأمن الذي يرتبط بالأيادي المأجورة التي لا تزال تدين بالولاء للمخلوع وتسعى لإقلاق الأمن والسكينة بالقتل والاغتيالات.

*تعتقد أن هذه فقط هي الأسباب أم هناك قضايا أخرى يجب ذكرها كالوضع المعيشي للمواطنين ؟

>> أيضا يوجد ملف الجرحى الذين أصيبوا في الحرب وبعضهم لم يجد علاجا إلى اليوم هو أيضا سبب أربك الأمن والاستقرار وإذا انعدم يترتب عليه آثار نفسية واجتماعية تنعكس علی المواطن كالجوع وفقدان القوت اليومي والهلع والخوف، صحيح أن الأرزاق بيد الله تعالی ولكن الاستقرار هو العمل الأساسي لوفرة الرزق والتكافل الاجتماعي فهو يوفر السلامة من الأخطار.

 

ـ العلماء محارب أصيل للقتل وسفك الدماء بالخطاب الديني المؤسس على كلام الله تعالى

* كيف يمكن أن يسهم الخطاب الذي يوجهه العلماء والدعاة في محاربة الاغتيال والقتل كظاهرة يرفضها الإسلام؟

>> في اعتقادي أن الخطاب الذي يوجهه العلماء والدعاة قد أسهم بشكل كبير جدا وذلك لأن مجتمعنا بطبيعته مجتمع محافظ متدين تؤثر فيه الكلمة الشرعية التي يؤسسها كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وليس هناك أدل على هذا مما حصل أيام الحرب، فالناس ما هبت ولا تحركت بشكل كبير إلا بعد أن نادى الخطباء والأئمة في المساجد بالجهاد ودفع الصائل الباغي فخرج الناس من المساجد، وكان ترتيب الجبهات يتم في المساجد، واستقبال المواد الإغاثية في المساجد؛ حتى كان المسجد في فترة الحرب يقوم بدور الدولة بغير مبالغة، وهذا يدل على ثقة الناس بالعلماء والخطباء والدعاة.

*هل الدور هذا سيتكرر اليوم في محاربة القتل وسفك الدماء؟

>> لو قمنا بالبناء على ذلك فعلى خطاب العلماء المتزن دور كبير في تصحيح كثير من الممارسات الخاطئة ولكن هناك بعض الشواذ الذين يصطادون في الماء العكر بل ويعكرون الماء ليصطادوا فيه وهم قلة سينتهون بإذن الله لأن الحق غالب بلا شك.

 

ـ جهود حثيثة والتحديات كثيرة وسنحارب أذرع المخلوع

*لتثبيت الأمن والاستقرار في المجتمع يجب بذل جهود شاقة، من نظرتكم كعلماء ودعاة وخطباء ومراقبين للوضع هل لحظتموها ؟

>> توجد جهود مشكورة تبذل اليوم من قيادة المحافظة، أعني المحافظ عيدروس الزبيدي والأخ مدير الأمن شلال علي شايع لسد هذا الفراغ ومحاولة معالجة الوضع وضبط الأمن وملاحقة المتسببين في زعزعته، والحقيقة هذا الجهد جيد إلا أنه يحتاج إلى وقت كبير وتعاون من قبل جميع أبناء عدن مع رجال الأمن للحفاظ على أمن المدينة واستقرارها فالتحديات كثيرة ولا تزال أذرع المخلوع التي زرعها خلال فترة حكمه في كل مكان تعبث بمقدرات الوطن وأبنائه، لكننا بإذن الله سننتصر بثقتنا بالله أولا، ثم بجهود قيادتنا ممثلة بالأخ رئيس الجمهورية والأخ المحافظ والأخ مدير الأمن وكافة الشرفاء من أبناء هذه المدينة الطيبة، وإنما النصر من الصبر وإن الفرج بعد الكرب وإن مع العسر يسرا .

*نحن نبحث معكم كعلماء ودعاة عدن سبل إيجاد حلول كونكم شريكا أساسيا في إدارة الحياة العامة للناس فما هي الحلول التي تقترحونها لتثبيت الأمن والاستقرار؟

>> الحل يكون في الجهود المخططة والمرسومة بعناية بهدف الاستقرار وتثبيت الأمن بأمور يمكن ذكر أهمها :

ـ بسط الدولة نفوذها والضرب بيد من حديد على رؤوس العابثين المعتدين فإن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن فلا بد من قوة مع الأمانة (إن خير من استأجرت القوي الأمين).

ـ نزع السلاح من أيدي الجماعات ومحاربة مظاهر التسلح غير المبرر ومن أراد أن يتسلح فليذهب إلى جبهات القتال.

ـ تكثيف الحملات توعية في وسائل الإعلام والصحافة حول حرمة الدماء وواجب التآخي والتعاون.

ـ تفعيل دور العلماء والدعاة وإبرازهم للناس كقدوة.

 

ـ العلماء صمام أمان الأمة ويجب تمكينهم لأن كلامهم مسموع

*في سعي العلماء والدعاة لإسناد دور الدولة في تثبيت الأمن والاستقرار في هذه المرحلة من تاريخ الأمة خصوصا أنكم شريحة مهمة ومؤثرة ماذا ستقدمون؟

>> في طريق الأمن والاستقرار كان وما يزال للعلماء والدعاة دور مهم فهم صمام أمان الأمة وهم أهل الصلاح فيها ولهم كلمة مسموعة عند الناس وتأثير كبير في التحذير من القتل والفساد وإثارة الفوضى، فهم للناس كالنجوم للسماء فكما أن النجوم في السماء يهتدي بها الناس فكذلك العلماء هم نجوم الأرض وذهاب العلماء معناه نقصان الأرض ونقصان بركتها وخيرها، قال تعالى (أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ)، قال علماء التفسير نقصان الأرض من أطرافها ذهاب العلماء، وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الناس ولكن يقبضه بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جاهلا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) وهذا هو سبب الخلط والخلل وجود رؤوس جهالة يتكلمون باسم الدين فأضلوا كثيرا من الشباب.

*ما الذي يجب ان يحصل عليه العلماء والدعاة لإسنادهم في هذا الدور؟

>> ينبغي أن يحصل العلماء والدعاة على الاهتمام والدعم الإعلامي والعمل على إبرازهم للناس ونقل كلماتهم وأصواتهم وخطبهم عبر وسائل الإعلام الرسمية والخاصة وإجراء اللقاءات معهم التلفزيونية والصحفية والإذاعية وبرامج حوارية لمناقشة هذه الأوضاع من منظور الشرع كي نساعد الناس على طريق الاستقرار وتحديد اختياراتهم الصائبة في دعم الأمن والدولة ويعرفون بمن يثقون.

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

العريفي : استضافة 150عالم من علماء اليمن من مختلف المذاهب للحج

العريفي : استضافة 150عالم من علماء اليمن من مختلف المذاهب للحج

أكد المشرف على برنامج التواصل مع علماء اليمن بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ محمد بن عبدالواحد العريفي بأنه ا .. المزيد
علماء يمنيون خلال لقائهم

علماء يمنيون خلال لقائهم "آل الشيخ": المملكة كانت وستبقى عمق اليمن الإستراتيجي

التقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، يوم الأحد الموافق 9 ذو الحجة للعام 1444هـ بم .. المزيد
علماء اليمن يشيدون ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة

علماء اليمن يشيدون ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة

أشاد عدد من علماء اليمن بجهود برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تشرف عليه الوزارة، ودوره في تعميق رواب .. المزيد
أمسية لبرنامج علماء اليمن في تعز تناقش المآسي التي يصنعها الحوثي في رمضان

أمسية لبرنامج علماء اليمن في تعز تناقش المآسي التي يصنعها الحوثي في رمضان

نظمت وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة ببرنامج التواصل مع علماء اليمن، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد بالجمهورية اليمنية، أمس، ندوة .. المزيد