جديد الموقع

الرئيسية

مقالات وحوارات

من دعائم الطغيان "1" تـــجــهـيـل الأجيال

من دعائم الطغيان "1" تـــجــهـيـل الأجيال

تاريخ النشر: الجمعة, 11 ديسمبر 2015 - 14:55 مساءً | عدد المشاهدات: 1,618


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وبعد لقد كان الهدف من بعثته عليه الصلاة والسلام إنقاذ المجتمع الذي تفشت فيه الفاحشة وانتشرت فيه الرذيلة واخذ القوي حق الضعيف وعبد الناس بعضهم بعضاً وساد الجهل وغاب العقل عندها، بعث الله نبيه ورسوله لينقذهم بالعلم ويزكيهم بالإيمان والمعرفة قال تعالى (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين )، بل لقد افتتحت شريعة النبي صلى الله عليه وسلم بالحث على العلم والتعلم فأول ما نزل من الوحي قوله تعالى ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) ، لقد كان محاربة الجهل وتنوير الناس بالعلم من أهم أولوياته عليه الصلاة والسلام فقد قال عليه الصلاة والسلام (من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً او يعلمه كان له كأجر حاجٍ تاماً حجته )،و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله وملائكته وأهل السموات وأهل الأرض حتى النملة في جحرِها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير )، فالمعلوم ان الاستبداد والطغيان لا ينشأن إلا في المجتمعات التي يسودها الجهل وهذا ما نشاهده اليوم في كثير من المجتمعات العربية والإسلامية وأخص بالذكر مجتمعنا اليمني .
لقد كان من أهداف الثورة اليمنية القضاء على الأمية وعلى الجهل، ولكن للأسف لم يمنح الشعب هذا الحاكم المستبد وقتاً طويلاً في الحكم سوى الجهل، فقد عمل المخلوع علي صالح كل السنون الماضية على تجهيل الأمة اليمنية، نعم لقد انتشرت في عهده المباني التعليمية ولكنها أفرغت من محتواها وسارت في غير أهدافها، فصرنا نرى أبناءنا من خريجي الثانوية بل والجامعات لا يستطيعوا أن يجيدوا اللغة العربية بل وأقول أيضا القراءة والكتابة ، وعندما ننظر إلى الجماعة الانقلابية الحوثية التي خرجت من جبال مران ندرك أن نتائج الجهل كارثية على المجتمعات فهذه العصابة الانقلابية خرجت من واقع الجهل ، فانظر إلى قادتها سترى عجباً كيف لرجلٍ لم يكمل دراسته أن يحكم الأمة كلها، وهذه من علامات الساعة التي اخبرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم قال: عليه الصلاة والسلام (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قالوا وكيف إضاعتها يا رسول الله، قال : إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) ،إن هذه الجماعة المتمردة ليست صناعة اللحظة بل هي نتاج ثلاثين عاماً من سياسة تجهيل الأجيال ،لذا فإننا نرى هذه الجماعة قد أعلنت حربها على العلم من أول ظهور لها
فلقد بدأت معركتها بإخراج طلاب العلم الشرعي من دار الحديث في منطقة دماج هذا الصرح الذي كانت أفئدة الناس تأوي إليه من كل مكان . وكان مفخرةً لليمنيين قاطبة، ثم انطلقت بعد ذلك لتدمير وتفجير دُور القران الكريم ومراكز العلم في عمران وأرحب وصنعاء وغيرها من المحافظات، ثم احتلت جامعة الإيمان، الجامعة التي تخرج منها العلماء وكانت محل إعجاب الأمة العربية والإسلامية قاطبة، ثم بعد ذلك احتلت هذه العصابة المتمردة مدارس التعليم والجامعات وحولتها إلى ثكنات عسكرية، ولا غرابة في ذلك لان الجهل عدو العلم وهذه العصابة الانقلابية ما هي إلا ناتج من نواتج سياسة تجهيل الأجيال التي اتبعها المخلوع صالح طيلة فترة حكمه لذلك نقول أن أهم معركة تواجهنا بعد التخلص من هذه العصابة المتمردة هو بناء الإنسان معرفياً وعلمياً وسلوكياً حتى نستطيع أن نقضي على أي طغيان أو استبداد في المستقبل والله الموفق ..
بقلم /عبدالحق قائد سعيد الشجاع

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

برنامج التواصل مع علماء اليمن ينظم ندوة

برنامج التواصل مع علماء اليمن ينظم ندوة "المراكز الصيفية الحوثية وخطرها على الأجيال اليمنية"

نظمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة ببرنامج التواصل مع علماء اليمن، اليوم الخميس الثاني من ذي القعدة 1443هـ الموافق .. المزيد