جديد الموقع

الرئيسية

أخبار وتقارير واستطلاعات

الصحافة في زمن الانقلاب الحوثي .. من حرية القمع والاعتقال إلى همجية القتل والاغتيال

الصحافة في زمن الانقلاب الحوثي .. من حرية القمع والاعتقال إلى همجية القتل والاغتيال

تاريخ النشر: الجمعة, 11 ديسمبر 2015 - 14:30 مساءً | عدد المشاهدات: 1,584

-----------------------
(
خاص)
قال له مدير إحدى وسائل الإعلام: طلبت منك إعداد تقرير عن الحريات الصحفية، وإلى اليوم مر أسبوعان ولم تكفيك لعمل تقرير بشكل مميز! أجاب الصحفي ، أستاذ “أعط لي صحفيا شجاعا يملك قدرة لكشف نفسه في صنعاء ويخرج الشارع حاملاً ميكرفون وكاميرا تسجيل ، يعمل مقابلات أو لقاءات مع مواطنين..، أستاذي، صنعاء صارت شبكة عنكبوتية حوثية يقع في شراكها كل صحفي ، صنعاء تشبه اليوم أخطبوطا مرعبا، ففي كل شارع وحي تنتشر عناصر الميليشيات الحوثية، وأعينهم ترقب الآخرين بتفحص ، صنعاء يا سيدي لم تعد بيئة صالحة للعمل الصحفي والإعلامي على الإطلاق”.
لم نجد مدخلا أكثر محاكاة للواقع الصحفي والإعلامي كالحوار الذي دار بين الصحفي ومديره، هو حوار حدث بالفعل، فالصحفي متخوف يخشى الموت في أحد مخازن سلاح الميليشيات ويخاف أن تتعرض كرامته للانتهاك في المعتقلات، فصنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين حذفت من قاموس التعامل الميليشاوي مصطلحات “حرية الكلمة، وحرية الصحافة والإعلام” ، ثم حولتها إلى محنة وتهمة تشبه في ظل انقلاب الميليشيات – مس شيطاني – يطارد صاحبه حتى الموت ، كذلك أن تكون صحفيا في صنعاء وما حولها، تطاردك الميليشيات وتعتقلك وتختطفك وتنتهك كرامتك في معتقلاتها ثم تموت أو يتم التضحية بك في موقف ينم عن مدى الحقد الذي وصلوا اليه ووضعك حاجز صد أمام غارات التحالف العربي على مخازن الأسلحة ، تضحي بك الميليشيات من أجل بقاء الانقلاب.
في عموم السياق والحديث عن الحريات الصحفية نستدل بتقرير حقوقي أصدرته نقابة الصحفيين اليمنيين يوم الاثنين 8-سبتمبر 2015م ، بعنوان الحريات الصحفية خلال النصف الأول من العام الجاري ،ﻭﺃﻛﺪﺕﻧﺘﺎﺋﺞﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أن هناك ﺗﺪﻫﻮﺭاﺣﺎﺩاﻟﻠﺤﺮﻳﺎﺕﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ والإعلامية ﻓﻲﺍﻟﻴﻤﻦ، ﺗﻀﻤﻨﺖ استنتاجات ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮﺍﻟﺮﺋﻴس الذي أعدته نقابة الصحفيين الآتي: ( مقتل عشرة صحفيين، اختطاف واعتقال ومحاكمة 50 إعلاميا، 13صحفياً في المعتقلات، ﻧﺰﻭﺡﻋﺸﺮﺍﺕﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦﺇﻟﻰﻗﺮﺍﻫﻢﺃﻭﺧﺎﺭﺝ البلاد، 48 ﺣﺎﻟﺔﺍﻗﺘﺤﺎﻡﻟﺼﺤﻒ وإذاعات، 21 ﺣﺎﻟﺔﺗﻬﺪﻳﺪﻭﻣﻀﺎﻳﻘﺎﺕﻭﺣﻤﻼﺕﺗﺸﻬﻴﺮﻃﺎﻟﺖﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦﻣﻊﺍﺗﻬﺎﻣﻬﻢﺑﺎﻟﻌﻤﺎﻟﺔﻋﻠﻰﺧﻠﻔﻴﺔﻋﻤﻠﻬﻢﺍﻟﺼﺤﻔﻲأﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻋﻦﺁﺭﺍﺋﻬﻢ، ﻭﺻﻠﺖﺣﻤﻼﺕﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ إلى ﺗﻮﺯﻳﻊ منشورات ﺗﺘﻀﻤﻦﺻﻮﺭﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ وأسماءهم ﻭﻋﺮﺿﻬﺎﻋﻠﻰﻧﻄﺎﻕﻭﺍﺳﻊﻓﻲﺻﻨﻌﺎﺀ، 8 حالات إيقاف ﻋﻦﺍﻟﻌﻤﻞﻭﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺑﺎﻟﻔﺼﻞ وإيقاف ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐﻣﻦﻗﺒﻞﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ، ﺗﺄﺛﺮﻣﺌﺎﺕ الإعلاميين ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦﺑﺎﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻛﺔﻣﻦﺍﻟﺪﻭﻟﺔ بالأسباب ﺫﺍﺗﻬﺎ في” ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﻛﺎﻟﺔﺳﺒأ، ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻥﺍﻟﻴﻤﻦ، إذاعة ﺻﻨﻌﺎﺀ”، 16 ﺣﺎﻟﺔ إيقاف ﺻﺤﻒﻭﻭﺳﺎﺋﻞﺍﻹﻋﻼﻡﻭﻣﺼﺎﺩﺭﺍﺕﻣﻌﺪاﺗﻬﺎ، 9 ﺣﺎﻟات إغلاق ﻟﻤﻜﺎﺗﺐﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔﻭﺣﺠﺐ 33 ﻣﻮﻗﻌﺎﺍﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺎً ) ﻭﻭﻓﻘﺎﻟﺘﻘﺮﻳﺮﻧﻘﺎﺑﺔﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ، ﺗﺘﺤﻤﻞﺟﻤﺎﻋﺔﺍﻟﺤﻮﺛﻲﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ الأساسية ﻟﻬﺬﻩ الانتهاكات ﺑﺤﻖﺣﺮﻳﺔﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ.
تلك صورة من هجمات الحوثيين شديدة الهمجية المتعارضة مع تعاليم الشريعة الإسلامية الحنيفة ومع الأعراف والقوانين، فيظل الصحفي يحارب تلك الهمجية الحوثية بالكلمة والقلم والدفاع عن الحرية في وجه الميليشيات التي تريد للكلمة أن تصاغ ويتم تفصيلها كما يحلو وينسجم مع التمرد الحوثي الذي يستخدم مختلف أساليب الإرهاب، لكن يبقى أمام الصحفي اليمني المقاومة والتزام الوطنية نهج للدفاع عن القضايا وكشف الميليشيات ومجابهة المخاطر والضغوط بحكم الموقع الذي قضت ظروف النضال أن نتصدرها، فما هو حكم الاختطافات للصحفيين في الشرع والقانون؟ وما هي تأثيراتها على المجتمع الإسلامي؟ وما موقف الشريعة الإسلامية في محاربه الفكر؟.
يحدثنا الدكتور أحمد مفضل خطيب وامام مسجد وماجستير في القضاء الإسلامي قائلا: “الاختطاف بشكل عام للصحفيين أو لغيرهم من الظلم الذي هو عدوان على بريء وهو من أشد أنواع الإرهاب وبث الرعب في المجتمعات والنبي بعث صلى الله عليه وسلم – إلى الناس كافة قال الله -عز وجل-: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً)، وقال – سبحانه-: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً).
وفي موقف الشريعة الإسلامية من محاربه الفكر، يضيف فضيلة الدكتور أحمد مفضل:” أما بالنسبة لموقف الإسلام من التفكير فقد جاء الإسلام ليمنح الناس حرية الحقوق .. فالحرية منحة منحها الإسلام لناس دون طلب منهم احتراما لهم. فمنحهم حرية التفكير، وحرية العلم، وحرية الرأي والقول والنقد والتعبير، وحرية الاعتقاد، والتدين، وحرية التصرف بما لا يؤذي أحدًا، حرية التملك بالشروط والقيود المشروعة، بدون ضرر ولا ضرار. . فهذه هي القاعدة العامة في الإسلام: ” لا ضرر ولا ضرار “. فأي حرية ترتب عليها ضرر لنفسك، أو ضرر لغيرك، يجب أن تمنع، ويجب أن تقيد في هذه الحالة فإن حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية غيرك. أما حرية الفسوق، التي ينادي أصحابها أن يكونوا أحرارا لإفساد أديانهم وأبدانهم وأموالهم وعقولهم وأعراضهم… فهذا انحلال وتسيب لا تستقيم معه حياة”.
ويؤكد الشيخ الخضر بن حليس اليافعي أن الإلغاء والإقصاء للآخر هو السبب فيقول: الاختطاف أسلوب يعبر عما يدور في عقل صاحبه من ثقافة إلغائية للآخرين وإقصائهم عن الحياة إنها نفس الثقافة التي قالها الأخ لأخيه (لأقتلنك) عندما ضاقت حياته بنجاح أخيه فلم يجد حلا سوى أن يلغيه ويقصيه بالضبط كما فعل إخوة يوسف عليه السلام (اقتلوا يوسف أو اطرحوه ارضا)، إن ثقافة الاختطاف هي مصادرة للحق وسلب للحقيقة وانتهاك للحقوق. وما يقومون به من هذا الأسلوب هو أسلوب شائن لإخفاء الحقيقة التي لن يطول اختفاؤها.
ويضيف عن حكم الاختطاف في الشرع والقانون قائلا: الاختطاف جرم حرمته الشريعة فالشريعة التي حرمت اختطاف المال وسرقته, كيف تبيح اختطاف النفس, المسلم كله حرام دمه وماله وعرضه فكيف يجوز لمسلم أن يعتدي على أخيه ويتعامل معه بهذه الصورة، الاختطاف جرم محرم.
وعن الآثار التي تسببها هذه الأفعال في المجتمع يقول: لها آثار سلبية على الحياة والمجتمع فالمجتمع الذي تنشأ فيه هذه الظاهرة يتحول إلى مجتمع موحش شعاره الاعتداء والتطاول على الغير والتعامل العدواني مع الغير.
ما العمل الآن؟ يتصدر السؤال تفكير القارئ والمتابع، بالفعل ما العمل أمام الصحفيين والرأي العام لانتشال الصحافة والكلمة والحرية وإنقاذ الصحفيين من جحيم انتهاكات الميليشيات الحوثية، تبدو المهمة في بالغ الأهمية انطلاقا من ضرورة وجود فعل لا يتجزأ عن مقاومة الشعب للانقلاب والقضاء على التمرد وطمس الحقائق ، ومن أجل تحقيقها.
يرى الوسط الصحفي والإعلامي أن الحاجة للتأكيد على إنقاذ الصحافة من هاوية الانتهاكات الحوثية لا يمكن إلا بإرجاع الأوضاع في اليمن إلى ما قبل الانقلاب وإسقاط الدولة وفي الوقت ذاته الاستمرار في اتخاذ إجراءات لحماية الصحفيين.
#‏برنامج_التواصل_مع_علماء_اليمن
 

 

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

أمسية لبرنامج علماء اليمن في تعز تناقش المآسي التي يصنعها الحوثي في رمضان

أمسية لبرنامج علماء اليمن في تعز تناقش المآسي التي يصنعها الحوثي في رمضان

نظمت وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة ببرنامج التواصل مع علماء اليمن، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد بالجمهورية اليمنية، أمس، ندوة .. المزيد
ندوة لعلماء اليمن في تعز تحذر من محاولات الحوثي لاستنساخ التجربة الإيرانية

ندوة لعلماء اليمن في تعز تحذر من محاولات الحوثي لاستنساخ التجربة الإيرانية

برعاية من وزارة الأوقاف والإرشاد بالجمهورية اليمنية وبالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية .. المزيد
برنامج التواصل مع علماء اليمن ينظم ندوة عن الشعر ودوره في التصدي للمشروع الحوثي

برنامج التواصل مع علماء اليمن ينظم ندوة عن الشعر ودوره في التصدي للمشروع الحوثي

نظم برنامج التواصل مع علماء اليمن، الأربعاء بمقر البرنامج بالرياض، ندوة بعنوان: "الشعر ودوره في التصدي للمشروع الحوثي" ق .. المزيد
برنامج التواصل مع علماء اليمن ينظم ندوة لمناقشة أهمية قرار تصنيف الحوثي جماعة إرهابية

برنامج التواصل مع علماء اليمن ينظم ندوة لمناقشة أهمية قرار تصنيف الحوثي جماعة إرهابية

نظم برنامج التواصل مع علماء اليمن بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، يوم أمس الأول، بمقر البرنامج بالرياض، ندوة بعنوان: &qu .. المزيد